٥ | العالم الجديد.

1.6K 177 115
                                    

الفصل الخامس

***

أنهُ السقف، و لكنهُ ليس سقف غرفتي الأبيض.

رمشتُ مرة، ثم سبعة، و مع الرمشة الثامنة شهقتُ الهواء بذعر أنهض بجذعي العلوي و أنظر حولي، أنا أتذكر ما حدث قبل أن أغيب عن الوعي و ميلو الأخرق كان يحاول الإنتحار، و من ثم هناك الحلم الغريب الذي بدا واقعياً.

أليس من المفترض أن أنهض في المستشفى؟ ليس في..منزل خشبي؟ أين أنا تحديداً؟

هذه المرة كنتُ أشعر بجسدي و أطرافي، كما أنني رأيتُ للتو إنعكاسي في المرآة المقابلة للسرير الذي كنتُ نائمةً عليه مما يعني أنني لا أحلُم، و أنا بكل تأكيد لستُ في مكانٍ قريباً من منزلي أو المستشفى.

نظرتُ حولي، كانت الغرفة بأكملها خشبية الجدران، الحوائط و الأرضية و هذا يخبرني أن كامل المنزل خشبي، هناك أريكة متوسطة و مقعد أمام طاولة الزينة التي على رأسها مرآة أرى فيها شكلي المبعثر و المنبهر الآن، السرير متوسط لشخص واحد في زاوية الغرفة و بجانبي طاولة صغيرة عليها مصباح كهربائي، هناك مكتبة صغيرة هناك.

و عندما إنتقلتْ عيناي إلى النافذة التي كانت تشير إلى الغروب ربما تحركتْ عيناي فوراً إلى باب الغرفة الخشبي الذي فُتِح مصدراً صوتاً خافتاً و مزعجاً، و كاشفاً عن هيئة فتى غريب، أول ما إلتقطتهُ عيناي هو عيناهُ التي كانت تنظر حولهُ بفضول مع عقدة إستغراب بين حاجباهُ و كأنهُ لص يتأكد من خلو المكان قبل سرقتهُ.

رمشتُ أحبس أنفاسي، و سرعان ما إنتفضتُ عندما وقعتْ أعيُن ذلك الفتى عليّ حتى توسعتْ عيناهُ بذعر و دهشة، حاجباهُ إرتفعا بإندهاش و كأنهُ لم يتوقع أن يجدني و يراني هنا؟ أو ربما توقع أنني مازلتُ نائمة؟

و قبل أن أستدرك أي شئ مما يحدث الفتى أغلق الباب بقوة و بسرعة عكس الطريقة الهادئة التي فتح بها الباب قبل ثوانٍ، رمشتُ أربعة مرات متتابعة، ما الذي حدث للتو؟

هذه كانت..أجمل عيون قد رأيتها في حياتي!

أعلم أنني واعية و لا أحلُم، و هذا المنزل مع هذا الفتى لا يُشير إلى شئ سوى أنني ربما مختطفة، و أنا حتماً أحتاج إلى الخروج من هنا و العودة إلى أبي.

أزحتُ الغطاء الذي كان عليّ و أنا نائمة، قدماي الحافيتان لامستا الأرضية الخشبية القاسية و نظرتُ إلى نفسي جيداً، أبدو بخير، ملابسي كما هى لا آثار إغتصاب، كما أنني تحسستُ جيوبي و وجدتُ هاتفي في جيبي بالفعل كما كان قبل الركض بإتجاه ميلو.

هذا أبعد تماماً فكرة الإختطاف من عقلي.

و لكن أعلم أن الوضع ليس آمناً، الفتى الذي دخل للتو و كأنهُ يطمأن عن حالي يشير إلى أنني لستُ وحيدة هنا، و قد يكون هناك أشخاص آخرين في الخارج خطرين، لهذا أنا بحاجة إلى الهرب من تلك النافذة حالاً لأن فكرة الخروج من هذا الباب ليستْ آمنة و سليمة.

Colin Academy | أكاديمية كولين Where stories live. Discover now