مرت عدة أيام عادت فيهم علاقه كل من جميله و والديها لطبيعتها وأصبحت تتعامل معاهم بحريه من جديد.
تنهال عليهم بالأحضان والقبلاب بينما تكتم نوبات ضحكها علي اغتياظ سيمرائيل الذي لازمها اربعه وعشرين ساعه فوق الاربعه وعشرين ساعه في اليوم وكأنه من سكان المنزل ولكنه ساكن خفي لا يراه سواها.
كان دائمًا بجوارها او يقف أمامها خلف والديها وعيناه تشير لها بتحذير وغضب عند إقترابها من والديها، فتكتم هي ضحكها وتقترب منهم بتمهل وعلي ثغرها إبتسامه تحدي فهي تعلم أنه يجاهد حتي يصمد ولكنها تتلذذ بغيظه.
كما لاحظ والديها التغيير الجذري بها، فهي أصبحت أزهي من ذي قبل وكأن تضاعف جمالها كما تضاعف جمال قلبها وروحها لتصدع ضحكاتها مهلله تزين يومهم بالبهجه والسعاده.
تودت علاقه جميله وسيمرائيل فأصحبت تنتظر الليل بفارغ الصبر حتي يخلد والديها الي نوم بينما هي تجلس بغرفتها تثرثر وتضحك وتمرح مع سيمرائيل الذي لم يترك تفصيله تخصها إلا و أهتم بها.
كما كانت تعشق وقت الثرثره معه فهذه المواضيع التي يتحدث بها معها بمثابه كنز...!
الأن تعلم جيداً سر الجمله الشهيره عن الجان وهو أنهم خلف كل شي غامض في هذه الدنيا.
لقد تطورت معلوماتها بشكل فائق بالرغم من أن تلك الأسرار لا تعني شيئاً قيماً بالنسبه لسيمرائيل فهو كان يعطيها أقل القليل بحذز وليس أكثر من المستطاع والمباح أن تعرفه وبرغم ذلك كانت تصعق من وهل المفاجأه.
وبعدها تشعر بالتميز فهي تعلم ما لا يعلمه الكثير.
وبحلول المساء كانت جميله تتوسط الأريكه وسط والديها أمام التلفاز بغرفه المعيشه في بيتهم وسيمرائيل يجلس أمامها فوق المنضده الموضوع عليها التلفاز ويتأملها هو كمن يتأمل فيلم أكشن وتشويق مثير يعطي لها ولإنفعالاتها مع الفيلم كامل التركيز.
ومع إنتهاء الفيلم دقت الساعه العاشره و استعدوا للنوم جميعاً وتمكنت جميله من دورها جيداً في تمثيل النعاس وأنها ستخلد للنوم هي الأخرى.
دلف والديها لغرفتهم لتركض لغرفتها بلهفه وهي تغلق الباب من خلفها ثم وقفت بمنتصف الغرفة تبحث عن سيمرائيل.
شعرت بأنفاس ساخنه تهبط فوق عنقها وقبل أن تلتف شعرت بيده تحيط بخصرها من الخلف ثم جذبها نحوه ليصبح ظهرها فوق صدره.
أقترب بوجهه منها حتي لامست شفتيه أذنها وهبطت أنفاسه الحاره فوق عنقها قائلاً بهمس أجش
_ : أفتقد قربك.
أبتسمت بخجل وشعرت بالتوتر من قربه لذا حاولت تغيير الموضوع، وبمناسبة ما قاله، فمن الواضح أنه سيفتقدها كثيراً الأيام المقبلة فهي قد تذكرت للتو جامعتها.
قررت أن تذهب إبتداءاً من الغد وهذا سيكون أول لقاء حقيقي مع العالم الخارجي وأول تعارف عليها من قبل زملائها فالأن سيمرائيل أزاح ستائره عن أعينهم بناءاً علي رغبتها وسوف يفتح الطريق لهم ليتعرفوا عليها والتقرب منها كأصدقاء إن لم يتدخل سيمرائيل بالطبع.
تنهدت بثقل وظهر فوق قسمات وجهها الإحباط الذي لا يلائم الإبتسامة التي كانت تُزين ثغرها منذ قليل.
فهم سيمرائيل علي الفور ما تفكر به، لذا قال بنبرته الهادئه_: خايفة عليهم من مني؟
_ : خايفه من كل حاجة، خايفه بعد ما هبدأ أتعامل معاهم ويشوفوني علي حقيقتي أكون مِن مَن لا يستحقوا حب الناس..!!
_: خايفه ومش عارفه أتعامل معاهم إزاي واقول أيه وأسكت امتي..؟!..أكلم مين وأبعد عن مين؟!
ضمها إليه بعاطغه حتي التصقت بصدره ثم مد أنامله أسفل ذقنها ورفع وجهها إليه برقه حتي تقابلت أعينهم فرأي بريق الدموع بهم
أبتسم لها بحنان لتطمأن.
همس أمام عينها _: مش هسيبك لحظة، هتلاقيني دايماً معاكي.
أبتسمت عيناها قبل ثغرها وهي تنظر له بنظرات مابين الإمتنان والشكر.
أبتسم هو علي بسمتها وتنهد براحه لتجاوزها حاله الحزن التي اصابتها ثم هوي يطبع قبله شغوفه فوق وجنتها لتتورد وجنتيها فوراً وتخفض رأسها بخجل ليبتسم هو بإستمتاع قبل أن يفك حصاره من حولها ويجذبها خلفه : تعالي
تحركت معه دون أدنى كلمة أو إعتراض.
رأت أنه يتوجه بها أمام نافذه غرفتها التي لا تعلم متي انفتحت علي مصرعيها جال بخاطرها ذاكره ذلك اليوم المشؤوم وما رأته بخارج هذه النافذه من جسدها وهو يهوي فتراجعت تلقائياً وانتفض جسدها.
شعر هو برجفتها وخوفها ويعلم سببه بالتأكيد فألتف لها ثم أحاط كتفها بيده قائلاً أمام عينها بتسأول وغموض : خايفة؟
نظرت له بشرود عدة دقائق قبل أن تهز رأسها ببطيء بمعني لا.
_ : انا عارف إنه مش سهل عليكي تنسي الي حصل، بس خليكي واثقه فيا وإني مش هقبل أن يقربلك أي مخلوق سواء إنس او جن.
أبتسمت هي لجملته التي نجحت بالفعل في بث الراحه بداخل قلبها فأومأت له برأسها بهدوء ثم تحركت معه حتي وقفوا أمام النافذه.
كان منزلهم يطل على شارع واسع كبير يفصل بين البيوت مسافات لا بأس بها ، و كان بيتها يتوسط صف البيوت وامامه ميدان واسع وفي الجهه الأخرى يواجهه مسافه بين بيتين يظهر منها علي بعد جبل شاهق في منطقه خاليه وشبه صحراويه وزين القمر السماء الصافيه من فوقه وكانت العتمه والسكون هم المسيطرين في هذا الوقت علي القريه.
أخذت جميله نفس عميق فقد اغراها السكون والهواء المنعش ثم ألتفت لسيمرائيل بدون فهم وقالت بتساؤل
_: في ايه؟ هو احنا واقفين كدا ليه؟
كان ذراعيه يحاوطها فنظر لها ثم رفع يده تجاه الجبل وهو ينظر لها قائلاً بصوت رخيم غامض
_ : شايفه الجبل الي هناك ده؟
نظرت جميله في الإتجاه الذي تشير له يداه فرأت ذلك الجبل بوضوح ولكن أستعصي عليها أن تفهم ما علاقته الأن بحديثها فعقدت حاجبيها بدون فهم ثم نظرت له وسألته بفضول _ : شيفاه، ماله؟
_: أنتِ عليه دلوقتي.
كانت إجابته خرقاء بالنسبه لها ولم تستوعبها في بادئ الأمر حيث نظرت له ببلاهه وهتفت به بعدم فهم : ها؟
أبتسم سيمرائيل بثقه ثم أزاح يده من فوق كتفها وأبتعد عنها خطوه وهي لا زالت تحدق به ثم أشار حوله بكفه وهو يقول : أنتِ فوق الجبل يا جميله.
بدأت جميله تلف رأسها بتوجس وبطئ لتري الخلو يحيط بها من جميع الإتجاهات أخذت تدور حول نفسها بصدمة وهي تشهق غير مصدقه : ااا .. إزاي ده حصل؟
أبتسم هو بثقه وغرور متعجرف _: سؤال لا يليق بالجان.
وقفت هي تنظر حولها في حالة من الصدمة والتوتر وقد غلف الأجواء الصمت قبل أن يكسره سيمرائيل.
تحدث لها وكأنها طفلته ولكن لم يخلو صوته من القوه ورجاحه العقل الذي دائماً تبهر جميله
_ : الحاله اللي أنتِ فيها دي من الخوف وعدم الثقه بالنفس و الإحباط، بسبب عدم اتزان الطاقه جوا جسمك.
كان حديثه منمق ومنطقي لكن جميله لم يصل لها سبب قدومهم الي هذا الجبل لذا أخذ بيدها حتي يعلمها.
_: إحنا في جسمنا سبع شاكرات للطاقه أو عجلات الطاقه.
السبع عجلات دول كل واحده ليها اسم و وظيفه وعدم الاتزان في واحده منهم بيؤدي لخلل في وظايفها.
تابع حديثه وهو يري لمعان عينيها بفضول _:
حاله الخوف وعدم الثقه بالنفس والإحباط اللي عندك دي متعلقه ب عجله الطاقه" مانيــبورا " أو
" الضفيره الشمسيه "ودي مركز قوه الشخصيه والتطور النفسي.
_: الإختلال في توازنها بينتج عنه عدم الثقه بالنفس والقلق والخوف من مواجهه الأخرين وده بيؤدي للشعور بالأحباط والإكتئاب، إنما في حاله إتزانها دي بتعزز الثقه وبتدعم الذكاء وضبط النفس، عشان كدا الدكاتره النفسيين عندكم بتنصح " باليوجا " حيث أن رياضة اليوجا بتشتغل علي تصفيه الذهن وضبط الطاقه في الجسم وده هيوازن عجلات الطاقه وبالتالي البني آدم هيوصل لأحسن النتائج.
لم تتخيل أن الإضطرابات النفسيه وحاله التخبط التي تصيبها دائماً ولا تعرف سببها او الشعور المفاجئ بالأكتئاب وعدم الثقه بالنفس هذا ممكن أن يكون بسبب عدم إتزان الطاقه بداخلها فقط ليس إلا ..!! وأنها ببعض الراحه وتصفيه الذهن وتجديد طاقتها سوف تستعيد توازنها الداخلي وتعود أفضل من ذي قبل.
تنبهت حواسها حين أردف قائلاً بحزم
_: ودلوقتي لازم نعزز اتزان الطاقه في الضفيرة الشمسية ونجدد طاقه جسمك ومش هينفع تعملي ده غير لما تقدري تصفي ذهنك و توصلي لمرحله هدوء روحي باطني.
ثم تراجع عده خطوات للخلف وهو يشير بيده حوله وللسماء وتابع بثقه وهو يغمز لها بعبث
: وعلي ما اظن مفيش احسن من سيدنا محمد {ص} ناخده قدوه لما كان بيتعبد في غار حراء وبيبقا منه للسما وكان بيفضل يناجي ربنا لحد ما يرتاح.
دلوقتي عايزك تصفي ذهنك وتقعدي هنا تناجي ربنا لحد ما ترتاحي وأنا هفضل معاكي وجمبك لحد ما نشوف الشروق مع بعض، هيعجبك أوي المنظر وهيساعدك علي الاسترخاء.
كانت كلماته كالنسمه التي تهب بعد موجه حاره لتلطف الأجواء وتبرد قلبها.
اما هو كان يتابع السعاده الباديه في عينيها بإبتسامة رضا أتسعت حين قالت بصوت متحشرج وعيون ممتنه : شكراً ... انا بجد فرحانه اوي.
ألتفت تنظر للسماء بينما هو أخذ يتابعها من الخلف بنظرات عميقة من الصعب الوصول لمعناها ولكن تلك الإبتسامة التي تكاد تظهر فوق ثغره تؤكد أنها معاني سامية.
..........................
تململت في الفراش بعد أن وصل إليها صوت والدتها كالمعتاد : جميله يابنتي، قومي عشان تلحقي دروسك.
تثائبت بنعاس وبدأت ترفرف بأهدابها عدة مرات في محاوله منها أن تعتاد علي نور الشمس التي تخلل الغرفه عبر نافذتها ثم أعتدلت في فراشها وهي تنظر حولها بنصف عين وأخذت تسترجع الأحداث وتسأل نفسها كيف جائت الي هنا..!!
ولكن قاطع أفكارها صوت والدتها التي قالت
_: قومي يا حببتي أجهزي لحد ما أحضر لك الفطار.
أجباتها بصوت ناعس وهي تفرك عينيها : تسلمي يفوفه يا قمر .. أنا خلاص قومت أهو.
ضحكت والدتها علي ذلك الأسم التي اعتادت جميله أن تلقبها به في الأواني الأخيرة ولم تمانع هي بل أحبت كثيراً وأحبت شعاع البهجه والأمل التي انبعثوا من جميله.
أبتسمت لها ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها بهدوء وبطئ مما جعل جميله تلتف مرة أخرى وتنظر للنافذه المواجهه لفراشها بشرود وأخذت تتذكر ماذا حدث قبل مجيئها الي هنا.
** " FLASH BACK " **
كانت تجلس فوق صخره ضخمه يداعب الهواء خصلات شعرها الحريريه وتغمض عينها برقه حتي ترتخي أعصابها وتستمع بذلك الهواء النقي الذي أخذ رأتيها طريقاً له.
و ما دعم راحتها أكثر هو شعورها بوجوده بجانبها تشعر به وبأنفاسه مما أضاف دفئاً في روحها وجعلها تتمتع ببضع ساعات من الصفاء الذهني والروحي التي استطاعت ان تصل إليه لأول مره منذ بدايه حياتها فأخذت تناجي ربنا بذهن صافي وقلب ينبض راجياً في رحمه الله ولطفه.
كانت تسبح في ملكوت الله بدون هموم وكأنها ولدت للتو .. وبعد فتره سمعت صوته الدافئ يخترق ملوكتها بنبرته الحانيه التي باتت متيمه بها
_: جميله .. أفتحي عيونك.
فتحت عيناها علي الفور وكانت تهم بالنظر له ولكن عقد لسانها و أتسعت حدقتها حين قابلت عيناها منظر الشروق الأكثر من مبهر والتي لم تتوقع قد أن تري عيناها شيئاً بمثل هذا الجمال...!!
رفعت نظرها له قليلاً لتقابل عيناها ملامحه البشريه الرجوليه الصارمه هذه الدقن الخفيفه وعيون الصقر، هذا الأنف المدبب والعنق الطويل يتوسطه تفاحه أدم ،إنه حقاً وسيم، وسيم عن حق وللحظه بدون وعي منها شكرت الله أنه من الجان...!!!
نعم لقد شعرت أن يكون مخفي عن عيون البشر هذا من رحمه الله عليها فبالتأكيد إن كان علي مرأي العين لم تتركه إمرأه إلاه وألتهمته بعيناها ولكن هو....!!
هو لها فقط وهي الوحيدة التي لها كامل الحق بأن تتأمل به .. أبتسمت بخجل وأخفضت عيناها عنه بسرعة تعض فوق شفتيها السفلي بإرتباك علي تلك الأفكار وهذا الشعور التي يداعب قلبها لأول مرة.
تابعت الشروق ولكن ليس وحده فهناك من يجلس بجانبها ويجذب عينيها له أيضاً.
تثائبت بعد فتره بنعاس ودفنت رأسها بين ثنايا عنقه وشعرت بشفتيه فوق رأسها يقبل شعرها بنعومه فأبتسمت برضا قبل أن تترك نفسها تتذوق من طعم النوم المريح الهادئ.
** "END FLASH BACK" **
.....................................
خلص البارت.. 😙❤
بحبكم اوي وبستني رأيكم الدايم وتوقعاتكم للجديد.. 😙❤
_حابه اعرفكم ان المعلومات المذكوره في البارت صحيحه وتقدروا تتأكدوا منها من علي النت او الكتب العلميه الخاصه بعلم الطاقه.. حبيت افيدكم وتطلعوا من الروايه بحاجه مفيده خصوصاً انها تفسير لحاله الاكتئاب المفاجئ الي ساعات بتصيب اي حد فينا منغير سبب واضح واتمنى تجربوا الحلول البسيطه دي. انشالله هتكون بفايده.. عيزاكم تتبسطوا وتستفادوا.. 😉❤
_تاني حاجه بقا عايزه اشوف انتو مستنين مفاجأة اخر الاسبوع خصوصاً ان انتم الي بتطلبوها من زمان ولا لا؟!!!!
هحدد علي حسب الڤوت وتفاعلكم في الكومنتات خدوا بالكم.. 😉❤