"الفصل الثاني والعشرون"

46.4K 3.1K 652
                                    

شهر..
ثلاثون يوماً بلياليهم قد مروا ومازالت روحها تطفوا في المنزل..!!
لازلت استمع لضحكتها هنا ومزحها هناك وحزنها هنا بين احضاني..!!
ثلاثون يوم علي فراقك يا من يلتاع قلبي لرؤياك ولو للحظه فقد..!!
صرت اقضي ليلاي اتجرع كئوس الألم ودموعي تناجي ربي ان يمطر علي قلبي بالسكينه حين تزفي لي في منامي..!!
ألم اقل لكي يوماً انك دائماً تسكني هنا؟
هنا بين ضلوعي وبداخل ثنايا قلبي؟!
ألم اقل لكي انك دنياي وما لي بعدك بدنيا؟!
وها انا اصبحت روحاً فانيه وجسداً علي قيد الحياة من بعد هجرانك يا جميلتي..

شهقه تلو الاخري ودموعها تنهمر بغزاره ولا تستطيع منع تدفقها من مقلتيها التي تورمت اثر بكاؤها المتواصل..!!

تابعها جلال من خلف باب غرفتها الذي فتح قليلاً فنظر من ذلك الشق ولينفطر قلبه علي منظرها ويمسح دموعه المنهمره بسكون..!!
فشلت كل محاولاته كل تلك الايام الماضيه ان اثنائها عن البكاء ..!!
اصبح قلبه ينشق لنصفين نصف دفنه مع تلك البقايا التي دفنوها يوم الحادثه وقيلت انها اشلاء ابنته ونصف ينزف هنا لوجع عفاف الذي لا يستطيع منعه مهما طال الزمن..!!
لقد اصبحت هذه حالتها الدائمه ومن الواضح انها ستدوم أبد الدهر..!!
تنهدت بألم قبل ان يأخذ خطواته منكساً الرأس يجر كتفيه معه وتوجه للمسجد فهذا اصبح ملجأه ومسكنه حين يضيق به النفس في منزله فكل شبر به ينطق بذكره تخصها..!!

………………

تجلس فوق جزع شجره منقطع ويواجه تلك المياه الزرقاء مباشره..!!
تتغلغل اشعه الشمس بين خصلات شعرها لينعكس لونه البندقي ببريق يخطف الانفاس
وعلي ذكر الانفاس.. كانت انفاسها بطيئه متنهده تدل علي حزن وتشتت صاحبها..!!

رفعت رأسها وكانت عيناها بيان تخبطها الداخلي..!! ، مر شهر وهم معاً والغريب انه مر بسلام فوق المتوقع..!!!
لم يكن هناك ما يشغل باله إلا تدليلها فقط..!!
لقد اصبح ذلك الكوخ البسيط مشبع بذكرياتهم معاً في تلك الفتره القصيره فقد كان عشقهم  قلماً يخط بثقه في مؤلفات تاريخ العشاق.

ظهرت شبح ابتسامه حين تذكرت تلك المره الذي افاقت من نومتها تبكي كالاطفال بسبب ذلك الكابوس الذي افزعها وكانت علي وشك الانهيار ولكنه استطاع اصلاح الامر بجساره كمثل كل مره بل وافضل..!!

**"FLASH BACK"**

نفس الكابوس يتكرر .. هذه النيران التي تحاوطها من جميع الجهات..!! لا يوجد مفر ولا يوجد هواء للتنفس فقد تلك الادخنه السامه التي بالكاد تخنقها رويداً رويداً فتصبح وكأنها تشنق بالبطيئ..!!

تحاول ان تنادي عليه ولكنه لا يسمعها..!!
تراه ولكن من الظاهر انه لا يراها .. هو يقف بشموخ فوق تلك المنصه المهوله امامها ويحاوطه عده رجال تعجبت لهيئتهم..!!
فقد كانو جميعاً ذو بنيه ضخمه بشناعه ويقبض كل منهم فوق صولجان ضخم بيده بينما تغطي رؤوسهم عباءه سوداء تخفي ملامحهم ولذلك لم تستطيع تبين من هم..!!

عِشـقُ أمِير الجَـان | Elves' prince's adorationМесто, где живут истории. Откройте их для себя