رصاصة الرحمة

Par Moly154

4.6K 149 56

دي الحكاية الثانية من(حواديت أمل) رصاصة الرحمة أقسمت بربها وبذلك الحب الفطري الذى كُتِبَ له المهد بمهدها. عل... Plus

الشخصيات
الفصل الاول
الفصل الثالث
اعتذاااااار 📢
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
🔔ادعولي
الفصل الثالث عشر

الفصل الثاني

327 9 6
Par Moly154


الفصل الثاني

*مازالت علامات الاقتضاب والجمود ترتسم على وجهه فتحدث وهو يسلط انظاره باتجاه رحمة. والحقيبة الكبيرة الموضوعة  جوارها.

محمود : اهلا بالست رحمة، ايه اللي فكَرك بينا بعد السنين دى كلها، وايه الشنطة دى كمان، معقولة هتسيبي حبيب القلب وتيجى تعيشي هنا، ولا يكونش هو اللي زهق منك ومبقاش قادر على مصاريفك ومشّاكي عشان يعيش حياته ويشوف نفسه..

*اصابتها غصة موجعة واخذت تفرك اصابعها بتوتر شديد، وكادت عبراتها ان تتساقط، هى تعلم بصعوبة تلك المواجهة المؤجلة  التى طال انتظارها، ولكن لم تكن تدري انها ستكون بتلك الصعوبة.

رفقاً بي أيتها الدنيا الدنيئة يكفيني ما اصبتِني به من خِذلان،

استجمعت قواها ونهضت تلقي كلماتها عليه كالقنبلة

رحمة : اتحبس يا عمي، الغالي حبيب القلب اتحكم عليه بسنة سجن، وهو بنفسه اللي قاللي اجيلك استسمحك واتأسفلك على اللي حصل زمان  واعيش معاك عشان مبقاش لوحدي، وانا كنت فاكرة ان لسة ليا اهل اتحامى فيهم، بس يظهر ان مليش مكان في بيتك، انا اسفة اذا كنت ضايقتك بزيارتي عن اذنكو

*انهت حديثها وجذبت حقيبتها وهمّت لترحل لعالمها المجهول وقد استقرت بداخلها جميع اوجاع العالم..

  رحمة!!

هتف بها محمود ليستوقفها  بعد ان تبدلت ملامحه إلى الدهشة
واردف قائلا : استني هنا.. امته حصل الكلام ده؟

رحمة : اتقبض عليه من اكتر من شهر.. وآخر جلسة اللى كان فيها الحكم النهائي كانت من ايام..

. اقترب منها يجذبها من يدها برفق لتجلس جواره
تعالى يارحمة احكيلي اللي حصل

*امتثلت لأمره على مضض وجلست لتقص عليه ماحدث..

وبعد حديث طويل صمتت لبرهة وقد ارتسمت ملامح الحزن على وجهها حتى قطع محمود ذلك الصمت

محمود : يعني كل اللي حصل ده عشان ٢٠٠ الف جنيه؟ وايه اللي وصله لكده وداينه بالشكل ده؟

رحمة بأسف : طليقته السبب منها لله.. خدت اللي وراه واللي قدامه بحجة انها تأمن ابنها.

محمود : معلش نصيبه كده.. مشكلة شريف انه على طول فاكر نفسه ناصح وفهلوي وبيلعب بالبيضة والحجر. مع انه في الحقيقة غير كده.. عامل زى ابو لمعة..

اخرجت تنهيدة حزينة هاتفة : ربنا يفك كربه ويرجعهولي بالسلامة..

** انهت كلماتها ونهضت لترحل مجددا مردفة : عن اذنك. انا همشي ومش هضايقك تاني بمشاكلنا.

لم تستطع الحِراك سوى خطوة واحدة فجذبها مجددا بحنو واجلسها ثانية وقد لانت تلك المرة ملامحه بعض الشئ..

محمود : اقعدي يارحمة، ده بيتك يا بنتي وهتقعدي هنا معززة مكرمة فوق راس الكل، ده انتي بنت اخويا الوحيد اللي مكنش عندي اغلى منه، وزيك زي بناتي، انا كنت قاسي عليكي في الاول عشان اللي عملتيه زمان وغلطك في حقي ولما بعتي اصلك واهلك واختارتي شريف، انتي  كنتي لسة صغيرة  ومش فاهمة الدنيا كويس، شريف وقتها كان لسة شاب عضمه طري وكنت خايف عليكي لاحسن ميقدرش يشيل مسؤليتك ويحافظ عليكي، واحنا يابنتي مهما عيشنا في مصر ولّا حتى في المريخ هنفضل اصلنا صعايدة و عصبية و عوايد الصعيد هى اللي بتتحكم فينا. ويعلم ربنا ان كل فترة كنت بطمن عليكي من بعيد، بس من ييجي كام شهر كده تعبت وبعد ما دوخت ع الدكاترة اتحجزت في المستشفى وعملت عملية قلب مفتوح وفضلت فترة على ما فوقت وخرجت، و طبعا الدكتور نبه عليا متحركش كتير ومن ساعتها معرفش عنك حاجة.. بس كنت ناوي ابعت عبدالرحمن يطّقّس عليكي ويعرف اخبارك. لما ييجي اجازة من شغله..

**ربت على ظهرها بحنو واستطرد قائلا : قومي يلا مع مرات عمك  غيري هدومك وارتاحي شوية على ما يحضرولنا الاكل..

*امتثلت لأمره وقبل نهوضها امالت بوجهها ليداه تقبّلها هاتفة : حمد الله على سلامتك ياعمي.. واسفة على اللي حصل منّي زمان، بس زى ماانت قولت كنت صغيرة فعلا ومش فاهمة، حقك عليا، وشكرا انك وافقت تقعدني عندك.

محمود : مفيش شكر ولا حاجة، يا عبيطة ده انتي بنت الغالي يعني بنتي، قومي يلا..
واتجه بأنظاره لزوجته مكملا : خوديها يا دلال على اوضة البنات وجهزيلنا الاكل..

دلال : من عنيا التنين يا ابو عبده، هِمّي معايا يا بتّي ده احنا زارنا النبي والبنات عيفرحو جوي لما ينضروكي..

ودّعت عمها بنظرات شكر وامتنان وذهبت معها حيث الوِجهة المقصودة...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في مكان آخر

تفشَّت العفونة بأركانه،  وفاحت منه جميع الروائح 
  الكريهة وكأنه  مقبرة موبوءة احتضنت رُفات اردأ انواع البشر،بل إن بعض ممن يقطنون تلك المقبرة لا يمتّون لعالم البشر بأى صِلة، ولكن هناك قِلة قليلة ساقتها اقدارها رُغما عنها لتُدفَن بتلك المقبرة ويصك لها شهادة وفاة وهم مازالو على قيد الحياة، فأصبحوا كأموات أحياء، لا يملكون حق الحرية والحياة، ولا هم موتى بحق، فيرتاحوا من ظُلم وظلمات ذلك العالم العفِن الذي طالما أقهرهم، فلم تصعد ارواحهم لبارئها ليقتصر حسابها بين يدى الرحمن الرحيم، بل ظلت ارواحهم معلقة بين ماضٍ أليم وحاضر بغيض....... ومستقبل مُبهَم
إذا لم يقضِ حاضرهم على مستقبلهم

*جلس بأحد أركان تلك الزنزانة القاتمة والمُكدّسة بأشباه البشر كعادته منذ ان دفعه الحارس بها منذ ايام.. اخذ يسترجع ماحدث ويلعن بداخِله طليقته وعاصم، فهما سبب وجوده بذلك المكان بل هم سبب القضاء على حياته ومستقبله برُمَّته، اخذ يسترجع اخطائه ولكن ببعض من الإنكار بأنه لم يرتكب جرما فادحا، بل ألقى اللوم على تساهله الشديد مع طليقته التى لم تتوانى هى ووالدتها في ترك اى فرصة لاستنزافه وابتزازه بطفله.

قطع شروده دخول احد السجناء تبدو عليه ملامح الإجرام بشدة

فنهض الكثير يرحبون بعودته من التأديب

أحدهم : حمد الله ع السلامة يا سيد المعلمين نوّرت مكانك

أبو سريع : الله يسلمك يا وَلَه

آخر : الزنزانة كانت مضلِمة من غيرك يا معلم

ابو سريع وهو يزيحه جانبا من طريقه ليخطو باتجاه المكان المخصص له هاتفا : ماخلاص بقا انت وهو بطلو غاغة مكانوش كام يوم يعني في الانفرادي، والظابط الجديد حب يفرد عضلاته ويترسم، ماهو اصل الغُربال الجديد له شدّة، بس معلش بكرة نشوفلو سكة.

اخذ يسلط ناظريه على شريف المنزوي بأحد الاركان مشيرا لاحدهم هاتفا : انا شايف خِلَق جديدة هنا، حد علّم ع الوارد الجديد ولّا لسة

احدهم : ودي تيجي بردو يا كبير، محدش يستجري يعملها وانت موجود

اقترب بخطوات بطيئة ونظرات مُبهمة مبطنة بلمحات من الشر.

ابو سريع : اسمك ايه يا حيلتها؟ وجاى في ايه؟ فِزّ قوم

رمقه شريف باحتقار ولم يجب
وبذلك قد فتح على نفسِه ابواب جهنم على مِصراعيها وسيتجَرّع كؤوسا من عذاب الدنيا، ويسطر احداثا جديدة بملحمة أحزانه وقهره..
===============
في منزل هبة

على الهاتف

هبة : بجد!؟....... طب الحمدلله كنت خايفة لا يزعق معاكي او يضايقك

رحمة : لأ الحمد لله، انا نَفسي متوقعتش انه يعاملني كويس كده ويرحب بيا

هبة : ده بس عشان انتي طيبة وربنا بيحبك، المهم انا عرفتلك عنوان البيت والمكتب و كمان اتصلت وعرفت انه بيدوّر على محاسب، يعني فرصة جتلك على طبق ألماظ، بس اهم حاجة تلحقي تنفذي اللي اتفقنا عليه في اسرع وقت، يعني بكرة او بعده بالكتير عشان تلحقي قبل ما يشغّل حد غيرك.

رحمة : تمام ياهبة تسلميلي يا حبيبتي،معلش تعبتك معايا

هبة  : تعبك راحة يا ستي، هسيبك بقا عشان معاد الدوا بتاع ماما، سلام

رحمة : ماشي سلميلي عليها، سلام.

أغلقت الهاتف ونظرت امامها بنظرة ثاقبة إماءة على التفكير بما ستفعله، ولكن قطع تفكيرها دخول بنات عمها

فهتفت إحداهما : ها يا رحومة خلصتي؟

كااااااااات 📢 (بصوت المخرجين)

عهد ... فتاة في عامها الثاني بكلية التربية، تمتاز بالهدوء، والإنطوائية في بعض الأحيان، مجتهدة بدراستها وتهوى القراءة بأوقات فراغها.

رحمة : آه يا حبيبتي. تعالو اقعدو معايا

رمقتها اختها باعتراض هاتفة : إيه رحومة دي انتي جاية من العصر الحجري ولّا من عصر الديناصورات؟ قوليلها ريري أرق وأحلى

كاااااااات ٢

شهد..... فتاة بالثانوية العامة...  أصغر فرد بعائلة محمود.. مرحة للغاية ومشاكِسة لجميع مَن بالمنزل.. دائما ما تعارض اختها بكل شئ وتنعتها بأبلة نظيرة، وأحيانا ست الناظرة... أمّا هى فقد أستحوذت على لقب (فُرقُع لوز)، كما يطلقه عليها الجميع

عهد بتذمر : بقا انا جاية من عصر الديناصورات يا فرقع لوز انتى؟ يابنتى اتلمي ومتنسيش ان انا اختك الكبيرة

رحمة : مفيش فايدة فيكو، لسة ناقر ونقير زى زمان

شهد : هفوتهالك المرة دى بس عشان خاطر رحمة، عشان وحشتني

رحمة : انتو كمان وحشوني اكتر والله

شهد بتهَكُّم : آه ده بأمارة انك كنتي بتزورينا وتسألي علينا، يارحمة ده انا آخر مرة شوفتك كان من ييجي عشر سنين لما عزا عمو وطنت خلص، وقتها كنت فأولى او تانية ابتدائي تقريبا..

رُغم أنها لم تتفوه بحرف خاطئ إلا ان كلماتها قد اوجعت رحمة كثيرا

كثيرا ما تؤلمنا الحقائق فنحاول نسيانها أو طمس ملامحها عبر دروب الزمن.

لم تعلم رحمة ما الذي آلمها اكثر؟ اهى حقيقة وفاة والديها معا بذلك الحادث الأليم وهى مازالت لم تتخطى عتبة طفولتها؟

أم حقيقة ابتعادها وتخلّيها عن عائلتها   وكأنها كجزع أعوج شَذَّ و انحنى عن مسار جذوره الوثيقة، فأصبح جزعا طُفيلياً خاوٍ لم يستطع الصمود أمام أول زوْبَعة ترابية هاجمته  فانكسر وخَرَّ ارضاً بفعل الجاذبية التى كانت اقوى من أواصره..

ولكن هل يمكن ان تتجدد أواصره بتلك الجذور وتتشبث بها  لينمو من جديد ويصبح نباتا حسناً؟
         
            فلنَرَى.....

قذفتها اختها بالوسادة الصغيرة وأخذت تنهال عليها بسيل من التوبيخ كعادتها..

عهد : خلاص اتكتمي بقا انتي مفيش فايدة في لسانك اللي عاوز قطعه ده؟ عندك كلمة حلوة قوليها، معندكيش يبقى تخرسي خالص..

حاولت رحمة إنهاء ذلك الشِجار بعد أن تصنعت بعض اللامبالاة رغم  الحزن الشديد الذي يجيش بداخلها، فرسمت شبح ابتسامة وهتفت : خلاص يا عهد هى مقالتش حاجة غلط لده كله، وبعدين تعالو نحاول ننسا اللي فات ونفتح صفحة جديدة مع بعض..

اعترضت شهد كعادتها هاتفة : مش قبل ما تحكيلنا اللي حصل زمان.، انا كل اللي فكراه ان بابا وعمو شريف كانو بيتخانقو مع بعض وانتي قعدتي تزعقي لبابا وكان هيضربك لولا ماما حاشته عنك وبعدها مشيتي، وكل ما اسأل بابا ولا ماما يزعقولي ويقولو مش عاوزين نفتكر اليوم ده، وعبده اخويا إتِم وطالع لبابا متعرفيش تاخدي منه عُقّاد نافع ولا حتى كلمتين على بعض.. ها بقا احكيلي حكايتك مع عمو شريف عشان اسامحك انك بعدتي عننا

عهد : بردو يا شهد؟ قولتلك ميت مرة متدّخليش في حاجة متخصكيش.. إتلمي بدل ما اقول لبابا

رحمة : خلاص بقا بطّلو خناق... انا اصلا مخنوقة ونفسي اتكلم يمكن الوجع اللي جوايا يخف شوية..

استندت بظهرها للفراش وضمت كلتا ركبتيها الى صدرها واخرجت تنهيدة طويلة مُحمّلة بالحزن الذي امتزج بالحنين والاشتياق معا..

رحمة : هحكيلكو حكاية شريف ورحمة.. او بمعنى أصح حكاية عُمري، اللي بدأت من يوم ولادتي، كنت بالنسباله حب من اول نظرة زى ما بيقولو، حتى كان دايما يقوللي : انتى اللي خطفتي قلب شريف اول ما شافك وقسمتي روحه بينك وبينه، الحياة متتعاشّ من غير الرحمة اللي ربنا زرعها في قلوبنا ، والجنة مندخلهاش من غير رحمة ربنا اللي بيحاوطنا بيها ، انتي مش مجرد اسم.. انتي إحساس..

فلااااش باااااااااااااك

منذ عدة سنوات

توفى والِدا رحمة بحادث أليم على طريق سريع اثناء عودتهما من المصنع الذي يعملان به حيث اصطدمت الحافلة التي تنقل الموظفين بمقطورة شحن كبيرة محملة بأطنان من الاسياخ الحديدية فأودى الحادث بحياة الجميع..

وبعد إنهاء إجراءات ومراسم الدفن، أصر محمود على إقامة العزاء بمنزله باعتباره منزل العائلة سابقا قبل ان يشتري نصيب محمد ويصبح المنزل ملكاً لمحمود فقط...

وبعد انتهاء العزاء.. قام شريف بمناداة رحمة ليعودا للمنزل.

محمود بعنف : انت واخدها على فين؟ رحمة مش هتتنقل من هنا.

اختبأت رحمة خلف شريف وتشبثت به خوفاً من ان يرضخ لقرار عمها المتعنت بانفصالهما

شريف : ايه اللي بتقوله ده؟ ده على جثتي

محمود وطي صوتك واحترم نفسك يا واد وانت بتكلمني.. ده انا ادفنك هنا حى وملكش عندي دِيّة.. رحمة بنت اخويا وانا اولَى بيها منك..

شريف بعنف وقد جَن جنونه : هيا بيعة وشروة عشان تقول اولى بيها؟ وبعدين انا ليا فيها اكتر منك
بنت اخوك دي اتولدت ونزلت من بطن امها  على ايدي انا، لما كانت بتتعب انا اللي كنت بلف بيها مع اخوك على الدكاترة لحد ما تخف، انا اللي كنت بوديها واجبها م المدرسة، انا اللي كنت بذاكرلها، انا اللي بجبلها النتيجة واعمل فرح يوم نجاحها وكأني انا اللي نجحت، انا اللي عشت معاها كل لحظة في عمرها وكبرِت على ايديا. وانا اللي هعيش معاها اللي جاى لحد ما اشوفها احسن واحدة في الدنيا..

محمود : ياابني انت لسة حتة عيّل لا روحت ولا جيت، بلاش تتحداني بدل ما اكسر دماغك

اخذ محمود يجذب رحمة المرتعدة خلف شريف فنهرته وتشبثت بأحضان شريف هاتفة بكلمات قوية لم يتخيّل احد ان تخرج من فم  تلك الصغيرة.

رحمة : انا بكرهك يا عمي بكرهك. ومش هعيش معاك.. انا ابويا وامي ماتوا ومن انهاردة هعتبر انك مت انت كمان وان كل اهل ابويا ماتو...

محمود وقد أضرمَت كلماتها نيرانه فآخذ يتجه نحوها ليصفعها هاتفا: اخرسي يا كلبة..

كانت صفعته في طريقها لوجه رحمة لولا يد زوجته التي امسكت بذراعه، وشريف الذي وقف له كحائط صد منيع ليحمي رحمة كعادته..

دلال : لع يامحمود حلّفتك بالمراحيم كولّاتهم، دي بجت يتيمة ياخوى، والبت صغيرة يا نَضَري  ومعتعرفش هى عتجول إيه.

محمود : اوعي من وشي بدل ما ارمي عليكي اليمين.. رحمة مش هتخرج من هنا

شريف : طب ايه رأيك بقا هتخرج غصب عنك وهنمشي انا وهى دلوقت..

رحمة : حرام عليك انت راجل مبتحسش، عاوز تحرمني من الوحيد اللي فاضل ليا في الدنيا دي.. انا مش هسيب أبيه شريف حتى لو هتموتني..

محمود : لو خرجتي من هنا انا اللي هعتبرك موتّي، ومش هصرف عليكي ولا هبعتلك اى مليم، وابقي وريني هتعيشي ازاى وتكملى علامك ازاى، بكرة يسرّحِك خدامة في البيوت، ولّا تدوري على حل شعرك، وساعتها انا بردو اللي هقتلك وادفنك بإيدي قبل ما توسخي اسم العيلة يا بنت سعاد...

شريف : مش عاوزين منك حاجة، انا كفيل بيها، ولو اسم امي جه على لسانك تاني مش هعمل اعتبار لسنك وهقطعهولك بايدي..

جذب رحمة وغادرا وسط حنق الجميع على تلك الصغيرة التي باعت عائلتها بالرخيص البخس من وجهة نظرهم..

اما هى وشريف فبرغم الحزن الذي خيم على حياتهما  إلا ان كل منهما شعر بأنه امتلك الدنيا وما فيها لأنهما مازالا معا، وسيظلّا سوياً للأبد.

ونررررررررجع تااااااااااااني

ومن وقتها وانا وابيه شريف ما افترقناش غير من ساعة ما اتقبض عليه، وقتها حسيت ان روحي اتسحبت مني وبموت، بقيت عاملة زى الغريق في بحر ومش لاقي طوق نجاة، انا من يوم ما فتحت عيني على الدنيا وهو معايا في كل حاجة، ومش بعرف اعمل اى حاجة من غيره، تقدرو تقولو هو دنيتي..

شهد : معلش ربنا يرجعهولك بالسلامة، تصدقي زمان كنت فاكراه ابن عمي ، وبقيت بستغرب انكو اخوات بس اسم بباكو مش واحد، احكيلي بقا مامتك وعمو الله يرحمهم اتجوزو ازاى؟

رحمة : لااااااا ده انتي فاضية ومصدقتي بقا.. انا خلاااص صدّعت من الكلام، سيبيني ارتاح انهاردة وبكرة ان شاء الله اكملّك الحكاية..

عهد وهى تجذب اختها نحو الخارج : خلاص يا شهد ماتبقيش زنانة، نامي انتي يارحمة وارتاحي واحنا هنخرج نذاكر برة..

خرجت الفتاتان فأخذت رحمة تحتضن الوسادة لتذرف دموعها وتكتم بها صرخاتها حتى لا تتسلل لأسماع احدهم بالخارج.

اخذت الذكريات تمر امام ناظريها كشريط متواصل. جمع جميع ذكرياتها بوالديها، وذكرياتها معه. حبيبها الاول وعاشقها ومعشوقها..
وبعد فترة من الوقت أغمضت عينيها بوهن على صورته التي لا تفارق خيالها ووجدانها وقلبها..

علّكِ تنعمين بنومةٍ هادئة أيتها الرحمة
================
فضلا ليس امرا. ارجو التصويت (الڤوووووت)
في رعاية الله يا حلوين

رصاصة الرحمة
بقلم (أمل الريفي)

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

492K 11.2K 39
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
33.5M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
266K 9.4K 40
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
334K 26.9K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...