الفصل الثاني

327 9 6
                                    


الفصل الثاني

*مازالت علامات الاقتضاب والجمود ترتسم على وجهه فتحدث وهو يسلط انظاره باتجاه رحمة. والحقيبة الكبيرة الموضوعة  جوارها.

محمود : اهلا بالست رحمة، ايه اللي فكَرك بينا بعد السنين دى كلها، وايه الشنطة دى كمان، معقولة هتسيبي حبيب القلب وتيجى تعيشي هنا، ولا يكونش هو اللي زهق منك ومبقاش قادر على مصاريفك ومشّاكي عشان يعيش حياته ويشوف نفسه..

*اصابتها غصة موجعة واخذت تفرك اصابعها بتوتر شديد، وكادت عبراتها ان تتساقط، هى تعلم بصعوبة تلك المواجهة المؤجلة  التى طال انتظارها، ولكن لم تكن تدري انها ستكون بتلك الصعوبة.

رفقاً بي أيتها الدنيا الدنيئة يكفيني ما اصبتِني به من خِذلان،

استجمعت قواها ونهضت تلقي كلماتها عليه كالقنبلة

رحمة : اتحبس يا عمي، الغالي حبيب القلب اتحكم عليه بسنة سجن، وهو بنفسه اللي قاللي اجيلك استسمحك واتأسفلك على اللي حصل زمان  واعيش معاك عشان مبقاش لوحدي، وانا كنت فاكرة ان لسة ليا اهل اتحامى فيهم، بس يظهر ان مليش مكان في بيتك، انا اسفة اذا كنت ضايقتك بزيارتي عن اذنكو

*انهت حديثها وجذبت حقيبتها وهمّت لترحل لعالمها المجهول وقد استقرت بداخلها جميع اوجاع العالم..

  رحمة!!

هتف بها محمود ليستوقفها  بعد ان تبدلت ملامحه إلى الدهشة
واردف قائلا : استني هنا.. امته حصل الكلام ده؟

رحمة : اتقبض عليه من اكتر من شهر.. وآخر جلسة اللى كان فيها الحكم النهائي كانت من ايام..

. اقترب منها يجذبها من يدها برفق لتجلس جواره
تعالى يارحمة احكيلي اللي حصل

*امتثلت لأمره على مضض وجلست لتقص عليه ماحدث..

وبعد حديث طويل صمتت لبرهة وقد ارتسمت ملامح الحزن على وجهها حتى قطع محمود ذلك الصمت

محمود : يعني كل اللي حصل ده عشان ٢٠٠ الف جنيه؟ وايه اللي وصله لكده وداينه بالشكل ده؟

رحمة بأسف : طليقته السبب منها لله.. خدت اللي وراه واللي قدامه بحجة انها تأمن ابنها.

محمود : معلش نصيبه كده.. مشكلة شريف انه على طول فاكر نفسه ناصح وفهلوي وبيلعب بالبيضة والحجر. مع انه في الحقيقة غير كده.. عامل زى ابو لمعة..

اخرجت تنهيدة حزينة هاتفة : ربنا يفك كربه ويرجعهولي بالسلامة..

** انهت كلماتها ونهضت لترحل مجددا مردفة : عن اذنك. انا همشي ومش هضايقك تاني بمشاكلنا.

لم تستطع الحِراك سوى خطوة واحدة فجذبها مجددا بحنو واجلسها ثانية وقد لانت تلك المرة ملامحه بعض الشئ..

رصاصة الرحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن