الفصل الخامس

196 6 2
                                    

        الفصل الخامس.

بعد عدة أيام من ممارسة العمل بشركة عاصم العزاوي

عاد من وجهته وعلامات السرور على وجهه فاتجه لمكتبها على عجالة..

عاصم : وشك طلع  حلو عليا يا رحمة ودماغك دي دهب.
.. ..

انتفضت ترفع وجهها عن تلك الأوراق الماثلة بين يديها تتبين من ملامحه وهيئته سير مخططها على مايرام

رحمة : خير يافندم؟

عاصم : خير الحمد لله المناقصة رسيت علينا والبركة في أفكارك الجامدة، طلعتي ذكية جدا وشاطرة، وعشان كده ليكي شهر مكافأة.

رحمة : مبروك ياعاصم بيه، بس أنا معملتش حاجة استحق عليها مكافأة لإن ده شغلي.

عاصم : لأ طبعا تستحقي، ده لولا أفكارك المذهلة مكناش كسبنا المناقصة، وبعدين أنا مش قولتلك بلاش حكاية عاصم بيه دي، يا رحمة انا مش مولود بمعلقة دهب يعني ولا جاى من الزمالك، ده انا واخدها من تحت أوي لحد ما ربنا كرمني ووصلت للي أنا فيه، فبلاش بقا كلمة بيه دي عشان بتضايقني. تمام؟

رحمة : تمام يامستر عاصم كويس كده؟

عاصم : آه كويس، أومال بطاقتك فين عشان نكمل بيانات العقد و نمضيه؟.

رحمة : منا قولت لحضرتك قبل كده انها ضاعت مني وعملت بدل فاقد،وكلها يومين واستلمها.

عاصم : أوك  عشان نكمل البيانات  وكمان عشان التأمينات.

رحمة بفزع : لأ تأمينات لأ

أثارت دهشته فأكمل   : غريبة! أول مرة أشوف موظفة ترفض إن يتأمن عليها من رب العمل، ده في ناس ممكن تعمل مشاكل وتسيب شغلها عشان حكاية التأمين دي، وبعدين أنا هعمل كده لضمان حقك. يعني أمان ليكي انتي.

رحمة : معلش بلاش عشان معاش بابا كده ممكن يتقطع.

عاصم بتفهُّم : خلاص زى ما تحبي، أنا داخل مكتبي ولما تخلصي الورق اللي معاكي ابقي هاتيهولي أمضيه.

غادر لمكتبه وتركها تشتعل بلهيب إبغاضِها له، تساورها انفعالات الغضب والنفور المحتدمة وتعصف بخلجاتها، فأخذت تحاور دواخل روحها الثائرة بذلك الحديث :
عن أى أمانٍ تتحدث أيها الوقح وأنت من حطّمت أماني وأردته كعصفور برئ كُسِر جناحيه وانتُزِع من عُشه المَكِين ومُستقرِّه الأمين  وأُلقى به في قفصٍ صَدِئ عَفِن فحُرِم حريته وحركته، وحُرِمَ عيشه الهانئ بعشيرته .
عن أى أمانٍ تتحدث يا مَن سَلَبْت أماني وتركت كلٌ منا وحده بلهيب الفَقْدِ يحترق و يعاني.

قطعت سيل سخطها وحنقها على ذلك البغيض   الذي أطاح بأمانها الماثِل بشريفها مُتذكرة أمر ما

فلاش بااااااك.

بعد انتهاء الفتاتين من مخطط الانتقام من عاصم صاحت هبة وهى تخبط جبهتها بتذكر أمر ما قد غفلت عنه

رصاصة الرحمةWhere stories live. Discover now