الفصل الحادي عشر

140 13 2
                                    

الفصل الحادي عشر

رجاءاً التصويت إذا تكرمتم (*)

وصلت لذلك الباب الموصَد أمامها وهمّت تفتحه ولم تَكَدْ تخطو خُطوة واحدة نحو الدَّرَج فوجدت من يجذبها من مِرفقها عائداً بها للخلف

: رحمة تقبلي تتجوزيني ؟

إلتفت تطالعه بذهول فتلاقت الأعين ولأول مرة تُمعن النظر بعينيه فتأكدت من الحديث السالف لصديقتها وابنة عمها اللتان تختلف شخصيتهما كلياً كاختلاف الليل والنهار وتبعُدان كابتعاد المشرق عن المغرب ولكنهما اتفقتا على ذلك السحر المنبعث مع بريق عينيه، كسهمٍ نافذ انطلق من قَوْس رامٍ بارع فأصاب وِجهته المقصودة دون أدنى عناء.

ثوانٍ قليلة لم تتخطى ثلاث أو أربع توقف عندها الزمن وانفصلت كلياً عن العالم المحيط بها، حتى صدح بداخلها صوتان تعرفهما جيداً، نعم إنهما العقل والقلب واللذان صرخا معاً لتنبيهها وإخراجها مما يُحاك لها "أنِ استفيقي رحمة مما أنتِ عليه وتذكري لِما أنتِ هُنا، إثأري لنفسك وأخيكِ قبل أن تسحبك شِباكه إلى جحيمه بلا رحمة " وسرعان ما استجابت لذاك النداء ونفضت عنها قبضته المتشبثة بها لترفع يدها باتجاه وجهه لتلقينه صفعة نارية تلهبه هو وتُهديء من أجيج لهيبها، ولكنها بائت بالفشل بمنتصف طريقها حيث باغتها برفع ذراعه يلتقط كف يدها براحَته ويعتصرها بقبضته الفولاذية فكادت أن تصيبها بالشلل

: إنت اتجننت؟! إزاي تسمح لنفسك تمسك إيدي بالطريقة دي

عاصم بعد أن ألقى يدها بعنف : أقسم بالله يارحمة لو فكرتي تعمليها تاني لهيكون آخر يوم في عمرك، ولو حد غيرك كان زمان روحه طلعت في إيدي على العَملة دي.

رحمة بإصرار وأعين يتطاير منها الشرر : ولو كررت عملتك دي تاني ومسكت إيدي هيكون ده نفس ردّي وأعلى ما في خيلك اركبه.

صر على أسنانه وحاول التمتع بأقصى درجة لضبط النفْس والتي لم تكن من عاداته مطلقاً، فكظم غيظه على إهانتها له واعتبرها رد فعل طبيعي مُجابه لفعلته الحمقاء التي لم تكن بالحُسبان، وشرع يمسح وجهه بكفيه كي يهديء من تلك النيران الثائرة بداخله.

عاصم : ماشي يارحمة ودي كمان هعديهالك، على فكرة انا ندهت عليكي لما خرجتي من مكتبي ، ولما مسمعتنيش عشان كان واضح انك سرحانة جيت وراكي ألحقك قبل ما تخرجي من المكتب وتنزلي ، عشان كده مسكتك ماهو مش معقول هجري وراكي على السلم ولّا في الشارع عشان اتكلم معاكي.

رحمة : ولا تجري ورايا ولا تتكلم معايا، لو سمحت سيبني أمشي وطلبك مرفوض، ولو على الشغل فاعتبرني مُستقيلة.

عاصم بعنف : رحمة انا صبري له حدود وانتي استنفذتي كل طاقتي بجد، اقعدي يابنت الحلال اسمعي مني الكلمتين اللي هقولهم وامشي، أنا مش هاكلك يعني ولا هعمل فيكي حاجة وحشة لا سمح الله.

رصاصة الرحمةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora