« الفصل السادس »
*صلّ على سيدنا محمد*
صباح يوم جديد في تمام الساعة التاسعة صباحا ، بعدما انتهوا من تناول الطعام صارت معه حتي باب المنزل ، ليستدير إليها يردف بنبرة هادئه : متتعبيش نفسك ، ومتعمليش شغل كتير .
أبتسمت تهز رأسها بإيجاب وهي تردف: حاضر .
امتدت يده تتحسس بشرتها بحنان ، يردف بنبرة بنبرة يشوبها بعض الغموض : ولو حد خبط متفتحتيش غير بالأسدال .
قطبت جبينها بتعجب فمن ذا الذي سيأتِ غير والدتها أو شقيقتها لكنها هزت رأسها مرة أخري تردف بطاعه : حاضر والله ، حفظت ومش هعمل غير كدا .
ابتسم لها ابتسامه هادئة ، ليميل عليها يقبل جبينها بحنان لتغمض هي عيناها تستمع لهتافه بنبرة محبة : تسلملي حبيبتي المطيعه .
فتحت عيناها تطالعه بإبتسامة ، مستمتعه بتلك الأحاسيس التي تراودها حينما يقترب منها .
أخرجها من دوامه تلك المشاعر صوته الذي امتلاء بالخبث : منستيش حاجه .
ابتعدت عنه بخجل تردف بخجل بعدما هزت رأسها بنفي : لا ، منستش .
ابتسم يجذبها نحوه ، ياخذها داخله يحتضنها بقوه مقرباً وجهه من وجهها حتي أصبحت المسافه بينهم لا تعادل السنتيمترات يسألها بنبرة خبيثة : متأكدة ؟!
تحدثت بتوهان من تلك المشاعر التي عصفت بها خاصه حينما نظرت إلي عسليته التي تسحرها وتجعلها تقع بعشقه مرة بعد مرة :هاا
أبتسم داخله لحيائها في كل مرة يكن بجوارها ليردف مكرراً علي مسامعها : بقول متأكده انك منستيش حاجه ؟
فتحت عيناه تطالعه بخجل لتقترب من وجنته اليمني تقبله تحت خجلها الذي يعشقه ومن ثم ابتعدت بإستحياء نحو غرفتهم ، لتُزين وجهها إبتسامة عاشقة حينما أرتفع صوته يردف بخبث : هتروحي مني فين ؟! لما اجيلك بس .
ومن ثمّ خرج بابتسامه سعيدة ارتسمت علي وجهه ، ليبدأ لسانه يحمد علي تلك الزيجه التي يقسم بأنها رزق من الله له ، بينما هي رفعت رأسها عالياً تطالع سقف الغرفة بسعادة بالغة ، لتتنهد داخلها بفرحة ومن ثم تتحرك لتصلي الضحي .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وسط حالة من الهدوء كان يقف داخل الشرفة يتطلع حوله بشرود تام ، يتذكر حديثها معه في مكتبه ، ارتشف رشفة من كوب القهوه الذي يمسكه بيده ، لتمر لحظات حتي عاد يفكر فيما حدث بينهم .
""
سمح للطارق بالدلوف حينما استمع إلي طرقات غاضبه علي باب مكتبه ليراها تدفع الباب بغضب وهي تنظر حولها تبحث عنه لتجده يجلس علي مكتبه يطالعها بنظرات باردة ، كان يعرف بأنها ستأتي .
طالعته للحظات حتي فتحت فاهها تردف ببكاء و تساؤل غاضب : أنت بتعمل معايا كدا ليه ؟
تنهدت بحزن داخلي حينما طالعها للحظات بنظرات هادئة حتي تحدث بنبرة امتلئت بالجفاف و البرود : بعمل ايه ؟
تسألت بنبرة مرتفعه لم يعتادها منها : بتعمل ايه ؟ قصدك مبتعملش ايه ؟!
لحظات وكان يستقيم في وقفته ، يردف محذراً إياها بهدوء غاضب : صوتك يا مي .
تجاهلت كلماته لتكمل بنبرة باكية :حرام عليك بقي انا تعبت ، تعبت من المعامله اللي زي الزفت دي ، من البرود اللي ملازمك في كل كلمه ، تعبت من عمايلك اللي مش عرفالها سبب .
صمتت لثوان تبتلع ريقها ، تطالعه بنظرات متعبة مع هتافها بألم : عاملني ولو لمرة واحده كويس ، لمرة واحده بس يا حازم .
تقلصت ملامحه أقل من خمسة ثوان ، ناظرها بجمود استطاع منه إخفاء تلك المشاعر التي راودته الآن كحال كل مرة يري دموعها .
ليستدير بجمود يوجهه بصره نحو الشرفة ، يطالع تلك الحديقة بنظرات باردة قبل هتافه بنبرة هادئة عكس ما بداخله من غضب : نكمل كلامنا بعدين يا مي ، ده مش مكان نتكلم فيه .
تنهدت بصوت مسموع تطالع ظهره للحظات حتي ارتفعت يدها تمسح عبراتها بألم ومن ثم تلتفت لتتركه وحده يطالع أمامه بنظرات جامدة .""
عاد من شروده يتنهد بضيق داخلي ، ليرفع بصره يطالع السماء ليلفت نظرة سحاب قد تشكلت علي هيئة فتاه تبكي ، شبهها سريعاً بمن أحتلت تفكيره منذ ذلك اليوم أعتاد أن يري الحزن يكسو عيناها منذ خطبتهم ، أرجع رأسه للخلف يستند برأسه علي الحائط، لتخرج منه تنهيدة طويلة تعبيراً عن ما يحمله صدره .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في المساء بدلت ملابسها بعدما أغتسلت بمنامة صيفية ، جمعت بين اللونين الأبيض و الأسود ، الجزء الاعلي منها يظهر ذراعيها و البنطال يصل إلي ما قبل ركبتيها بقليل.
وقفت أمام المرآة تصفف خصلاتها البنية بابتسامة محبة ، فمعشوقها اقترب موعد مجيئه ، وضعت الفرشاه أمامها بعدما عقصت خصلاتها علي هيئة ذيل حصان ، لتطالع نفسها في المرأه بإبتسامة صافية حتي أستمعت لرنين الباب فارتدت أسدالها سريعاً لتري من جاء .
فتحت فاهها تنظر أمامها بذهول ، رمشت بعيناها عده مرات تتأكد من ما تراه ، لحظات مرت بينهم لم تكن سوي نظرات مندهشة منها وسعيدة منه ، عادت ترمش مرة أخري حتي سمعته يردف بمشاكسة : إيه يا بت لا سلام ولا كلام ؟!
ارتسمت إبتسامة واسعة علي شفتيها تردف بسعادة بعدما أقتربت منه لترمي بنفسها بين أحضانه :أمير . وحشتني أوي يا أمير .
دمعت عيناها بسعادة بالغة ، ليبتسم الآخر بعد لحظات مع هتافه بمرحه المعتاد محاولاً تلطيف الجو : يابت ابعدي عايزة اشوف الابتسامه الحلوه .
ابتعدت عنه بعد لحظات تسأله بغضب مصطنع : أنت متعرفش تكون اخ جد ولو لمره ؟!
صفعها علي مؤخرة رأسها بخفه مع هتافه بنبرة مرحة : لا يا اختي معرفش ، تابع متسائلاً : و بعدين هنفضل نحب في بعض من علي الباب كدا كتير ؟!
لكزته بجانبه لتهتف وهي تبتعد عن الباب ليدلف بضيق مصتنع : لم لنفسك يا زفت ، ومن ثم تابعت وهي تنظر له بتحدي : ولا تحب أقول لاحمد ؟
أبتسم عليها يردف بخوف مصتنع : لا وعلي ايه ! الطيب احسن .
ضحكت علي كلماته ودة فعله المصطنعة بجدارة ، لتهتف بضحك : الله يكون في عون اللي هتتجوزك يا أمير .
جذبها من ملابسها ليردف بغضب مصتنع : الله يكون في عونها ايه يا بت أنتِ ؟ دي كفايه أنها هتشيل أسمي .
ضحكت تهتف بفزع مصتنع : هدي نفسك بس يا عم هدي نفسك ، انا بهزر .
تركها وهو يعدل ملابسه : ايوه كدا ناس متجيش إلا بالعين الحمره .
تتنهد بفرحه تردف بسعادة : والله كان واحشني هزارك يا أمير .
تابعت بتساؤل :صحيح ، أنت نزلت مصر امتي ؟
طالعها للحظات بابتسامة هادئه حتي هتف : امبارح ، لا وايه أحمد و حازم كانوا معايا امبارح في المطار .
صرخت بذهول ترمش بعينها بعدم تصديق : نعم !
أحمد يعرف انك جيت امبارح لا وكمان هو اللي جابك من المطار .؟
هز رأسه بإيجاب ومن ثم تابع بخبث : هو مقالكيش علي الصاروخ اللي كانت في المطار امبارح ولا ايه ؟
قطبت ما بين حاجبيها للحظات حتي هزت رأسها تهتف بتساؤل : صاروخ ايه ؟
غمز لها وهو يردف بنبرة هادئة : واحده من معجبين أحمد المنشاوي ، استرسل حديثه بخبث : إنما إيه مزه مزه يعني .
غامت عيناها بحزن لثوان ، تتنهد بخوف ضعيف من ذلك الشعور الذي راودها لكنها هزت رأسها بنفي ، تردف بغيظ ونبرة واثقة من حب زوجها لها : مهما حصل مش هيبص لغيري فريح دماغك ، وبطل توقع بينا .
ضحك الآخر يسألها بمرح : ديماً فهماني كدا؟
أبتسمت تهز رأسها بسعاده ، لتمر لحظات حتي لمعت عيناها بعشق لتردف بنبرة محبة : تعرف يا امير أنا لو لفيت العالم كله مش هلاقي حد زي أحمد ، لا في حنيته ولا خوفه عليا ولا حبه ليا .
زادت لمعة عيناها مع أكمالها بنبرة سعيدة بعدما التفتت له : علشان كدا عمري ما شكيت ولو للحظه ان ممكن يبصي لوحدة غيري ، أحمد لو حوليه بنات حواء كلهم عارفه أنه مش هيبص لغيري.
أبتسم أمير علي تلك اللمعه التي أمامه ، أدرك داخله مدي عشقها لزوجها وحبها له ، ليهتف بسعادة متذكراً رد فعله حينما حدثته تلك الفتاه بالأمس : ربنا يسعدكم يا حبيبتي ويعمر بيكم برضا ربنا .
تنهدت تهتف بدعاء : يآرب يا أمير ، يآرب.
تابعت بتساؤل : مش بتفكر في الجواز يا أمير ؟
أبتسم داخله فور تذكره من أرادها له منذ عدة سنوات ليسألها بمراوغة : إيه عندك عروسه ؟
هزت رأسها بنفي تردف بجديه :لا ، أنا بسألك .
هز رأسه بإيجاب يهتف بشرود نسبي : قريب ان شاء الله .
ارتسمت ابتسامه سعيدة علي شفتيها تسأله : بجد يا أمير..!
هز رأسه مرة أخري بإيجاب فأكملت بتساؤل وفضول :طيب أمتي؟
صفعها علي مؤخرة رأسها بخفه ليردف : يا بت مش قولتك قريب ؟
تابع بغيظ : أنا جاي اصوم هنا ولا ايه ؟
ضحكت وهي تعتدل في وقفتها لتردف بابتسامة : لا طبعا ، دقائق وأجيلك .
أنهت حديثها بتحركها من أمامه تدلف للمطبخ ، غافلة عن من فتح باب المنزل بابتسامه هادئه ليردف بترحاب : البيت نور يا عمنا .
أبتسم الآخر يردف بغرور مصتنع : عارف .
رفع حاجبه الأيسر بعدما أخذ وسادة صغيرة وقذفه بها ، وهو يهتف بضيق مصتنع بعدما جلس بجواره : يحرق دمك .
دلفت بابتسامه سعيدة ، تحمل بين يديها طاولة متوسطه الحجم ، لتتسع أبتسامتها وهي تناظر زوجها ، مرت ثوان حتي أختفت سريعاً حينما رأت اختفاء أبتسامته التي تبدلت علي الفور منذ أن رآها .
وضعت الاطباق علي الطاولة ، بملامح متغيرة ، تنظر إلي احمرار عيناه دليلاً على غضبه ، تحمد الله علي إنشغال أمير بهاتفه حتي لا يريد تلك النظرة التي رمقها بها .
بينما الآخر أغمض عيناه لثوان يحاول أستعادة هدوءه ، وأخفاء ذلك الغضب الذي سيلقيه عليها ولكن ليس الآن ، يكره أن يعرف أحد مشاكلهم ، عاد لفتحهما من جديد بابتسامه هادئة قد رسمها بكل مرونة .
مر الكثير وقد أنخرط كلاً من أحمد و أمير في الأحاديث ، في حين كانت تلك المسكينة تجلس بصمت ، تستمع لحديثهم بشرود ، تطالع ملامحه بترقب ، تحاول فهم أسباب غضبه حتي أغمضت عيناها حينما أدركت سبب غضبه .
حذرها كثيراً أن لا ترتدي أي لباس مكشوف او قصير أمام أحد ، علمت الآن لما نبه عليها في صباح اليوم ، تنهدت بخفوت وضيق من نفسها ، فهي كانت ترتدي الآسدال لكنها خلعته حينما وجدته شقيقها.
أخرجها من شرودها صوت شقيقها الملاحظ لصمتها منذ فترة طويلة ، تسأل باهتمام وهو يناظر علامات التعب علي وجهها :مالك يا ميادة ؟ شكلك تعبان .
تحدثت بابتسامه متوتره حينما وجه أحمد بصره نحوها : مفيش يا أمير انا كويسه الحمدلله ، مصدعه بس شويه لأني صحيت بدري النهارده .
هز رأسه بتفهم يردف بهدوء :طيب قومي نامي ، وريحي جسمك .
كادت أن ترفض لكنه عاد يهتف : انا قاعد مع أحمد ، فنامي أنتِ .
هزت رأسها بإيجاب ، لتستقيم في وقفتها تقترب منه لتحتضنه بحب ، ويربت هو علي ظهرها بحنان ، ومن ثم ابتعدت عنه بعدما ودعته ، تتحرك أمامهم لتتابعها
عيناه حتي أختفت من أمامه ليهتف أمير بغيظ طفيف : خلاص يا عمنا مش هطير ، ركز مع أهلي بقي في الموضوع اللي هحكيلك عليه .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعد حوالي ساعه كانت تحيط بنفسها داخل الفراش ، تغمض عيناها حينما شعرت به يفتح باب الغرفة بهدوء غاضب ، طالعها بملامح هادئة للحظات قبل اقترابه منها يقف أمامها مباشرة ، يضم يداه إلي صدره بهدوء مصطنع ، يعلم أنها مستيقظه يظهر ذلك من ارتجاف عيونها وجسدها ليهتف بعد لحظات بهدوء عكس ما بداخله : فتحي يا مياده .
رغم رغبتها في فتح عيناها إلا أنها زادت من إغماضها بلا أرادة منها ، لا تود رؤية الحزن في عيناه وربما الغضب القليل أيضاً .
ليتنهد الآخر بعدما طالعها لبضع ثوان أخري حتي تسأل بنبرة هادئة : هتمثلي انك نايمة كتير ؟!
تنهدت تفتح جفونها ببطء تنظر له بحزن ظهر واضحاً داخل مقلتيها ، ليباغتها بنظرات أعلمتها كم غاضب هو ، طالعها للحظات قبل هتافه بنبرة هادئه مصطنعه : عاملة نفسك نايمة ليه ؟!
ضغطت علي يدها بتوتر داهمها من نبرته الهادئة ، لتفتح فاهها بعد ثوان تردف بنبرة يشوبها الحزن : أنا تعبانه وجايلي نوم .
رفع حاجبيه يطالعها بابتسامه باردة قبل ترديد كلماتها : تعبانة ، وجايلك نوم !
زاغت ببصرها في جوانب الغرفة ، تحاول فتح فاهها ومحاورته ، لكن الكلمات لم تسعفها إلا بجملة صغيرة وكأنها لا تعلم سبب غضبه كانت كفيلة بثوران غضبه الذي حاول كبته : أحمد ايه اللي حصل ؟
رفع حاجبيه يسألها بنبرة غاضبة : حصل ايه ، أكمل بصوت يشوبه السخرية : مش عارفه حصل ايه ؟!
تنهدت تهز رأسها بنفي رغم علمها سبب غضبه ، أتراه يدلك مقدمة رأسه لعده ثوان تحت مطالعتها له حتي
رأته يتحرك من أمامها ليحضر أحد الكراسي.
ومن ثم يعود ليضعه أمامها حتي يجلس فوقه بهدوء غاضب ، أردف بهدوء مصطنع بعدما بات يجلس في مواجهتها : طالما مش عارفه يبقي أفهمك أنا .
ظفر يسألها بنبرة غاضبة: أنا قولت لما يكون حد هنا تلبسي ايه .؟!
أبتلعت ريقها تجيبه بنبرة تحمل الخوف القليل : ألبس الاسدال .
رفع حاجبيه بحده يطالعها بعيونه الغاضبه ليسألها بهدوء مصطنع : يعني قولت ؟!
صمتت تطالعه للحظات حتي هزت راسها بإيجاب جاعله إياه ينتفض من موضعه يقترب منها أكثر متسائلاً بهدوء غاضب : وأنتِ عملتي أيه .؟!
تنهدت تهتف بعدما أشارت بملابسها القصيرة : قعدت كدا ، قدام أمير .
نزلت دموعها حينما ضغط علي معصمها تستمع لهتافه بغضب مشتعل : أنا مش نبهت عليكِ الصبح ..؟!
هزت رأسها تردف بحزن متناسية ضغطه علي معصمها ، : أحمد أنا معلمتش حاجه لكل ده.
كانت كلماتها وسيلة بسيطة جعلته يردد كلماتها بغضب حارق : معملتيش حاجه.
هزت رأسها بإيجاب تردف بصوت باكي : أمير بيكون أخويا يا احمد .
هتف بغضب دفين مطالعاً ملامحها : أخوكِ .
أكمل بمشاعر غاضبة تفور داخله : كام مرة نبهت عليكِ متقعديش باي لبس قصير قدام أي حد؟
أغمضت عيناها لتناسب كل الدمعه المعلقه باهدابها تردف بحزن داخلي : أحمد دراعي وجعني .
نظر لها مطولاً ، متفحصا مظهرها الضعيف وعيونها الحمراء من البكاء ، وجهها الذي كسته الحمره ، ليزوغ ببصره ناحية معصمها للحظات حتي تركه بغضب من نفسه ، لم يشعر بحاله وهو يقترب منها وهاهو معصمها قد تغير لونه من ضغطه عليه .
ابتعد عنها بغضب داخلي ، نيران الغيره تشتعل داخله ، غاضب لكونها لم تستمع لكلماته ، حتي لو كان شقيقها هو يغار عليها ، بينما هي تابعت تحركه بعيداً عنها ، تحاول جاهده فهم ما يدور في رأسه .
حتي سمعته بعد دقيقة من الصمت مرت عليها بصعوبة : بصي بقي عشان أنا زهقت من تكرار نفس الكلام كل مرة ، مهما اتكلمت مفيش فايدة ، اقولك أنا لا هزعق ولا هتعصب أكتر من كدا ، فأبعدي عني و متتكلميش معايا لحد مهدي ، لأني حقيقي علي أخري .
ثوان وكانت تستقيم في وقفتها ، لتتقدم نحوه بارهاق تهتف بحزن داخلي وعيون دامعة : بالله بلاش تكست ، مبحبكش تسكت ، حقك عليا مش هعمل كدا تاني .
تنهد يهز رأسه نافياً يردف بنبرة هادئه نسبياً : ميادة سبيني أهدي الأول وبعدها نتكلم.
هزت راسها نافية تردف بألم داخلي بصوت مبحوح : طيب أتعصب عليا ، زعق ، أعمل أي حاجه لكن مسكتش بالله يا أحمد.
رفعت يدها تهزه بضعف حينما طالعها بنظرات جامدة تهتف به بنبرة حزينة : أحمد رد عليا .
نظر لها بضع ثوان حتي أغمض عيناه يردف بنبرة هادئه: دي مش أول مرة .
أكمل بعدما ثبت بصره عليها يطالعها بلوم ، لتقابل هي نظراته بنظرة غائمة ، مليئة بالحزن : انا مخنوق دلوقتي بلاش نتكلم عشان خاطري.
هزت راسه بموافقة تسأله بعدما رأته يتحرك ناحية المرحاض : احط الأكل؟
هز رأسه نافياً يهتف بنبرة هادئة قبل دخوله للمرحاض ليستحم : مش جعان .
تحركت تجلس علي فراشها تضع وجهها بين يديها تبكي بنبرة منخفضة ، حقاً لم تود أغضابه ، لكنها أخطأت قد أخبرها أكثر من مرة بأن جلوسها أمام أحدهم ايان كان من هو بتلك الملابس يغضبه .
مرت دقائق حتي شعرت به يفتح باب المرحاض ، لترفع يدها تمسح دموعها قبل تحركها أمامه لتخرج له ملابس لكنه أشار لها بيده قبل هتافه: انا هطلع لبسي .
نادته بصوت مبحوح فاستدار يطالعها بهدوء حتي تحرك ناحيتها يقبل رأسها بحب لتغمض هي عيناها براحه ، ليردف بنبرة هادئة : سبيني أهدي الأول وبعدها نتكلم .
ابتعد عنها يطالعها بمشاعر هدأت قليلاً من ثوران غضبه ، لتهز رأسها بموافقة رغم تعب قلبها ورفضه لذلك الصمت الذي تعرفه جيداً .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تابعوني +تصويت للروايه.
دمتم سالمين وفي حفظ الرحمن.