رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)...

By asmaa487

37.2K 3.7K 3.6K

" هل كانت الحياة تظلمني دائماً بهذا الشكل ؟! .. ألا يمكنني الراحة ابداً ؟! .. ألا يمكن ان احيا كما بقية الخ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
Part 25✨النهاية

Part 5

1.4K 160 202
By asmaa487

انتشر نور الشمس من بين تلك الغيوم .. كان الصيف يودع ايامه ليقترب مصافحاً الشتاء قبل ان يذهب لعالمه الخاص و يحل الشتاء ببرودته و رياحه  و ثلوجه .. بمثل هذا الوقت كان الليل قد حل وتوسط القمر السماء المعتمة التي تنيرها النجوم ..

بإحدي القصور الخاصة بعائلة فيلارد كانت الموسيقي تضغي علي اصوات المدعوين بعد ان فاز جون فيلارد بإحدي الصفقات المربحة ليقوم بالاحتفال بقصر والدة مع مجموعة من كبار الاعمال ..

رغم ان الجميع يحتفل كان آلفين يقف بالشرفة بعيداً عن كل شئ و كأنه ليس احد افراد تلك العائلة ابداً .. كان يكره شئ اسمه ازدحام او احتفالات كهذه بها جمع غفير من الناس لذلك يتجنب المخالطة و يذهب لمكان هادئ لا يعمه الفوضي ولا ثرثرة الناس .

يستند علي الدرابزين و يحدق بالسماء التي بالكاد تمنع تلك الكرستالات من السقوط بينما يحرك الهواء خصلاته الذهبية .

اقترب منه شاب بالتاسعة عشر طويل القامة ليقف بجانبه و يظهر فرق الطول بينهما فنظر له آلفين و ابتسم قائل : لما تركت الحفلة هنري ؟

ابتسم هنري و نطق بهدوء : انها ممله وانا لا اود ان اتركك بمفردك آلفين .

عبس آلفين ونطق بانزعاج : يا احمق اذهب اليهم .. ثم انا لست صغير لتأتي وتؤنس وحدتي .. الجميع يعلم اني اكره الحفلات لذا اذهب فقد يحتاجونك .

اقترب هنري بقامته ونطق بابتسامة : لن افعل أيها الطفل الكبير .. انا هنا مع صديقي و اخي الصغير ولن اتركه .

تنهد آلفين بقلة حيلة و نظر للسماء مجدداً .. علاقته منذ ذلك اليوم تحسنت كثيراً مع هنري الذي ندم لما كان يفعله و ندم لسماعه لكلام والدته .. كان قد ابتعد هنري عن والدته لفتره لا يحدثها حتي عادت لا تتحدث عن آلفين بشئ سئ بينما اخته ديانا بالفعل علاقتها جيده مع آلفين .

":_آلفين ما رأيك ان نتجول بالخارج ان الجو رائع للتجول ".

نطق و انقبض قلب آلفين لسببٍ ما ليعترض متحججاً بالحفلة الا ان هنري سحبه عنوة ليخرج الاثنان خلسه من الباب الخلفي .

بعد دقائق كان الاثنان يسيران علي الرصيف بينما يتحدثان معاً بكل أريحية و ضحكاتهما تعلوا بالطريق .. كان آلفين مستمتعاً بالذهاب معه الا انه تذكر رايان لينطق مقاطعاً حديثهما : هنري .. رايان بالتأكيد سيغضب لاننا نتجول بدونه .

ابتسم هنري بينما يدفن يداه بجيبي بنطاله و نطق : لا بأس سنحاول مصالحته حين نعود .

حل الصمت بينهما لبعض الوقت قطعه آلفين يسأل بتوجس : هل عمتي كلوديا ستغضب لانك معي ، هنري ؟

اختفت ابتسامة هنري و نطق بتنهيده عميقة : لن تغضب هي فقط .. لا اعلم ما بها تجاهك انت ووالدتك و لكن أظن انها لن تغضب و لكن انسي امر امي ، ما رأيك ان نشتري شئ نأكله ؟

أومأ آلفين ليتابع الاثنان السير علي الرصيف لعلهما يجدا محلاً لبيع المواد الغذائية بهذا الوقت .

رفع آلفين عيناه محدقاً بالطريق امامه حتي خيل له شخصاً ما واقفاً بالظلام و يتحرك تجاههما ولكنه لم يعيره انتباهاً بل تابع طريقه مع ابن عمته ..

مر الاثنان بجانب الرجل الذي يرتدي الاسود و يقف علي الرصيف و آلفين يتجنب النظر إليه حين وجد نفسه بعينان ذلك الاسود و لكنه تابع السير مع هنري ليمر بجانبه ..

كاد يطلق زفيراً مرتاحاً لمرورة ولكنه شعر فجأه بهنري يجذبه للجهه الاخري لتمر تلك السكين من أمام ناظريه وماكاد يقف حتي دفعه هنري للامام صارخاً به ان يهرب قبل ان يمسك بيدي الرجل الذي كاد يقتله بسكينته الحادة ..

توسعت عين آلفين و أبى ان يترك هنري وحده ليواجه هذا الرجل ليتقدم بسرعه محاولاً مساعدته الا انه توقف فجأه بعد ان شعر برأسه يصعق بضربه توجهت من الخلف بغدر فتشوش بصرة ونزل علي ركبتيه وكفه تعانق مؤخرة رأسه شاعراً بشئ دافئ بدأ يسيل بكل انسيابيه ، ولم يكد يفعل شئ الا ان اخرون ثبتوه بقوه فصرخ هنري بهم محاولاً ابعادهم عنه بعد ان افقد الاخر توازنه الا انه بالفعل لم يكمل ليتوقف بعد ان ادخل الرجل الملفح بالسواد سكينته بظهر هنري فتوسعت عين آلفين بصدمة و أبت الكلمات ان تخرج بعد ان طُعن ابن عمته أمامه و بسببه !!

":_اظن ان فقدت شخص من اسرتك سيكون رائعاً ، أليس كذلك يا آلفين ؟!"

نطق الاسود بابتسامة خبيثه فتحمل هنري ألم جرحة ليعاود مهاجمة الرجل الا ان الاكبر كان أقوي ليمسك بيديه يصده ثم ركله فسقط هنري أرضاً يتلوي بألم الا انه تحامل علي نفسه لينقذ آلفين ولكن لم يتركوه يفعل الا حين أمسكه رجل أخر ليطعنه بمعدته بقوة فتناثرت دمائه ومعها توسعت عين آلفين الذي شل بالكامل بينما يري ان الرجال بدأوا بالفعل يتناوبون بطعن هنري امامه بأماكن متفرقة بدون رحمة حتي سقط ارضاً و دمائة تسيل بغزارة ، فهمس بصعوبه بينما يجذب نفسه بضعف من بين ايديهم : هنري ؟! .. هنري ؟! .. اتركوني .. لا ..

حدق هنري بضعف بابن خاله وهمس باصرار :_ اهرب .. يا .. آلفين ..

":_ماذا يحدث ؟ .. ابتعدوا !"

صرخ صاحب الصوت بينما يركض تجاههم سابقاً براون الذي بالفعل تجمد بصدمة حين رأي ما حدث ليركض بسرعه تجاه اخوته بينما بالفعل سبقه رايان ..

جذب الرجل هنري ليقف رغماً عنه متجاهلاً من يركض تجاههم ونظر بنظرة حاقده لآلفين تزامن هذا مع شعور آلفين بتلك الايدي تتركه وقبل ان يتقدم لهنري الذي بالكاد يتنفس حتي رأي ذلك الرجل يدفعه ناحية الطريق باتجاه شاحنة مسرعة كانت بالفعل قادمة .

شعر آلفين بتوقف الزمن او انه يتحرك ولكن ببطء شديد بينما يري رفيقه يسقط تجاه الشاحنة وخلال ثواني انتشر دمائة مغرقه اياه ليكون أخر مشهد يري به ابن عمته قبل ان يصرخ باسمه صرخة مصدومة متألمة تملأها مشاعر عدة ملأت تلك السماء الغائمة التي ضربها البرق بقوة لتبدأ هطول تلك الامطار وكأن السماء أيضاً تبكي موته ..

وصل بعدها الجميع بعد فوات الاوان ليجدوا آلفين منهاراً بين يدي رايان يصرخ و يبكي بشده وقهر بينما جثة هنري مشوهه بالفعل ولم ينتهي هذا الا بكلمات سامة خرجت من فم كلوديا بكل حقد و غضب و حزن تتهمه بمقتل ابنها لتكون أخر ذرة تحمل منه قبل ان ينهار بينهم فاقداً الوعي ليبقي بالمشفي لايام و اسابيع وكل يوم يستيقظ بحالة نفسية تسوء يوماً بعض يوم ليضطروا لادخاله مشفي نفسية للعلاج بها و بصعوبة و بعد شهور من العذاب و الكوابيس عاد لطبيعته او هذا ما ظنه الجميع دون ان يعلموا ان داخله شئ تفتت لمليون القطع التي لن يصلحها مرور الزمن ولا حتي الندم او الحزن فبالنهاية .. هو من كان سبباً بموت رفيقه ، ابن عمته الذي كان يعتبره كأخ له !

*
*
*

انتشر الثلج و غطي ارض مدينة انجلترا بغزارة و كأنه يستعد للاحتفال بعيد رأس السنة .. ورغم ذلك كان الناس يتجولون بالشوارع و الاطفال يلعبون و يركضون و اخرين يتزلجون .. كانت الشوارع تعمها الفوضي والاحتفال ولكن بعيداً عن تلك الاجواء المبهجة .. عمت الكئابة القصر مجدداً بعد ان غادرتها بيوم من الايام ..

بداخل احد الغرف كان يستلقي علي بطنه بالسرير بصمت و عيناه ترتكز علي نقطة وهميه بالجدار المقابل لبصره .. فاقداً للاحساس لكل شئ حوله و فقط ذاكرته تعرض عليه ذلك اليوم المشئوم !!

رمش بهدوء و بطء بينما يحدق بالفراغ .. لم يكن ينتبه او يسمع الطرق علي باب غرفته الذي لم يتوقف لدقائق فكل تفكيره منصب بعالمة الخاص المظلم الذي لا ينيره تلك الذكريات المؤلمة .. عالم مظلم يشعر بالراحة من خلاله و ينسي ما حوله .

توقف صوت الطرق للحظات ليصدر صوتاً ما من جهة الباب قبل ان يفتح ليظهر آلبرت بمفردة بعد ان أبعد الجميع بالفعل عن الغرفة طالباً منهم ان يبقوا بمفردهم لبعض الوقت .

وضع آلبرت مفتاح غرفة الاصغر بجيبة وتحرك تجاه من لم يبالي بدخوله ابداً بعد ان أغلق الباب خلفه بإحكام و تنهد بخيبة أمل واضحة منزعجاً .

سحب كرسي بيده ليضعه بعصبية بجانب السرير و جلس عليه مكتفاً ذراعية لصدرة بينما يضع قدماً علي الاخري منتظراً من الاصغر ان ينتبه له الا ان آلفين لم يبالي ابداً و أغمض عيناه ببرود لينام .. هو لا يريد محادثة أحد فلما الجميع يريدون ان يثرثروا معه ؟

":_ آل ، اريدك في امر ما ".

نطق آلبرت بهدوء وصمت منتظراً اي استجابة من ابنه الذي يحبس نفسه بغرفته منذ خمس أيام دون التحدث مع احد من يوم الحادث بعد ان استيقظ ووجد نفسه بسريره بقصر والده .

":_آلفين ! انا أكلمك ".

بصوت حاد نطق ليعقد الاصغر جبينه باستياء و يعتدل جالساً علي السرير و بالفعل عيناه لم تستقر الا علي يديه المعقودة باضطراب متحاشياً النظر لوالده .

تنهد آلبرت بارهاق و نطق بينما يحدق به : لماذا لم تخبرني بما يحدث معك يا آلفين ؟

عقد آلفين جبينه باستياء ضاغطاً علي قبضتيه و نطق بخفوت : و ماذا سيفيدك ان اخبرتك ام لا ؟

":_انا والدك يافتي .."

_"وانا لست صغيراً أبي ."

":_بل مازلت صغيراً آلفين ."

صمت آلفين عن المجادلة أكثر بينما تنهد آلبرت بإحباط و نهض تاركاً كرسيه ليتجه للنافذة المفتوحة ينظر للسماء التي انتشرت بها الغيوم بكثرة ونطق بهدوء : آلفين لماذا لا تفهم اننا خائفون عليك ؟ و خاصةً حين لم يوافق رايان ان يأتي ليراك ، اخبرني ما المشكلة التي حدثت بينكما ؟!

تقلصت ملامحة ألماً حين ذكر والده اسم رايان ليجد ان دموعه تأبي البقاء بين جفناه أكثر و كأن بذكر ان هناك مشكلة حدثت بين الاثنان كان كالمفتاح الذي فتح القفل لتتحرر مشاعرة المكبوته و خاصةً لانه سريع التعلق بالاشخاص بحياته و لانه يكبت أكثر مما يظهر .. هو حقاً متعلق برايان بشدة بل بجنون و خاصةً بعد مقتل هنري بتلك الطريقة الوحشية أمامة .. لا يريد له ان يبتعد ، يكفي افتراق الاخر عنه و عن الجميع بسببه .

اقترب آلبرت ليجلس علي السرير قربه و انحني تجاهه ليضمه لصدرة لافاً ذراعية حول جسد الاصغر الذي بادل والده يبكي بقوة و كأنه بذلك يشتكي لوالدة عن كل ما مر به .. هو حقاً خائف و بشدة ولا يعلم مما هو يخاف بالضبط .. أهو خائف من الافتراق ؟ .. ام خائف من الصداقة مجدداً ؟ .. ام خائف من الاثنان ؟ .. هو حقاً لا يعلم ولم يعد يفهم مشاعرة .. كل شئ أصبح مشوش بشدة .. أفكارة تنحدر للاسوأ .. و تتمركز فكرة واحدة بعقله .. انه جالب للمشاكل لكل من حولة ! .. هذا حقاً كثير .. كثير لدرجة أرهقته حد النخاع !!

":_أبي لماذا انا سئ الحظ هكذا ؟ .. لما لا احد يريدني ان أعيش .. "

همس بصوت متألم ومتقطع بينما يدفن وجهه بكتف والده الذي شدد علي عناقه أكثر مقاطعاً اياه بينما يمسح علي رأسه بهدوء : لست سئ الحظ صغيري .. الامر فقط ان الظروف تقف ضدك قليلاً .. ثم ان الطيبين يحدث معهم هذا ولكن الاقوياء فقط من يتحملون تلك الصعاب .. حاول ان تتخطي فقط الماضي لتعيش حياتك حراً .

حل الصمت علي الغرفة والاصغر يفكر بكلمات والدة قبل ان يردف بحزن : لكن .. لكن أبي ماذا عن رايان هو لا يحدثني ؟

تنهد آلبرت بتعب .. فهذه أول مشكلة تحدث تسبب افتراق الاثنين عن بعض !

أبعده لينظر لوجهه و ارجع شعرة للخلف مبتسماً و نطق : لا اعلم ما المشكلة التي حدثت بينكما ولكن ان كنت انت المخطئ فعليك بمصالحة رفيقك ، لا تتركة غاضب منك .

أومأ آلفين و داخله يتمني حقاً ان تعود صداقتهما مجدداً : حسناً ابي و شكراً لوقوفك بجانبي .

ابتسم آلبرت و تحدث بينما ينهض : سأذهب أنتظرك بالاسفل .

ابتسم آلفين و اومأ بخفه ..

.
.
.

**
بعد يومين !

تثائب بقوة وملل بينما يجلس علي مكتبه الدراسي و امامة توزعت مجموعة من الكتب الدراسية و الملازم ولكن عقله لم يكن بتلك الاحرف واللغات التي داخل الكتب التي امامة بل يفكر بشئ أخر تماماً .

ضغط علي يده قبل ان يرفع هاتفه ينظر له مستعداً للاتصال علي رفيقه ليطمئن عليه لكن يد امتدت تمنعه بينما يتحدث صاحب اليد ببرود : لا تفعل يا احمق ..

رفع بنفسجيتيه لخاصته البنية فيما اكمل بيتر بهدوء و استياء : ان فعلت و اتصلت به انت سيضيع كل ما فعلته .. عليه ان يعلم انك صديقه وعليه اخبارك بكل ما يجري معه وان لم يفعل دعه ليفعلها حقاً ان كان يعتبرك صديقه .

ضغط رايان علي قلبه و أومأ موافقاً.. دائماً يتنازل فلما الان لا ينتظر ان يتنازل آلفين لأجله ؟

فجأة علا صوت رنين عالي من الهاتف فنظر الاثنان له ليجدا اسم آلفين يتوسط الشاشة فأراد رايان ان يرد الا ان بيتر تدخل مجدداً ومنعه متحججاً بسبباً أخر حتي أدخل الشك بقلبه تجاه آلفين الا ان الهاتف لم يتوقف عن الرنين لينطق رايان بقلة صبر : لا اتحمل أكثر اود محادثته .

:_اذاً حادثه واجعله يظن انك مازلت غاضباً منه .. جادله قليلاً .

نطق بيتر بهدوء و ابتسم بأخر كلامه لرايان الذي لم يشك للحظة واحده ان بيتر يحرضه و يفسد العلاقه بينه و بين اقرب الاشخاص اليه و رايان مثل الاحمق صدق ان بيتر يحاول اصلاح ما بينهما!

":_نعم ، ماذا تريد ؟"

نطق رايان ممثلاً البرود بصوته و هذا آلم قلب آلفين الذي نطق بتلعثم و حزن بينما يسير بالشوارع الرئيسية بطريق الاكاديمية بينما السماء تمطر عليه : اعتذر رايان لم .. لم اقصد .. ازعاجك ابداً .

همهم رايان بضجر مصطنع و نطق : هل انهيت كلامك ؟ .. اذاً وداعاً ..

قاطعه آلفين بسرعه بينما يتوقف عن السير :_اسمعني فقط .. سأشرح لك .."

قاطعه هذه المرة رايان بينما يجيبه ببرود بينما ينظر لبيتر الذي يشير اليه بما يقوله :_ابتعد عني آلفين لم اعد اريد رؤية وجهك .. مجدداً !.

صمت رايان و ضغط علي يده وقلبه يسأله .. كيف استطاع النطق بهذه الجملة ؟ .. أهو حقاً لم يعد يريده ؟ .. ام هو احمق ليقولها لرفيق طفولته ؟

اما آلفين فدخلت تلك الكلمات البسيطة كالسيف بقلبه .. هل رفيقه لم يعد يريده ؟ .. هل اخطأ هو ليحدث ذلك ؟ .. هل هو يبعده عنه الان ؟

نطق بحزن و ألم بينما يحتضن الهاتف و يقف بوسط المطر الغزير مهملاً نفسه : هل .. هل تريد مني .. الابتعاد يا رايان ؟!

تابع رايان و ضغط علي قلبه و نطق وقلبه يملأه الحزن : لم يعد يهمني من يبتعد او يظل .. يمكنك الذهاب لم... .

قطع كلامه ولم يعد يستطيع المضي اكثر و اكمال ما سيقوله او ما اراده بيتر ان يقوله والذي كان يبتسم بخبث خلفه لان علاقة الاثنان تقترب من الانقطاع نهائياً .

تساقطت دموع آلفين و اختلطت بمياه المطر .. شعره الاشقر الطويل التصق علي وجهه و جبينه بشكل فوضوي غير ملابسه التي اخذت نصيبها من البلل .. الان كل شئ انتهي ؟!!

رفع آلفين كفه و مسح دموعه .. ان كان رفيقه يريد ذلك فله اذاً ان يحقق اخر طلب له .. بما انه هو اصبح وحيداً الان !!

:_رايان .. شكراً .. شكراً لكل ما قدمته لي سأنفذ لك رغبتك تلك .

نطق آلفين بابتسامة حزينة تخفي تلك الانفجارات الداخلية المكتومة .. حقاً لقد استنزف كل ما لديه من طاقه فلم يعد هناك مجال ليجعله يتابع أكثر !

توسعت عين رايان بصدمة و قلق وهمس : ماذا ستفعل آلفين ؟

كل شئ انهار الان .. لم يعد يتحمل ان يسير بتلك الخطة مجدداً و سيعترف الان له ... الا ان آلفين قطع قوله قبل ان ينطق به و بصوت هادئ بارد كالجليد به الكثير من الحزن .. الفراغ و الالم : شكراً علي كل شئ رايان .. هذا وداعي الاخير .

سأله رايان سريعاً بينما يقف دافعاً بالمقعد ليقع ولم يبالي غير بصديقه الذي يعلم جيداً ان وراء كلماته فعل أشد خطورة وقد لا يصل اليه بالوقت المناسب : أين انت آلفين ؟ .. انا اعتذر..

صمت و توقف قلبه حين قطع الخط بينهما لتدور التساؤلات بعقله وقلبه .. ماذا فعل ؟ .. ماذا سيفعل رفيفه ؟ .. هل هو اخطأ ام علي صواب ؟ .. ماذا عن آلفين هل هو المخطئ ام كانت حريته لعدم البوح بمكنون قلبه ؟

تشبث بالهاتف للحظات و هو يقف ببهوت فأراد بيتر محادثته و ايقافه عن التفكير بآلفين :_اتركه يا رايان انه لا يستحق صداقتك .. انه مجرد مختـ..

الا ان رايان دفعه عنه و هتف بحده و غضب كبير احتل الحزن منتصفهما : لا تحدثني مجدداً بيتر .. ان حدث شئ لآلفين لن تري رايان من يقف امامك .. ستري شخص أخر و اياك ثم اياك ان تظن السوء برفيقي و أخي .. انا حتي لن اقارنك به لان اخي لا احد يقارن به مهما كان ، أفهمت ؟

استدار ليغادر تاركاً الاخر يشتعل غضباً و حقداً يتغلغل تجاه الاثنان .

*
*
*
يتبع..

ه

ذا البارت اطول 2400 كلمة
لذا لا تقولوا قصير !🤧🤧🙄

لم اعدله كثيرا لذا استمتعوا 🤗🤗

ما رأيكم بالبارت ؟

أي فقرة أثرت بكم ؟

اي توقعات ؟

و بخصوص الباقي هناك بارتان سأضيفهم اليوم و قد أتاخر بهم .

Continue Reading

You'll Also Like

2.8M 189K 73
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
1M 69.7K 29
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
13.1K 1.2K 30
_" مِن بين جميع البشر، يكون أبي مُجرم؟! .. ياللعار!" في حلقاتٍ مُفرَّغة بدأ كل شئ يتدهور من بين يديه، فأسبل جفناه لبعض لحظات أقر فيهم أنَّ طريقِ ا...
61.6K 4.3K 23
✨كنت ملاذي رغم كل الندوب .. كنت مأمني في حربٍ طاغية ، و كنت أنا لك السند .✨ بدأت 30 اكتوبر 2020 انتهت 27 ديسمبر 2020 بدأ النشر 17 ابريل 2021 5 رمض...