خلف حائط الحديقة 1

By oushel

151K 12.7K 18.4K

" توقف عن التصرف كألمجنون " " لقد عرفت ذلك أنه مجنون " " يوجين ليس مجنون بل هو متميز " " يوجين طفل متوحد... More

١
٢
٣
٤
٥
٧
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
..
29
30
31
32
33
34
35
1

٦

3.7K 353 129
By oushel

❖ || أنا أفهم ما تتكلم عنه || ❖

ابتعدت الشمس حتى اختفت خلف صفحات الأرض والبنايات المضيئة تاركةً خلفها لون أحمر و برتقالي

في حي شانز في المنزل الكبير دخل ماتيو المبلل بالكامل وهو يرفع أطراف بنطاله و قطرات المياه تسبقه على الأرض ...رفع نظره للجالس أمام حقيبته متكور على نفسةِ ويرتجف من البرد فهو مبلل هو الأخر و قطرات المياه تسقط من طرف شعره الداكن

تقدم نحوه حتى لمح الجَدّ ليون وهو ينزل بجواره عمه الذي عاد من عمله، ابتسم بسعادة فعمه كان كوالد له سار نحوهم فاتحاً ذراعيه منتظراً حضن اشتياق لغيابه  لكن باغته عمه بدفع جبينه و تراجعه للخلف متجنباً ملامسة ماتيو له وإفساد ملابسه الرسمية أردف بهدوء

- أووي .. .على رسلك أنت مبلل ..... ماذا حدث؟

عبس ماتيو بطفولية لرفض الأخر احتضانه وهز رأسه بلا شيء حتى قال جده وهو ينظر للمتكور

- هل هذا يا ماتيو هو شقيقك؟

تنهد ماتيو بإزهاق، هز رأسه بلا مبالاة، ابتسم الجَدّ وسار نحو الصغير بينما أمسكه عمه من ذراعيه بقوة متوسطة

- لما أنتما مبتلان؟

نفض ماتيو يدي عمه وقال

- عمي جيمس أرجوك، فقط هو سقط في المسبح و.....

قطع كلامه بسبب صوت يوجين المنزعج فنظرا له كان جده يجلس أمامه بينما يوجين يقف بعيداً ونظره للأرض، التفت الجَدّ لماتيو وهمس باستغراب

- ما باله ماتيو؟

اقترب ماتيو منهما و معه جيمس ...أخذ حقيبة يوجين من الأرض و رد على جده ثم وجه حديثه ليوجين

- لا أعرف جدي ..هو فقط ينزعج منَ منْ يلمُسه بأي صورة ، يوجين تعال لهنا حتى أدلك لغرفتك ..

اقترب يوجين منه وأخذ حقيبته، فأبتسم جيمس و وقف أمامهما، انحنى حتى اصبح بمستوى الأصغر وقال بحنان

- اهلاً صغيري ... ما أسمك؟

أرتدى يوجين حقيبته واخذ يتحرك بمكانه بتململ

مما أثار أستغراب الأكبر فتوجه بنظره لماتيو

- هل هو أخرس؟

نظر ماتيو بعمق للصغير الذي بجانبه فهز رأسه غير عالم إذما كان أخرساً أم لا، لكنهم أنصدمو من الصوت الطفولي الناعم وهو يردد

- يوجين ......يوجين كأليفير ...

ابتسم الجَدّ بسعادة فهو يشبه ولده الكبير ماكسميليان، والد ماتيو و يوجين ...

- يوجين كأليفير؟ ...من هو كأليفير؟

تنهد ماتيو وقال بملل

- أنه أسم الميتم..أخبرتني السيدة مينا أنهم يطلقون على الأطفال الذين لا يعرفون والدهم بأسم الميتم حتى يكمل تعليمه ...

همهم جيمس بهدوء وأعاد نظره للصغير المتململ من وقوفه والبرد يشتد بجسده الضئيل، بعثر جيمس شعره على بغتة من الأصغر وقال بسعادة

- من الْآنَ أنت يوجين ماكسميليان .. مفهوم؟

بعد ثواني من الصمت هز رأسه بأجل وهو يرتب شعره بانزعاج واضح  فضحك الجد و جيمس فهو يشبه ماتيو في التصرفات، توجه ماتيو نحو الأعلى وخلفه يوجين

دخل إحدى الغرف الواسعة ذات السرير الأزرق و الخزانة البيضاء تحتل النافذة الحائط الشمالي وتطل على الحديقة الخلفية وعلى الجانب الأخر مجموعة من الرفوف صفت عليها كتب للأطفال و مجموعة من الزهور الذابلة، كانت هذه غرفة ماتيو لكنه سيضطر إلى تنازل من أجل شقيقه،

جلس يوجين على السرير بتعب و جوع شديد فهو لم يأكل منذ الصباح فالأكبر لم يكلف نفسه أن يقف عند مطعم ما ...

نزل ماتيو تاركاً يوجين حتى يغير ملابسه 

كان جده وعمه وزوجته يجلسون على الأرائك، يضحكون بسعادة، حياهم وجلس معهم واضعاً رأسه على كتف جده بشرود ...فوضع يده المجعدة يحرك بها الشعر الناري الذي أخذ بالتلاشي ليظهر بعض الخصلات الذهبية كوالدته تماماً

دخل في هذه اللحظة فتاتان متشابهتان وكأن واحدة منهما تقابل مرآتها، بشعر بني غامق وقصير وعينين بنيه مع نظارات مستديرة بعمر السادسة عشر ....

وخلفهما شاب بعمر ماتيو تقريباً هتف بحماس مناقض لوجهه الممتعض قبل لحظات من التجول خلف الفتاتان وهما تتسوقان

- ماتيو لقد عدت ...كيف كانت الرحلة؟

انتفض ماتيو من مكانه وأمسك الشاب من ياقته وصاح به بغضب

- لما لم تجب على اتصالاتي؟ .. أتريد مني قتلك أيها الوغد؟

دفعه الشاب بعصبية ونظرات غاضبة حاول اصطناعها رغم توتره و رد

- لا تنسى إنني عمك أيها الحقير   .. ثـ.ثم إن هاتفي سقط في المياه في أثناء تأديتي للرياضة . ...

كتف ماتيو يديه ،رفع حاجبه وحرك رأسه بسخرية

- اهااا تريد مني تصديقك ...ماذا عن " أسف ماتيو سأغلق الخط " ...هل كنت تستعد لرمي هاتفك لهذا استأذنت مني؟  ..أم أن الهاتف أنتحر بعد معرفته بك

كاد أن يرد الأخر لولا الضربة التي أتتهما من جيمس فنظرا بذات الوقت له مستعدان للصراخ بوجهه لكنهما تراجعا بعد نظرته الباردة والمخيفة فاعتذرا بهمس وجلسا

أخذ احدهما يقرص الأخر و يضربه بصمت، الحرب الباردة ...هذا ما عرف بها هذان الاثنان كونهما بعلاقة صداقة قوية وليس كعلاقة العم وابن أخيه،

كونهما في نفس العمر تقريباً والآن في نفس العمل ..

جلست الفتاتان معاً وقالتا بتزامن وحماس

- أين هو ابن عمي ماكس؟

تثاءب ماتيو وهو يشير إلى الأعلى، فوقفتا في الوقت نفسة مهرولتان نحو الغرفة الوحيدة الشاغرة

..انتصبتا أمام الباب بتوتر مع الكثير من ألأسئلة نحو، كيف هي ملامحه؟ هل هو لطيف؟ .أسيحبهما؟

تحمحمت إحداهما وقالت

- روز ..اطرقي الباب

نظرت لها روز بسخرية وأجابتها

- ما بالك روزلين، أتخافين منه؟

رفع روزلين حاجبها وطرقة الباب لكن لم يجبها أحد، فنظرتا لبعضهم، ابتسمتا بخبث، أدارت روز الباب ببطء ليقابلها الهدوء الشديد في الغرفة،

سارتا على أطراف أصابعهن حتى وصلتا للنائم بتعب، من يومه الطويل فبعد كل شي هذا هو موعد نومه المعتاد في الميتم

نظرت روزلين له وقالت بلطف

- لا بأس به، جميل، لا أستطيع فعل ذلك به

نظرت لها روز بغضب فأطبقت شفتيها بخيبة أمل، روز هي ذات الشخصية الواثقة بعكس توأمتها بالرغْم من ادعائها القوة

أشارت روز لها وهي تعد بأصابعها وما أن أتمت الثلاثة حتى أخذت روزلين تتكلم بصوت مخيف بأذن يوجين، فتقلب للجهة الأخرى بلا أي تعابير فارتسمت ملامح الخيبة بوجههما، عادت روز لتشير للأخرى باعادة الكره، ففعلت بكل سرور لكن هذا المرة بصوت أعلى

و ما من استجابة من الراقد و كأنه في غيبوبة...

لا يسمع منه غير همهمات منزعجة ..لتتنهد التؤأمتان

و تنظر كل. واحدة للأخرى لتقول روز

- لنذهب فهو يبدو متعباً. .....

همهمت روزلين وخرجتا من الغرفة

نزلت التوأمتان بسرعة على السلالم لتستقبلهما والدتهما جوليا بابتسامة حنونة ترتدي مئزر المطبخ بلون زهري وتجمع شعرها للخلف، اقتربت من الفتاتان وقرصت خدهما وهي تقول

- ماذا كنتما تفعلان في الأعلى؟ هل أزعجتما الصغير؟

انتفضتا للخلف وقالتا بسرعة

- أمي هذا يؤلم ....

ضحكت والدتها فاستغلتا الوضع ليتوجها لجدهما ويدفعان ماتيو الذي يجلس بالقرب منه و تاخذا مكانه فصرخ بهما بعصبية،

- حقيرتان،  أمي  انظري لما فعلتاه

ألتفتت لهما جوليا ثم له وابتسمت قائلاً

- فضوا نزاعكم بنفسكم أنا لا دخل لي ...

ضحكت التوأمتان واهما ينظران بخبث لماتيو المصدوم من سلام عمته ألا ترى شياطين ابنتيها أم أنها تتجاهل الأمر فقط، ثواني هي كل ما فصلت الصمت عن صراخ جوليا بصوت عالي

- روز تربيع لين

ما أن صدح صوت صراخ الوالدة الحنونة حتى تبخرت الأختان من جانبي الجَدّ و ماتيو فينفجران بالضحك على جوليا التي خرجت من المطبخ و هي تمسك البيض الملون.

**************

سبحان الله ...الحمد لله ..لااله الاالله ..الله اكبر

سبحان الله ...الحمد لله ..لااله الاالله ..الله اكبر

سبحان الله ...الحمد لله ..لااله الاالله ..الله اكبر

Continue Reading

You'll Also Like

7.7M 380K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
24.7K 1.9K 16
لطالما كانت الحياة ماكرة تحركنا بخيوط القدر ثم تتركنا كضحايا لسخريته ... كنت محض طفل تلاعب به الزمن بطريقة ساخرة ليكون أحبّ عزيز لقلبي هو كابوس حياتي...
22.3K 2.3K 32
و فور اعتقادك انك الصياد تأكد من كونك أصبحت الفريسة
7.9K 488 5
لقد مرت بالفعل 5 سنوات بعد معركة الاركبالينو و تسونايوشي وقبل تسونايوشي أخيرًا منصب فونجولا ديسميو. كان يومًا عاديًا للقيام بالكثير من الأعمال الورق...