خلف حائط الحديقة 1

8

❖ || أنظر حولك و سترى أنكم المخدوعون || ❖

في صباح العاصمة، تتزين السماء بلون أزرق ناظر، تعكر صفوه قطع القطن البيضاء السيارة التي تترك اثر واضح لظلال كبيرة على المنازل المتفرقة و المساحات الخضراء ...

في منزل العائلة و كـ كل مره يكون الصامت أول المستيقظين قبل الفجر حتى، يجلس على الأريكة و بيده إحدى الكتب المغلفة بغلاف زاهي، يُقلب صفحاته بهدوء شديد

نزل عريض المنكبين من السلالم وهو يحمل حقيبة السفر ذات اللون الأسود، مماثلة لون ملابسه، وضع الحقيبة بجوار السلم و تكلم مع مارتن الذي خرج لتوه من المطبخ و هو يلعق أصابعه بعد إن سرق من الحَلْوَيَات التي في الثلاجة

- أتكلمت مع جو أم بعد؟

رفع مارتن راسه له، هز راسه بأجل، ثم أكمل سيره مخرجاً هاتفه من جيب بنطاله الخلفي، حاول فتح الرمز وهو يسير مخفضاً رأسه حتى باغته احدهم وهو يسحب الهاتف من بين يديه، ويتجه للمطبخ فصاح بغيض لتلك الفعلة، التفت له السارق ثم أشار له بسبابته التي يحمل الهاتف بكفها، ليصمت

- لا تستعمل الهاتف و أنت تسير.

رفع مارتن يديه باستنكار و نظره منزعجة لشقيقه الكبير جيمس الذي باغته برمي هاتفه للخلف فصرخ برعب على عزيز القلب الذي أستقر بين يدي ماتيو فابتسم الأشقر ملوحاً بالهاتف، مَدّ مارتن يده ونطق بأمر

- اعد الهاتف بسرعة.

ضحك ماتيو بسخرية وكتف يديه مردفاً بعدم تصديق مزيف وهو يهز رأسه

- حقاً؟ ... ماذا ستفعل إن لم اعده؟

فرقع مارتن أنامله بقبضة يده وحرك راسه للجانبين مستعد للمخاطرة لإنقاذ الأميرة من براثن التنين البشع ... تقدم خطوتين فقاطعه صوت جرس الباب الذي يشبه صوت طائر الكناري. هرولت التوأم من جانبهما وهما يصرخان باسم إد

نظر الشابان لبعضهما نظرات نارية معبرة عن الكثير من التوعدات تنهدا بذات الوقت عندما اخترق مسامعهما صوت عالي لشخص بلكنته الانجليزية وهو يلحن تحيته و تبعه صوت أخر، تنهد ماتيو بعصبية بسبب الصخب الذي حل وسيحل محل الهدوء الحالي هرب مارتن و جيمس بعد العاصفة التي ستدخل

توجه ماتيو نحو المطبخ وجلس بجوار جده متمنيا ألّا يدخلا المطبخ لكن باغته احدهم وهو يحتضنه من الخلف وينطق بلكنه أجنبية مرحة

- بونجور ماتي ...

رد بهدوء

- تبا لك

عبس الأجنبي و زاد من أحتضانه فضحك الجَدّ على تصرفاتهما، انتبه الأجنبي لوجوده فترك ماتيو وركض نحو الجَدّ احتضنه بقوه اكبر من ماتيو وقال بصوت عالي

- Good morning senur

نظر له ماتيو بسخرية وسخط و اردف

- توقف عن دمج طلاسمك مع لغتنا ...