12

3.4K 359 449
                                    


↝| ﷽ |↜

|| أنا أمقت الوحده لذا أرجوك أخرجني منها ||

سنتعلم ونعلم بهذه الحياة، الكثير منا يعيش بشكل طبيعي وهناك من يعاني في لحظات من حياته لكنه ورغم إيقانه أن حياته انتهت بهذه اللحظة ألا انه في اليوم التالي سينسى ما حدث، سيضحك على نفسه، سيتخذ مما حدث نكته أو مزحه يتعلم منها وينصح غيره لتجنبها، لما أتحدث عن هذا الأن؟ وما دخله بروايتنا؟

الفرق هنا يكمن في أن المتوحدون لا يجيدون قرأه الموقف لن يعلم انه بمشكله لن يُعلْمِ أحدهم لمساعدته لا يعرف المزحة أو الكذب لن ينصح غيره كلّما يحتاجه هو شخص بجواره ليرشده في حياته التوحد ليس تخلف عقلي ... هو يتكلم و يضحك ويشعر لكن لا يعبر، يتلقى عدد هائل من المعلومات من محيطه معلومات لن يتحملها ولن تتحملها أنت أنه أذكى منك أن لم تكن تعلم ... وهو سريع التعلم

أردت أن أوصل هذه الكلمات لمن يظن أن التوحد تخلف عقلي لمن يظن أنه جنون، للعديد من الأشخاص الذين لم يتحملوا المتوحدين المتواجدين بقربه ولم يحاول فهمه وفهم إشاراته ...

كان صاحب الشعر الداكن المتناثر على عينيه الكرستالية يجلس على أحد الكراسي في المطبخ ويضع يديه بحجره، أمامه كانت جوليا تعطيه ظهرها وهي تبتسم وبين يديها سله من الفراولة غسلها لتكون زينة للكعكة، التفتت له ووضعت السلة بقربة وقالت بلطف

ـ سأخرج الكعكة الأن و تساعدني بتزينها.

لم تنتظر جواباً منه فقد اصبح صمته و تجاهله شيئاً عادي لهم، ما أن التفتت نحو الفرن وتبحث عن قفازاتها لتساعدها في إخراج الكعكة حتى وقف يوجين رافعاً قدميه والجلوس على ركبتيه فوق الكرسي ويستند بكلتا يديه على الطاولة، نظر للفراولة ورفع إحدى يديه ويضعها بداخل السلة اخذ بها كميه كبيرة من الفراولة وتناولها بنهم، بينما جوليا تحاول ألّا تحرق نفسها بعدما فتحت باب الفرن و تندفع رائحة زكية في الأجواء، حملت الكعكة الفرنسية التقليدية التي كانت محشوة بألذ نوع و أفخرها من الكاكاو، وضعتها على الطاولة بعيداً عن يوجين قليلاً تحسباً لحركات الأطفال المتوقعة وهي شن هجوم على الكعكة حتى لو كانت ساخنة، قلبت الكعكة فوق أحد الأطباق فتخرج بكل سهولة من القالب، ابتسمت جوليا برضا كبير وهي تضع يديها على خصرها النحيل، اختلست النِّظْرة فاحصه على يوجين فشهقت بصدمة، كانت السلة فارغة تماماً من الفراولة بل لا أثر واحد على تواجدها، انتظر هناك أثران أولهما رؤوس الفراولة الخضر مع أوراقها الصغيرة مرمية على الطاولة التي كانت شاهداً على الجريمة الفظيعة، الدليل الثاني هو المجرم نفسه الذي كان جالساً على الكرسي بتهذيب وأطراف فمه مزينه بالأحمر لتضيف احمراراً للون شفتيه الكرزية

بل و يلعق شفتيه بكل برود وبراءة، لم تتحمل مهووسة الأطفال شكلة، كادت أن تقفز لاحتضانه بأبسط طريقة و أخفها حتى ينقطع نفسه لكن تجربتها ومراقبتها لتصرفاته خلال هذا الأسبوع أكد لها أنه سيصرخ ويصاب بهلع أن لمسه أحد فجاءة فتنهدت بخيبة أمل،

خلف حائط الحديقة 1 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن