١

9.9K 462 622
                                    

مدينة الاضواء ~ باريس ~ 

بين ضواحي المدينة و على أطرافها حيث يكثر فيها 
المنازل البيضاء المنخفضة و المزارع الصغيرة 
تستطيع فيها سماع ثرثرة الناس بجانب صوت الديك 

و نباح الكلب ...زقزقة العصافير صباحاً مع قطيع الخرفان البيضاء ....فتى يسير خلفها ويحرك العصا  
بخفه حتى يقودها ...فتاة تجلس بوسط القرية حيث يوجد بئر ماء وعلى جانبه حوض مياه ممتلئ ليشرب منه الناس ...

لكن تلبدت السماء بلونها الرمادي ليدوي صوت الرعد في المكان تلاها صوت قطرات المطر التي اشتدت اكثر و اكثر لتجبر من بقي خارجاً أن يعود لمنزله ويترك الارض تسقى بمياهها ...



بين كل هذه الاشياء البسيطة و الجميلة  ..اخترقت سياره رياضية حديثة من نوع " بورش بارميرا ٢٠١٨"
طريق القرية بكل سرعة وتهور 

وقبل أن يخرج من حدودها توقفت السيارة
و كأنها تعاقبه على أفساد جمالها ...اخذ صاحب الملامح الحادة والملابس الرسمية السوداء و العينين الثلجيتين بشعره الاحمر المصبوغ حديثاً ..يشتم كل ما حدث و سيحدث ...خرج من سيارته الزرقاء ليخطو أول خطوه في القرية و يفسد حذائه الجلدي الغالي بالطين الذي يحتل جل الأراضي ..وقف أمام سيارته و اغلق الباب بقوه .... نظر حوله لكن ما من اثر لبشري هنا فقط منازل مضيئة و سماء رماديه تبرق كل ثواني



تبللت كل ملابسه و معها ألتصق شعره الناري بجبينه ...فرفعه بعصبية ثم زفر الهواء ...

قرر طرق احد المنازل القريبة منه .... سار للأمام محاولاً أن يتجنب برك المياه الموحلة قدر الامكان لكن قد فات الأوان لذلك بعدما غطس نصف قدمه بألارض .....رفع رأسه للسماء وصر على أسنانه 



- يا لهي ....



التفت للخلف ليقع بصره على سيدة كبيرة في السن منحنية الظهر ترتدي ملابس سميكة  و غطاء على كتفيها ..و بيدها الاخرى مظلة شفافة ..قالت بصوت مهتز عفى عنه الزمن 



- بني ..أ تريد مساعدة؟ ...



كاد أن يسخر كعادته لكنه أحترم سنها الكبير فقال بصوت شجي و هادء بشكل غريب 



- أجل سيدتي لقد تعطلت سيارتي ...أ حتاج الوصول لميتم كأليفير ...أ يمكنك اخباري بالطريق؟..



أبتسمت و اقتربت منه اكثر ...مدت يدها المجعدة له 

فأبتسم بهدوء لتظهر غمازته الصغيرة  ..أمسك يدها 

وأخرج قدمه من الحفره رغم أنه لم يثقل على السيدة أو لم يكن لأمساك يدها أي داعي ..لكنه لن يرفض من يمد يده له ابداً ..... قالت بعدما اصبح بمكان أمن اسفل مظلتها ...

خلف حائط الحديقة 1 Where stories live. Discover now