وصفات الإبداع

By s51111114

1.7K 412 242

هذا الكتاب سيتضمن خواطري من وصف للمشاهد أو الصور عبر الإلهام من وحي الصورة نفسها مع بعض الشعر والنثر، أغلبها... More

الوصفة الأولى: قطتي الناعسة.
الوصفة الثانية: قفل الحياة.
الوصفة الثالثة: مواجهة الماضي.
الوصفة الرابعة: خاتم الموت.
الوصفة الخامسة: الطرف الآخر من المرآة.
الوصفة السادسة: بتلات أمل.
الوصفة السابعة: باقة توليب.
الوصفة الثامنة: تاج إمبراطور المحيط.
الوصفة العاشرة: رنة اتصال.
الوصفة الحادية عشرة: لحظات غروب.
الوصفة الثانية عشرة: سنرجع الطفولة.
الوصفة الثالث عشرة: بتر الأحلام.
الوصفة الرابع عشرة: ضيوف غرباء.
الوصفة الخامس عشرة: روح هائمة.
الوصفة السادس عشرة: ذكرى الطفولة.
الوصفة السابع عشرة: رفيقة درب.
الوصفة الثامن عشرة: لحظة حاسمة.
الوصفة التاسع عشرة: هدية عاشق.
الوصفة العشرون: واعروبتاه!
الوصفة الواحدة والعشرون: على حافة طريق.
الوصفة الثانية والعشرون: العالم الأزرق.
الوصفة الثالث والعشرون: طعنة خنجر.
الوصفة الرابع والعشرون: جحيم مستعرة.
الوصفة الخامس والعشرون: ذكريات حية.
الوصفة السادس والعشرون: صندوق الذكريات.
الوصفة السابع والعشرون: تلاشي.
الوصفة الثامن والعشرون: على شط اليم.
الوصفة التاسع والعشرون: رسالة تهديد.
الوصفة الثلاثون: نفحة أمل.
الوصفة الواحدة والثلاثون: رجاء عابد.
الوصفة الثانية والثلاثون: ميثاق.
الوصفة الثالث والثلاثون: رسالة قمرية.
الوصفة الرابع والثلاثون: لوعة حبيب.
الوصفة الخامس والثلاثون: غيث الفرج.
الوصفة السادس والثلاثون: كن أنت.

الوصفة التاسعة: ملحمة الشتاء.

41 10 5
By s51111114

...

بينما أنا في سبات سحيق بين أحلامي الوردية، التي دارت أحداثها بين ابتسامات الربيع حيث النسيم المداعب، والأشجار المتفرعة، التي ازدانت أغصانها بوريقاتها الزهرية الخجول.

التي لامست خدودي برقة متناهية، والسماء ملأت بغيومها البيضاء المكتنزة، التي تشكلت ببراعة كأنها تحفة على يد أمهر فنان، والأراضي الطينية التي كانت جحورًا لبصيلات السعادة الفتية.

التي تفتحت ورودها المتمسكة بشعيراتها الخضراء، وغدت تنشر براعم الأمل والحياة لتشق طريقها بين مروج البهجة نحو تلة النخوة لأتأمل من عليها على الكون، الذي سحرني بجماله الأخاذ.

ولكن فجأة وبين كل تلك اللحضات الساحرة، دفعني غدر ونفاق الأيام لأقع من قمة السرور والنعيم إلى فوهة التعاسة والظلام.

ففتحت عيناي الناعسة لأجد نفسي مرمية بإهمال على كرسي حجري يختبأ بين أشجار حديقة مهجورة قد جردت من رداء الحياة.

والسماء الغاضبة تقذف بعبراتها المقهورة مزلزلة الكون برعودها الصاخطة، ومعمية الأبصار ببرقها المهيج حرقة على كبريائها المجروح، ازداد وابل تلك
الشهب المتناثرة حولي لتحتويني حتى أخمص قدمي.

ومع انزلاق كل قطرة ذابت ذكرياتي فيها، وسالت ممتزجة بفيض النسيان لأقف بسرعة واعية على نفسي، والصراعات تأكلني من الداخل بحيرة تمكنت مني، من أنا؟ وإلى أين سبيل النفاذ من كل هذه التساؤلات؟

أين هو ملجأي من صقيع الشتاء، ومهربي من قسوة هذا العنوان؟ هل حل بنا الخلاص أم أنني بت دمية محبوسة في كرة بلورية تعشعش فوق صندوق موسيقي ولا نهاية للشتاء فيها.

بدأت أركض بين تلك الأزقة الدامسة أبحث عن شيء ما لكن ما هو؟ ربما أبحث عن نفسي أنا، هويتي الضائعة بين زمهرير الشتاء.

أشكر حظي على وجود رجلي في كنف ذلك التابوت الأسود، فقد قللت لسعة أشواك الأرض الباردة التي شرعت برشق لعابها بقوة كلما حطت خطواتي على بركها المدنسة بالطين.

وحتى فستاني الذي غادرته حلاوة الربيع من النقوش
اللطيفة التي كانت تتخلله من خليط الألوان الصاخبة
كمهرجانات الربيع المفعمة بالتفاؤل، لكنها استسلمت لغزو الغيث المنهمر.

غادرت ملبسي الذي صار ككفن المحتضر، وكشعر عجوز ألمَّ بها أحزان العمر، استمرت أطرافي النحيلة برقص الباليه في ساحة الحياة على أنغام الوحدة
والنحس.

تسللت أناملي الرشيقة بين خصلات شعري القصير المبلل لأقبض عليه بشدة محاولة التفكير لكن لا فائدة، حدقت حولي ببؤس، أين ربيعي الزهري؟

أين نسيم الصباح المشرق وهديل الحمام الأبيض وحتى غناء الزهر المطرب؟ هل أبكمت الزهور عن تهويدتها العذبة كل ليلة دافئة أم أن سخط الشتاء والثلوج قد خنقت جذوعها الرفيعة بلا رحمة؟

صرخت بيأس، وانفجرت ينابيع حزني رثاء حتى بح صوتي المتعب الذي رجعت سهام صداه لجوفي بصدمة، أنا وحدي فلا مؤنس أو صديق هنا، أنا فقط محبوسة في زنزانة باردة مفادها الشتاء.

لمحت تلك التلة من بعيد فعادت البسمة لوجهي المكتئب فهرولت نحوها بخفة، وهويت بجسدي للقاع محتضنة الهواء بحنين للماضي، وحماس للمستقبل الآتي، فلربما تكون هذه بوابة الزمن.

لأستيقظ بعدها من هذا الكابوس المرعب على فراشات الحقل الراقص مع مداعبات النسيم الشقي المنعش، وأعود للمروج الفيحاء، والسماء المسالمة الفيروزية، وحتى لأستمع لترنيمة حفيف الأشجار كل ضحى ومساء.

بعد ثانية واحدة كنت قد رحلت بالفعل، لكن ليس إلى عالم الأحلام بل عالم الأموات، عالمان شقيقان لكن أحدهما رحلته أبدية بتذكرة ذات وجهة واحدة بلا عودة، إلى دنيا برزخية، عنوانها غيب لا نعلمه بل
واقع سنعيشه عاجلًا أم آجلًا.

سال ذلك السائل القاني من جمجمتي، التي تفتت أجزائها، وتسربت دمائي الحمراء من بين فراغات شعري الأملس، وكونت بركة صغيرة قرب رأسي الذي انفصل عن جسدي.

جسدي الذي التوت أطرافه، وتشوه جلده الذي دهن بمستخلص الحنطة الصافي، وحتى فستاني الأبيض تلون بلوني المفضل الأحمر كورد الجوري، حلة عيد الربيع.

لكن مع كل هذه البشاعة لازالت تضاريس تلك البسمة تشق معالم وجهي السعيد بتحرر روحي من سجن الشتاء، من جمود البشر وبلادة الإحساس، من أقنعتهم التي تتوارى بها أنفسهم القذرة، وتتموه مع ظلام الدجى كالحرباء.

هربت من قلوبهم الجامدة كجليد الشتاء، وعقولهم المتحجرة كالحجارة الجرداء من أي حياة وأرواحهم العفنة التي خلعت لباس البراءة والحياء.

تدحرجت بلورة خضراء من معقل عيني اليمنى، وتلألأت كلمعان أوراق الشجر الخضراء حين اغتسالها بعبير الندى كل صباح حينما يزورها صديقها نور الشمس على حين غفلة منها فتبرق باستحياء.

انبثق منها ضوء شديد أعادت لكل ما حولي رونق الحياة، وتحولت الأراضي المقفرة إلى مشتل من الزهور والإخضرار الظريف.

لوح أمير الربيع بغصنه السحري ليعود الربيع بفستانه
الزهري، وتاجه المرصع بجواهر الحب والصداقة
والنقاء، وحتى كل ما يكمن في الإيجابية من تفاؤل
وحبور الرفاه لأتغنى بفرح بالفرج الذي حل أخيرًا.

تغزلت بذلك السنجاب الذي استيقظ مؤخرًا مثلي
من سبات الليل بعد حلول النهار أخيرًا ليبتسم بخجل، ويعود لعمله بجد ليملأ بطنه  المتعطش للبندق الذي شابه شعري الجميل.

تحسست طراوة العشب ومن ثم لامست الطين الرطب، ورفعت رأسي للسماء بهدوء، تلاشى طيفي، وحلق مع العصافير إلى جوف السماء قرب قرص الشمس الخافت.

عادت الأجواء لبرودتها، والسماء لغطرستها، وحتى الحياة جرت ذيولها بخيبة عائدة لسباتها في كهف الربيع بعيدًا عن سلطنة الشتاء، لمحت جسدي الصريع من بعيد فلوحت له بدموع لم أعلم ماهية شعورها، وبعدها مضيت إلى اللامعلوم.

...

Continue Reading

You'll Also Like

1.6M 74.9K 57
[ JUNGKOOK || ONGOING ] "ايـُمكـنكَ ان تـعـدنـي بـشئ؟" ومَـا هـوَ؟ ألا تـَنـظُـر لـجَسـدِي ابـداً، "دعـنا نُمـارس فـِي الظـلاَم". "أنـا لـن اراكِ سيـ...
26.2K 3K 24
كُدت أن أموت وأنا حَيةً تمنيتُ لو أنني لمْ أكون أنا فالعَيشُ بالعارِ ليسَ من السهلِ لكن أتراني مِن الضُعف أرتهبُ أم من القوةٍ أرتعبُ أنها ليست...
140K 4.7K 36
من الصعب أن تعيش طوال حياتك و كأنك لا تمتلك عائله و تكتشف بانك تمتلك واحده جميع حقوق الروايه تعود الي الروايه من وحي الخيال ليس لها أي اساس في الواقع
18.7K 391 16
قصه جريئ الميحب لا يقراها