الطاعن

By P0is0ned_MinD

138K 4.5K 4.1K

الطاعن .. لم يكن له مجرد لقب فكلماته دافئه مُميته عكس أفعاله المُشينه يرفعني تاره للمجدِ ليلقيني بقساوة شيطان... More

مدخل الروايه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
النهآيه
الخاتمه.

الفصل السابع عشر

4.4K 156 264
By P0is0ned_MinD

بسم الله الرحمن الرحيم ☘
قراءه مُمتعه .. ❤

***

الرفضُ لم يكن مَعضله لميرا

ولم يكن صدمة لي

في اللحظه الاولى التي اخترق بها خاتم حيدر حدوده ليقبع حول بنصرها

علمت انها ستثور ،لتنزعه وتلقيه في وقت لاحق

هي فقط حدثته ، اعتذرت بلطف، مع المقدمه المعروفه بين النساء

" تستحق من هي أفصل مني "

وقتها اجابته لم تكن لتختلف عن الكثير المُتمسك بها

" متأكده ؟ "

اعلنت عن موافقتها، وانه قرارها الحَتمي الاخير، فقال ببعضٍ من الحزن

" لا بأس، تمنيتُ ان تكون تلك الأفضل انتِ "

وقتها لم يُدرك ميرا الحزن او التأنيب

الجميع توقع تلك النهايه الحتميه، لكن مجيئها بهذه الطريقه، ما لم يتوقعه احد

ظننتُ ان لربما جزء من اعماقها سعيد
ففي النهايه ستتزوج معشوقها .. !

لكن ابداً لم تكن

كانت متوجسه ، خائفه

وكأن نيار سيقتلع روحها

لذا قرَرت الوصول لاتفاق ما، لكنها لم ترد رؤية وجهه بعد ما فعل، حيثُ محادثته امامي الجالسه بجانبها، ستكون لها التشجيع، لعلها تقتبس مني حروفاً تسعفها !

" مرحباً "

سمعتُ صوته الساخر نظراً لكون الهاتف على مقربه مني، صوته كان ساخر وجارح لذا قالت ميرا بصوت شبه مُرتجف

" لا اريد هذا الزواج "

" وكأني من مات ليتزوجك "

"انتَ .. انتَ لا تفهم "

همستها بينما تمرر يدها في خصلاتها بقلة حيله، كان كفها يرتجف!

لم تكن ميرا التي عهدتها، ذكرتني بضعفي، خوفي، وقلة حيلتي

.. هذا لم يسرني بتاتاً

وكأن تشابهنا القديم كان بالعمق الذي جعلها ضَعيفه في اشد حالات ضعفي

" خائفه مني ؟ "

اصابتها جملته تلك في مقتل ، او مزقت جروحها، لان عيناها ادمعت بخوف!

تُرى مما كانت خائفه ؟ .. هي قويه بما فيه الكفايه، تستطيع التصدي له، من يعرفها مثلما افعل، لعلم انها كذلك .. لذا لما الخوف ؟

تنهد نيار بلا اكتراث وتابع بنبره عميقه

" لما قد تكونِ خائفه؟ الأمر ليس وكأني سأغصبك على شيء، تتراكض النساء ورائي لا انا، يدي لن تُرفع على انثى مجدداً ، إن كانت انتِ ، ام لا ، هذه كلمتي اللعينه ميرا ، لن اضربك ، ولن اغصبك! "

لانت حادقتيها وحينها ذُهلت لتلك العلاقه

شعرت وكأن الامر اطغى بكثير من مجرد مُتنمر، أو ضحيه مريضه تحبه

حباً بالله الفتاه احبته قبل ان يكون هكذا حتى

والحب لا يُنتزع بسهوله .. وانا اعلم

نادراً ما تحررنا من الحب ، لانه كالسرطان، علاجه يكمن في بداية مراحله

وكم من الصعب اكتشاف تلك المراحل

تنهدت ميرا وكأنها وعت على هيامها بذلك النذل كما تزعم

" ولما سأخاف منك ؟ لا تعطي ذاتك قَدر اكبر من المطلوب نيار، الزواج سيتم لفتره فقط حتى اُصلح علاقتي بأبي، وحينها سنفترق "

صمت نيار وكأنه يفكر في جملتها مراراً

وكأنه يكررها في عقله .. يحللها!

لم ادرك كُنية علاقتهم

اهي حب .. ام انتقام من الذات

سمعت صوته اخيراً

لكن صمته الطويل لم يكن مطمئن

" لا "

فقط هذا

قالها ببساطه

" ماذا! اذاً لن اكمل زيجتنا المزيفه تلك "

قالتها باقتناع تام ، سخر له حتى عقلي

" تتحدثين وكأنك في موقف للرفض "

ها قد عدنا، سيتشاجرا الان، لم افهم طبيعة علاقتهم لكن الروتين الممل هذا لا يتوقف عن التكرار بصوره دائمه

" تتحدث وكأنك رجل "

" أنا رجل عزيزتي، والدليل ليلة امس ، لم تكوني ضحيه ! ولا تحاولي انكار خضوعك الذي بررتيه بالعديد من الاشياء الممله ، لذا حذاري ان تهيني رجولتي ، هذا الشيء لن اتهاون عليه البته "

كانت ميرا ذكيه لصمتها ، وغبيه في حبها

تنهدتُ بلا مبالاه بينما ارجع رأسي على الاريكه بأسترخاء

ليلة أمس، غفت ميرا دون بكاء لاول مره

وليلة امس ايضاً، ظللت اتحسس بطني ببلاهه، واتخيل حياتي مع جاسر وطفلي

.. لو كان اكثر هدوءاً بالطبع

فجأه علا صوت ميرا وفي المُقابل عَلا خاصة نيار

هذا الثنائي لا يعجبني
.. قليلا فقط .. فهو مسلٍ

***

_ ليلة امس _

وصل فارس لأوركيدا مسرعاً ومتلهفاً لافساد سهرتها

ظل يتخيل مواقف عديده يُفسد بها ليلتها وكان بطلها هو

لكن وصوله تم عند مراقصة دايفيد لها

دلف القاعه مسرعاً، ليجدها تتوسطها كما توسطت صدر الآخر

شعر بشيء ينهش به، شيء ابداً لم يكن هين

ابتسامتها، وحبها، ضحكتها ونظراتها ..

لن تدوم له ؟

أيخسرها .. ؟ لاجل الكثير من الاشياء المؤلمه التي لن يفهمها سواه

تنهد وتلك الغضه تزداد داخله

شعور لم يعهده كوى صدره

المه ، واحرقه ، بل افحمه !

لا يعلم هو كيف وقف وسط المتجمعين كأي واحد منهم متحملا ذلك الالم الذي لم يعهده

لا يعلم كيف ناظرهما دون ان يرمش

فكيف تمايلا على ايقاع كلاسيكي عاطفي، وكيف تناغم جسدهما ..

كيف كانت تبتسم وتقهقه على كل كلمه قالها منافسه .. !

هو لم يشعر بالخيَانه
شعر بالنَقص ..

وايضاً شعر بشيء يسير على وجنته، ولم تكن سوى دمعه خائنه

ازداد حماس الموسيقى، ليزداد حماس الاخر بينما يراقصها بثقه وأكثر براعه

حاوط خصرها ودار بها كأنها مَلكته ..

لكن فجأه ودون مقدمات، فجأه وسط رقصتها تلك، وقعت اعينها على فارس

تلاشت ابتسامتها

كان قد مسح دموعه المعدوده ورسم اللامبالاه على ملامحه

تبادلا النظرات لثوان .. بل لوهله لقيطه!

وجهه الجامد، يعكس لها سخريته

اذاً لما تألمت ؟ لما شعرت بالقهر ؟

هو كان صامد ولا مبالي

لذا وبحق الجحيم لما صرخت جوارحها من شدة الألم .. المنبعث منه ؟

تنهدت مُبتعده عن دايفيد تزامناً مع انتهاء الموسيقى، واشارت لفارس من بعيد مُصطنعه المرح .. لا يجب ان تكترث للامر وكأنه هام

شعرت بضرورة تجاوزه، وهذا ما فعلته

لذا سار نحوها بلا تردد

عيناه تتوعداها الهجر

الهجر ولا شيء سواه ،ومن ثم التلاشي

هذا الشعور .. هذا الشعور كان مُهلع لها

شعرت وقتها وكأن تلك ليلتها الاخيره معه

تلاشت ابتسامتها وحل محلها الخوف

الخوف من فقدانه!

وكان كابوسها الأكبر ، تخليه عنها ..

امتعض وجه دايفيد مناظراً فارس، هو لا يكرهه، لكن بأساً كم بغض تواجده

شعر انه يكن لاوركيدا مشاعر ، والادهى انها تبادله مشاعره بآخرى

دايفيد لم يكن غبي كي لا يلاحظ الامر

دس يده في جيبه ، يخرج علبه حمراء
وحادقتاه تحدت الاخر بجبروت لا متناهي

حينها فقط تلاشى الجمود عن وجه فارس ليصير شيء اخر

شيء من نوع اخر

هلع .. خوف .. يأس!

فأين هو .. واين ذلك الرجل

من هو .. ومن الاخر

كيف يحلم بشيء لن يكون له .. شيء سَخر منه، ورفضه ، لكن الحقيقه كانت رفضها له

اشاح دايفيد وجهه عنه، ولربما اشاحه انتصاراً

انحنى على قدم واحده بكل نُبل، ثم ناظر اوركيدا ببعضٍ من الأعجاب

" تزوجيني "

فتح العلبه لتُظهر خاتم من افخم وارقى الانواع ..

توسط منتصفه كرستاله ثمينه، كانت لتناسب يدها لا محال

حاوطت اوركيدا فمها بلا تصديق بينما تناظر انحناء دايفيد النبيل لها

هي لا تكن له ذره من المشاعر ، راقصته، لانها تخيلت فارس محله

.. في كل خطوه رقصتها معه، لم تراه سوى رجلا اخر

استعاشره طيلة حياتها ، متخيله اياه اخر ؟

ستظلمه دون شك

ستكون له خائنه

لن تكون زوجه صالحه

ارتجف كفها على فمها

كان موقفها صعب

رفض رجل ك دايفيد ليس هين بتاتاً

لكنها فعلتها .. فعلتها رغم استنكار المنطق لتلك الفعله

" دايفيد "

ترجته بأنظارها وهمسها الا يفعل هذا بها

فهم نظراتها، فنهض عن الارض واغلق علبته ببطىء

تحسس حُمرتها بأنامله شارداً ، شارداً في الفراغ او اللا شيء

ثم غادر .. ولم يلتفت للوراء

غادر ببساطه

لكن تباً هي لم تهتم سوى بفارسها

فارسها المُخفض ابصاره للارض !

لم يناظرها ..

وكم شعرت بهالة الأنكسار تحوم حوله

هل ظنها ستوافق ؟
كيف يشك في حبها وخلاصها ؟

ابتعد بضع خطوات للوراء ، والتفت هو الاخر بخطوات مُسرعه ..

ركضت اوركيدا وراءه دون تفكير

رغم كونها تمطر في الخارج، الا انهما لم يكترثا، بأي شيء، وكأن الوقت توقف عند تلك اللحظه!

وصلت له فسحبته من ذراعه بتلهف

" لا تتركني ، لا تتركني ارجوك فارس "

رفع ابصاره يواجهها، لتلاحظ تلك القطرات الخائنه، ومسببها اعينه المُلتهبه

كان يتألم

كان يموت الماً

" رفضته ، .. رفضته لاجلك! "

" لم .. لم يتوجب عليكِ فعلها سيدتي "

" تباً لكل شيء، انا لست سيدتك اللعينه، الم تمل فارس ؟ الم تحبني ولو قليلا ؟ "

" احبك .. ؟ "

" لما لا تحبني .. هل أنا قبيحه ، مضجرة، لما لم تحبني بعد ؟ .. بسبب علاقتي السا .. "

وضع كفه على شفتيها المرتجفتين، فغادرتها شهقه باكيه

وكأن تلك الشهقه مرت من خلال صدره وطعنته، وياليتها مرت من الجانب الاخر فهي استقرت داخل فؤاده تحديداً

امتدت اصابعه تمسح دموعها بحنان بالغ، ومن ثم حاوط وجهها بحب غاب عنها

" أقسم بكل شيء سيدتي ، انكِ كامله ، تباً لتلك العلاقه السابقه ، لم اعد اكترث لها، ظننتِ ان الامر يقتصر هُنا! .. انا وانتِ ، لا يجوز سيدتي ، لا .. لا يمكن "

ارتجفت شفتاه في الاخيره، بينما ينفي قوله

' انا وانتِ '

لم تكن منطقيه بالنسبه له

وكأنه وقف امام السماء وقال امطري حُباً، وقف وسط النيران وقال كوني لي الجدار الحامي من ظلام جوفي ومخاوفي !

أتسعت حادقتيها ذهولا امام اعترافه ..

دموعها اختلطت بماء الامطار وكحلها، لكن وبرغم ذلك ناظرها وكأنها اجمل امرأه في حياته

برغم هيئته المبعثره، الا ان كلماته جعلتها تموت مئة مره على غبائها

لم يكن بسبب علاقتها السابقه

اذاً لما .. اهو لا يحبها ؟

لا يهتم بكونه ليس الاول كما ظنت

لا يهتم أبداً !

لم يعد يلومها

اذاً لما يرفضها !

ولو كان لا يحبها

لما مات ظناً انها ستتركه ؟

" مللت الغموض فارس، لذا اخبرني .. احببتني ؟ "

" أحببتُك سيدتي ، اقسم بكل انش بي اني احبك ، احببتك في كل ثانيه من حياتي ، احببت تنفسك ، ابتسامتك ، ومكر نظراتك وقوتك ، وقعت لك بعمق ، وكلما حاولت النجاه ، تعمقت اكثر بكِ .. لكن .. "

" لكن ماذا ؟ "

" لن اجني من حُبي هذا شيئاً ، انت بالأعلى وانا بالأسفل ، اعني .. انتِ سيده ، ذات شئن، وانا .. انا مجرد عامل "

" خذ اموالي وكل ما تريد ، كُن انتَ السيد إن اردت .. لكن لا تتركني "

قهقه بسخريه ، لكن الالم كان اطغى

" اموالك ؟ اصمتِ رجاءاً سيدتي .... لا تزيديني قهراً ! "

تابع بأبتسامه حالمه متناسياً العالم حوله ، وتفرست نظراته وجهها

"وجهك الفاتن هذا، رأيته في كل امرأه ، لو كان الحب يقتل ، لكنتِ حتماً القاتله ، احلم بك وأراك حولي، لكني اكتفي بأبتسامه منكِ، ولا اريد المزيد"

تابع بعدها بصدق .. ونبره بطيئه، تعمقت حادقتاه المتورمتان، تصل لاعماقها

" اقسم بحياة امي المحتوم موتها، اني لم ارفضك لما دار في رأسك كل هذه الفتره، اقسم بربي سيدتي ، اني احبك "

انزل يداه وابتعد عنها مكتفياً بتلك الكلمات وذلك القسم الصادق

تراجع للوراء بضع خطوات، محاولا اشباع حادقتاه بكل انش من وجهها، رغم استحالة الأمر ..

شعرت وكأنها المره الاخيره.

ناظرها ثوان قبل ان يدير ظهره لها

اعترف وتركها حِطام انثى

كم تفوق  ..
ربااآه
كم تفوق في تحطيمها

للمره المئه .. لكن في تلك المره
حتماً حصل على الامتياز

" إن رحلت فارس ، لن اعود لك ، رحيلك الان، يعني انتهاء ما بيننا ، سأغادرك ، لو ادرتَ ظهرك، سأغادرك "

ارتفعت شهقاتها وصرخاتها امام اعين المتجمهرين بلا اكتراث

صرحت بها امام كاميرات الهواتف حولها بلا خجل او ندم

بكت بحراره .. بكت بصدق

ولم تكترث لشيء حولها

لم تكترث سوى له.

التفت لها

لذا ارتسمت على وجهها ابتسامة امل وسط بكائها

وقف لاجلها

لن يخذلها

ولن يتركها

لكنه حطمها مجدداً بقوله المتألم

" وداعاً .. سيدتي "

فقط رحل ..

تلاشى خلف القطرات المُمطره من الخذلان، الغيوم البائسه التي حامت حولها

وكم تمنت وقتها ان تتلاشى كما فعل هو

سقطت ارضاً وحاوطت وجهها بكفيها

بكت لكرامتها المهدوره وحبها الضائع

بكت والمُسبب ذلك الألم الخالص

ارادها الجميع
الا ذلك الرجل الذي احبته

نظرت حولها فجأه ..

وكم كرهت شعور كونها عاريه!

رغم انها ترتدي تلك الملابس التي افسدتها الامطار، الثوب الذي امتلىء بالطين

نظرت حولها بتشتت

ماذا حدث ؟

كيف تركها وحدها .. لتواجه الجميع ؟

لم تستطع كبح بكائها

ولم يتوقف احد عن التصوير

رأت المشفق ، والباكي ، والذي استغل هكذا موقف ليزيد البشر الماً .. ويزداد شهره

هكذا كان حالها

حطمها وجردها من نرجسيتها وكبريائها وعندما فعل .. تركها مُجرده

تنهدت تعيد صوتها المبحوح، وتُعيد ما بقيَ من شظاياها

نهضت من فوق الارض

ثم رفعت رأسها بكبرياء وسارت

مرت من جانبهم دون اكتراث

عكس داخلها المتمزق

ليته احبني كما فعلتُ ..

ليتني لم اكن اوركيدا ..

وتباً .. لشظايا انكساري

***

استيقظ ادوارد عند العاشره مناظراً زوجته بأبتسامه لامعه

باتت ملكه

اقتربت نهايته السعيده

شعر بالسعاده البالغه ما ان ناظرها

فتلك القابعه بين ذراعيه كامله

كانت له وحده، ملكه، هو الوحيد الذي مسها قبلا ولو كانت مُجبره

كانت مثاليه وجميله

إن تجاهلنا القميص والبنطال بالطبع

فرت منه قهقه سعيده ، هازاً رأسه للجانبين بيأس

المشكله لم تكن في عنادها واختبارها حدود صبره ، بل سعادته بما تفعل

سيحصل عليها قريباً

" اقسم اني سأفعل "

ارتفع صوت هاتفه مقاطعاً تلك الكلمات الحازمه، لذا ناظر الشاشه بتساؤل

' جاسر '

رائع .. اكتملت سعادته الان!

اجاب على اخيه بتلهف

" اشتقت لكَ يا رجل "

"اقم حفل ميلادك .. عيد ميلاد سعيد ادوارد"

" لن اقيم حفل لعين دونك .. لا تحاول حتى "

" انظر ادوارد، تعلم اني في مزاج رائع هذه الايام، لذا اقم الحفل اللعين، كي لا اقيم انا جنازتك، اللعنه تلك السافله تلاعبني ، لذا وجب علي مبادلتها اللعبه .. لن احضر الحفل "

قالها واغلق في وجهه

رائع

اخ رائع في مزاج اكثر روعه

تنهد ادوارد في تكاسل وقبل ان يفرد جسده على الفراش في لحظه سعيده، عاد هاتفه للرنين

كان المتصل يده اليُمنى

هو يتولى اعماله بمساعدة صغيرته اوركيدا

لكن لو كان هناك خطب في العمل يفسد عليه ميلاده، وتلك اللحظات بجانب تاليا الفاقده للشعور ،فسيقتلع فروة رأسه مثلما سيفعل لصغيرته ايضاً ..

" سيد ادوارد ، هناك فديو ليس سار البته، أحاول تولي الامر منذ ساعات اقسم، لكن هو انتشر في كل مكان، وعندما اقول الكل اقصدها، مصادر عديده، لا يوجد مصدر رئيسي لمحوه .. هو .. هو .. يجب عليك رؤيته، دفعت الكثير لمحوه ، لكن لا نتيجه "

" توقف عن الثرثره كمرأه وارسله لي "

وهذا ما حدث

ارسل له مساعده الفديو

المقطع اللعين

بين اخته ورجل ما تبكي بطريقه لم تفعلها امام او لأجل احد من قبل

_ رفضته .. رفضته لاجلك _

_ خذ اموالي وكل ما تريد ، كُن انتَ السيد إن اردت .. لكن لا تتركني _

_ إن رحلت فارس ، لن اعود لك ، رحيلك الان، يعني انتهاء ما بيننا ، سأغادرك ، لو ادرت ظهرك، سأغادرك _

فارس ... ؟
اذاً هذا الرجل هو فارس!

وهل احبته بعمق ، لتتخلى فجأه عن منصبها واموالها لاجله

علاقه هي اثارت غضبه

اخته تلطخت بالطين لاجل الذي ادار ظهره لها

بات المَقطع اللعين تحت مسمى حب مؤلم
وهو ليس حب .. لكنه حتماً مؤلم

اباه لن يكون فخور به ..

لن يحصد فخره ابداً

لن يفعل واخته بكت امس وسط الطين امام مرآى الجميع، لم تجد من تحتمي به، وكان هو يقضي ليلته في توعد تاليا كالمخنثين!

زمجر بغضب ممراً يده على عنقه بتشوش

" هل حدث شيء "

جلست تاليا بفزع اثر انتفاضته وزمجرته تلك

" السافله "

جال الغرفه ذهاباً واياباً ، لتفرك عيناها محاوله التخلي عن النعاس

نهضت بتدراك ما ان جلس على الاريكه، ثم عدلت الفراش امام ابصاره المُترقبه

مررت يدها في خصلاتها تتأكد من تساويها، وبعدها ناظرته بتلقائيه

كان يراقبها بشيء لم تفهمه، لم يكن حب .. شيء اخر اكثر عمقاً

نوع جديد من الحب لم تعتاده

الغضب واضح للاعمى، لكن العشق الجام كان اطغى نسبياً

بدى حزين ، وغاضب ، كان يائس من شيء ما

وهذا اثار حزنها كثيراً

انتشرت الحُمره على وجهها، ما ان تعمق بها

لذا دلفت المرحاض واغتسلت جيداً ، ستعمل على اسعاده ما دامت على قيد الحياه

الان تأكدت من مشاعرها نحوه ..

ابتسمت ونزعت بنطالها، لتبقى بالقميص الذي وصل فوق ركبتها بأنشات

قهقهت لتوسع القميص عليها ، بدت كطفله !

اسدلت خصلاها السوداء للجانبان ،والتمعت عيناها الخضراوان ، وجهها وعنقها انتشر بهما الحُمره

لما هي محرجه هكذا ؟
ليس وكأنها ارتدت قميصه!

خرجت بخصلاتها المُبلله دون تجفيفها، كي لا تأخذ وقتاً اكثر

وحينما ناظرها، تمنت ان تبتلعها الارض

اتجهت نحوه بأبتسامه عكس كفها المرتجف، جلست جانبه على الاريكه، ليحاوط خصله من خصلاتها المبلله بأصبعه

انحنت عليه، تسند رأسها على كتفه

كانت محاوله للمواساه

وكم نجحت محاولتها

" احتاج ان اعرف تاليا ، اريد ان اعرف، علاقة فارس بأوركيدا "

" لا يجب ان .. "

" إن سئلت اوركيدا فستكذب ، ستكون الطرف السيء ، انا اريد الحقيقه ، اريد الصدق تاليا "

" سأخبرك .. لكن عدني الا تخبرها ،عدني ألا تلومها، وستستمع قصتها منها هي البطله "

" اعدك "

همس الاخيره ببطىء وحادقتاه تناظر شفتاها المتحدثتان بهيام

بدأت في السرد، حاول تمالك نفسه لكن سرعان ما ارتفع معدل الغضب به

ارادت التخفيف عنه اعني كيف تتركه هكذا

كان يشتعل ، والغضب اعمى بصيرته

ارتجف كفه وكأنه يحاول ابعادها عن انفعاله الذي لن تحتمله سواها

انهت سردها ، وكم شكر الرب انها انتهت قبل ان يقتلها محلها

لم يكن خطأها وهو يعلم

لكن انفعاله الاول .. هي من تواجهه

" الوغد "

همسها بحقد

الحقد كمن لتحطيم صغيرته ، لطالما كانت مغروره ، نرجسيه

وان تتجرد من كل هذا امام الجميع، بالتأكيد كان مقتل لها

" اعلم انكَ غاضب لاجلها، لكني لا افهمكم ايها الذكور، فعلت بي ما إن فعله احد باوركيدا لقتلته دون ندم ، فعل جاسر بسيرا ما ان فعله احد بالاقربين له ، نحره بل ومحاه "

" ما فعلته بكِ ، كان خطأك ، وبرغم ذلك انحنيت امامك وهذا ما لن يفعله وغد اخر ، جاسر وسيرا حاله استثنائيه ، لا تُصنف علاقة حب ، صدقيني ليست كذلك، لكنه يحبها "

" جاسر لا يحبها "

" بلا يفعل "

" لا .. لا يفعل ، مشاعره نحوها ليست حب "

" تاليا .. لست في مزاج جيد لهذا "

" كيف يُصنف حب .. وهو كاد يجهضها! "

" اللعنه .. كاد ماذا ؟ "

" مهلا .. الا تعلم ؟ "

نظراته وذهوله جعلها تبتلع عدة مرات مُتتاليه، تقلبت معدتها ما ان حاصرها عند مؤخرة الأريكه بنظرات مفترسه وغاضبه

كان كثير .. كثير ليحتمله في يوم واحد

" أي اجهاض هذا ؟ "

" لا اعلم، كنتُ ..اثرثر، تعلم طبيعتي الثرثاره"

" تاليا! "

" تلك الليله ، النزيف ، لم يكن لها وحدها "

" هي حامل ؟ "

" ربما .. بالكاد انجدت الطفل ادوارد ، لربما هو في رحمها ميت بالفعل! "

سحب شفته السفليه بغيظ، وغرز اظافره في الاريكه

تستفزه ، ردودها تستفزه

لكن لا بأس ، لن يؤذيها .. سيحتمل الامر

تنهد ببطىء وابتعد عنها مخرجاً هاتفه

" لا تحدثه ار .. "

" اصمتي "

عضت اناملها ندماً ، وقالت برجاء صادق

" سأفعل اي شيء "

ارتفع ثغره بمكر وسط غضبه ولم يعقب

لو جاء قولها في موقف اخر لقبل دون شك، لكن كل شيء ..كل شيء .. إلا هذا

" جاسر، معي هديه تَخصك "

***

بعدما انهت ميرا مهاتفتها مع نيار، حدثها والدها يأمرها بالحضور

خضعت ميرا دون بنس اعتراض

علمتُ بعدها ان اليوم ستكمن زيارة المدلل وجده منزل والدها ..

امرها اباها لتتزين

فأمتثلت لاوامره دون اعتراض

اعطيتها فستان جديد، اشتريته قبيل زفافي وكان انيق

لكنه عاري كما قال وغدي

السافل ارسل كل ثيابي الجديده لوالداي واحضر لي اخرى على ذوقه الخاص

تنهدت بغيظ على تلك الذكرى واخرجت واحد من اللون السماوي الرقيق

كان يصل حتى نهاية ركبتها بأكمام شيفونيه واسعه

اعشق الاكمام الشيفونيه في الثوب ، وخاصتاً تلك الالوان الراقيه

مع بعض المستخضرات على بشرتها تلاشى ذبولها ، رسمتُ عيناها العسليتان الواسعتان بكحل اسود ووضعت على شفتيها أحمر شفاه، من اللون الوردي

كانت طالتها بسيطه ، لكن كم لاقت بها

رششت من عطري على عنقها

وها هي ميرا المثاليه، بعد تصفيف خصلاتها القصيره بالطبع

" كوني فتاه جيده "

خرجت نبرتي جديه مُصطنعه، لم تخلو من المكر والتلاعب ..

" مازلتِ كما انتِ "

قالتها بيأس هازه رأسها للجانبان، لكنها سرعان ما تابعت بأعين لامعه

" ذكرتني بأيام سرقتنا سيارة ابي "

اجبتها بنبره متوجسه

" وقتها والدك كان مرعب ، الهي كيف يحضرنا في عدة ساعات ، لمركز الشرطه "

قهقهت ميرا بقوه، ولاول مره تضحك منذ زمن ، لذا بادلتها بسعاده غامره

" اذكر ان والدتك كادت تصاب بأزمه قلبيه "

تنهدت ميرا بجديه بينما تختم جملتها لتضع يدها على صدرها بدراميه

" سيرا الهي، ابنتي في مركز الشرطه ، انقذها يا ايهم "

انفجرتُ ضاحكه بينما اودعها .. او بالآحرى اطردها

بالفعل اشتقت لها كثيراً ..

وهذا فقط ماحدث

هي غادرت ببساطه

***

التزين من اجل العمل كان الخطوه الأصعب لها، لم تكن امامها قدره ولو بسيطه لشراء ثوب جديد او حتى لتغفو

عادت أسفل جناح اخيها كالعصفور الخائف تبحث عن الامان والدفىء امام شعور الوحده القاتله

صعدت جناحها وكان لابد التجهز من اجل العمل ..

اوركيدا لا تتهاون وإن كانت تحتضر
لكن تلك المره كانت ميته

جثه ، لا روح لها، بعد بكاء طال حتى غادرتها السعاده وروحها

شعور ان ليلة امس الاخيره ، نهشها ، لذا تحاملت وارتدت اي شيء لتتأكد

لم يهمها لا تناسق ولا الوان

لم تصفف خصلاتها

ولم تضع مكياجها

فقط ارتدت ملابس رسميه وغادرت متجاهله كل المنطق، وكل مخاوفها

لا تعلم كيف مر الوقت مسرعاً امام رجائها كي لا يفعل

لم ترد مواجهة الحقيقه

حقيقة تخليه عنها

لم تستعد لمواجهة الجميع ، بشظايا كبرياء

شعرت وكأن الجميع يناظرها ، وكأنها فقدت جدار حمايتها وامانها

ذلك الجدار لم يكن سوى غرورها

وصل المصعد الذي عادتاً كان يستغرق بضع دقائق ليصل، لكنه وصل مسرعاً هذه المره

سارت بخطوات بطيئه ، وكلما اقتربت اكثر ، ظهر بوضوح مكتبه الفارغ

لم يكن موجود!

كل شيء ضدها اليوم، حتى الوقت

ابتلعت ببطىء

لا بأس .. مكتبه الفارغ لن يرهبها ، هو لن يرحل، لن يتركها ويتلاشى بكل تأكيد

دلفت مكتبها وهي على وشك الاصابه بأنهيار عصبي، واصابها الجنون حينما وجدت الورقه على مكتبها ..

ورقة استقالته

صرخت، بكت، وحطمت مكتبها وحينها سمعها كل العاملين

سمعوا صراخها وبكائها، لذا حدثوا اخيها على الفور

كانت شظايا

لم تتوقع ان شعور الفقدان ، مؤلم لهذا الحد

هو رحل

ليتها لم تحصد اعترافه

لانه رحل.

***

وصول ادوارد للشركه لم يستغرق وقت طويل، هو ترك كل ما امامه وخلفه ليصل لها

وجدها جالسه على الاريكه ، بلا حياه

تهجم وجهه وحاول اخفاء قلقه

تفحصها بأعينه يبحث عن اي اضرار فوجد بضع خدوش وتورم على كفيها

بهتت ملامحه وجلس بجانبها

" اشعر بالالم "

" اعلم "

اخبرته دون تردد ، فعلتها بنبره شارده ، وعيناها تتفرسان الفراغ

" شعرت وكأني تجردت من ثيابي "

" اعلم "

" اردت ايذاء نفسي ، لكني لم استطع "

بترت كلمتها بشهقه باكيه عندما ضمها لصدره بحرقه

بكت وبكت ولم يكفيها حتى البكاء لتشفى روحها

" احببته ادوارد ، اقسم اني احببته ، انت تعلم ، تعلم هذا الشعور القاتل ، كان اقل مني منصباً وبرغم ذلك احببته ، كنت مستعده ، لاهبه مكانتي فقط كي لا يتركني "

شهقت ببكاء مجدداً ، عندما شعرت بيده على ظهرها يمسد خصلاتها المبعثره

" استقال، ترك اعترافه واستقال ، انتزع ذاته من حياتي ، لكنه لم يفعل من وجودي ، اشعر به ، مازلت اذكر رائحته ، كل موقف بالكاد هو جيد ، كل كلمه غادرته، كل ابتسامه ادوارد .. مازلت افعل "

اعتصر عيناه ، ليس راضٍ ، لم يكن راض عن حبها

رفض ذلك الحب، لكن كيف يرفضه وكأنه اختيار ؟

اوركيدا لابد ان تتزوج رجل من نفس موطنها، بنفس عرقها ، ليتفهمها ويحتملها

سيفهم مفاتيحها ، سيفهم كيف يصل لها ، لربما يدوم حبها سعيد ، في حضرة رجل يشابهها

ذلك الفارس لم يكن كذلك

شابهها في النرجسيه والغرور

قال ' انا الاذكى .. انا الاوسم '

كما فعلت هي

لكن الفرق بينهما كان كالفرق بين علو السماء والارض

انهت اوركيدا بكائها، وانتهت من سرد قصتها الغير متوقعه

اخفضت رأسها بخذى، عندما تحدث ادوارد

" حاولتِ اغراءه، ابدلتِ ثوبك وتنازلتِ عن كبريائك، كنتِ لتعطيه كل ما تملكِ دون تفكير، ولسلمته ذاتكِ ايضاً دون تفكير! ، وعندما قدم تلك الاستقاله، لم تذكري كرامتك المهدوره "

تابع بحده ما ان ابتعدت عن احضانه تُخفض ابصارها بضعف ، وذل

" وبحق الجحيم الم تشاهدي مقطع بكائك "

" سأفعل لك اي شيء اخي ، خسرت حُبي، لن اخسرك ايضاً "

" ستعودين موطنك، حيث تكمن والدتك، تعري كما تريدين، واعدي هذا وذاك، اغفي عن تعدد عشاق وازواج امكِ ، عيشي كما يحلو لكِ اوركيدا .. لكن بعيداً عن هنا "

" ل..كن .. ادو..ارد .. ا..نا .. "

" بعد الان لن اتهاون معكِ، عودي هناك، لربما تنسي ذلك الحب الرديء "

***

صف ادوارد سيارته عند قصره مشاهداً مغرب اليوم البطييء

اعتصر حادقتاه بحرقه، ما ان اغلقت اخته باب سيارته لتسير منها بوهن

اشتعل الغضب في عروقه

ذلك الفارس توعده بالكثير والكثير، وسيفعل .. لكن عند مغادرة اخته الصغيره

كفاها الم!

لربما قسى عليها كثيراً بذلك القرار، لكن حباً بالله هو اختبرها ولم تتأقلم مع الاوضاع

تخيرت اكثر فئه من الرجال تعقيداً لتحبه، ولو كان رجل سيء .. لكانت في حاله يرثى لها

استطاع فارس منذ البدايه أخذ جسدها، واموالها، وولائها، ومن ثم يلقيها كقمامه باليه

لكنه لم يفعل !

تنهد ادوارد بينما يصعد السلم، صدمات كثيره لم يحتملها ..

ايقيم حفل ميلاده وسط تلك الصدمات المتتابعه .. ام يقيم حفل تحطيم كبرياء اخته ، ام حفل غباء تاليا المستفز ؟

تنهد بلا اكتراث، واخرج هاتفه ليجد رساله اُرسلت من ثلاث ساعات محتواها يحوم حول حضور احد المشاركين له الليله مع عشيقته

كان الرجل زير نساء، في ذات عمر جاسر، ولربما اكبر منه بعام

لم يلتزم بعلاقه قط!

كلما قابل امرأه ارادها، وهذا اثار غضب ادوارد لذا تهجم وجهه

معه امرأتان فاتنتان ، بوجود ذلك العاهر أسفل سقف واحد

بالطبع سيغضب

تنهد للمره المئه مفكراً في امر ذلك المقطع المُنتشر!

المشكله ان مصدره الام من خمس شباب، ومن ثم قام اخرون بأعادة التحميل والرفع

الجانب الايجابي ان سوء الاحوال المَناخيه لم يظهر وجه اوركيدا او فارس جيداً

صوتهما كان مشوش

لذا نقطه ايجابيه لمحوه ..

فكر في الاستعانه بذلك الفتى الذي راقصته سيرا، هو دعاه ليعرض عليه عرض لا يُرفض، كان ورقه رابحه للشركه لكن يال العجب

افسدت زوجة اخيه الامر

ايحدث جاسر، ليطلب منه العون في هذا الامر ؟

لربما يفعل ..

فتح باب الغرفه، وجد تاليا عند مؤخرة الاريكه تعبث بهاتفها

ما ان لاحظت وجوده حتى قالت بأبتسامه مواسيه

" الغداء جاهز "

" ليس لي شهيه "

زمت شفتيها ووضعت هاتفها جانباً، ثم اشارت له بجانبها

قهقه بخفوت رغماً عنه

كانت حركتها عفويه وطفوليه وكم اعجبه الامر

جلس جانبها ، لتُمسك كفه مسببتاً ارتفاع شاهق لحاجبه الايسر

" تبدو في حاله مريعه "

" حقاً ؟ "

سخر على كلماتها الجديه والجارحه

جزء منه اراد بعثرتها لتبدو في حال اكثر سوء لكنه تجاهل تلك الافكار

" ماذا حدث .. اعني .. "

" اوركيدا ستعود موطنها "

شهقت بصدمه وتركت كفه ، لا! ، هي اعتادت وجودها، مستقبل اوركيدا هنا ، شركات اقتصاديه ، ووجود اخ ، حتى تاليا كانت تجمعهما صداقه فريده من نوعها

" لكن ادوارد الا ترى انك قسوت عليها قليلا ؟ "

" هي لن تعتاد عادات هُنا ، والمشكله لم تكن عند هذا الحد، شخصية اوركيدا الغير متأقلمه كانت لتصبح في حضيض لو فعل فارس بها ما ارادت "

مرر يده بين خصلاته، في حركه اكتسبها من جاسر وانفعالاته

" التفكير في الامر يغضبني تاليا ، يرهقني ويغضبني "

" لكني اعتدت وجودها! وهي اعتادت وجودك، صدقني ادوارد المخاطر هنا بجانبك واسفل جناحك افضل بكثير من وحدتها هناك "

زفر بغضب عندما تابعت بمنطقيه

" ماذا لو تهجم احد عليها، او اعتدى، استحميها والدتها في منزل عشيقها؟ ، اسيكون معها زوج او اخ يدافع عنها "

زفر للمره الثانيه، وهمس بتحذير

" تاليا "

" ادوارد بالله عليك، الم تكتفيا بُعداً ؟ لها حق في وجودك بجانبها، لها حق في شركتها هُنا، ليس لانها تنازلت عن ورثها، ترسلها وكأن لا شيء جمعكما سوى الورث! "

دون ادراك منه حاصرها عند مؤخرة الاريكه، بينما يحاوط فكها بقسوه مفاجأه

شهقت بفزع، ما ان كثر ضغطه بصوره لا تُطاق، قائلا تلك الحروف ببطء وحده

" لا تعرفين اي شيء عن طبيعة اختي، لتقولي تلك الكلمات، انا ادرى الناس بها، واتخذت القرار الجيد لتعيش سالمه بعيداً عن الذئاب هنا .. "

سحق اسنانه، ما ان شاهد دموعها المتألمه

"للمره الاخيره، لا تتدخلي في شئوني اللعينه"

ترك فكها بتدارك ليلعن تحت انفاسه بسخط

لاول مره يفقد اعصابه

شعر وكأنه عاد لنقطة البدايه، وخاصةً عندما انفجرت باكيه

بالفعل ترك علامه حمراء على فكها، حتى خصرها ، لا يعلم كيف قبض عليه بتلك الطريقه!

بالتأكيد تألمت، تألمت كثيراً لقوته المفرطه عليها

لا يصدق ان تلك القوه التي فُرض عليها حمايتها، تركت علامات مؤلمه على جسدها

لربما تكرهه، وتتذكر تلك الليله التي لم تنساها، في النهايه علاقتهما لم تصير بعد بتلك القوه

وعندما كسب حبها، فعل الكثير لخسارتها

كانت عليه ضغوط كثيره يحتملها في يوم واحد وكلماتها اصبته في مقتل، برغم ذلك انب ذاته كثيراً على عنفوانه امامها

سحبها تجاه احضانه ومسد على رأسها في حنان بالغ، ثم همس بآسف

" انا وغد لكن لا تبكي، سأفعل اي شيء ، لكن لا تبكي صغيرتي "

" ستفعل اي شيء ؟ "

" اي شيء لعين لكِ "

" سامح اوركيدا، إن لم تتركها تبقى هنا حتى الممات ، لا تتركها وحيده هناك ، ولا تنقطعا عن بعضكما مهما صار "

***

وصلت ميرا حيث منزلها، لتخرج من السياره متفقده طالتها بتفحص

بالفعل حل المساء عليها، وبدأت اشعة الشمس في التلاشى

وجدت اضواء منزلها مضاءه، وسمعت صوت والدها الجدي من الداخل، وتلى ذلك قهقه عميقه

تنهدت تجمع ذلاتها لتصير قوه صامده

احتملي فتره، حتى تكتسبِ مغفرة والدك

فقط ستحتمل لفتره اضافيه

طرقت الباب، توقعت ان يفتح والدها

لكن ان يفعل نيار متجهم الوجه ، هذا ما لم تتوقعه ابدا

" تأخرتِ! "

" لا شأن لك "

قبض فكه بغيظ، ما ان ظهر صوت جده المرحب من الداخل منقذها، ومانعهُ عن اي رد فعل يناسب قولها

" ها قد جاءت عروسنا الفاتنه "

" هي في عمر حفيدتك يا عجوز ، لا يجوز التغزل بها "

قالها نيار في نبره مرحه مزيفه ليسمع قهقهات من داخل غرفة الضيوف

مرت ميرا من جانبه بلا اكتراث، لكنها هلعت امام محاصرته المفاجأه، بينما يهمس في اذنها متوعداً ومحذراً

" ستكونين في بيتي يوم ما ، لذا احترسي لكلماتك يا قطه "

ربت على رأسها مثيراً غيظها، ورسم ابتسامه مرحه على وجهه

كم برع في استفزازها ، وتصنع وجوه مرحه!

ليله رائعه بالفعل

ستقضيها كلها في النظر لوجه اللعين والتحدث عن زيجتها التي لن تسمح بها

لن تفعل .. وسيعاود والدها الوثوق بها

لن تكون ضحية نيار بعد الان

ستقاوم قدر المستطاع، وعند اللحظه المناسبه، ستقلب الطاوله رأس على عقب

هذا ما ستفعله تماماً

***

" اذاً .. سيأتي زير النساء هنا "

همهم ادوارد بالأيجاب، بينما يعدل رابطة عنقه

" مع عشيقه .. لا تربطه بها علاقه "

اومأ لها بلا اكتراث، بينما يضع قليلا من عطره الرجولي العتيق

" سيأتي احتفالا بأتمامك الثلاثون، لبلوغك سن الكهول! "

التف لها بحده ، واشار نحوها بسبابته

" تاليا .. لستُ عجوز "

قهقهت بمكر، بينما تشيح بخصلاتها غروراً، وهمست بعبث

" بلا انت عجوز، وانا مراهقه عشرينيه فاتنه ومثيره، يال حظي التعيس بزوج مثلك "

ابتلع بغضب، مشاهداً وقفتها المستفزه له، بينما تضع يدها في خصرها تحدياً

كانت لازالت ترتدي قميصه، ولم تتجهز بعد للحفل، وخصلاتها المبلله تجعدت ، لكن تباً كم كانت فاتنه كما قالت

تمايلت بخصرها المنحوت ليزداد الاستفزاز داخله، وكأنها تأكد له مخذى عبارتها

" بعد هذه الكلمات ، تباً لي لو تركتك "

تراجعت للخلف بينما تبتلع في توتر ، كان يقترب منها بنظرات متوعده، لذا زاغت ابصارها فاهمه مقصده

" هه .. ما بالك يا رجل، كنت امزح معك، العجوز هي انا صحيح، انت مازلت وسيماً و .. اللعنه "

صرخت الاخيره قافزه من فوق الفراش للجانب الاخر، عندما كاد يمسك بها حرفياً

صعد الفراش ملقياً رابطة عنقه، وفتح سترته يسهل على ذاته الامساك بها ..

" ادوارد ، لما تقترب هكذا "

قالتها بتوتر ما ان ترك الفراش واقترب منها مسرعاً وعندما كاد يمسكها فرت من اسفل ذراعه لتقفز نحو الجانب الاخر من الفراش

وقبل ان تهرب بعيداً، امسكها بأحكام هذه المره ..

فرت منها قهقه ماكره بينما تحاول التملص منه، على الاقل انسته ذلك الحزن للحظات، كانت تلاعبه، وتثير غيظه، لانها تعلم ان تبقى لوصول ذلك الضيف اقل من بضع دقائق

لذا لا بأس من ملاعبته

القاها على الفراش محكماً امساكها وكأنه تلبس بها في قضية مخدرات، لذا علت قهقهتها على مثلها افكار

" اذاً ، الازلت عجوزاً الآن "

" خرف ، انت عجوز خرف "

ارتفع ثغره بمكر عندما قالتها

كم سيستمتع الان

انحنى نحو عنقها بأبتسامه ماكره لكن ذبلت ابتسامته عندما سمع نداء اللعوب من الاسفل

ينادي بأستمرار كأنه طفل لعين يبحث عن اباه

ناظر تاليا بشك، ابتسامتها تلك لا توحي سوى بشيء واحد

" كنتِ تعرفين موعد وصوله ؟ "

" تعلم ادوارد، صوته لا يوحي سوى برجل وسيم ومثير "

انقبض فكه واغلق حادقتاه بتمالك

اللعنه! اللعنه!

زفر ببطىء ونهض عنها ثم خرج من الغرفه

سيريها لاحقاً

والان ليتولى امر اللعوب

***

" وقعي هُنا سيدتي "

اومأتُ بلا فهم

استدعاء محكمه ؟

وقعت الاوراق وسرعان ما فتحتها عند رحيل الاخر

ضربات قلبي ارتفعت

ماذا لو كانت ورقة طلاقي ؟

هل الوغد طلقني بمنتهى السهولة هكذا

الوغد طلقني!

إن فعلها لقتلته

فتحت الاوراق لكن سرعان ما بهت قلقي ليصير ذُعر

امر مضحك كثيراً صحيح ؟

رفعت الهاتف وهاتفتُ رامي رغم كوننا ليلا

كانت كلها ثوان واجاب بتلهف

" سيرا .. هل حدث شيء ما "

" انظر رامي هناك شيء مضحك جداً حدث، يثير الرغبه في التقيؤ من كثرة الضحك "

سمعتُ صوته الشاك من الطرف الاخر، كان متوجس، وكأنه يعلم ان فعلتي تلك كبيره

" الجلسه باتت صباح الغد، في استدعاء مباشر، وصريح "

" لما ؟ "

"اكتشف حملي .. الم اقل ان الامر جداً مضحك ؟"

قهقهتُ على جملتي الاخيره، وعندما فرت ضحكتي، علا صوته الضاحك معي

لم تكن ضحكته كخاصتي

كان مصدوم .. وكأن عقله لم يحلل كلماتي

حملي كان الشيء الوحيد المُخفى عنه

اللعنه كانت حتماً نكته جيده

" الان ما الذي سيحدث ؟ "

سألته قبل ان انفجر ضاحكه مجدداً، وحينها قال ببساطه

" لا شيء ، قد تبقين معه شهران اضافيان "

صمت كلانا بعد تلك الجمله، لكننا سرعان ما ضحكنا من جديد

كانت افضل نكته اسمعها في حياتي اقسم

حاولت تمالك ضحكاتي، لان رامي فجأه توقف عن الضحك وعلت صوت انفاسه الغاضبه

كان غاضب مني

شعرت اني إن لم اتوقف ، لسبني بأبشع الالفاظ، وانا رقيقة المشاعر قد ابكي

اللعنه جاسر الوغد

كيف علمت!

***

دخان سيجارته حام حوله في شرفة منزله المفتوح

لطالما حبذ التدخين في الشرفه

لم يكن يدخن قبلا

كانت عاده سيئه من ضمن عاداته التي اقلع عنها ما ان وجد سبب ليحيا

سبب اضافي بجانب ادارة اعماله

بسببها اقلع عن التدخين
وبسببها ايضاً عاد لتدخين شرهه

تنهد بسخريه، عندما بحث عن اول ليله دخن فيها بسبب من اقلع لاجلها ، وكانت عندما تركته لمنزل والداها ..

هو لم يستاء فقط لكونها تركته

بل لتعريها .. لطالما كره تلك العاده بها

كان يراقب نموها ببطىء، منذ طفولتها، كانت جريئه ذات لسان لاذع، لم تكن تجرحها لا كلمات ولا افعال

لكنه وصل لنقطه ما بها

وهي شعورها بالوحده، وانعدام الامان

هذان كانا موتها البطيء، لذا حرص ان يكون معها، هكذا في البدايه

لكنه لم يحتمل كثيراً

بحق الله كيف يحتمل خوفها منه ؟ وانعدام شعورها بالامان معه!

تحمل وتحمل، لكنه لم يتغاط عن خطأ لها قط

كي لا تكرره مجدداً

كم يبغض تكرار ذات الاخطاء، وهذا ما فعلته سيرا، كررت نفس شريط جرحها لرجولته

لكن هذه المره ابدعت في خطأها حتماً

.. وهل هي حامل بالفعل ؟

تحمل طفل بداخلها .. طفله!

قد يمرر لها ما فعلت، بسبب أبتعادها عنه غيرت العديد من الافكار لمستقبلهما لا ينكر

لكن ان تخفي امر كهذا عنه ؟

لم يتوقعه البته!

اوه حسناً، هو توقعه

لكن يجب اضافة طابع درامي، ليليق بزوجته السافله القصيره

تنهد بسخريه للمره الثانيه، ونفث دخان السيجاره

رساله صدى صوتها حوله اوقفت افكاره المتواصله عن سافلته

منذ رحيل تلك القصيره الباكيه وهو لم يتوقف عن التفكير بها

في كل لحظه من حياته

فتح هاتفه، يحلل حروف تلك الرساله التي اثارت استفزازه، .. بل ومشاعره

" بعيده عنكَ هي ، قد تكون مع سامر، رامي، او ربما عاودت مقابلة نيار ، علمت انها زارته في منزله تهدده، حقاً فتاتك لا تتوارى عن محادثة غيرك من الرجال .. ألا تراها اهانه لغرور ورجولة سيادة جاسر الصفوان ؟ "

كالعاده ارسل الرساله، واغلق هاتفه تماماً مانعاً اياه عن محادثته كالمخنث

قد حاول الوصول لذلك الوغد، لكن الساقط سرعان ما بدل رقم هاتفه

كل فتره واخرى يبدل ذلك الرقم

مما صعب عليه الامر

نفث الدخان من جديد في استهزاء

ما ان يجده ، سيريه رجولة الصفوان التي استهزء بها ذلك اللقيط

فكر بتآني .. قد ..

لا .. اعني قطعاً لاا

لن يستعين بأبن اللقيطه ولو كان من افضل مخترقي الأجهزه في وطننا العربي

لكن سيرا .. وطلب ادوارد ؟!

لعن تحت انفاسه مجدداً

ثم رفع هاتفه وقال بسخط

" داني .. احتاج منك معروف لعين "

ﯾﭠﺑﻋ..
***

اطول بارت في الروايه اظن 🌚

اي توقعات او انتقادات ؟

احم .. ماذا عن اوركيدا وفارس 😹 ؟

دمتم بخير ❤

Continue Reading

You'll Also Like

214K 5.8K 14
حين نحب هل يعني هذا أن نضحي من أجل من نحب؟ ضحت ايما بعاطفتهاالصادقة تجاه دايمون ,خوفا عليه ومن اجل مركزه المرموق . انها فقيرة ....وهو غني ,لكن الحب ل...
10.3K 319 5
جزيرة انشئها أقوى زعماء المافيا بعيدة عن العدالة والقانون أصبح هو قانون على المجرمين والسفاحين والقتلة المأجورين حيث أنها جزيرة يخرج منها وحوشًا لا ب...
1.8K 108 28
لا اعلم عندما رأيت ذلك الدفئ في عينيه ...وتلك الابتسامة البسيطة المرسومة على ثغرهِ لم استطع الكلام فقط فعلت كما قال لي...وكأنه جاء من عالمٍ أخر
11.8K 407 16
تتمحور القصة حول فتاة تبناها ثري يملك مؤسسة امنية متعاقدة مع الانتربول للقبض على اعتى المجرمين وقد قامت المؤسسة بالاستعانة ببرنامج الجندي الخارق لت...