الطاعن

By P0is0ned_MinD

138K 4.5K 4.1K

الطاعن .. لم يكن له مجرد لقب فكلماته دافئه مُميته عكس أفعاله المُشينه يرفعني تاره للمجدِ ليلقيني بقساوة شيطان... More

مدخل الروايه
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
النهآيه
الخاتمه.

الفصل الأول

9K 252 156
By P0is0ned_MinD


همساتٌ آنين لمسات
كل شيء كان يقبع في الظلام

ببطىءٍ ..

رفعني للأعلى بذات علم
والقاني ارضاً ،حيثُ الجهل

وعده لي كان قائماً.. وواضحاً
" سأحطم كل انش بكِ.. وهذا وعدي "

بالفعل هو حطم كل أنش بي
كدمات على كامل جسدي
وسائر مشاعري جرحت

لأول مره خلا الأمر من الحب والرفقه
لأول مره، لم يغدقني بجنات كلماته

هو كان عنيف
لسانه كالسوط
يداه تساير جنونه
لتسبب لي، كل الوجع
***

فتحت عيناي ببطىء، كانتا منتفختان بفرط بكائي، صوتي المبحوح أظهر صراخي

ناظرت الساعه، بالكاد ارى من تشوش نظراتي، لسعة عيناي بفرط بكائي كانت كافيه لتُعميني، لكن دقائق ووضحت الصوره، فأدركت انها تكاد تشير على العاشره

اليوم..!
كيف مر كالكرام مسرعاً ؟

امتلئت حادقتاي بالدموع، وانا التي ظننتُ، ان بكائي بالأمس استهلك كل طاقتي، لكن الدموع لا نهايه لها، مادام سبب آلامي بجانبي فقط ليؤذيني بكل الطرق الممكنه!

خرج من الحمام الملحق بالغرفه
يجفف خصلات الليل بمنشفه ناصعه
القى المنشفه على الاريكه بفوضاويه
وانا لم اشكو يوماً من فوضاويته

ناظرني ..
عيناه في عيناي
لعق شفتاه برغبه
رجفه سارت في كامل جسدي

حاولت ان أواليه ظهري ،كي لا يرى دموعي، انا أكره ضعفي وخاصةً امامه!

يداي المدميتان حاولتا سحب الغطاء على جسدي، لربما كان نادماً؟ لكن ندمه لن يعيد الزمان، ليمنع التجربه، حقاً في داخلي مقدار ذره، تمنت ان يكون، لكنه لم يكن للآسف

ولو كان نادماً، لفكرتُ حينها في الغفران ..

لكنه كان مستمتعاً.. مُنتشياً
آلامي كما لو كانت تهبه حياه
يقتبسها مني..!

التفتُ على جانبي الآخر، فشعرت بجزئي السفلي يتمزق، ابن الفاسقه..!

لن اسامحه، أقسم بالجحيم

ثَقُل الفراش من خلفي، أنفاسه ضربت عنقي بينما يقربني لصدره بكلتا يداه، أمتعض وجهي، انا لا اريد قربه، لا اريد منه اي شيء، يكفي فقط انه اخذ ما يريد، ونهض مبتعداً عني كما لو كنتُ داء لعين بعدما القى الغطاء عليي

يكفي فقط اني شعرت ولأول مره بين يديه ،كأني لست زوجته، هو اشعرني كأني قطعه من اللحم الرخيص، لا اشعر بما يفعل في جسدي

وكأني عاهره من عاهراته!

دفعت يده عني وقاومتُ غصة البكاء، لكنه أصر على احتوائي حينها: لو لم تقاومِي، لتساهلت معكِ، لكنك ظننتِ انك لي نقطة الضعف، وظننتِ أن هوسي سيضعف رجولتي... أنتِ اخطئتِ سيرا

الدموع سارت على كلتا وجنتاي بغزاره وكأن كلماته كانت الأشاره لهم بالعبور، حاولت منعها ،لكني لم أستطع، كما لو ان تحكمي انهار، انا كنتُ محطمه!

هو يظن ان مشاعره ،لعنه لرجولته
ويظن ان حب رجلا لامرأه .. ضعف!

الا يعلم فقط، ان العشق أرقى من الحب ؟
فالعشق لعنه ..
وانا لم اصل لمرحلة الحب معه يوماً ..!

كان يبرر فعلته بكلمات ساذجه
ألا يعرف فقط ..
ان تبريره لأذيتي، مؤلم اكثر مما فعل!

" لو فعلتُ ،ما تفعل بي .. "

همستها قاصده حثالة النساء التي يعاشرهن، فقاطعني بشراسته المُعتاده، وغرز اظافره عند عظام تروقتي بعمق، تآوه فر من شفتاي حاولت منعه بصعوبه، حقاً آلمتني بسبب الكدمات: حينها أمزق لكي جسدك، أسلخ جلدك عن عظامك، كل جحيم سيبيت نعيماً لكِ بعدها

قلت متجاهله اظافره التي تمزق عنقي: اذاً أنت تعلم، أن ما تفعله بي لا يطاق، ومن ثم، انت تنام مع تلك وهذه، تعاشر كل امرأه تقابلها ،لذا لما انا اظل صائنه؟

أنا لم اكن لأفعل ما أقول ..
اخون زوجي؟ معشوقي؟ وكل شيء أحببت؟
.. لا! والله أنا لا اخون

فقط النيران التي ألهبت مشاعري، ارادت التخفيف عني بأحراقه هو بدلا مني، وانا لم اتردد لثانيه بينما اقودها حيثُ يكمن

في أقل من ثانيه، بات فوقي، الوغد كبلني واعتلاني، ثم قرب شفتاه من خاصتي، جسده كله يرتعد من الغضب، كما بدأت انا بالأرتجاف

" أنا امتع ذاتي بأي عاهره أقابلها، لكن امرأتي! ، لن اتركها تُمتع غيري من الرجال .. "

حاوطت قبضته عنقي بينما انامله تضغط بقسوه ،ليسرق انفاسي، اللعين كان يخنقني!

تابع بجنون: انتِ لي، زوجتي، كل نفس لكِ، انا اهبكِ اياه، فلتقل شفتيكِ هذا الهراء مجدداً..

ترك عنقي، ثم ألصق شفتاه على خاصتي وتابع ببطىء، يتحسسها " لأمزقهن "

الرجفه التي سارت في كل جسدي
انفاسي المتلاشيه
عضلاتي المتراخيه
كان كل شيء جحيمي

وفي اقل من ثانيه واحده، انتهك شفتاي بشراهه، وبدأ ينتهك جسدي بطريقه لم اعتادها

كل شيء كان مختلف وقتها، حتى شعرت، انه ليس ذلك الرجل الذي تزوجته، ذلك الذي وهبته كل شيء انا حاربت الجميع لأجله، وهو لم يضحي بأي شيء

أظن الرخص .. بأمرآه عشقته؟
فتساهل معها؟
***

ذات التخاريف ترهق عقلي مُجدداً

مخيلتي تضعني في أسوء حالاتي

كانت حياتي تمثل أسوء ذكرياتي، لا تتوقف عن العدو والتزايد كلما تنفست

الساعه صارت الواحده والنصف ظهراً، ليلة أمس، كانت الأطول بالفعل

نهضت عن الفراش ببطىء وأنا احارب ألم كل ذره بي، وأول ما فعلت هو التوجه للمرحاض، ازيل رائحته القذره عن جسدي، فهو غادر للعمل، لذا امامي الفرصة لهجرهُ

أغتسلت جيداً علي أطهر روحي قبيل جسدي، لكن السؤال الذي انتابني وقتها، ولم اجد له الجواب، كيف زُرع الحب في قلبي بسهوله؟، رغم كون انتزاعه بمثل هذه الصعوبه؟.. وهذه الأستحاله!

آمنتُ أن افضل الاشياء، وأحدُ صوب رمحها، هي اكثرها ايلاماً

خرجت من المرحاض ثم توجهت للخزانه كي أرتدي اي ثوب قابلني وقتها

كنت اريد الرحيل
بأسرع ما يمكنني
ذاتاً هو لن يعود قبل الثالثة ليلا
لذا لا داعي للخوف من عودته

خرجت خارج المنزل ،واوصدت الباب جيداً ورائي، انا لا انوي الطلاق، أو ربما اريد الطلاق ..!

لما التردد؟
اللعنه عليكِ سيرا
هو سيء ،ليس ذلك الذي احببتيه
هو وغد.. لعين.. فاسق

لكني احبه
اعشقه
امجده

تباً لأنفصامي
وكون محور حياتي يدور في دائرته

لكن ما فعله لا يُغتفر .. كفانا ألم

***

لا اعرف متى بتُ امام منزل والداي

ولا كيف امتدت يدي اطرق الباب

فقط الشهقه التي فرت من فم امي، بينما ترى ابنتها شبه مشوهه، القتني حيث الواقع بقسوه

هو قام بسبي، تعنيفي، ضربي ،وصفعي ..
كيف لي ان ارى كل هذا الالم؟ ..
من الرجل الذي احب!

سقطت بين أحضانها ثم انفجرت باكيه

انا احبه.. اريده.. لكن ليس كما هو

اريد جاسر الذي احببتهُ ..
.. فأين هو ؟ وكيف تلاشى!؟

بكيت كثيراً، كما لو كنت اتوق لهذا منذ زمن

كأنني لم اكن ابكي الأيام الماضيه، كأن الالم لا ينتهي

الهي أمي .. لو تعرفين ما حل بي، لما تركتني مع مسخ مثله ولو لثانيه اضافيه

انا كنت مدللة والداي لاصير بعدها لا شيء له ..

فقط .. مُجرد نكره لعينه في حياته

سحبتني الى الداخل بلهفه: ما بكِ سيرا، لما البكاء ؟ ماذا فعل بكِ؟ اخبريني!

تبسمت بسخريه، لقد حاربت عائلتي لاجله ،لاجل ان اتزوجه

امي لم توافق ،ابي رفضه رفضاً قاطعاً لكني حاربت لاجله ..

وهو لم يفعل المثل، وقابل تلك المُحاربه بالقسوه

: انا مرهقه امي، مرهقه وكثيراً ،احتاج للنوم على فراشي القديم، نومٌ طويل في هدوءٍ وعمق ، في دفئكِ ودفىء منزل ابي، كما اعتدت قبلا، لذا ، ارجوكِ.. اتركيني

التشوش بدى واضحاً في عينيها، ومن ثم الحزن ،مما زاد على ألمي الامها..!

قالت بتفهم: لا بأس حبيبتي، والدك سيعود مساءاً، سنناديكِ وقتها

امأتُ بأرهاق ولم اجيب، حقاً لم اجد ما اقول سوى الصمت ..

كدت اذهب نحو غرفتي، لكن كلمات امي بعدها صنمتني

" تذكرِي سيرا، انكِ كنتِ هُنا مدللة، لم تبكي قط، الحزن لم يصيبك بمثل ما اصابكِ الان، تذكر كيف كنتِ، وكيف بتِ! "

تابعت بحسره، ليتمكن القهر مني: حينها تدركين لما رفضته منذ البدايه..!

صمتُ ،ف لم اجد ما اقول للمره الثانيه

صمتُ.. فأحياناً يكون الصمت افضل أجابه للاحاديث القاتله..!

سرتُ نحو غرفتي بعقلٍ فارغ
لم افكر في شيء حينها
حاولت فعلها ،ونجحت في الامر

لكن ما أن اغلقت باب غرفتي واوصدتها، حتى ركضت دموعي من مقلتاي بلا توقف

انا قويه
بطريقه لا احتملها
ولا افهمها..!

الأمر كون الرجل الذي عشقت
هو قاتل سعادتي، برائتي، وناهش بريقي

هو أقتبس كل شيء

انا تحملته لسنتين
وبعد ذلك بات الامر لا يُحتمل

هو فعلها أمس ،وصباح اليوم

لم اكن اعرف انه سيفعلها
لذا لم اخذ الحبوب
اتمنى الا يصير الحمل
انا لا اريد شيئاً منه
ليس بعد الآن ..

دفنت نفسي بين الأغطيه الناعمه، غرفتي كما تركتها، لم تُمس سوى للتنضيف كما بدى لي... أكانت امي تنتظر عودتي منذ عامين او اكثر..؟

ألهذا الحد اشتاقت لابنتها، التي لا تملك سوى روحاً مشوهه؟

رباآه جاسر... رباااآاه
اشعر انكَ تحطمني مره تلو الآخرى
تضعني في مواقف ارى ذاتي بها الأسوء
وكأن الشر كله تملك روحي بسببك

اخرجني من شرودي صوت هاتفي، لذا مسحت دموعي وناظرت الرقم ،كان هو .. كان جاسر!

اجبتُ، ولا اعلم لما فعلت
انا فقط اجبت، ولم افكر وقتها

" هل انتِ في المنزل؟ "

اربع كلمات، قالها بحده، لذا ارتجفتُ بشده

جانبه المظلم
لا احبه بتاتاً

بالتأكيد أحد رجاله رأني خارجه من المنزل، لذا حدث جاسر على الفور كي يخبره أظن، لتلعنه السماء على ما فعل ذلك الفاسق!

تمالكت شجاعتي: لا، لستُ في المنزل

زمجر بغضب يتوعدني، وفي الحقيقه رغم تظاهري بالقوه انا كنت خائفه، إن وضع يداه علي سيقتلني، اعرف انه سيفعل، الالم بالتأكيد يقتله لفراقي كما اعتاد ان يخرف اثناء سباته، لكن تباً لي فهو يستحق ، كوابيسه ستتحقق الآن ، انا فقط اريد الابتعاد ، اريد الراحه

أهو كثير..؟

هدر بي: أين انتِ؟ ومنذ متى تخرجين بغير اذني؟ أجُننتي سيرا !

تنهدت ببطىء: جاسر ،كل شيء انتهى منذ هذه اللحظه، ارسل لي ورقة خلاصي عند والداي، لا حاجة لأن نفترق بعد س ..

قاطعني بهمسٍ حاد: تباً لكِ

تابع بعدها كالمجنون: سمعتني يا لعينه؟ ، تباً لكِ ،سأعود اليوم باكراً، على السادسه تحديداً، واقسم بكل ما أحبُ سيرا اني وإن لم اجدكِ، سيخرج الامر عن ارادتي وارادتك، حينها ستري ما افعل بكِ..!

: أظننتِ ان ما افعله بكِ جنون؟ ظننتِ ان حياتك معي جحيم لا يطاق! الجحيم سيلهب رأسك ما ان تغادريني يا ابنة السااف..

اغلقت الهاتف في وجهه بعدها، دون ان اسمع ما يقول، الوغد قد جن جنونه، ماذا الان؟ ، انا اسدي له خدمه، اخلصه من مثلي انثى لا تقوى النهوض

القيت الهاتف جانبي على الفراش، وهو لم يكرر محاولة الاتصال

خلدت الى النوم، وحاولت الا ابكي

حينها ولأول مره، لم تزرني الكوابيس ، لكن من دونه الفراغ كان قاتلا

قلبي... كان يؤلمني
لم اشعر بالأنتماء
الدفىء غادرني!

اريد الموت ..
مثلي سافله
الموت محتوم عليها لا محال

***

الساعه السادسه والنصف تحديداً، شعرت بأيدي تهز جسدي بخفه، لذا استيقظت مُجبره وداخلي ذات الالم، ذات الفراغ، والحنين له

لما احبه؟
كيف احببت مثله وغد!
ولما لا اكرهه؟

رائحة طعام أمي ،ملئت الغرفه الدافئه، غرفه قضيت بها طفولتي ،وكل ما احب

غرفه في منزل ابي، حيث ترعرعت بين احضان امي، تمسد لي شعري وتضفره بكل حب، وهذا لن اجده سوى هنا

نهضت من فوق الفراش، وأحتضنت امي دون شعور، كنت احتاج لهذا، منذ اكثر من عامين ونصف

مسدت على خصلاتي، بدى لي انها انسدلت وقت نومي، وصولا حتى آخر خصري

: صباح الخير، اذهبيِ اولا، انا سأغسل وجهي، اغير ملابسي، وسأكون هناك

ابتسمت في المقابل: لا بأس سيرا، سننتظركِ، لكن لا تتأخريِ رجاءاً

امأتُ بأرهاق، فخرجت خارج غرفتي بأبتسامه مُحطمه، لم يعتاد احد ان يراني بهذا الضعف، لم يتوقع والداي اني سأخذلها

أتجهت الى مرحاضي الخاص، كان نظيف، بطريقه احببتها

بدلت ملابسي بعد انتهائي الى منامه عاريه، ومن كان يصدق .. ان تلك الملابس العاريه، باتت اخرى للراهبات في حضرته!

انتهيت، فخرجت خارج المرحاض، مشطتُ خصلاتي، لتتموج على ظهري ببهجه لم اعتاد رؤيتها، هذا رائع، على الأقل لم اعتادها انا، لكن والداي فعلا

خرجت خارج الغرفه، ثم صوبت انظاري على مائدة الطعام في المنتصف، ليناظرني ابي بأشتياق، ركضت اليه بلا تفكير، احتضنته بكل قوتي، وبادلني احتضاني بقسوه

حنان، آمان، دفىء
كلها مشاعر غمرت روحي

اللهفه قتلتني، بكائي عاودني، انا لم ارى والداي منذ عامين، كنت وحيده، اعاني، ابكي، بينما اشاهد جاسر يبتلع روحي، والان انا وبكل بساطه بين احضان ابي، بعيداً عنه..!؟

العشاء بعدها كان لا يوصف، طرائف ابي مع امي وترقيته الى منصب لا يُستهان به ..

شردتُ بأفكاري، جاسر ايضاً ذو منصب لا يستهان به ،عندما تزوجته كان رجل اعمال بسيط، مع اموال كثيره، والان بات رجل ذو نفوذ واسعه، واطلال الاموال تنتظر اشارته ..

لكني لم احب يوماً تباهيه بما يملك، هو تناسى تلك الايام، عندما كان يجول الاراضي حافي القدمين، يرتجف برداً وقهراً، لكنه وبرغم ذلك لم يمد يده لاحد

هو ولد رجلا
ولد بكرامه
وولد بعزة نفس لا مثيل لها

وهذا ما اعجبني به اوقعني في شباكه منذ الوهله الاولى

ساعدت امي على تنظيف الصحون، والآن نحن فوق الاريكه، وفي يد كل فرد منا كوب من الشاي الدافىء

دفىء كوبي منع ارتجاف يدي من فرط التوتر، فأنا ظننت ان ابي سيسأل عن جاسر حتماً، لكن بدى انهما تحدثا في الامر مسبقاً، لذا أنتظراني ان اشرع انا في الحديث

كدتُ اتكلم واروي ما حدث، اعلن عن سخطي، ورغبتي في البكاء عاودتني

حقاً لا افعل شيء .. سوى البكاء

الطرق العنيف على الباب قاطع سهرتنا، فوضعت الكوب على الطاوله، يداي بدأتا بالارتجاف، وفي داخلي ادعو الا يكون جاسر

" أنا سأفتح "

قالها ابي بحزم مشيراً لامي بالجلوس، ثم اتجه صوب الباب

اتمنى الا يُلاحظ خوفي، وارتجاف يدي، سيكون الامر لعنه!

اتجهت ورائه دون التفوهه بكلمه ، وعندما فُتح الباب ذُهلت..!

اللعنه جاسر.. ماذا فعلت؟

: هل السيده سيرا هنا؟

وقفت امي بجانبي، وفرغ فم ابي ليقول بلا استيعاب: ماذا؟

كرر الشرطي مجدداً لكن ببطىء هذه المره: السيده سيرا، زوجة السيد جاسر.. هُنا؟

اومأتُ انا لاقول ببطىء: انا سيرا سيدي، هل هناك مشكله؟

قال الشرطي بثغر مرفوع: أنتِ متهمه بتركك بيت... سيد جاسر زوجكِ، دو..

قاطعته بحده: سيدي نحن سننفصل، ومن ثم انا تركته لأقل من نصف يوم!

قاطعني بحده اكبر، مختصراً الاحاديث: سيدتي ،هل ستأتي معنا؟، ام تعودِ اليه؟ ليس امامكِ سوى خياران.. الامر برمته يعود لكِ

الهي جاسر.. ماذا فعلت؟
لما وضعتني في مثل هذا الموقف؟
امام ابي.. امي.. والجيران!

لن اسامحك ابداً
ليس بعد الآن ..

بالتأكيد نفوذه ساعدته في فعلها قبل مرور نصف يوم على الاقل، اللعنه الا يقول القانون، ان الدعوه تُرفع بعد ثلاثين يوم

كيف امتدت نفوذه؟
ولما استغلها ضدي؟

فكرتُ في الامر بتآني بينما اناظر الشرطي وطاقمه، كان يمكنني الرفض ببساطه، ولأكون رهن الاعتقال انا لا اهتم وبحق الجحيم ..

خاصةً أن القانون حازم، ولم يمر بعد سوى نصف يوم على تواجدي، وهذا سيكون لصالحي

وليكون العند بالمثل!!

لكن ابي
ايجب ان اضعه بهذا الموقف ؟
امام الجميع ..

لا.. لن افعل

انا لن اهين كرامة والدي ولو توقف الامر على اتهامي باطلا واستغلال ضعفي، ليس مرتين

: امهلني دقيقه رجاءاً ،لأبدل ملابسي

ناظر الشرطي جسدي بأنتباه، لاحظ لتوه كوني ارتدي منامه تصل الى الركبه، بأكمام شيفونيه ، وصدر شبه عاري.. هي كانت من طبقه خفيفه، لتظهر تقاسيم جسدي، وتعطني راحه اثناء نومي وتجولي

تنهد بأحراج، مشيحاً أبصاره عني، ثم التقط ستره طويله من شرطي خلفه، كانت طويله بالمعنى الحرفي، وابتسامته الخبيثه، اظهرت لي من صاحب الستره: السيد جاسر ترك هذه، هو ينتظركِ في الأسفل بالفعل ..

اخذت الستره بأعين خاويه، ارتديتها، ظهر صوت ابي الغاضب أخيراً، وكأنه فاق لتوه من صدمته، بدأ يتمتم بالكثير من التوعدات التي لم اسمعها بفرط شرودي، لذا التفتُ نحوه

"لا بأس ابي، في النهايه ،انا لم اكن غاضبه منه هو..!"

تابعت بأبتسامه كاذبه: الأمر لم يستحق

حاولت امي استعطاف الشرطي الذي صدها بحزم، البقاء لذو النفوذ بالطبع، لهذا جاسر انتصر في هذه المعركه، لوهله شككتُ في هوية الشرطي، لكني لم ارد المخاطره

وعدني ابي انه لن يتركني، وسينتظر اشارتي ليتصرف على طريقته ملاحظاً امتعاضي، وانا اكتفيت بأبتسامه مرهقه

خرجت خارج المنزل بعدما ودعت أمي، واجبرتني ان اعدها بمكالمه او حتى زياره وانا وافقت بالطبع ..

خرجت.. لأجد أن الجو بارد بطريقه لسعت بشرتي، تمسكت بسترة جاسر لادفىء جسدي، لكن رائحة عطره، انستني لما كنت غاضبه من الأساس!

وضعت يداي في جيب الستره لادفئهما، تفاجئت بصوره في جيبها الايسر، اخرجت الصوره بتوجس، لربما كانت لعاهره، او لوالدته حتى، لكنها كانت صورتي ،أنا..!

هذه الصوره، كانت قبل زواجنا تحديداً، وميرا صديقتي كانت تجلس امامي

.. لكن لما قد يحمل جاسر صوره لي؟
اضحك بها بكل ما امتلك من القوه!

هذه الضحكه، لم تتكرر ابداً بعد زواجي، نسيت كم كنتُ مشرقه، سعيده، نشيطه، احب الحياه، حتى غمازتي اليسرى نسيتها.. حقاً نسيت..!

الغصه اصابت قلبي، أهو خانني، لاني لم اكن تلك الجميله التي عرفها، المشكله لم تكن به طوال الوقت اظن ..

كانت بي انا؟!

وضعت الصوره في جيبه مجدداً، بينما ارفع رأسي بحزن، لقد زلزل ثقي بالفعل!

أوصلني الشرطي بعدها حتى سيارته، هل يظن اني سأحاول الهروب؟

طفولي للغايه ومُتطفل

توقفت امامه، امام زجاج مقعد القياده، لذا رحل الشرطي بأطمئنان لأواجهه وحدي

كنت اقف امامه، ولا أراه ،لكني شعرت به يحدق عميقاً داخلي

حرقتني انظاره!

هو لن يتغاطى عن كوني رحلت، او عن ملابسي، هو كان غاضباً، لاني وضعته في موقف لا يجدر ان يوضع به ..

فهمت الآن..!

ما كان يجب ان ارحل، بهذه الطريقه، جاسر ليس من ذلك النوع، ليتركني بسهوله

لكن الليله، لن تمر بالفعل دون عقاب اسوء عن ذي قبل ..

اللعنه علي فقط

ابتعدت عن الزجاج، فهو قد يفقد اعصابه ويجرني من خصلاتي

فعلها ذات مره، وسيفعلها مجدداً إن اراد، كنتُ متأكده ان والداي يراقباني ،لذا لا اريده ان يكررها

وقفت امام الباب

من المفترض الآن ان افتحه لاجلس بجانبه بكل سلام وكأن شيءً لم يكن

سأفعلها لاجل امي.. ابي.. ذاتي.. وسلامتي

امتدت يدي لغتاية فتح الباب بعدما وهبت نفسي القوه التي احتاجها، فقط الليله سيرا، تحملي لليله آخرى ..

بالفعل اللعنة علينا..!

كيف ظننت ان كل شيء سيمر كما لم يكن؟

هي كانت كالحرب.. لا معركه

فحضوره
وطغيان انفاسه
ضد ضعفي وبكائي

جعلا دموع الانثى .. ضد طغيان الرجل

ﯾﭠﺑﻋ..
***

اي انتقاد😹؟

اووه.. التنزيل لن يكون سريع اظن😹🌚

آسفه على التفاصيل الجريئه ..
لن تدوم كذلك 😹❤

كل عام وانتم بخير

* قمت بتعديل بعض المشاهد.. قللت التفاصيل بالفعل.. الآن انا راضيه عنه اظن😹❤ *

Continue Reading

You'll Also Like

696K 28.3K 31
دخلت قاعه عرشه وهي تشعر بكم فضيع من الم من الخذلان !!! من كل شعور سيء بهذا العالم نزلت دمعه وحيده مسحتها بالالم وهي تدير نظرها يمين ويسار ضحك هو ساخ...
5.9M 170K 109
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
16K 1K 11
"قبل كل شيء ..نصيحه مهمة جدا -بينما انتم لوحدكم في غرفة مظلمة، لا تنصتوا للاصوات ابدا..تجنبا لسماع افعال سكان العالم الاخر - بدأ الامر منذ تصاعد...
3.7K 803 21
عِندما يَختَل تَوَازُن الارضْ ويُسَيطر الشَر عَلي سُكان اغَاثيْا يُصبِح علي الآلهة التَدَخُل.. تَوَهجْ نَجمُها فَرحًا وقَرعتْ الآلهة الطبولُ احتِفَا...