بعدما أعلمني موظف الاستقبال عن الطابق الذي ستتم فيه المقابلة، دخلة المصعد وضغطت على الطابق الرابع
أغلقت عيني، أدعو أن أحصل على الوظيفة عندما فتح باب المصعد مجددا
فتحت عيني معتقدة انني وصلت، عندما تواجهت مع اخر شخص اردت رايته في هذ اليوم
نظر من هاتفه واندهش عند رايتي
"ما الذي تفعله هنا"
"ما الذي تفعلينه هنا؟"
تحدثنا في نفس الوقت
"هل تتبعني؟" سألته خائفة من هذه الصدف المتعددة لأنه لا يبدو الأمر مجرد لعبة القدر
"ألا يجب أن أكون أنا من يقول ذلك؟ أولا في منزلي والآن هنا, الى ماذا تخططين"
"أمس كان مجرد مصادفة، لم أكن أعلم أننا سنعمل هناك"
لم ينتبه للباب الى ان اوشكت على الغلق وأسرع بالدخول
امسكت بحقيبتي بإحكام واستمريت بالتحديق فيه على استعداد للهجوم إذا لزم الأمر
فضحك على وضعي ولمهلة بدى وسيم للغاية
إنه وسيم، لكن عندما يبتسم، يبدو ودود أكثر، لكن لم يدم طويلاً قبل أن تحول إلى وجهه المعتاد، بلا أي تعابير
عندما فتح الباب في الطابق الرابع لم أضيع الوقت واسرعت بالخروج لكنه نزل أيضا في نفس الطابق
"ماذا تفعل؟"
سألت بقلق لأن امره يشعرني بالخوف الان
"هل يجب ان استأذنك الان"
"لست مشتاقة لمعرفة اين تذهب، انا فقط لا اريدك ان تتبعني"
"هل تعلمين مع من تتكلمين؟"
"من تكون، لا يهمني"
"سنرى ذلك فيما بعد"
رد بقسوة قبل أن يشق طريقه، لكنني كنت خائفة جداً من متابعة طريقي لأن الممر كان فارغاً
مع أنه لا يبدو كشخص مشبوه، لكن المظهر مضلل في بعض الأحيان
فانتظرت قليلاً أملتا أن ينزل أحد من المصعد
وكما توقعت بعد فترة وجيزة، فتح المصعد لفتاة
طماني ذلك أننا لسنا الوحيدين هنا وتوجهت نحو مكان المقابلة
لم أتوقع أحداً أو قلة قليلة، لكن الغرفة كانت ممتلئة. وبدأ القلق يترقبني. والخوف من عدم الحصول على الوظيفة اشتد علي
خاصة أن من بين كل الموجودين هنا، انا الفتاة المحجبة الوحيدة الموجودة والامر سبب لي القلق قليلا
فشلت كل مقابلاتي الأخرى لأني أرتدي الحجاب. فبالنسبة إليهم الحجاب غير مناسب لصورة شركتهم، بل إن البعض يقترحون خلعه مقابل الحصول على الشغل
اتمنى فقط ان لا أتعرض لهذا هنا، لأنني سمعت أنهم لا يهتمون بالمظهر بل يبحتون عن المأهلات المناسبة وسمعتهم جيدة حقا لهذا تقدمت بطلب
واحد بعد الآخر، بدأوا بالدخول. البعض عادوا سعداء والبعض لا. وتوتري كتر كلما اقترب وقت دخولي
أثناء انتظار، تذكرت رجل المصعد لكنه لم يكن في الارجاء مما جعلني في حيرة، فأنا متأكد من أنه اتجه الى هنا
في الاخير تم استدعاء اسمي فتوكلت على الله ودخلت الغرفة وهنالك كانت المفاجئة
فأول شيء رأيته هو ذاك الرجل مرة أخرى وكان يجلس في الوسط مع اثنين في كل جانب
ابتسم عند رايتي، مما اثار غضبي بشدة
ما هو موقعه في هذه الشركة؟
يجب أن يكون له دور كبير لأنه هنا الآن
"احم، أيمكننا البدا أو تحتاجين إلى المزيد من الوقت"
اشار الى المقعد المقابل لهم
اعتذرت منهم، واخذت موقعي وبعدها بدأت المقابلة وكانت جميع الأسئلة تتعلق بمؤهلاتي ودراستي
حتى أنهم طلبوا مني التكلم باللغة الفرنسية وفعلت ذلك بسهولة
كنت حقاً راضياً عن اجوبتي وأدائي حتى فتح الوغد فمه
لم يتكلم أو يسأل أي شيء طوال الوقت، وعندما فعل كان مرتبطا بمظهري
"هل ستفكرين في نزع حجابك إذا طلبت منك الشركة ذلك"
"هل ستحلق شعرك إذا طلبوا منك ذلك؟"
بدى الجميع متفاجئًا من ردي، حتى بعضهم ابتسموا، والشخص المجاور له انفجر ضاحكًا
لكنه لم يظهر أي تعابير على وجهه مما جعلني اندم على اجابتي الوقحة.
"حجابي جزء مني. لذا طلب نزعه هو بمثابة طلبي بنزع رجل او يد"
" حتى لو كلفك هذا العمل"
" لن أعمل في مكان لا أتقبل فيه كما أنا"
نظر الي بتمعن لدقيقة ثم كتب شيئا على الورقة ومرره إلى الرجل الذي كان يضحك قبل قليل
بدا الرجل مندهش مما في الورقة
" شكرا لك، سيتم إبلاغك إذا تم اختيارك"
***
بعد أن عدت الى المنزل التصقت في الهاتف في انتظار مكالمتهم
"نوونا لن يحدث شيء حتى لو بقيت ملتصقتا في الهاتف" ظهر أخي أمير أمامي فجأة
"ماذا لو اتصلوا بي ولم أتمكن من الإجابة وأعطوا الوظيفة لشخص آخر"
"استسلم، افعل ما تشائين"
بعدها اتجه للأريكة الكبيرة وفتح التلفاز لمشاهدة بعض الأنيم
*
بعد فترة طويلة من الانتظار قررت أن أذهب إلى المرحاض
ولكن لحظة دخولي المرحاض، رن الهاتف
لا أعرف لماذا حضي سيء الى هذا الحد
*
"نوونا، اعلم انه صعب. لكن ربما هذا العمل ليس جيدًا لك" بدى أمير متأسف ولم أفهم السبب
"عن ماذا تتحدث؟"
"الم يرنو لكي منذ قليل؟ وبعده توجهت مباشرة الى المرحاض لذا..."
"لا لقد قبلوني" قاطعته
"اووه، مبروووك نووونا. انا جدا سعيد من اجلك"
بدا بالقفز في كل الغرفة فرح للخبر
"غدا سيكون يومي الأول، انشاء الله"
"يااااااي، يجب ان نخبر ابي وامي الخبر السار"
أسرع بإمساك هاتفي ورن لوالدينا
هذا العمل سيساعدنا وأخيرا على الاستقرار هنا
***
من وجهة نظر تاهيونغ:
"تاهيونغ ما الذي تخطط له؟" سأل جيمين عندما خرجت الفتاة المحجبة التي كان اسمها حياة
"لا شيء، عن ماذا تتحدث؟" نظرت في أوراق الأشخاص المتبقيين
"عن الفتات المحجبة، وامر الذي كتبته في الورقة. هل حقا تريدها للمنصب؟" سأل متعجبا ونظرت اليه بابتسامة
"وما الخطب في ذلك، انها مناسبة للمنصب و سيرتا الذاتية جيدة جدا"
"لا نقاش في ذلك لكن اشعر أنك مهتم بها ليس فقط من أجل مؤهلاتها وحسب" نظر الي بغرابة وهو يبتسم وغمزت له
"ربما"