تَدَفُّقْ

By HagerPink

79.9K 7.8K 2.9K

يمر الجميع بتجارب جديدة، تكون أحياناً قاسية أكثر مما نتصور، نمر بالفقد ويزورنا الآلم، نشعر بالضغط وأحياناً أخ... More

Part 1..(تَبايُن)
Part 2..(ألــم)
Part 3.. (تَلاشـي)
Part 4..(حُطامُ مَاضـيٍ)
Part 5..(تَخبُط)
Part 6..(دَوَائر)
Part 7..(2 دَوائـر)
Part8..(هُدوء ما قبل العاصفه)
Part 9..(هُدوء ما قبل العاصفه 2)
Part 10..(إنتِشالٌ غَيرُ مُتَوَقَعْ)
Part 11..(المَوجَةٌ التى غَيَرَت السكون)
(Part 12) {3}هدوء ما قبل العاصفه
Part 13..(العـاصـفه)
part 14..(ْصَرخة نُكران )
Part 15..(غُصَةٌ صَامِتَه)
Part 16.. (مُشَوَشْ)
Part 17..( تَــائِــه )
معلومات هامة
Part 19.. (مُلَـغَمْ)
Part 20..(نَوعٌ أخر مِن الخُذلانْ )
Part 21.. (إنهيـار)
Part 22(عــودة)
Part 23...(أغــرَق)
part 24..(استغاثة)

Part 18.. (عَودةٌ غيرُ مَحمودَه)

2.6K 279 406
By HagerPink

" غِيابُ بعضِ الأشخاص يُخَلفُ شُعوراً دافئاً كاحتساءِ قدحٍ من القهوة صبيحه يوم أحدٍ خريفي جميل "

                          _______________

الواحده ظهراً الأن وهو موعد رنين ذلك الجرس الذي يعده الكثيرون الفرج من بعد الصبر علي البلاء.

بالطبع عرفتم أين أقصد ...نعم يا ساده إنها المدرسه فحتي ولو صبت جدرانها بالذهب ستظل سجناً و رمزاً لعذابٍ إسمه الملل .

بالطبع هذا ليس رأي الجميع لكن إتضح وللأسف أنه رأي فاحم الرأس الذي يتمشي الأن في أروقه المدرسه يضع يديه في جيوبه وقد تفحصت رماديتاه بما في طريقه بمللٍ وتأفف حتي بلغ باب الخروج أخيراً .

ظل يبحث بعينيه عن ضالته حتي وجدها فلم يضع لحظه أخرى وتوجه من فوره نحو تلك السيارة التي يقودها أدريان ففتح الباب الخلفي وركب بصمت وتعابير جامده فانطلق أدريان من فوره.

حياه بابتسامة مستمتعة بحاله البائس سائلاً :
" إذاً كيف كان أخر يومٍ باسبوعك الثاني ؟ "

تنهد المعني بعمق وكأن الإجابه تحتاج طاقه كبيرة:
"كان تماماً كأول يوم ..موووميييل "

قهقه أدريان مستمتعاً ثم أضاف :
"لا أصدق كيف مر أسبوعان دون أن يحدث أي شئ مثير بالنسبة لك.....بربك ماذا كنت تتوقع ؟! "

لم يجبه إيڤان وأدار برأسه نحو النافذة في غيظ للحظات ثم تذكر أمر كان قد نسيه فعاد للإلتفات بسرعه :
"صحيح أدريان..... إمتحانك اليوم أقدمته؟"

أجابه أدريان مومئاً بابتسامه :
"نعم فعلت....أديت به بشكل جيد "

زفر إيڤان بارتياح :
"هذا جيد.......إذاً متي ذهبت لتقديمه ؟"

تنهد أدريان بخفه وصمت للحظات قبل أن يجيبه :
"في الواقع لم أجد وقتاً للذهاب....لذا قدمته إلكترونياً "

عبست ملامح إيڤان بانزعاج قبل أن يتمتم بصوتٍ خافت حزين:
"هكذا إذاً "

صمت كلاهما بعد ذلك ولم يعقبا و إنشغل إيڤان بالتفكير بأدريان ومدي تأثير وظيفته علي دراسته وصحته فهو يسهر كثيراً مؤخراً.

ربما عليه أن يحدث والده في الأمر ليسمح له بزياده أيام عطلته أو بتخفيف أعماله علي الأقل.....فقط لما يقوم هو بكل شئ طوال الوقت .

إستمر الصمت حتي بادر أدريان عندما شرع بعبور البوابه الحديديه :
"بالمناسبه إيڤان....ماذا تنوي أن تفعل بعد عوده الجميع ؟"
_"ماذا تعني ؟!!!"
_"أعني عندما يعود أفراد أسرتك من ألمانيا "

إعتدل إيڤان بجلسته سريعاً بدهشه عندما أحس بالخطر فسأل بريبه :
"لم أفكر يوماً بالامر...لكن لما تسأل ؟!!"

إلتفت له أدريان بدهشه :
"ماذا ألا تعلم؟!......ألم يخبرك السيد چون بالامر ؟!"
امتعضت ملامح إيڤان بسوء :
"لا تقل لي.......أهم عائدون ؟!
لا أصدق "
_"لم أتوقع بأن السيد چون لم يخبرك......الجميع عائدٌ اليوم "

تذمر إيڤان بصوت عالٍ وأخذ يفرك بشعره كالمجنون بسخط فهتف غاضباً :
"أدريان أيها اللعين متي كنت تنوي إخباري هااا ؟!
وأنا أجالسهم علي العشاء ؟!"

زفر أدريان بضجر وأضاف بجديه :
"كفاك تذمراً وأخبرني كيف تنوي التصرف......... فوالدك سيذهب لاستقبالهم في المطار بعد ساعةٍ من الان "

تنهد إيڤان بثقل وهو يدلك ما بين حاجبيه بانزعاج :
"لن أفعل أي شيء.....فقط سأودع الذره التي كنت أهنئ بها من حياتي "

توقفت السيارة أمام المنزل وهم إيڤان بالنزول بالفعل قبل أن توقفه ملحوظه أدريان :
"فقط لا تنسى حقيبتك ملقاه بأرضيه السيارة ككل يوم......علي الأقل ضعها بمكان يسهل رؤيته "

أطلق إيڤان تذمراً منزعجاً ثم إنحني ليلتقط تلك الملقاه باهمال ويعود للسير نحو المنزل من جديد .

تنهد أدريان يرثوا حال إيڤان فالأحمق وبالرغم من مرور أسبوعان منذ بدأ الدراسة لم يستطع الإعتياد علي النوم باكراً لذا يعود كل يوم بمزاج معكر وينام من فوره کالچثه.

توجه إلى مربض السيارات ليصف السياره إلى إخوتها فلا وقت لديه للتفكير فأمامه الكثير من الأعمال عليه إنجازها قبل وصولهم الذي إقترب.

أغلق الباب عقب ترجله من السيارة وتأكد من كونها مغلقه ثم سار بطريقه نحو المنزل لإنهاء أعماله المتبقيه لهذا اليوم الطويل الذي لا يريد أن ينتهي فبالأمس بقي مستيقظاً لساعة متأخرة يحضر لذلك الامتحان اللعين .

وعندما كان يوشك علي الانتهاء والخلوده للنوم فإذا به يفاجئ بكبير الخدم السيد ڨيكتور يطرق بابه يَزُفُ إليه خبر عوده بقيه أفراد الأسره من ألمانيا يوم غد.....
بعد غيابٍ دام ستة أعوام .

وهو ما يعني بأنه يتوجب عليه تنظيف جناح إيڤان الضخم وتنظيف الغرف المغلقة به منذ سنوات وإعادة تركيب تلك الستائر الحمراء والسجاد والكثير الكثير من الأعمال المتكدسه بوقت قياسي ......

صفع جبهته غير مدرك لهول المصيبة التي حلت فوق رأسه فجأه فجلس إلي أقرب كرسي ممسكاً رأسه من وقع الصدمه.

شرد يفكر بما يجب عليه فعله حتي كاد رأسه أن ينفجر فاستسلم مقرراً الخلود إلي النوم وانتهي الأمر بنومه لساعتان فقط قبل أن يستيقظ لبدء تلك الملحمه والتي يتوجب عليه إنهائها بأقرب وقت ليتسني له تقديم إمتحانه الذي سهر يجهز له.

____________________

وقف إيڤان بمجرد دخوله للقصر يتأمل مشهد الخدم وهم يتحركون هنا وهناك كالنحل بملل شديد فهذا هو الحال دائماً عند مجئ ضيف مهم فكيف بعوده أفراد العائلة بعد غياب .

لكنه لم يستطع منع تلك الإبتسامه من الظهور والإتساع بتشفي عندما رأي العجوز ڤيكتور يصرخ بهذا وذاك محاولاً جعل الخدم ينجزون أعمالهم بمثاليه تامه كعادته مهرولاً يميناً ويساراً بشكل مضحك لعجوز مخضرم مثله.

قام بعبور ملحمه التوتر هذه بهدوء وكأنه الوحيد الذي لا يحمل هموماً علي هذه الأرض.....فَجُلُ ما يؤرقه بهذه العوده المفاجأه هو كونه سيودع ذلك الهدوء الذي ينعم به..... أو هكذا كان يظن!!!.

لكن الأكيد هو أنه سيودع ذاك الهدوء لفتره.........
أو للأبد ربما من يدري ؟!.

صعد السلالم المؤديه لجناحه وهو يلعن عدم تمكنه من التخلص من عاده السهر المزعجه بالرغم من مرور أسبوعان من الاستيقاظ باكراً فهو الأن يكاد يسقط من التعب نائماً.

قرر المرور بغرفه جده أولاً كعادته ثم تغيير ثيابه والنوم وإلا قد ينام علي مائده العشاء.

وقبل أن يهم بطرق باب تلك الغرفه التي تعد الغرفه الوحيده المحببه إلي قلبه فاذا به يفتح ليطل ذلك الجسد ذو الزي الأزرق الذي يميز الممرضين ويعلو وجه‍ه إبتسامه :
"أوه....مرحباً إيڤان أتيت في وقتك فقد كان جدك يسأل عنك للتو "

_"مرحباً سيد چوهان كيف حال جدي اليوم ؟ "

_"بحالٍ ممتازة يكاد يقفز فرحاً منذ علم بعوده أبناءه وأحفاده اليوم "

سمع قهقهه جده السعيدة تؤكدة كلام چوهان فاتسعت إبتسامته وتخطي چوهان الذي خرج ليتركهما بمفردهما وجلس قباله جده كعادته وشرعا بتبادل أطراف الحديث بأريحيه :
"كيف حالك ديكيلز العجوز اليوم ؟"

_قهقه الجد قليلاً قبل أن يقول :
"فقط لو يسمعك چون وأنت تقول ذلك أيها العاق المزعج "

_"ما بك ليس وكأنني أناديك بلقبٍ أخر أيها العجوز.... كما أننا بمفردنا لذا لا بأس وكيف سيسمعني بأي حال وهو يعمل خمسة وعشرين ساعة باليوم ؟! "

إلتمس الجد حزن حفيده الذي إكتست به أخر جمله وكيف خفتَ حماسه وبهتت إبتسامته فربت علي يده محاولاً بذلك إخباره بأنه معه وبأنه ليس وحده بعد الأن.

أضاف إيڤان بذات النبره الخافته وببعض التوجس :
"أنت تعرف بأنني أناديك هكذا لأنني أحبك صحيح ؟"

لم يستطع الجد كبح تلك الابتسامة الكبيرة التي غطت وجهه بعد هذا التصريح....فهذه هي الحقيقة بعد كل شئ.

فإيڤان لم يكن يوماً منصاعاً لروتين تلك الأسره الصارمه ولم يكن سهلاً عليه التصرف مثلهم يوماً.

كما وأن شخصيته المتقلبه وتصرفته الطائشه إلي حدٍ ما تعد أموراً يجب التخلي عنها تماماً في هذا المنزل....

لذا أن يتخلي إيڤان عن الرسميات ويضرب بها عرض الحائط ويتعامل معه بهذه الشفافيه فهذا وإن دل علي شئ فسيكون بأنه يحب جده العجوز العزيز وجداً.

ولطالما كان هذا أمراً يسعد قلب جده كثيراً فهذا الجد شهد ما فعلته تلك القواعد الرتيبه بحياه أبناءه وخير دليل على ذلك تلك المعاناه التي عاشها إيڤان منذ طفولته وحتي اليوم بسبب ذلك الإنفصال.

تري هل يخبره بأنه يحبه أيضاً وبأنه حفيده المفضل أم يكتفي بالابتسام وحسب ؟!
ولما لا ؟!... فقد لا يتسني له إخباره بذلك مجدداً بعد عوده أحفاده الأصغر سناً.
_"وأنا أيضاً أحبك......فأنت حفيدي الأكبر المشاغب ذو اللسان السليط "

رفع إيڤان حاجبه الأيسر بسخط :
"بربك أهذا مديح أيها العجوز ؟!"
_"يليق بحفيدٍ عاق مثلك "

كان هذا جواب الجد مع إبتسامة متشفيه عريضه ثم قهقه كلاهما ملئ قلوبهما بسعادهٍ وإنسجام كعادتهما كلما إجتمعا في مكانٍ واحد.

إستأذن منه إيڤان ليتركه يرتاح بعدما تأكد من كونه قد أخذ دوائه ثم ودعه بابتسامة وخرج.

تمني الجد لو أن زوجته تري ذلك.......تري كيف كبر إيڤان وتخطي ما حدث بالماضي دون أن يتزوج والده بأخري كما كانت تصر .

كيف صارت شخصيته وتشكلت رغم ذلك الجفاء الذي كان يلقاه من إبنها ذو القلب الجريح......ألم تكن هي سبب زواجه بهذه المرأه.....ألم تكن هي من رتبت كل شئ ليقع بحبها رغماً عنه.

ليتكي ترين ما فعلته بقلب ولدك چون حتي اليوم.....فهو لم يتخطي ما حدث بالماضي ولا أظنه سيفعل.

ليتكي ترين كم صار حفيدُكي مرحاً نشيطاً وكيف كبر بعيداً عن تلك القواعد التي كنتي تنقشينها بعقول أولادك كالنقش علي الحجر.

إتسعت إبتسامه الجد وسحب نفساً عميقاً براحه كبيرة إستكنت في صدره بعد هذه الزياره المنعشه ومع تذكره لعوده أحبابه اليوم بعد طول غياب أرهق قلبه العجوز لسنوات.

____________________

وصل أخيراً إلي جناحه وهو يترنح من شده نعاسه وإذا به يقف مكانه ببعض الذهول وهو يحدق بتلك السجاده الحمراء الطويله الممتده حتي أخر الرواق المؤدي إلى جناحه.

رفع نظره قليلاً عن الأرض ليلاحظ الستائر الثقيله الملعقه بطريقه جميله علي النوافد الكبيرة....لوهله ظن نفسه قد أخطأ الجناح ولكن هذا مستحيل فجناحه هو الوحيد بهذا الطابق.

إستنتج أن هذا من فعل أدريان فلا شك بأنها تحضيرات تلك الزيارة الملكية.......تذكر من فوره كون أدريان لم يجد وقتاً لتقديم إختباره بالجامعه.

تنهد بثقل لإدراكه ذلك متأخراً ثم تقدم نحو الغرف المغلقة ليلاحظ بأنه تم تنظيفها كذلك......فقط ما فائده تنظيف غرف فارغه منذ سنوات وستظل فارغه لسنوات أخري قادمه.

دخل غرفته يجر أقدامه ثم ألقي بجسده علي السرير بارهاق دون أن يلقي بالاً لكونه مازال يرتدي زيه المدرسي حتي.

___________________

يقف بجسدٍ مستند علي الحائط بكسل أسفل الماء المتدفق من فوق رأسه محاولاً إخراجه من نعاسه هذا.

لا يذكر التفاصيل منذ استيقظ فقد إستيقظت حواسه وهو واقف أسفل الماء وفقط أما قبل ذلك كان وهو ما يزال نائماً تقريباً.

وهو ما يدفعني مباشرة لتخيل أدريان المسكين يقوم بدفع تلك الچثه المتثاقله نحو باب الحمام بطريقه بائسه و بملامح يائسه.....كم أشفق عليه.

فقط كيف ستكون حياته دون وجود أدريان فوق رأسه طوال الوقت ؟!.

نعود لإيڤان الذي استيقظ أخيراً وأستوعب كون الضيوف قد وصلوا بالأسفل وينتظرون نزوله......مع أن الأدوار معكوسه فيفترض به إستقبالهم.....لكنه السيد إيڤان العظيم بالطبع كل حياته بالمقلوب وهو يفخر بذلك.

وكأنه كان سيستيقظ قبل حضورهم بأي حال!!.

إرتدي أفضل ثيابه أو ولنقل ما كان أدريان قد أختاره فهو لا يريد أن يضيع إيڤان جهوده بتصرف أخرق من تصرفاته فحرص علي كل شئ بدقه.

أنهي تجهيز نفسه برشه عطر مناسب وبرفع شعره لأعلي بيده كعادته ليبدو كوريث لعائله ثريه كعائله ديكيلز بالفعل وهو أمر غير العاده بالطبع.

خرج من جناحه نزولاً نحو قاعه الجلوس حيث الجميع بكل ثقه يخبرك بها صوت وقع خطواته المتقارب.

وهو علي النقيض من وقع ضربات قلبه المتسارعه بتوتر وربما بعض القلق.

أولائك الذين يدعونهم الناس بعائلته هم بالنسبه إليه مجرد ذكريات يتمني لو تنحسر بجزء بعيد من عقله فقط.

مجرد أفواه تثرثر.....مجرد أشخاص إندرجوا بطريقه ما تحت مسمى عائلته.....

ليس وكأنه يكرههم.....لكنه لا يحبهم كذلك.....حسناً علي الأقل ليس جميعهم.....ربما لأنه إعتاد أن يكون وحيداً منبوذاً بلأعلي بينما هم جميعاً يتسامرون باستمتاع بالأسفل كما يذكر هو.

هو لا يعرف شعوره حولهم تماماً......لكن الأكيد أن هناك شخصاً يمقته وبشده مهما مرت السنوات فهو لن ينسى ما مر به بسبب هذا الشخص.

فقط لما كل ما يربطه بالواقع معقدٌ لهذه الدرجة ؟!

عائله مبعثره رغم تماسكها وترابطها.
ضعيفه رغم قوتها وعراقتها.
وواهيه كالسراب رغم صدق وجودها بالواقع.

ليس وكأنه مازال ذلك الطفل البكاء المنطوي بعد الأن....ليس مجبراً علي الصمت والتقبل بعد الأن.

ليس مجبراً علي معامله من يكرهه بأسلوب مزيف خشيه غضب من حوله.

ليس قلقاً من أن يخالف القواعد أمام الجميع بغير قصد فتنطلق نظرات الإزدراء منهم.....تباً لهم جميعاً خلقت القواعد لتكسر......ولتكسر رؤوسكم لا أهتم!!

سحب نفساً عميقاً ثم أخرجه بهدوء ليهدئ من نفسه ثم إرتدي أحد إبتساماته اللامعه ودلف إلي القاعه بخطوات رزينه أسكت وقعها علي الأرضيه ضحكات الجميع وحديثهم فألتفتوا إلي الداخل باهتمام.

علت وجوههم بعض الدهشه.....تعلمون لقد كبر وتغير كثيراً.....أما جده فقد علت وجهه أشد إبتساماته فخراً وكأنه يتباهي بحفيده الأكبر أمامهم.

إقتضي العرف أن يقف الصغير لتحيه الكبير بينما ينحني الصغير لتحيه الأكبر سناً أما هم فقد ظلوا في مكانهم مشدوهين باستثناء ذلك الجسد الذي قفز من جلوسه منقضاً علي إيڤان فجأه.

تراجع جسده خطوه للخلف من قوه ذلك الإحتضان المفاجئ وارتفع دمه من أغمص قدميه حتي أذنيه من الإحراج فهمس بحرج بالغ وغيظ غير مصدق للموقف الذي وضع فيه:
" ليزا أيتها الحمقاء ما الذي فعلته ؟!......"

_"اصمت ودعني استمتع بهذه اللحظه لبعض الوقت "
كان هذا ردها الفوري الهامس أثناء عصرها لجسده في حضنها.

شعر بانفاسها المتسارعه واهتزاز كتفيها ليدرك فوراً بأنها تبكي
ارتسمت ابتسامه خفيفه علي شفتيه قبل أن يرفع يده للتربيت علي ظهرها بخفه:
"مرحباً بعودتكِ ليزا.....إشتقت إليكي أيتها الطفله الحمقاء "

_"أصمت أيها المزعج....لقد أفسدت اللحظه "

_"أنظروا من يتحدث......من أفسد دخولي الرائع بانقضاضه علي للتو ؟!"

صمتت منهزمه كعادتها لتبتسم وسط دموعها :
"وأنا أيضاً إشتقت إليك إيڤ"

برزت العروق علي صدغه غيظاً من ذلك الإختصار الأنوثي الذي تختصر به اسمه دائماً وأبداً مهما طلب منها التوقف عن فعل ذلك ولكنها وكطفله عنيده مزعجه تستمتع برؤيته مغتاظاً فقط من يصدق بأنها عمته ؟!

أتصدقون بأنها أخت چون _الكاتبه تهمس لكي لا يسمعها چون الحانق علي تصرفات أخته المجنونه والغير لائقه لسيده في عمرها برأيه......فقط لما هو محاط بالحمقي...طبعاً تعرفون من أعني _أرثر يبتسم في الخلفيه بفخر _عوده للسرد _

كاد يهم بتوبيخها ولكنه لاحظ بأنه أطال عناقها ولم يلقي التحيه علي عمه وزوجته وأولاده....بدأ بعمه فأخذه الأخير ببحر حضنه وأنا أعنيها
فقط لما رجال هذه الأسره ذوي مناكب عريضه للغايه ؟!

كان لقاءاً حاراً بين ابن الأخ والعم لم تغب الإبتسامه الواسعه فيه عن كليهما وحانت اللحظه التي لم يفكر بعد كيف عليه أن يتصرف بها.

زوجه عمه تقف أمامه بابتسامتها المعهوده والتي يشهد أحمر شفاهها الفاقع علي زيفها وتمد له يدها بودٍ زائف يصيبه بالغثيان كما هي ابتسامتها.

هذه المرأه تشكل أول وأخر أحقاده بهذه الحياه.....لطالما شعر بلهيب الكراهيه يلهب وجهه كلما تبسمت له
نظراتها المخيفه المخرسه له عندما يوشك علي الحديث.

الإشاره إليه في حديثها بصيغه منكره وكأنه مجرد غرض من أغراض هذا القصر الهائله.

حديثها عنه أمام طفليها بسوء طوال الوقت وكأنها تجبر قلوبهم وإن كانوا أطفالاً علي الحقد وحمل الكره.

وأخيراً وليس أخراً.....وأكثر ما جعل قلبه يحترق حقداً بيوم ما هو كلامها البشع الذي كانت تقوله علي والدته مستغله الموقف الذي سبب إنفصال والديه حتي جعلت والدته هي حديث القصر وضيوفه لأشهر كيف لا يكرهها وهي تحتقر أدريان دائماً وتستغله وتهينه.

هذه المرأه هي الشر بذاته.....لطالما كانت الشئ المفزع له بهذا المنزل منذ كان بالثالثه كحيه سامه مخيفه أما الأن فهو يراها مجرد إمرأه قبيحه إختبأت خلف ملابسها الغريبه ومساحيقها الملونه بشده لتبدو كحرباء عجوزة حاول تمويه نفسها مع خلفيه حفلٍ راقص!! .

كانت ليزا هي الوحيده التي لاحظت إرتباكه قبل أن يمد يده نحوها مع ابتسامه حمقاء واسعه وكأن شيئاً بهذه الحياة لم يحدث......لكن في النهايه أجبرها صفاء ابتسامته علي الإبتسام .....فيبدو أن كل الصغار يكبرون لتبدو مخاوفهم في النهايه أصغر مما كانت تبدو عليه.

وأخيراً وليس أخراً جاء دور (آلن) وهو الإبن الأصغر للعم ويليام وهو يا جماعه.....كيف أقولها
تماماً كالحمل الوديع.

لدرجه أن إيڤان مازال يتعجب لليوم كيف لهذه الأفعي أن تنجب هذا الجرو اللطيف الذي ركض نحوه معانقاً خصره بقوه وهو يصرخ بنبره صوته اللطيفه (إيڤ).

هل قلت أن إيڤان يراه لطيف ؟!

لأنه ينوي قتله الأن وحالاً......نظر بأكثر نظراته حنقاً نحو ليزا لتدير المعنيه رأسها ببراءه.

تلك المزعجه....لابد بأنها قد نشرت چراثيمها علي الصبي.

نزل بقامته قليلاً لإحتواء ذو الثمانية أعوام والذي رأه أخر مره منذ ست سنوات و بالكاد كان يقدر علي المشي.

بالطبع من حق ست سنوات أن تغير الكثير وجداً.

وبينما يرتمي آلن الصغير بحضنه إسترق النظر إلي ذلك الواقف علي مسافةٍ نسبيه منهما والذي طالت قامته بشكل ملحوظ ولكن......لم يصل لطوله بعد!!!

إرتسمت إبتسامته الشيطانيه بغير إذن منه علي وجهه بتشفي فقد توقع العكس ولكن انظروا إلي حكمه الخالق.

كان ذلك ألكسندر (ألكس) الأبن البكر للعم ويليام والكوب الذي تفرغ فيه تلك الحيه سمومها منذ طفولته
يصغر إيڤان بعامٍ واحد....وكان هو الأخر يرمي بسهام نظراته نحو إيڤان بملامح متجعده لم يفهم إيڤان كونها غاضبه أم مستاءه لكنها لم تكن مشاعر جيده وحسب.

رمقه بنظره ساخره وابتسامه مستفزه فحواها (لا تقلق فالشعور متبادلٌ يا عزيزي ولكني علي عكسك أجيدُ التصرف بدبلوماسيه أيها القزم).

كان لم الشمل أكثر من رائع بالنسبه للجميع خصوصاً الجد والذي كاد يحلق من فرط سعادته.

العشاء العائلي تحفه الأحاديث الجانبيه وأنفجرت فياضانات من الذكريات والمشاعر العائليه الدافئه إفتقدتها هذه الطاوله لسنوات وسنوات.

لم تخلو الأحاديث من ضحكات الجد ومزاح ليزا الطفولي وعناد ألكسندر الذي برع فيه منذ نعومه أظفاره وأخيراً من تعليقات آلن اللطيفه الناعمه من وقت لأخر.

إذا قمنا بتصنيف زوجه العم علي أنها كرسي كالذي تجلس  فوقه فستكون هذه الجلسه حتماً مثاليه.

كانت أمسيه طويله مليئه بالكثير من عبق الماضي و ذكريات طفوله أبناء تلك الأسره ولكن الأوقات السعيده تمضي بسرعه
وذهب كل فرد منهم زاحفاً نحو سريره بعد كل ذلك الجنون الذي حدث لإقناع ليزا التي تصر علي جعلها أمسيه أفلام للصباح.

نسيت كونهم لم يرتاحوا من سفرهم بعد!

نام الجميع قرير العين بتلك الليله......لكن ربما ليس الجميع تماماً فهناك من جافاه النوم تماماً تلك الليله
فكيف يفعل وبعوده الجميع عادت هي لمخيلته كشبح العائد من الموت.

لتمحو ذلك السلام الذي كان قد استكنه أخيراً....ليغدو خائفاً ومتوتراً من اللا شئ
يهيم بالغرفه ذهاباً وإياباً زارعاً الأرض تحته لسبب يجهله....وربما لسبب غير موجود.

فهي عادت بداخله فقط.....لأنها ذهبت من حياتهم جميعاً بلا عوده....أما بداخله فذكرياته معها تستعر مهدده بالعوده والانتقام....

بعد أن أخمد وجودها تماماً في حرب طويله ومعاناه مع عشرات الأطباء النفسيين والخبراء لسنوات كانت له ولأفراد المنزل أجمع كالجحيم المقيم الذي لامفر منه ولاملجأ.

                         _________________

تنهد أدريان بثقل وقد إكتسحه القلق لرؤيه أضواء غرفه إيڤان مضاءه حتي هذه الساعه.....
فقط لو يستطيع جعل عقله يتوقف عن التفكير بما يحدث بداخل إيڤان الأن.

فهو لا يستطيع التفكير بشئ أخر....تري بما يفكر ولما لم ينم حتي الأن ذلك الكسول الأحمق ؟!

تنهد للمره الألف قبل أن يتجه نحو سريره راجياً من كل قلبه أن تمر أحداث اليوم علي إيڤان كما مرت علي الجميع سعيده وسريعه.

تري هل ستكون هذه إنتكاسه حقيقيه في حاله إيڤان الحساسه التي تطلب شفائه منها سنوات وسنوات حرم فيها من العيش بطبيعيه كمن في عمره.....أم مجرد إضطراب عابر سببه عوده أفراد أسرته المفاجئ ؟!

#يتبع
______________________2857words
النجمة بالأسفل وهي تحب أن تضغطوا عليها⭐
لترسلوا للكاتبة بعض الفراشات 🦋
نجمتي تراقبني وأنا أكتب وتعلم كم أنتظر منكم إرسال النجوم 🌠
دمتم بخير 💙

Continue Reading

You'll Also Like

29K 1K 48
بدأت 2023/5/29 انتهت:غير معلوم حبايبي انتبهوا عالتاريخ مشان ما وحده تسرق الرواية وتكول انو هي كتبتها
7.2K 810 24
[JUNGKOOK & LISA fanfiction ] الأسماء في الرواية مجـرد أسماء مستعارة لا تمد أي صلة بالواقـع
4.4M 239K 39
- مكتملة - أُجبِرت هِي عَلى قضَاء لَيلة مُمارَسة الحُب بِدافع المَال لتَجد نَفسها توقّع عَلى عقدِ الزّواج مِن أصغَر مِليُونير ينكُر لَيلتُهما الرواي...
35.8K 834 27
جل خالق الجمال الي كسب كل الوصايف.