part 24..(استغاثة)

1.3K 129 74
                                    

"تكاثرت عليّ أسبابُ الآسى حتى احترتُ فيما أنا هالِـع؟! "
 

                    _____________________

#أدريان

أتسائل كيف لأربع وعشرين ساعة أن تكون بهذا الطول، كيف ليوم واحد فقط أن يمر بهذا البطئ، أيمضي الوقت من الأساس، أتتحرك عقارب الساعة حقاً؟!

الجو متجمد بالخارج، لكنه مستعر هنا، خانقٌ كثيراً بداخلي.

لا أذكر كيف بدأ هذا اليوم ولا كيف كانت أيامي قبله لا أشعر وكأنني عشت قبل هذة اللحظات شيئًا، وكأنني إما مت منذ قليل وبات ما قبل ذلك سراب ذكرى، أو أنني ولدتُ الأن ولا شيء لأتذكره، كل دواخلي مبعثرة ومضطربة كأنفاسي وكأنني حقاً ألفظُ أخرها أو وليدٌ خرج توه من رحم أمه و لم يعتد بعد هواء هذا العالم.

لهذة الدرجة تماماً أنا حائر، مشتتٌ خائرُ القوى متجمدُ الفكر، كأني مريضُ هدت الحمى جسده وأنهكته، كعجوز التهمه الخرف أنساه الدهر كينونه فسهر يحدق في الفراغ باحثًا بين أطيافه عن وجوه قد كان يعرفها يومًا، أنا لست بخير، لا أظنني كذلك، أحتاج مساعدة أحدهم وإلا أقسم بأنني سأفقد عقلي، لا أدري حقًا إن كنت عاقلًا بهذة اللحظات، أنا فقط لا أدري حقًا.

قبل ساعات

هدأت العاصفة أخيرًا بعد بضع ساعات من بدأ عملية البحث، أُهلك فيها أفراد فرق البحث ذوي السترات المنتفخة الحمراء من المشي والتسلق وقد تجمدت أطرافهم بغية البحث عن الطفلين، لكن حتى اللحظة لا شيء يذكر.

وصلهم خبر من حراس الغابة وشرطة المنطقة بامكانية استخدام المروحية أخيرًا نظرًا لهدوء العاصفة وكان ذلك بعد أن صدع السيد چون رؤوسهم بالمقر وقد سيطر عليه الهلع وكاد يهدم المبنى فوق رؤوسهم جميعًا كما حال معظم الآباء عندما يهلعون بفقدان أطفالهم، غير مبالي بخطر تحرك الطائرة وسط العاصفة ولولا تهدئة أرثر له كل فينة وأخرى لكان فجر المبنى.

كان چون مدركًا للخطر تمامًا لكنه فقط لم يدري ما يفعل غير أن يصرخ بالجميع في المقر وعبر الهاتف باتصلات عديدة بأن يفعلوا شيئًا، كان هلعًا تمامًا ولكنه يحاول تمالك نفسه ولملمة شتاته وقد كان أرثر مثله لكنه يحاول التماسك هناك فقط من أجل صديقه.

لم يهدأ لكليهما بال حتى تحركت الطائرة بالفعل وما عاد هناك من شيء أخر لفعله سوى الدعاء والتضرع، فما كان من چون إلا أن خر جالسًا وقد استنزفت قواه يتمتم بدعواته تحت أنظار أرثر والذي يضاف إلى شعوره بالقلق كما صديقه شعورٌ مقيت بالذنب والندم اللاذع على إقتراحه هذة الرحلة الملعونة.

                     ______________________

صوت صراخ الجميع من حوله ويعلوه صوت مروحة الطائرة المروحية التي تحلق بهم فوق الغابة تشق الرياح، ثم صوت الرياح، ضجيج صاخب حوله يصم الأذان، لكنه لا شيء مقارنة بالضجيج داخله.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 15, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تَدَفُّقْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن