Part 15..(غُصَةٌ صَامِتَه)

2.3K 317 73
                                    

الثلاثاء الساعة السابعة و عشرون دقيقه صباحاً بأحد غرف المشفي والتي إمتلئ عدد أسرتها بالمرضي......

عشر دقائق ثم فتح الباب ككل صباح ليدخل فريق التمريض المسؤول عن هذا القسم وبدأ عمله بنشاط

إبتدائاً من فتح النوافذ والستائر لتجديد هواء الغرفه وإدخال ضوء الشمس يلي ذلك تنظيف الأرضيات بمواد معقمه
وانتهائاً بتغيير أغطيه الأسره بأخرى نظيفه وتغيير المحاليل المغذية للمرضي وأباريق الماء

ذلك الروتين الذي يدخل بعض البهجه والتغيير علي المرضي والذي يتكرر دورياً بشكل يومي حتي إعتاده المرضي حتي المستجدين منهم........

لكن ليس مستجدنا الغائب عن إدراك ما حوله حتي اللحظه لليوم الثالث على التوالي....

إقترب منه أحد الممرضين ليغير له المغذي الخاص به والذي كان قد انتهي بالفعل ثم بدأ في قياس مؤشراته الحيويه....

كان حالهُ بائس يرثى له ببشره شاحبه وشفاه متشققه وسكون تام
لولا تلك الأنفاس التي تدخل وتخرج بانتظام لظنه الواقف أمامه قد فارق الحياة

هم بتركه عندما تأكد من إستقرار حاله إلا أنه قد إلتفت سريعاً عندما لاحظ إنعقاد حاجبيه ومحاولته لفتح عينيه....
لا شك بأن بروده المغذي الذي تسلل عبر أوردته إلي جسده قد أيقظته ..

أسرع الممرض من فوره لإخبار الطبيب سام باستيقاظه فهو الوحيد القادر على تهدأته إذا ما ثارت ثورته كما حدث من قبل فهو الوحيد الذي يعرفه على كل حال....

____________

عقد حاجبيه بغير إرتياح وقد تسللت رجفه بارده إلي أجزاء جسده الدافئ مع تسلل ذلك السائل الشفاف البارد عبر أوردته فأطلق آنه منزعجه.

ثم سكن محاولاً إستعاده نومه المريح الذي كان يغرق فيه منذ مده، لكنه لم ينجح في ذلك فقد أزعجه ذلك الضوء الذي إخترق جفنيه رغم أغلاقهما وتلك الهمهمات المنتشرة من حوله.

أصدر له عقله أمراً مزعجاً بفتح عينيه فانصاع للأمر مكرهاً وعلى مضض....

سمح لذلك الضوء الساطع بالاندفاع نحو عينيه دفعه واحده مسبباً له العمى للحظات ثم اتضحت له صوره السقف الأبيض فوق رأسه.

وارتفعت تلك الهمهمات إلي ما هو أكثر وضوحاً وازعاجاً إن صح التعبير.

أعاد إغماض عينيه بقوه ثم فتحهما محاولاً اعتياد الضوء والضجه من حوله ثم استقام بجزعه جالساً بصعوبه بالغه صرخت بها فقرات ظهره المتصلبه.

نظر حوله بعيون ناعسه شبه مفتوحه وملامح هادئه تماماً كذلك النسيم الذي تسلل من النافذة شذراً للتو.

أدار ببصره نحو النافذه الزجاجيه الكبيرة أقصي يمينه وأخذ يتأمل الستائر المتطايرة بخفه وضوء الشمس الذي أضاء كامل الغرفه....

تَدَفُّقْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن