Part 20..(نَوعٌ أخر مِن الخُذلانْ )

2.3K 296 161
                                    

"أتعرف كيف يكونُ الخذلان ؟
تكفيك مراقبتي وستعرف  "

                      _____________________

في ذلك اليوم قضي سام ساعاتٍ وساعات في تخيل بعض ما قد يحدث معه مستقبلاً مع الفتي وأخذت تدور الاحتمالات برأسه حتي ساعه متأخره.

كذلك كايند والذي كان سام يظنه نائماً طوال الوقت كان يحدق بسقف الغرفه شارداً في أحداث الفتره الماضيه بتدقيق شديد كما لم تتح له الفرصه من قبل.

ساعات من التفكير واستعادة كل لحظةٍ مرت و مضت بعقله حتي ظن بأنه سينفجر.....

بدأ يفكر ويزن الأمور بعقلانيه وتروي للمرة الأولى منذ إنقلب كل شئ رأساً علي عقب بتلك العاصفة المفاجأه.

أمن الجيد حقاً ترك الأمور علي ما هي عليه ؟!

لما هو مستمر بهذا السكون ؟!

لما هو راضخ وخاضع إلي هذه الدرجه ؟!

لما اكتفي بالبكاء دون عمل أي شيء ؟!

ألأنه صدق رحيلها وكفي بذلك ألماً لقلبه؟!....أم لأنه لم يكن يتوقع رحيلها مطلقاً ؟!
بل حتي لم يسأل عن سبب حدوث ذلك.

فقط كيف توقف عقله عن التفكير إلي هذه الدرجه؟!....نسي أمر أخيه الصغير....نسي كل شئ أخر.

نسي مدرسته....عمله...زملاءه....معلميه.
انقطع عن كل شئ دون قول كلمه واحدة ....وبدون أي وسيلة للتواصل....تاركاً منزله خلفه فارغاً.

لايهمه الان سوي مايك.....
لكنه يكره ترك بعض الأمور عالقه.....فكيف بترك حياته كلها كذلك.

لكن جدياً لا طاقه له بلقاء أي أحد أو محادثته....
فقط كيف سيعود لمجري حياته بدونها وقد كانت حياته والأن فقدها ؟!

شعر بموجه ألمٍ احتلت نصف صدره الأيسر بقوه مضيقه الخناق علي مشاعره المتكدسه بذلك الركن لتحيلها حزناً مقتع
فقط لمجرد ذكر رحيلها....أوتعلمين ما تفعله ذكري ابتسامتك بقلبي المكلوم ؟

تنهد تنهيده حارةً تحمل بعضاً مما يستعر بدواخله مغطياً عينيه بمعصمه مستشعراً ومستنكراً تلك المراره التي تجعل كل ما يدخل أو يخرج من صدره موشكاً علي التحول إلي صراخٍ منتحب....لكن ويال السخريه فهو يشعر كذلك بأن مخزون دموعه قد انتهي.

استسلم أخيراً للنوم بعد أن تفاقم صداعه وحسرته إلي حدٍ غير محتمل فآثر الهروب إلى حيث يصمت كل شئ وإن كان محظوظاً فقد يعفي من صراخ دواخله لهذه الليله.

أما سام فقد سهر بضع ساعات إضافيه محاولاً إنجاز أكبر قدرٍ ممكن من أعماله المتراكمه لربما يقصر ذلك من محاضره توبيخ السمين له صباحاً.

كلٌ يهرب إلى مهربه محاولين جميعاً تناسي حقيقة أن الهروب ليس حلاً.....
وأن حقن الجريح بالمسكن لن يوقف النزيف!

تَدَفُّقْ Where stories live. Discover now