روح أطلنتس

Oleh synthyaartimis

62.8K 7.2K 6.9K

أحبك دون أن تدري لأن الحب من طرف واحد هو أصدق حب في الدنيا أعيري صدريَ نبضاً لو أناّ تصَادفنا .. فر بمَاَ... Lebih Banyak

مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون ( الأخير )
Trailer ( روح أطلنتس )

الفصل الأول

5.7K 521 452
Oleh synthyaartimis

مرحبا بقرائي الأعزاء

متحمسة جدا لرؤية ردود الفعل الأولى على الفكرة و على الرواية عموما 

ملاحظة : هذه الرواية ستكون بأسلوب الراوي  من أجل احاطة جميع الأحداث 

استمتعوا و لا تنسوا التصويت 



 عام 9000 قبل الميلاد كانت سماء مينوسيا مظلمة بسبب سحب رمادية و شتاء لم ينزح عنها منذ سنوات طوال ، تحرك الملك " مينوموساين" بينما يفرك كفيه معا بتوتر و ثيابه الطويلة تسير معه و ينتظر أن يخرج صوت حفيدته التي ستنعش هذه المملكة

بيرايموس : اهدأ يا ملكي هذه المرة بالتأكيد ستكون فتاة

تنهد الملك " مينوموساين " و نفى بينما يحدق بذلك الطفل الذي يقف بحزن في الركن بينما يسمع صراخ والدته

مينوموساين : يجب أن تكون فتاة حتى نخرج من هذا الشتاء و يجب أن ترث عينيّ فريديا المحيطية لكي تبتعد علينا لعنة " بوسيدون الأطلنطي "

بيرايموس : ملكي ألا زلت متعلق بالملكة فريديا ؟

تنهد الملك " مينوموساين " و تحدث

مينوموساين : فريديا حتى و إن ماتت لا يمكن أن تموت بقلبي إنها تعيش هنا

قالها و أشر على قلبه فلعنة " بوسيدون " التي حلت عليهم ليست سوى موت " فريديا "  الذي دخلت من بعده المملكة في  الظلام و الشتاء الذي لا ينتهي ، تقدم منه ذلك الفتى ذو السبع سنوات و تحدث

كاي : جدي أنا أيضا سأسرق أميرة من أطلنتس و أقتلها كما قتلوا جدتي

عندها أمسك الملك " مينوموساين " ذراعه بنوع من الغضب و تحدث

مينوموساين : نحن لسنا مثلهم أتفهم ؟

امتلأت عينيّ ذلك الولد بالدموع و جده أفلته ليركض بسرعة نحو الخارج و وقف بشرفة حجرية تطل على البحر المظلم الذي يحيطهم من كل جانب فمملكة " مينوسيا " التي تشبه الجزيرة الشاسعة تقع  وسط بحر الروم بينما أعمدة هيرقل مع عدد من الجنود الأشداء الذي يحرسون ذلك المدخل يحمونها و لكن اذا استمر الوضع كما هو لن تصمد طويلا

" مينوسيا " مملكة مشهورة بعلمها و حكمتها ، كل من فيها متعلم و ينبذ الحرب ، يهتمون بالجانب العلمي و يحبون الحكمة و يحكمون بلادهم بها و لكن حتى الآن لم يأتي من يحمل تلك الحكمة التي تمكنهم من الانتصار على جميع أعدائهم ، هم لم يمتلكوا من الحكمة و القوة ما يخولهم  التخلص من هذا الظلام

أما " فريديا " هي أميرة أطلنطية أحبت " مينوموساين " عندما ذهب " لأطلنتس " من أجل تجديد الهدنة بين المملكتين و طلب معاهدات صداقة من أجل التجارة و التقدم باقتصاد " مينوسيا " كما هو الحال مع " أطلنتس " المعروفة بمنائها الضخم و قوتها العسكرية و الاقتصادية بالاضافة لتحصيناتها القوية و المتقدمة

تمت المعاهدات و كل شيء سار على ما يرام و لكن قرار " بوسيدون " في أن يجعل شقيقته تتزوج من ملك مملكة الشمال المتجمدة بعثر الأمور ، و جعل " مينوموساين " يتقدم هو كذلك لعرض زواج سياسي بين المملكتين في ظاهره و لكن بداخله حتى يأخذ هو حبيبته و لكن " بوسيدون " رفض لأن ملك مملكة الشمال المتجمدة قدم الطلب قبله و اذا رفض  ومنحها لـ " مينوموساين " ستدور حرب ضروس الجميع في غنى عنها

احترق قلب " فريديا " و لم تستطع تخيل نفسها لرجل غير " مينوموساين " لذا في ليلة هادئة و قبل مغادرتها نحو مملكة الشمال المتجمدة هي ارتدت برنسا أسودا فوق ثوبها الطويل ذو القماش الناعم و اللون الأبيض  الذي يساير نسمات الهواء عند حركتها ، وضعت قلنسوته و صعدت لمعبد الذهب الذي يقع بالجزيرة المركزية لـ " أطلنتس "

أخذت الصولجان الذي كان مثبتا فوق عمود قصير من الرخام بوسط المعبد و بجانبه تاج الملك المؤسس لأطلنتس ، كانت تعلم أن قوة التاج لن تكتمل بدون الصولجان لذا أخذته و معه أخذت نسخة من المخطوطة المقدسة التي تحمل مستقبل أطلنتس و غادرت بسرعة تركض عبر الجسور التي تربط حلقات أطلنتس ببعضها و تعالى صوت طير الأركيو الذي يحوم في المعبد فتتويج شقيقها بتاجه لم يكن قد تم بعد 

أخذها " مينوموساين " الذي كان ينتظرها في مدخل قناة " أدماريس " و التي سميت تيمنا باسم زوجة شقيقها المتوفاة

كان هذا ما تذكره الملك " مينوموساين " و هو يحدق بحفيده كاي من الخلف ، تقدم نحوه و تنهد ليضع كفه على رأسه و تحدث

مينوموساين : كاي لا أريدك أن تكون مثلهم ..... خذ الحكمة و حاربهم بالعلم يا صغيري

لم يجبه كاي و لكن هناك جزء من طباع الأطلنطيين يختبئ داخله و هو لن يوفره لمحاربتهم ، سينتقم منهم بالتأكيد

و  فجأة اخترق شعاع قوي تلك السماء المظلمة و بدأ يتوسع ليرفع مينوموساين رأسه يحدق بها و كاي كذلك ، ابتسم بفرح و توسعت أكثر بقعة الضوء في السماء حتى أصبح كل شيء من حولهم مضيئا مما جعلهما يرفعان ذراعيهما  حتى يغطيان أعينهما  فالظلام طال أمده ، و بعدها سمع  صوت بكاء الطفلة التي ولدت للتو ، أبعد " مينوموساين " ذراعه ليرتفع تنفسه و يبتسم

مينوموساين : و أخيرا جاءت التي تحمل عينيّ فريديا المحيطيتين

و هكذا كان ميلاد " أفروديت " وريثة " فريديا " بكل شيء ، جمالها ، حكمتها ، ذكائها و علمها و الأهم وريثة العرش من بعد جدها

و في الداخل بوسط تلك الغرفة أخذت تلك المرأة العجوز الطفلة و لفتها داخل ذلك الغطاء الأبيض من القماش و قربتها من والدتها لتسلمها لها ، أخذتها والدتها التي كانت متعرقة بشدة و دموعها تملأ عينيها فرحا ، قربتها منها و قبلت رأسها لتتحدث

كلارا : و أخيرا صغيرتي ....... أنت من ستحمين هذه المملكة و تجعلينها دائما منيرة ، ستحققين رغبة و أحلام والدك الأخيرة

اقتربت المرأة و حدقت بكفي الطفلة المضمومتين بقوة و تحدثت لكلارا التي تمسح احدى وصيفاتها عرقها

" سيدتي يدي الصغيرة مضمومتين بقوة ..... "

قربت كلارا كفها و حاولت فتح كف الصغيرة لتظهر وسطها بلورة زرقاء ، توسعت عينيها ثم فتحت كفها الأخرى لتجد بلورة أخرى تشبهها تماما و عندما حدقت بالمرأة تحدثت الأخرى بسعادة

" تحققت الأسطورة .... "

فتحت الصغيرة عينيها و برقت زرقتهما المحيطية بشدة لتلمع البلورتين أيضا ، فتح الباب و دخل جدها الملك " مينوموساين " لتحدق نحوه تلك المرأة العجوز و تحدث

" سيدي الملك  .... "

مينوموساين : انها وريثة فريديا أليس كذلك ؟

ابتسمت المرأة و أجابته

" و محققةأسطورة أعمدة هيرقل "

عندها زادت الفرحة بعينيه و قلبه ، هذه الفتاة هي تقدم و تطور المملكة ، تقدم ليحملها و يحدق فيها بفرح وسعادة ، قربها منه و قبل جبينها لتفتح عينيها من جديد و يقابله لونها الأزرق المحيطي و هو ابتسم ليتحدث

مينوموساين : أفروديت ....... روح مينوسيا

**

بعد سنوات من زوال الظلام على مملكة " مينوسيا " و تحديدا في مملكة " أطلنتس " كان يقف بيكهيون أمام نعش جده الملك المتوفي ، ضم قبضته بقوة و تذكر آخر كلماته

" بوسيدون : يجب أن تعيد لمملكتنا مجدها .... يجب أن تكون أنت ملكها الأعظم و تتوج بتاجها "

حدقت نحوه ابنة عمه أورولينا و رأت ذلك الغضب يؤجج داخله ، تعلم أنه لن يهدأ حتى يحقق كل كلمة ذكرت في المخطوطة المقدسة و يستعيد صولجان أطلنتس و لكن بالمقابل هو لن يكون لها كما لم يكن من قبل ، و قبل أن تقول أي كلمة رفع نظراته من فوق نعش جده ليتحدث

بيكهيون : أحضري المياه المقدسة من المعبد  لأجل مراسم الجنازة فشعب أطلنتس ينتظر

قالها ليخرج بينما يضع كفه على سيفه الذي لا يتزحزح من مكانه على خصره  و زي المحارب الذي دائما يترديه 

 تنهدت و دنت من جدها لتضع قبلة هادئة على جبينه ، ابتعدت قليلا و سقطت منها دمعة غالية لتستقر على جبين جدها الميت

أرولينا : أرقد بسلام يا جدي فعمتي فريديا تنتظرك

ارتفعت لتستقيم و حدقت به تتذكر حزنه على شقيقته " فريديا " و التي قتلها بنفسه حتى يجنب مملكته دمارا على يد مملكة الشمال المتجمدة ، فبعد أن هربت و تزوجت بملك " مينوسيا " المملكة مرت بأزمة و الكثير من التحالفات قامت ضدها لذا خضع لأول مرة في حياته و تربص بها حتى قتلها ، وضع كفيه على رقبتها و هي ابتسمت له تعلم أنه لا يفعلها إلا و هو مجبر

مسحت دموعها و وضعت كفها على سيفها الذي يلازم خصرها هي أيضا 

حثت نفسها على أن تكون صلبة حتى تستطيع هي و ابن عمها الذي أصبح ملك أطلنتس أن يحققا أحلام جدهما بأن تكون أقوى مملكة ، بالرغم من أنها في كل يوم مر بعد موت " فريديا " كانت قوتها تزداد و لكن الحلم كان أن تكون الأقوى و الأعظم

خرجت من الغرفة ليُقفل الباب خلفها ، التفتت لتحدق به ثم عادت لتنظر أمامها و سارت تخرج من القصر ، سارت بين حدائقه الزاهية لتصل في النهاية لبداية الدرج الذي سيصلها بقمة الجزيرة المركزية لأطلنتس ، صعدت الدرج و في نهايته وصلت لباب المعبد الذي يأخذ شكل المستطيل الضخم بينما هناك فتحت كبيرة بسقفه ، و الجزيرة المركزية لا يوجد بها سوى المعبد و القصر 

وضعت كفيها على الباب و دفعته تستخدم كل قوتها لتظهر تلك الشجرة الأسطورية  العملاقة التي تتوسطه و تخرج أغصانها عبر فتحته في السقف 

 سارت بثقل لتقف أمام العمود الذي لا يزال يحمل التاج و لكن مكان الصولجان فارغ ، تنهدت ثم لمست بأناملها مكان الجوهرتين الفارغ بالتاج

سمعت صوت الطائر الأسطوري الذي رافق هذه المملكة منذ ولادتها و لازم هذا المكان ، التفتت ليتقدم منها و هي وضعت كفها على رأسه بينما انحنى لها هو حتى يناسب طولها و ربتت على رأسه ، ابتسمت ببؤس فالجميع يسمع عنه و يهابه ولا يعلمون أنه طائر مسالم

أبعدت كفها و هو عاد ليحوم بالمعبد ، تقدمت من الشجرة و حملت اناءا ذهبيا مرصع بالأحجار الكريمة و قربته من جذعها أين يتدفق ذلك الماء المقدس و الشافي

وضعت كفها على الشجرة لتزيد قوة التدفق فهي وحدها من تملك القوى للتحكم بالماء الشافي ، أبعدت كفها بعد أن امتلأ الاناء و أمسكته بكفيها معا ، خرجت من المعبد لتُقفل أبوابه من خلفها ، ثم نزلت الدرج و في نهايته سارت حتى تخرج من أسوار القصر أين تقام مراسم الجنازة و الحرق

حدق نحوها بيكهيون و تقدم ليأخذ الاناء منها و صعدا على متن ذلك القارب الذي وضع به نعش جدهما و أعاد لها الاناء ، سار القارب بهما يجتازا كل حلقات أطلنتس و يصلان مع جدهما لقناة " أدماريس " ، كان جميع شعب أطلنتس هناك بقواربهم و عندما اقترب قارب الملك تنحوا عن الطريق

توقف عند المدخل و أورولينا حدقت  ببيكهيون ليفهم أن دوره قد حان ، رفع رأسه نحو السماء و أغمض عينيه لتصبح السماء مظلمة ، رفع كفه نحوها و بتلك اللحظة ظهر خيط برق أضاء ما حلولهم ليقع على نعش " بوسيدون " و تضيئ شرارته مركبهما

أخفض كفه و فتح عينيه يحدق بالسماء ليعود النور يملأ المكان ثم أخفض رأسه نحو نعش جده و كان هناك فقط رماده ، تقدم و أورولينا تقدمت كذلك ، أخذ الرماد يحتضنه بكفيه معا ثم وضعه داخل اناء المياه المقدسة حتى انتهى ليكون كل رماد " بوسيدون " هناك

أمسك مع أرولينا الاناء و تقدما من مقدمة مركبهما الخشبي الذي يحمل الطابع الملكي ، اشتدت أشعة الشمس ليكون النور قوي جدا و ألقيا المياه التي تحمل رماد " بوسيدون " في بحر الظلمات الأطلنطي

**

مرت عدة أيام على وفاة " بوسيدون " و بيكهيون كان يعمل بجهد حتى يحكم مملكته كما حكمها جده بل و حتى يحقق رغبات جده ، كان يقف أمام عرشه و يحدق به بينما يضع كفيه خلف ظهره عندما فتح الباب و سمع أحد جنوده يتحدث

" سيدي الملك ... الأميرة أورولينا و نائبك المحارب تشانيول يقفان في الخارج "

التفت و حرك رأسه بايماءة خفيفة و تحدث

بيكهيون : دعهما يدخلان ....

انحنى الجندي ليتراجع إلى الخلف و خرج ليقفل الباب و هو صعد تلك الدرجات القليلة ليجلس على عرشه ، وضع ذراعيه على مسندي العرش ليمسك نهايته بقبضتيه ، اعتلت نظرة الشموخ ملامحه و فتح الباب ليتقدما كل من تشانيول و أورولينا و هما يضعان كفيهما على سيفيهما

وصلا أمامه و انحنيا يقدمان تحيتهما له بينما ذراعيهما مرتفعان قليلا ، ثم اعتدلا بوقفتيهما و هو حدق بهما ليسألهما 

بيكهيون : هل تدريبات الجيش تسير على ما يرام ؟

تشانيول : أجل سيدي الملك كل شيء يسير كما خططت له

بيكهيون : جيد .... و أنت أورولينا هل جد أي جديد فيما يخص مدخل أعمدة هيرقل ؟

نفت هي لتتحدث

أورولينا : هو مفتوح و لكن هناك عدد كبير من الجنود يحرسونه و عندما يشعرون بالخطر يتم اقفاله

ضرب كفه على عرشه بغضب و تحدث

بيكهيون : قوتهم العسكرية لا تضاهي حتى نصف قوتنا و بسبب البلورات الزرقاء هم لا يزالون يقفون بشموخ

تشانيول : الأسطورة تحققت لديهم لذا يجب أن نفكر جيدا حتى نستطيع التغلب عليهم

بيكهيون : أجل ... يجب أن نحاربهم بنفس سلاحهم ، التفكير و العلم و الأهم هي الحكمة

أورولينا : أميرتهم أفروديت هي من تمنحهم كل هذه القوة و الحماية

رُسمت ابتسامة جانبية على شفتيه و تحدث

بيكهيون : قريبا ستكون بقبضتي عندها سأستعيد ما سرق منا و أسيطر على " مينوسيا " أيضا

شعرت أورولينا بألم يدق أبواب قلبها عندها تحدثت

أورولينا : معذرة سيدي الملك و لكن يجب أن أذهب حتى أتمم باقي مهامي

سمح لها أن تغادر و تشانيول حدق بضعفها و ألمها فقط بطرف عينيه ، هو وحده من يشعر بألمها لأنه أيضا يتعرض لنفس الألم على يديها

خرجت ليُقفل الباب و بيكهيون حدق نحو تشانيول ثم استقام ليقترب منه و وضع كفه على ذراعه ليتحدث

بيكهيون : يوما ما ستنظر نحوك

ابتسم تشانيول ببؤس و نفى ليحدق نحو عينيه بثبات 

تشانيول : امرأة قلبها منحته لرجل آخر لا أريدها

تجاوز بيكهيون هذه النقطة ثم تحدث بأمر أهم من أمر القلوب ، أمر يهم أطلنتس ولا يوجد من هو أوفى من صديقه تشانيول فهما كانا كشخص واحد منذ طفولتهما

بيكهيون : هل تعتقد أنه يجب أن نستخدم قوتنا ؟

تشانيول : القوة دائما ما تجعل صاحبها يغتر و يعتقد أنه المنتصر و دائما ما أثبت العقل أنه أقوى سلاح

بيكهيون : اذا نجرب بطريقة سلمية ؟

تشانيول : أجل .... أقترح سيدي الملك أن نرسل لهم وفدا لطلب صداقة و عقد هدنة لأنهم أيضا في حاجة لها و بعد الهدنة نطلب زواجا سياسي حتى تتوقف الحروب بيننا و بينهم

ابتسم بيكهيون و تحدث يبتعد عن جوهر الحديث

بيكهيون : تجعلني أشعر بالغربة و أنت تقول سيدي الملك .....

ابتسم تشانيول و أومأ

تشانيول : هذا لأنك الملك فعلا

بيكهيون : المُلك حمل ثقيل وضع على كتفيّ ، و لكن صداقتك تحمل معي جزءا من هذا الثقل لذا عندما نكون لوحدنا لا تحملني أنت أيضا هذا الحمل و احمله معي بدل ذلك

تشانيول : كما تريد بيكهيون

ابتسم بيكهيون و عاد لجوهر حديثهما و أهميته

بيكهيون : أتعلم ؟ لن نرسل وفدا إلى هناك

تشانيول : اذا ماذا ستفعل ؟

بيكهيون : سأذهب بنفسي و هكذا لن يشكوا بنوايانا خصوصا أن جدي توفيّ

أعجب تشانيول بدهاء بيكهيون و سرعة بديهيته ليتحدث

تشانيول : أنت حتما لن تحكم هذه المملكة بالقوة فقط 

بيكهيون : على القوة و العلم أن يتحدا و يتوجا بالحكمة حتى نحقق العظمة

تشانيول : أنت محق و هكذا ستزدهر أطلنتس أكثر

بيكهيون : سأضم " مينوسيا " لحكمي و أجعلهما تتحدان سياسيا و جغرافيا عندها و من خلال أعمدة هيرقل سأسيطر على جميع اليابسة التي تحيط بنا

تشانيول : سمعت أن الأميرة أفروديت تتمتع بجمال نادر ،   تحب العلم و تكرس كل وقتها له و جدها بنى لها معهدا سماه على اسمها

بيكهيون : يجب أن أمتلكها حتى أمتلك قوة البلورتين

تشانيول : يجب أن تثير اهتمامها من خلال ما تحبه

بيكهيون : سوف آخذ لها هدية نادرة و ثمينة

تشانيول : كل الكتب التي نمتلكها هي تمتلك بالفعل نسخة عنها

صعد بيكهيون تلك الدرجات و جلس على عرشه  من جديد ليسند ذراعه على ذراع عرشه و ابتسم قبل أن يتحدث

بيكهيون : سأقدم لها طائر الأركيو

توسعت عينيّ تشانيول و اقترب ليتحدث بانفعال

تشانيول : هل جننت ؟ إنه طائر أسطوري ولا يستطيع العيش سوى بالمعبد

بيكهيون : و من أخبرك أنه سيعيش بغير المعبد ؟ 

تشانيول : أنت تقول أنك ستهديه لها

بيكهيون : ليس لوقت طويل لأنني سأجلبها معي عند العودة

تشانيول : و إن فشل التحالف و الهدنة ؟ عندها سنكون قدر فقدنا روح مملكتنا و رمزها

ضم بيكهيون كفه بقوة و اصرار ، شرارة ظهرت بعينيه و ارتفع حاجبه لتكون ملامحه مثل ملامح أي ملك لا يمكن أن يقهر

بيكهيون : عندها سأستخدم القوة و أحصل عليها

**

في مملكة " مينوسيا " وقفت أفروديت أمام مرآتها بينما احدى وصيفاتها كانت ترتب لها شعرها أما صديقتها أميا كانت تجلس على سريرها الممتلئ بالأقمشة الناعمة و عليه من فوق أقمشة خفيفة بيضاء تزين جوانبه الحجرية بالاضافة لبعض الورود التي تلتف على تلك الأعمدة الرقيقة

أخذت وصيفتها تاجها الرقيق الذهبي و الذي هو عبارة عن ورقات تشبه ورقات أغصان الزيتون الصغيرة ، وضعته على رأسها

ابتسمت أفروديت لوصيفتها ثم تحدث

أفروديت : يمكنك أن تغادري الآن

انحنت وصيفتها باحترام و هي تحدق نحو الأرض ثم تراجعت للخلف حتى تغادر ، عادت لتحدق بمرآتها و أخذت عقدها الذي يحمل بلورتيها الزرقاء و ارتدته ليتدلى مع فستانها الأخضر الطويل و الذي قماشه يتحرك مع الهواء بينما ظهره عاري للنصف و هناك خيطين على كتفيها يمسكان به

ابتسمت و تحدثت

أفروديت : ما بكِ أميا لما كل هذا الانزعاج على وجهك ؟

تنهدت أميا و ربتت على حضنها بكفيها معا و تحدث 

أميا : جدي يرغمني على الدراسة بينما أنا أريد تعلم الرماية

التفتت لها أفروديت ثم اقتربت لتأخذ كتابها و تحدثت

أفروديت : اسمعي أميا مهما كنت قوية و لكن اذا لم تمتلكِ العلم فأنت ضعيفة للغاية

أميا : لما فقط ولدت في هذه المملكة ؟

عكرت أفروديت حاجبيها من تذمر أميا المستمر و تحدثت

أفروديت : هيا قبل أن نتأخر على الحكيم "  براموس " 

وقفت أميا لتعدل ثوبها بطريقة كأنها تعدل بزة قتال و أبعدت شعرها عن وجهها تستخدم كفيها معا ثم سارت خلف أفروديت التي توقفت فجأة فاصطدمت بها الأخرى

ابتعدت عنها و أفروديت ألتفتت لها

أفروديت : أين كتابك ؟

ابتسمت أميا و التفتت خلفها لتحدق بحقيبتها التي تركتها على سرير أفروديت

أميا : هناك

أفروديت : أميا لا تخدعيني أنت لا تحملينه أليس كذلك ؟

نفت أميا بسرعة و أفروديت تقدمت لتأخذ الحقيبة و فتحتها ، أغمضت عينيها ثم فتحتهما لتحدق فيها بانزعاج

أفروديت : على الأقل تظاهري أنك تحبين العلم و لو قليلا

أميا : ألا يكفي أنني أتظاهر أمام جدي ؟

أفروديت : ماذا ستفعلين إن أمسك بك و أنت تحملين القوس و السهام بدل الكتاب ؟

أخذتها منها لتضعها تحت ثوبها ذو القماش الكثير تثبتها هناك ثم نفضت كفيها لتتحدث

أميا : لن يمسك بي

سارت لتخرج قبل أفروديت و عندما فتحت الباب قابلها كاي لتتسع ابتسامتها و لكنه أبعدها و تحدث

كاي : أحتاج أن أتحدث لشقيقتي لذا انتظري خارجا

قالها و دفعها ليقف و يقفل الباب ، حزنت ملامحها ثم ضربت الهواء من خلفه

أميا : نذل حقير ....... أساسا أنا نسيت اعجابي لك و سأبحث عن محارب حتى يعلمني كل ما أرغب به

قالتها و التفتت عندها رأت جدها قادم يسير فوضعت كفها على قلبها ، وصل بقربها و توقف ليتحدث

بيراميوس : ما الذي تفعلينه ؟

ابتسمت بغباء ثم تحدثت

أميا : أنتظر الأميرة أفروديت حتى نذهب لدرس الحيكم " براموس "

عندها أخرج كتابها من خلف ظهره و وضعه أمام عينيها ليتحدث بغضب

بيرايموس : و هل درس الحيكم  "براموس " تذهبين له  بدون كتاب ؟

بحثت عن كذبة بسرعة في رأسها و نطقت بها بسرعة أكبر 

أميا : جدي أنا كنت سوف أعود و آخذه

بيرايموس : أخرجي حقيبة الأسهم و القوس

أميا : صدقني جدي أنا لا أحملها

بيرايموس : إما أن تخرجيها أو أخرجها بنفسي

أميا : جدي أرجوك

و هو تحدث بغضب

بيراميوس : أميا ....

و هي عبست لتتحدث بتذمر 

أميا : حسنا سأخرجها

انحنت و أدخلت يديها تحت ثوبها لتخرج الحقيبة و سلمتها له و هو سلمها الكتاب و تحدث 

بيرايموس : لن أعيد كلامي أميا

قالها ليغادر و هي وقفت هناك بغضب و دموع تجمعت بعينيها ، هي ليست حتى أميرة ،  فقط حفيدة لمساعد الملك و مستشاره فلما يصر كل هذا على أن تتعلم و تكون دائمة الالتصاق بأفروديت ؟ 

أما داخل الغرفة فقد حدقت أفروديت بشقيقها الذي عينيه لم و لن تتخلى على غضبها و هو تحدث

كاي : أفروديت يجب أن تساعدي شقيقك

أفروديت : ماذا هناك أخي ؟ أنت لا تبدو بخير ؟

كاي : متى كنت أساسا بخير و جدك يمنعني من تنفيذي رغباتي في الانتقام من الأطلنطيين

أفروديت : منعه لك بالتأكيد من ورائه حكمة ثم لا تنسى أن مملكتنا لا تضاهي مملكتهم من حيث القوة العسكرية نحن فقط نُحسن الدفاع و تحصين أنفسنا

كاي : لقد مات ملكهم " بوسيدون " و هذه فرصة مناسبة لمهاجمتهم لأنهم لن يكونوا قد لملموا شتاتهم بعد  كما أن خَلَفَهُ لا يمتلك من الخبرة ما كان يمتلكها الملك

أفروديت : و لما لا تكون فرصة من أجل تهدئة الأوضاع و اقرار السلام بين المملكتين ؟

غضبت نظراته أكثر و اقترب منها ليمسك بذراعيها و يحركها بعنف

كاي : لا يمكن أن يحل السلام بيننا و بينهم .... هم قتلوا جدتي و قتلوا أبي

حدقت أفروديت بعينيه لترى ذلك الحقد المشتعل و وقتها أدركت لما كلما حاولت اقناع جدها أن يجعله هو وريث عرشه  يرفض ، هو شخص تحكمه مشاعره و الأهم يحكمه الحقد الذي بقلبه و بدل أن يرتقي بالمملكة هو سيدمرها

كاي : تنازلي عن كونك وريثته للعرش أفروديت

عندها هي حركت رأسها بنفي و خرجت منها كلمة وحيدة

أفروديت : آسفة آخي

و هو صرخ بغضب و قهر 

كاي : العرش من حقي أنا

أفروديت : العرش من حق من يراه جدي أهل له

ترك ذراعيها ليدفعها نحو الخلف بعنف و التفت ليفتح الباب بغضب و اختفى فجأة من أمام أميا التي وضعت كفها على قلبها بخوف و حدقت نحو أفروديت التي تقدمت لتخرج

أميا : أين يختفي بهذه السرعة ؟

أفروديت : هيا لنذهب لقد تأخرنا على الحكيم " براموس "

سارت قبلها و أميا حركت كتفيها بقلة حيلة فالجميع يتجاهلها و سارت خلفها ، على العموم هي لن تتعب نفسها لأنها مهما حاولت لن تفهم ما سيقوله الحكيم " براموس " لذا ستيضيع بعض الوقت حتى تجد حلا لمعظلتها 

**

في أطلنتس كانت ليلة صافية  مرصعة بالنجوم و بيكهيون خرج لشرفة غرفته الواسعة و وقف هناك يحدق نحو ذلك النور الخافت البعيد ، يوما ما هو سيمتلك كل شيء ، " مينوسيا " و أميرتها ذات العينين المحيطيتين

سيمتلك قلبها و يحقق الأسطورة ليتوج بتاجه و يصبح الملك الأكثر قوة و الذي لا يقهر  ، التفت و خرج ليسير في ذلك الممر الكبير و بعدها خرج و سار نحو الدرج الذي يصله بالمعبد ، صعده بتأني يجمع المزيد من الأفكار برأسه و عندما وصل لنهايته تقدم ليضع كفيه معا على الباب و دفعه ليفتح و تظهر الشجرة و التاج

تقدم يدخل و تقدم منه طائر الأركيو الذي  انحنى قليلا  فطوله يتجاوز المترين و بيكهيون ربت على رأسه و حدق به ليتحدث

بيكهيون : أنت جاهز لمساعدتي يا صديقي أليس كذلك ؟ 

تحرك تحت كفه بتودد ليبتسم ثم أبعد كفه  عنه و اقترب من الشجرة ،  رفع كفه نحوها و أطلق شرارة برق ليفتح جزءها العلوي و تظهر تلك المخطوطة التي كتبت على ورق البردي ، تقدم ليأخذها ثم عاد أدراجه يضعها بقرب التاج و عاد يقرأ الكلمات المدونة هناك

" أطلنتس و مينوسيا روح واحدة

التاج سيحرر القوى و الصولجان سيتحكم بها ليتم الاتحاد 

و وحدها روح أطلنتس و مينوسيا من ستحقق العظمة "

ثلاثة أسطر تخبره بمستقبله و مستقبل مملكته و كان جده قد أخبره بكل الأسرار التي تحملها تلك الأسطر ، يدرك أن أفروديت التي ورثت كل صفات عمته " فريديا " هي روح أطلنتس و روح مينوسيا ، و أنه بدونها لا يمكن أن يكون ذلك الملك العظيم ، هو حتى لا يستطيع أن يتوج و يلبس تاجه حتى ينجب من أفروديت فتاة تكون قد تجسدت بها أسطورة أخرى

و لكن لتحقيق كل هذا أمامه طريقين ،  إما السلم أو الحرب و هو سيسلكهما كلاهما إن تطلب الأمر ، تنهد و هو يحدق بتلك الكلمات ثم لف المخطوطة عندها شعر بشيء عليها فعاد لفتحها و تفقدها و لكن لم يجد شيء

 تجاهل الأمر و أعادها لمكانها ثم رفع كفه ليعيد الشجرة لما كانت عليه  ،   التفت ليخرج عندها فتح باب المعبد لتظهر من خلفه أورولينا ، توقف في مكانه و هي توقفت هناك تحدق به ، زيه الذي  صنعت أجزاء منه من الحديد و الجلد   ، شعره البندقي و عضلاته التي تظهر من زيه ، سيفه الذي لا يبعده ، لقد أحبته منذ الصغر و لكنه لا يلتفت لها و لن يكون لها

بدون كلمة عاد ليسير بقربها حتى يخرج من هناك و لكنها أمسكت ذراعه لتوقفه و تحدثت تحاول السيطرة على دموعها و المحافظة على كرامتها كمحاربة

أورولينا : هل ستتزوجها حقا ؟

حدق أمامه و سحب ذراعه من كفها ليلتفت لها نصف التفاتة و تحدث

بيكهيون : أجل ...

أورولينا : ألم تحمل لي حتى مقدارا صغيرا من المشاعر في قلبك ؟

بيكهيون : لا .... بالنسبة لي أنت شقيقة أورولينا

كانت تلك الكلمات القاسية كافية لسحق قلبها ، تركها خلفه هناك و غادر ، كونه ملك يجب أن يتحكم بقلبه و مشاعره ، و هو فعلا لم يكذب عليها عندما قال أنه لم يحبها سوى كشقيقة ترعرع كليهما في كنف جده 


نهاية أول فصل من

" روح أطلنتس " 

أتمنى فعلا أنكم حبيتم الفكرة و سافرتوا معي بخيالكم 

عندما يصبح التصويت مرضي سأضع الفصل الثاني 

سلام  

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

161K 10.1K 40
أحيانا يكون كل شيء أطراف خيوط تنسج على روحك أمان من دون أن تكون شيئاً حقيقيا و لكن ما هو متواجد في هذا الخيال هو الخيال بحد ذاته إلى ما ليس له نهاية...
3.4M 182K 40
أنسـام من اللـهيب خُلِقَت من دون وَعيـد صدفة غريبة تقلب الأمور وتسبب ضَجيج ارواح تائهه اقترب لم شَملُها البَعيد نساء خُلقن من صُلب الجَليد ورجال...
15.1K 1.7K 32
" نحن نريدك معنا " " وانا لا اريد " " لكننا نجمع فريق كل من هم مثلك " " اعلم هذا جيدا سيد ستارك ،لكني لا استطع ان اكون معكم " " لما " " هذه مشاكل ت...
69.5K 2.3K 39
قصة " فُنــون الحَــرب " تأليف : رجاء موري " إنّك إذا قتلت بإسم شيء تراه طيباً.. كالعقيدة، أو المذهب، أو الوطن.. أو الدفاع عن العدل أو الحرية.. لا يج...