مرحبا بقرائي الأعزاء
متحمسة جدا لرؤية ردود الفعل الأولى على الفكرة و على الرواية عموما
ملاحظة : هذه الرواية ستكون بأسلوب الراوي من أجل احاطة جميع الأحداث
.
استمتعوا و لا تنسوا التصويت
عام 9000 قبل الميلاد كانت سماء مينوسيا مظلمة بسبب سحب رمادية و شتاء لم ينزح عنها منذ سنوات طوال ، تحرك الملك " مينوموساين" بينما يفرك كفيه معا بتوتر و ثيابه الطويلة تسير معه و ينتظر أن يخرج صوت حفيدته التي ستنعش هذه المملكة
بيرايموس : اهدأ يا ملكي هذه المرة بالتأكيد ستكون فتاة
تنهد الملك " مينوموساين " و نفى بينما يحدق بذلك الطفل الذي يقف بحزن في الركن بينما يسمع صراخ والدته
مينوموساين : يجب أن تكون فتاة حتى نخرج من هذا الشتاء و يجب أن ترث عينيّ فريديا المحيطية لكي تبتعد علينا لعنة " بوسيدون الأطلنطي "
بيرايموس : ملكي ألا زلت متعلق بالملكة فريديا ؟
تنهد الملك " مينوموساين " و تحدث
مينوموساين : فريديا حتى و إن ماتت لا يمكن أن تموت بقلبي إنها تعيش هنا
قالها و أشر على قلبه فلعنة " بوسيدون " التي حلت عليهم ليست سوى موت " فريديا " الذي دخلت من بعده المملكة في الظلام و الشتاء الذي لا ينتهي ، تقدم منه ذلك الفتى ذو السبع سنوات و تحدث
كاي : جدي أنا أيضا سأسرق أميرة من أطلنتس و أقتلها كما قتلوا جدتي
عندها أمسك الملك " مينوموساين " ذراعه بنوع من الغضب و تحدث
مينوموساين : نحن لسنا مثلهم أتفهم ؟
امتلأت عينيّ ذلك الولد بالدموع و جده أفلته ليركض بسرعة نحو الخارج و وقف بشرفة حجرية تطل على البحر المظلم الذي يحيطهم من كل جانب فمملكة " مينوسيا " التي تشبه الجزيرة الشاسعة تقع وسط بحر الروم بينما أعمدة هيرقل مع عدد من الجنود الأشداء الذي يحرسون ذلك المدخل يحمونها و لكن اذا استمر الوضع كما هو لن تصمد طويلا
" مينوسيا " مملكة مشهورة بعلمها و حكمتها ، كل من فيها متعلم و ينبذ الحرب ، يهتمون بالجانب العلمي و يحبون الحكمة و يحكمون بلادهم بها و لكن حتى الآن لم يأتي من يحمل تلك الحكمة التي تمكنهم من الانتصار على جميع أعدائهم ، هم لم يمتلكوا من الحكمة و القوة ما يخولهم التخلص من هذا الظلام
أما " فريديا " هي أميرة أطلنطية أحبت " مينوموساين " عندما ذهب " لأطلنتس " من أجل تجديد الهدنة بين المملكتين و طلب معاهدات صداقة من أجل التجارة و التقدم باقتصاد " مينوسيا " كما هو الحال مع " أطلنتس " المعروفة بمنائها الضخم و قوتها العسكرية و الاقتصادية بالاضافة لتحصيناتها القوية و المتقدمة
تمت المعاهدات و كل شيء سار على ما يرام و لكن قرار " بوسيدون " في أن يجعل شقيقته تتزوج من ملك مملكة الشمال المتجمدة بعثر الأمور ، و جعل " مينوموساين " يتقدم هو كذلك لعرض زواج سياسي بين المملكتين في ظاهره و لكن بداخله حتى يأخذ هو حبيبته و لكن " بوسيدون " رفض لأن ملك مملكة الشمال المتجمدة قدم الطلب قبله و اذا رفض ومنحها لـ " مينوموساين " ستدور حرب ضروس الجميع في غنى عنها
احترق قلب " فريديا " و لم تستطع تخيل نفسها لرجل غير " مينوموساين " لذا في ليلة هادئة و قبل مغادرتها نحو مملكة الشمال المتجمدة هي ارتدت برنسا أسودا فوق ثوبها الطويل ذو القماش الناعم و اللون الأبيض الذي يساير نسمات الهواء عند حركتها ، وضعت قلنسوته و صعدت لمعبد الذهب الذي يقع بالجزيرة المركزية لـ " أطلنتس "
أخذت الصولجان الذي كان مثبتا فوق عمود قصير من الرخام بوسط المعبد و بجانبه تاج الملك المؤسس لأطلنتس ، كانت تعلم أن قوة التاج لن تكتمل بدون الصولجان لذا أخذته و معه أخذت نسخة من المخطوطة المقدسة التي تحمل مستقبل أطلنتس و غادرت بسرعة تركض عبر الجسور التي تربط حلقات أطلنتس ببعضها و تعالى صوت طير الأركيو الذي يحوم في المعبد فتتويج شقيقها بتاجه لم يكن قد تم بعد
أخذها " مينوموساين " الذي كان ينتظرها في مدخل قناة " أدماريس " و التي سميت تيمنا باسم زوجة شقيقها المتوفاة
كان هذا ما تذكره الملك " مينوموساين " و هو يحدق بحفيده كاي من الخلف ، تقدم نحوه و تنهد ليضع كفه على رأسه و تحدث
مينوموساين : كاي لا أريدك أن تكون مثلهم ..... خذ الحكمة و حاربهم بالعلم يا صغيري
لم يجبه كاي و لكن هناك جزء من طباع الأطلنطيين يختبئ داخله و هو لن يوفره لمحاربتهم ، سينتقم منهم بالتأكيد
و فجأة اخترق شعاع قوي تلك السماء المظلمة و بدأ يتوسع ليرفع مينوموساين رأسه يحدق بها و كاي كذلك ، ابتسم بفرح و توسعت أكثر بقعة الضوء في السماء حتى أصبح كل شيء من حولهم مضيئا مما جعلهما يرفعان ذراعيهما حتى يغطيان أعينهما فالظلام طال أمده ، و بعدها سمع صوت بكاء الطفلة التي ولدت للتو ، أبعد " مينوموساين " ذراعه ليرتفع تنفسه و يبتسم
مينوموساين : و أخيرا جاءت التي تحمل عينيّ فريديا المحيطيتين
و هكذا كان ميلاد " أفروديت " وريثة " فريديا " بكل شيء ، جمالها ، حكمتها ، ذكائها و علمها و الأهم وريثة العرش من بعد جدها
و في الداخل بوسط تلك الغرفة أخذت تلك المرأة العجوز الطفلة و لفتها داخل ذلك الغطاء الأبيض من القماش و قربتها من والدتها لتسلمها لها ، أخذتها والدتها التي كانت متعرقة بشدة و دموعها تملأ عينيها فرحا ، قربتها منها و قبلت رأسها لتتحدث
كلارا : و أخيرا صغيرتي ....... أنت من ستحمين هذه المملكة و تجعلينها دائما منيرة ، ستحققين رغبة و أحلام والدك الأخيرة
اقتربت المرأة و حدقت بكفي الطفلة المضمومتين بقوة و تحدثت لكلارا التي تمسح احدى وصيفاتها عرقها
" سيدتي يدي الصغيرة مضمومتين بقوة ..... "
قربت كلارا كفها و حاولت فتح كف الصغيرة لتظهر وسطها بلورة زرقاء ، توسعت عينيها ثم فتحت كفها الأخرى لتجد بلورة أخرى تشبهها تماما و عندما حدقت بالمرأة تحدثت الأخرى بسعادة
" تحققت الأسطورة .... "
فتحت الصغيرة عينيها و برقت زرقتهما المحيطية بشدة لتلمع البلورتين أيضا ، فتح الباب و دخل جدها الملك " مينوموساين " لتحدق نحوه تلك المرأة العجوز و تحدث
" سيدي الملك .... "
مينوموساين : انها وريثة فريديا أليس كذلك ؟
ابتسمت المرأة و أجابته
" و محققةأسطورة أعمدة هيرقل "
عندها زادت الفرحة بعينيه و قلبه ، هذه الفتاة هي تقدم و تطور المملكة ، تقدم ليحملها و يحدق فيها بفرح وسعادة ، قربها منه و قبل جبينها لتفتح عينيها من جديد و يقابله لونها الأزرق المحيطي و هو ابتسم ليتحدث
مينوموساين : أفروديت ....... روح مينوسيا
**
بعد سنوات من زوال الظلام على مملكة " مينوسيا " و تحديدا في مملكة " أطلنتس " كان يقف بيكهيون أمام نعش جده الملك المتوفي ، ضم قبضته بقوة و تذكر آخر كلماته
" بوسيدون : يجب أن تعيد لمملكتنا مجدها .... يجب أن تكون أنت ملكها الأعظم و تتوج بتاجها "
حدقت نحوه ابنة عمه أورولينا و رأت ذلك الغضب يؤجج داخله ، تعلم أنه لن يهدأ حتى يحقق كل كلمة ذكرت في المخطوطة المقدسة و يستعيد صولجان أطلنتس و لكن بالمقابل هو لن يكون لها كما لم يكن من قبل ، و قبل أن تقول أي كلمة رفع نظراته من فوق نعش جده ليتحدث
بيكهيون : أحضري المياه المقدسة من المعبد لأجل مراسم الجنازة فشعب أطلنتس ينتظر
قالها ليخرج بينما يضع كفه على سيفه الذي لا يتزحزح من مكانه على خصره و زي المحارب الذي دائما يترديه
تنهدت و دنت من جدها لتضع قبلة هادئة على جبينه ، ابتعدت قليلا و سقطت منها دمعة غالية لتستقر على جبين جدها الميت
أرولينا : أرقد بسلام يا جدي فعمتي فريديا تنتظرك
ارتفعت لتستقيم و حدقت به تتذكر حزنه على شقيقته " فريديا " و التي قتلها بنفسه حتى يجنب مملكته دمارا على يد مملكة الشمال المتجمدة ، فبعد أن هربت و تزوجت بملك " مينوسيا " المملكة مرت بأزمة و الكثير من التحالفات قامت ضدها لذا خضع لأول مرة في حياته و تربص بها حتى قتلها ، وضع كفيه على رقبتها و هي ابتسمت له تعلم أنه لا يفعلها إلا و هو مجبر
مسحت دموعها و وضعت كفها على سيفها الذي يلازم خصرها هي أيضا
حثت نفسها على أن تكون صلبة حتى تستطيع هي و ابن عمها الذي أصبح ملك أطلنتس أن يحققا أحلام جدهما بأن تكون أقوى مملكة ، بالرغم من أنها في كل يوم مر بعد موت " فريديا " كانت قوتها تزداد و لكن الحلم كان أن تكون الأقوى و الأعظم
خرجت من الغرفة ليُقفل الباب خلفها ، التفتت لتحدق به ثم عادت لتنظر أمامها و سارت تخرج من القصر ، سارت بين حدائقه الزاهية لتصل في النهاية لبداية الدرج الذي سيصلها بقمة الجزيرة المركزية لأطلنتس ، صعدت الدرج و في نهايته وصلت لباب المعبد الذي يأخذ شكل المستطيل الضخم بينما هناك فتحت كبيرة بسقفه ، و الجزيرة المركزية لا يوجد بها سوى المعبد و القصر
وضعت كفيها على الباب و دفعته تستخدم كل قوتها لتظهر تلك الشجرة الأسطورية العملاقة التي تتوسطه و تخرج أغصانها عبر فتحته في السقف
سارت بثقل لتقف أمام العمود الذي لا يزال يحمل التاج و لكن مكان الصولجان فارغ ، تنهدت ثم لمست بأناملها مكان الجوهرتين الفارغ بالتاج
سمعت صوت الطائر الأسطوري الذي رافق هذه المملكة منذ ولادتها و لازم هذا المكان ، التفتت ليتقدم منها و هي وضعت كفها على رأسه بينما انحنى لها هو حتى يناسب طولها و ربتت على رأسه ، ابتسمت ببؤس فالجميع يسمع عنه و يهابه ولا يعلمون أنه طائر مسالم
أبعدت كفها و هو عاد ليحوم بالمعبد ، تقدمت من الشجرة و حملت اناءا ذهبيا مرصع بالأحجار الكريمة و قربته من جذعها أين يتدفق ذلك الماء المقدس و الشافي
وضعت كفها على الشجرة لتزيد قوة التدفق فهي وحدها من تملك القوى للتحكم بالماء الشافي ، أبعدت كفها بعد أن امتلأ الاناء و أمسكته بكفيها معا ، خرجت من المعبد لتُقفل أبوابه من خلفها ، ثم نزلت الدرج و في نهايته سارت حتى تخرج من أسوار القصر أين تقام مراسم الجنازة و الحرق
حدق نحوها بيكهيون و تقدم ليأخذ الاناء منها و صعدا على متن ذلك القارب الذي وضع به نعش جدهما و أعاد لها الاناء ، سار القارب بهما يجتازا كل حلقات أطلنتس و يصلان مع جدهما لقناة " أدماريس " ، كان جميع شعب أطلنتس هناك بقواربهم و عندما اقترب قارب الملك تنحوا عن الطريق
توقف عند المدخل و أورولينا حدقت ببيكهيون ليفهم أن دوره قد حان ، رفع رأسه نحو السماء و أغمض عينيه لتصبح السماء مظلمة ، رفع كفه نحوها و بتلك اللحظة ظهر خيط برق أضاء ما حلولهم ليقع على نعش " بوسيدون " و تضيئ شرارته مركبهما
أخفض كفه و فتح عينيه يحدق بالسماء ليعود النور يملأ المكان ثم أخفض رأسه نحو نعش جده و كان هناك فقط رماده ، تقدم و أورولينا تقدمت كذلك ، أخذ الرماد يحتضنه بكفيه معا ثم وضعه داخل اناء المياه المقدسة حتى انتهى ليكون كل رماد " بوسيدون " هناك
أمسك مع أرولينا الاناء و تقدما من مقدمة مركبهما الخشبي الذي يحمل الطابع الملكي ، اشتدت أشعة الشمس ليكون النور قوي جدا و ألقيا المياه التي تحمل رماد " بوسيدون " في بحر الظلمات الأطلنطي
**
مرت عدة أيام على وفاة " بوسيدون " و بيكهيون كان يعمل بجهد حتى يحكم مملكته كما حكمها جده بل و حتى يحقق رغبات جده ، كان يقف أمام عرشه و يحدق به بينما يضع كفيه خلف ظهره عندما فتح الباب و سمع أحد جنوده يتحدث
" سيدي الملك ... الأميرة أورولينا و نائبك المحارب تشانيول يقفان في الخارج "
التفت و حرك رأسه بايماءة خفيفة و تحدث
بيكهيون : دعهما يدخلان ....
انحنى الجندي ليتراجع إلى الخلف و خرج ليقفل الباب و هو صعد تلك الدرجات القليلة ليجلس على عرشه ، وضع ذراعيه على مسندي العرش ليمسك نهايته بقبضتيه ، اعتلت نظرة الشموخ ملامحه و فتح الباب ليتقدما كل من تشانيول و أورولينا و هما يضعان كفيهما على سيفيهما
وصلا أمامه و انحنيا يقدمان تحيتهما له بينما ذراعيهما مرتفعان قليلا ، ثم اعتدلا بوقفتيهما و هو حدق بهما ليسألهما
بيكهيون : هل تدريبات الجيش تسير على ما يرام ؟
تشانيول : أجل سيدي الملك كل شيء يسير كما خططت له
بيكهيون : جيد .... و أنت أورولينا هل جد أي جديد فيما يخص مدخل أعمدة هيرقل ؟
نفت هي لتتحدث
أورولينا : هو مفتوح و لكن هناك عدد كبير من الجنود يحرسونه و عندما يشعرون بالخطر يتم اقفاله
ضرب كفه على عرشه بغضب و تحدث
بيكهيون : قوتهم العسكرية لا تضاهي حتى نصف قوتنا و بسبب البلورات الزرقاء هم لا يزالون يقفون بشموخ
تشانيول : الأسطورة تحققت لديهم لذا يجب أن نفكر جيدا حتى نستطيع التغلب عليهم
بيكهيون : أجل ... يجب أن نحاربهم بنفس سلاحهم ، التفكير و العلم و الأهم هي الحكمة
أورولينا : أميرتهم أفروديت هي من تمنحهم كل هذه القوة و الحماية
رُسمت ابتسامة جانبية على شفتيه و تحدث
بيكهيون : قريبا ستكون بقبضتي عندها سأستعيد ما سرق منا و أسيطر على " مينوسيا " أيضا
شعرت أورولينا بألم يدق أبواب قلبها عندها تحدثت
أورولينا : معذرة سيدي الملك و لكن يجب أن أذهب حتى أتمم باقي مهامي
سمح لها أن تغادر و تشانيول حدق بضعفها و ألمها فقط بطرف عينيه ، هو وحده من يشعر بألمها لأنه أيضا يتعرض لنفس الألم على يديها
خرجت ليُقفل الباب و بيكهيون حدق نحو تشانيول ثم استقام ليقترب منه و وضع كفه على ذراعه ليتحدث
بيكهيون : يوما ما ستنظر نحوك
ابتسم تشانيول ببؤس و نفى ليحدق نحو عينيه بثبات
تشانيول : امرأة قلبها منحته لرجل آخر لا أريدها
تجاوز بيكهيون هذه النقطة ثم تحدث بأمر أهم من أمر القلوب ، أمر يهم أطلنتس ولا يوجد من هو أوفى من صديقه تشانيول فهما كانا كشخص واحد منذ طفولتهما
بيكهيون : هل تعتقد أنه يجب أن نستخدم قوتنا ؟
تشانيول : القوة دائما ما تجعل صاحبها يغتر و يعتقد أنه المنتصر و دائما ما أثبت العقل أنه أقوى سلاح
بيكهيون : اذا نجرب بطريقة سلمية ؟
تشانيول : أجل .... أقترح سيدي الملك أن نرسل لهم وفدا لطلب صداقة و عقد هدنة لأنهم أيضا في حاجة لها و بعد الهدنة نطلب زواجا سياسي حتى تتوقف الحروب بيننا و بينهم
ابتسم بيكهيون و تحدث يبتعد عن جوهر الحديث
بيكهيون : تجعلني أشعر بالغربة و أنت تقول سيدي الملك .....
ابتسم تشانيول و أومأ
تشانيول : هذا لأنك الملك فعلا
بيكهيون : المُلك حمل ثقيل وضع على كتفيّ ، و لكن صداقتك تحمل معي جزءا من هذا الثقل لذا عندما نكون لوحدنا لا تحملني أنت أيضا هذا الحمل و احمله معي بدل ذلك
تشانيول : كما تريد بيكهيون
ابتسم بيكهيون و عاد لجوهر حديثهما و أهميته
بيكهيون : أتعلم ؟ لن نرسل وفدا إلى هناك
تشانيول : اذا ماذا ستفعل ؟
بيكهيون : سأذهب بنفسي و هكذا لن يشكوا بنوايانا خصوصا أن جدي توفيّ
أعجب تشانيول بدهاء بيكهيون و سرعة بديهيته ليتحدث
تشانيول : أنت حتما لن تحكم هذه المملكة بالقوة فقط
بيكهيون : على القوة و العلم أن يتحدا و يتوجا بالحكمة حتى نحقق العظمة
تشانيول : أنت محق و هكذا ستزدهر أطلنتس أكثر
بيكهيون : سأضم " مينوسيا " لحكمي و أجعلهما تتحدان سياسيا و جغرافيا عندها و من خلال أعمدة هيرقل سأسيطر على جميع اليابسة التي تحيط بنا
تشانيول : سمعت أن الأميرة أفروديت تتمتع بجمال نادر ، تحب العلم و تكرس كل وقتها له و جدها بنى لها معهدا سماه على اسمها
بيكهيون : يجب أن أمتلكها حتى أمتلك قوة البلورتين
تشانيول : يجب أن تثير اهتمامها من خلال ما تحبه
بيكهيون : سوف آخذ لها هدية نادرة و ثمينة
تشانيول : كل الكتب التي نمتلكها هي تمتلك بالفعل نسخة عنها
صعد بيكهيون تلك الدرجات و جلس على عرشه من جديد ليسند ذراعه على ذراع عرشه و ابتسم قبل أن يتحدث
بيكهيون : سأقدم لها طائر الأركيو
توسعت عينيّ تشانيول و اقترب ليتحدث بانفعال
تشانيول : هل جننت ؟ إنه طائر أسطوري ولا يستطيع العيش سوى بالمعبد
بيكهيون : و من أخبرك أنه سيعيش بغير المعبد ؟
تشانيول : أنت تقول أنك ستهديه لها
بيكهيون : ليس لوقت طويل لأنني سأجلبها معي عند العودة
تشانيول : و إن فشل التحالف و الهدنة ؟ عندها سنكون قدر فقدنا روح مملكتنا و رمزها
ضم بيكهيون كفه بقوة و اصرار ، شرارة ظهرت بعينيه و ارتفع حاجبه لتكون ملامحه مثل ملامح أي ملك لا يمكن أن يقهر
بيكهيون : عندها سأستخدم القوة و أحصل عليها
**
في مملكة " مينوسيا " وقفت أفروديت أمام مرآتها بينما احدى وصيفاتها كانت ترتب لها شعرها أما صديقتها أميا كانت تجلس على سريرها الممتلئ بالأقمشة الناعمة و عليه من فوق أقمشة خفيفة بيضاء تزين جوانبه الحجرية بالاضافة لبعض الورود التي تلتف على تلك الأعمدة الرقيقة
أخذت وصيفتها تاجها الرقيق الذهبي و الذي هو عبارة عن ورقات تشبه ورقات أغصان الزيتون الصغيرة ، وضعته على رأسها
ابتسمت أفروديت لوصيفتها ثم تحدث
أفروديت : يمكنك أن تغادري الآن
انحنت وصيفتها باحترام و هي تحدق نحو الأرض ثم تراجعت للخلف حتى تغادر ، عادت لتحدق بمرآتها و أخذت عقدها الذي يحمل بلورتيها الزرقاء و ارتدته ليتدلى مع فستانها الأخضر الطويل و الذي قماشه يتحرك مع الهواء بينما ظهره عاري للنصف و هناك خيطين على كتفيها يمسكان به
ابتسمت و تحدثت
أفروديت : ما بكِ أميا لما كل هذا الانزعاج على وجهك ؟
تنهدت أميا و ربتت على حضنها بكفيها معا و تحدث
أميا : جدي يرغمني على الدراسة بينما أنا أريد تعلم الرماية
التفتت لها أفروديت ثم اقتربت لتأخذ كتابها و تحدثت
أفروديت : اسمعي أميا مهما كنت قوية و لكن اذا لم تمتلكِ العلم فأنت ضعيفة للغاية
أميا : لما فقط ولدت في هذه المملكة ؟
عكرت أفروديت حاجبيها من تذمر أميا المستمر و تحدثت
أفروديت : هيا قبل أن نتأخر على الحكيم " براموس "
وقفت أميا لتعدل ثوبها بطريقة كأنها تعدل بزة قتال و أبعدت شعرها عن وجهها تستخدم كفيها معا ثم سارت خلف أفروديت التي توقفت فجأة فاصطدمت بها الأخرى
ابتعدت عنها و أفروديت ألتفتت لها
أفروديت : أين كتابك ؟
ابتسمت أميا و التفتت خلفها لتحدق بحقيبتها التي تركتها على سرير أفروديت
أميا : هناك
أفروديت : أميا لا تخدعيني أنت لا تحملينه أليس كذلك ؟
نفت أميا بسرعة و أفروديت تقدمت لتأخذ الحقيبة و فتحتها ، أغمضت عينيها ثم فتحتهما لتحدق فيها بانزعاج
أفروديت : على الأقل تظاهري أنك تحبين العلم و لو قليلا
أميا : ألا يكفي أنني أتظاهر أمام جدي ؟
أفروديت : ماذا ستفعلين إن أمسك بك و أنت تحملين القوس و السهام بدل الكتاب ؟
أخذتها منها لتضعها تحت ثوبها ذو القماش الكثير تثبتها هناك ثم نفضت كفيها لتتحدث
أميا : لن يمسك بي
سارت لتخرج قبل أفروديت و عندما فتحت الباب قابلها كاي لتتسع ابتسامتها و لكنه أبعدها و تحدث
كاي : أحتاج أن أتحدث لشقيقتي لذا انتظري خارجا
قالها و دفعها ليقف و يقفل الباب ، حزنت ملامحها ثم ضربت الهواء من خلفه
أميا : نذل حقير ....... أساسا أنا نسيت اعجابي لك و سأبحث عن محارب حتى يعلمني كل ما أرغب به
قالتها و التفتت عندها رأت جدها قادم يسير فوضعت كفها على قلبها ، وصل بقربها و توقف ليتحدث
بيراميوس : ما الذي تفعلينه ؟
ابتسمت بغباء ثم تحدثت
أميا : أنتظر الأميرة أفروديت حتى نذهب لدرس الحيكم " براموس "
عندها أخرج كتابها من خلف ظهره و وضعه أمام عينيها ليتحدث بغضب
بيرايموس : و هل درس الحيكم "براموس " تذهبين له بدون كتاب ؟
بحثت عن كذبة بسرعة في رأسها و نطقت بها بسرعة أكبر
أميا : جدي أنا كنت سوف أعود و آخذه
بيرايموس : أخرجي حقيبة الأسهم و القوس
أميا : صدقني جدي أنا لا أحملها
بيرايموس : إما أن تخرجيها أو أخرجها بنفسي
أميا : جدي أرجوك
و هو تحدث بغضب
بيراميوس : أميا ....
و هي عبست لتتحدث بتذمر
أميا : حسنا سأخرجها
انحنت و أدخلت يديها تحت ثوبها لتخرج الحقيبة و سلمتها له و هو سلمها الكتاب و تحدث
بيرايموس : لن أعيد كلامي أميا
قالها ليغادر و هي وقفت هناك بغضب و دموع تجمعت بعينيها ، هي ليست حتى أميرة ، فقط حفيدة لمساعد الملك و مستشاره فلما يصر كل هذا على أن تتعلم و تكون دائمة الالتصاق بأفروديت ؟
أما داخل الغرفة فقد حدقت أفروديت بشقيقها الذي عينيه لم و لن تتخلى على غضبها و هو تحدث
كاي : أفروديت يجب أن تساعدي شقيقك
أفروديت : ماذا هناك أخي ؟ أنت لا تبدو بخير ؟
كاي : متى كنت أساسا بخير و جدك يمنعني من تنفيذي رغباتي في الانتقام من الأطلنطيين
أفروديت : منعه لك بالتأكيد من ورائه حكمة ثم لا تنسى أن مملكتنا لا تضاهي مملكتهم من حيث القوة العسكرية نحن فقط نُحسن الدفاع و تحصين أنفسنا
كاي : لقد مات ملكهم " بوسيدون " و هذه فرصة مناسبة لمهاجمتهم لأنهم لن يكونوا قد لملموا شتاتهم بعد كما أن خَلَفَهُ لا يمتلك من الخبرة ما كان يمتلكها الملك
أفروديت : و لما لا تكون فرصة من أجل تهدئة الأوضاع و اقرار السلام بين المملكتين ؟
غضبت نظراته أكثر و اقترب منها ليمسك بذراعيها و يحركها بعنف
كاي : لا يمكن أن يحل السلام بيننا و بينهم .... هم قتلوا جدتي و قتلوا أبي
حدقت أفروديت بعينيه لترى ذلك الحقد المشتعل و وقتها أدركت لما كلما حاولت اقناع جدها أن يجعله هو وريث عرشه يرفض ، هو شخص تحكمه مشاعره و الأهم يحكمه الحقد الذي بقلبه و بدل أن يرتقي بالمملكة هو سيدمرها
كاي : تنازلي عن كونك وريثته للعرش أفروديت
عندها هي حركت رأسها بنفي و خرجت منها كلمة وحيدة
أفروديت : آسفة آخي
و هو صرخ بغضب و قهر
كاي : العرش من حقي أنا
أفروديت : العرش من حق من يراه جدي أهل له
ترك ذراعيها ليدفعها نحو الخلف بعنف و التفت ليفتح الباب بغضب و اختفى فجأة من أمام أميا التي وضعت كفها على قلبها بخوف و حدقت نحو أفروديت التي تقدمت لتخرج
أميا : أين يختفي بهذه السرعة ؟
أفروديت : هيا لنذهب لقد تأخرنا على الحكيم " براموس "
سارت قبلها و أميا حركت كتفيها بقلة حيلة فالجميع يتجاهلها و سارت خلفها ، على العموم هي لن تتعب نفسها لأنها مهما حاولت لن تفهم ما سيقوله الحكيم " براموس " لذا ستيضيع بعض الوقت حتى تجد حلا لمعظلتها
**
في أطلنتس كانت ليلة صافية مرصعة بالنجوم و بيكهيون خرج لشرفة غرفته الواسعة و وقف هناك يحدق نحو ذلك النور الخافت البعيد ، يوما ما هو سيمتلك كل شيء ، " مينوسيا " و أميرتها ذات العينين المحيطيتين
سيمتلك قلبها و يحقق الأسطورة ليتوج بتاجه و يصبح الملك الأكثر قوة و الذي لا يقهر ، التفت و خرج ليسير في ذلك الممر الكبير و بعدها خرج و سار نحو الدرج الذي يصله بالمعبد ، صعده بتأني يجمع المزيد من الأفكار برأسه و عندما وصل لنهايته تقدم ليضع كفيه معا على الباب و دفعه ليفتح و تظهر الشجرة و التاج
تقدم يدخل و تقدم منه طائر الأركيو الذي انحنى قليلا فطوله يتجاوز المترين و بيكهيون ربت على رأسه و حدق به ليتحدث
بيكهيون : أنت جاهز لمساعدتي يا صديقي أليس كذلك ؟
تحرك تحت كفه بتودد ليبتسم ثم أبعد كفه عنه و اقترب من الشجرة ، رفع كفه نحوها و أطلق شرارة برق ليفتح جزءها العلوي و تظهر تلك المخطوطة التي كتبت على ورق البردي ، تقدم ليأخذها ثم عاد أدراجه يضعها بقرب التاج و عاد يقرأ الكلمات المدونة هناك
" أطلنتس و مينوسيا روح واحدة
التاج سيحرر القوى و الصولجان سيتحكم بها ليتم الاتحاد
و وحدها روح أطلنتس و مينوسيا من ستحقق العظمة "
ثلاثة أسطر تخبره بمستقبله و مستقبل مملكته و كان جده قد أخبره بكل الأسرار التي تحملها تلك الأسطر ، يدرك أن أفروديت التي ورثت كل صفات عمته " فريديا " هي روح أطلنتس و روح مينوسيا ، و أنه بدونها لا يمكن أن يكون ذلك الملك العظيم ، هو حتى لا يستطيع أن يتوج و يلبس تاجه حتى ينجب من أفروديت فتاة تكون قد تجسدت بها أسطورة أخرى
و لكن لتحقيق كل هذا أمامه طريقين ، إما السلم أو الحرب و هو سيسلكهما كلاهما إن تطلب الأمر ، تنهد و هو يحدق بتلك الكلمات ثم لف المخطوطة عندها شعر بشيء عليها فعاد لفتحها و تفقدها و لكن لم يجد شيء
تجاهل الأمر و أعادها لمكانها ثم رفع كفه ليعيد الشجرة لما كانت عليه ، التفت ليخرج عندها فتح باب المعبد لتظهر من خلفه أورولينا ، توقف في مكانه و هي توقفت هناك تحدق به ، زيه الذي صنعت أجزاء منه من الحديد و الجلد ، شعره البندقي و عضلاته التي تظهر من زيه ، سيفه الذي لا يبعده ، لقد أحبته منذ الصغر و لكنه لا يلتفت لها و لن يكون لها
بدون كلمة عاد ليسير بقربها حتى يخرج من هناك و لكنها أمسكت ذراعه لتوقفه و تحدثت تحاول السيطرة على دموعها و المحافظة على كرامتها كمحاربة
أورولينا : هل ستتزوجها حقا ؟
حدق أمامه و سحب ذراعه من كفها ليلتفت لها نصف التفاتة و تحدث
بيكهيون : أجل ...
أورولينا : ألم تحمل لي حتى مقدارا صغيرا من المشاعر في قلبك ؟
بيكهيون : لا .... بالنسبة لي أنت شقيقة أورولينا
كانت تلك الكلمات القاسية كافية لسحق قلبها ، تركها خلفه هناك و غادر ، كونه ملك يجب أن يتحكم بقلبه و مشاعره ، و هو فعلا لم يكذب عليها عندما قال أنه لم يحبها سوى كشقيقة ترعرع كليهما في كنف جده
نهاية أول فصل من
" روح أطلنتس "
أتمنى فعلا أنكم حبيتم الفكرة و سافرتوا معي بخيالكم
عندما يصبح التصويت مرضي سأضع الفصل الثاني
سلام