ساذج | الفصل العاشر
اريد الرجوع للخلف كثيرا حتى اللحظة التي بدأت أعي ان هذا العالم صادم
...
تدخل رونا غرفتها, تغلق الباب. دقات قلبها السريعة والكثير من الخوف مما يتواجد في الملف, تجلس على الأرض تفتح ذلك الملف, تفتح عيناها على مصرعيها مما يتواجد.
ذلك الملف كان اشبه بالتكذيب, صفحات كثيرة تحمل الكلام الثقيل وتشويه الصورة النمطية لوالد رونا في مخيلتها, ربما كنت سيئة لذلك استحقيت ان اجد هذا الامر, تجلس دون حراك تقرأ صفحة صفحة من ذلك الملف,
كانت الأمور المكتوبة تنزل عليها كالصاعقة. دموعها تذرف ببطء كأنها شيء غير مُتحكم به. يدخل غرابي الشعر غرفتها يجلس بجانبها ويضع يده على كتفها يعانقها بينما هي لا تريد ترك تلك الأوراق,
تنظر اليه بعينان مليئة بالدموع, " هل كنت تعرف هذه الأمور؟" – لا زالت دموعها تذرف
" نوعا ما نعم, والدك عمل مع والدي في طريق الاجرام, أتذكر وجهه عندما كنت في السابعة من عمري"- يضع راسها على راسها
ترفض ذلك العناق تقف على قدميها وتمسك احد الأوراق, " لا توافقني الحديث اتفهم, اعترف وقل لي ان هذا كذب والدي لا يفعل هذه الأمور, والدي نقي لا يقوم بفعل هذه الأمور ولا بسلب الأرواح او الحيوات" – تصرخ بينما هو لا يزال يجلس ارضا.
يقف امامها يحاول تهدئتها, لا تشعر بقدماها تفقد وعيها في حضنه بينما هو يسقط معها ارضا يحاول امساكها وينادي بالنجدة من المتواجدين في المنزل, كان اول الواصلين للغرفة هي السيدة هانا, تنظر بصدمة للوضع.
" اتصلي بالطبيب, الممرضة أي شخص ليأتي للمساعدة"- يصرخ عليها بصوت حاد
ينظر لها كم كانت قوية قبل قليل وتصرخ وترفض هذا الوضع ولكن جسدها لا يتحمل شجاعتها. هي واقعة بين اذرعه لا تشعر بأي شيء. فقط كانت تحاول ان تتصنع القوة التي لا تليق بها.
بعد مرور ساعة تفتح عيناها ببطء متسطحة في سريرها يد يمسكها جونغكوك و اليد الأخرى بها المحلول, تستفيق وتعتدل,
" ما الذي حدث جونغكوك, لما انا في هذا الحال؟"- تتفحص يدها
" عندما تحاولين تمثيل القوة والضغط على نفسك رونا هكذا يحدث, لا تأكلين او تنامين لا تكترثين بنفسك. انا جونغكوك الذي اعرفك لم اعد اعرفك انتي في منحدر شديد"- يشد على يدها
تحاول النهوض من سريرها, " اين ذلك الملف؟"- تتفحص الأرضية لا تراه, تنظر لجونغكوك بنظرات حادة
"اين ذلك الملف؟"- تصر على اسنانها لعله يستجيب
"لقد خبئته لا تخافي لن يراه أي احد"- يقترب لها ويحاول وضع يده عليها
ترفض بكلى يديها ان يقترب منها, " احضره لي الان"- تتحدث بارهاق
لا زال يحدق بها, " لِما اضطر الى قول الجملة مرتين, احضر لي ذلك الملف اللعين" – تقول بوتيرة بطيئة وتصر على كل حرف كي يفهم انها مصرة على هذا الامر
يحضر لها الملف ولا زال يحدق بها, لقد ارتدت جاكيتها بالفعل
"اين تذهبين, على الأقل لاذهب معكِ"- يتبعها بخطواته
" لا اريد ان يتبعني أي شخص, اسمعت ساذهب لوحدي, ان تبعتني لن تراني مره اخرى"- تشير باصبعها في وجهه
تأخذ مفتاح السيارة المتواجد بجانب باب المنزل وتخرج, كان الامطار تتساقط تضع قبعة الجاكيت على راسها, تشغل تلك السيارة وترمي الملف على الكرسي الجانبي وتذهب لوجهتها
كان الطريق كفيلا ان يجعلها تفكر وان تمسك دموعها من السقوط لان عيناها سرعان ما تصبحان باللون الأحمر وبصعوبة تزول اثار البكاء.
وصلت لذلك الحي الذي اقسمت انها لن تدخله مره أخرى, تركن السيارة في مكان بعيد عن الأنظار وتطفئ انوار السيارة. تمسك ذلك الملف بيدها وتحاول ان تفكر هل تُقدم على هذه الخطوة ام تتراجع.
بعد مرور ربع ساعة من التفكير كانت قد اتخذت قرارها ان تكمل طريقها في ما ارادت فعله. تذهب لمنزلها ليفتح لها الباب كاي شقيقها, ينظر لها باستغراب ولا ينطق بأي كلمة. تأتي والدتها من خلفه وتنظر لمن يقف امامها وتغلق الباب بينما تضع رونا قدمها وتدفع الباب لتدخل,
" لم أتوقع انكِ اصبحتي وقحة لمستوى رفيع كهذا"- تصدم الباب لقوة
تقف رونا في غرفة المعيشة تتفحص المنزل بنظراتها, تقف والدتها امامها, ترمي ذلك الملف على الطاولة,
" سأسألك مره واحدة فقط اكنتي تعلمين"- تنظر لها بنظرات حادة
تمسك والدتها الملف تفتحه وتحاول تخبئة نظراتها," ما هذا الهراء المكتوب هنا"
تسحب رونا الملف منها, " أي انك لم تعرفين مسبقا؟"
ينطق كاي ببلاهة, " لماذا تتحدثن بالالغاز ما الذي تعرفونه وانا لا اعرفه"
يحاول ان يأخذ الملف من رونا ولكنها ترمقه بنظرة جعلته يتراجع عنها,
تقترب رونا لوالدتها, " لقد اعطيتك فرصتك ولكن ان اكتشفت انه لكِ يد بهذا الامر لن يمر مرور الكرام الموضوع حينها"- تشير باصبعها في وجه والدتها
تصر على اسنانها والدتها وتتشجع لتصفعها تلك الصفعة التي استحقتها منذ زمن حتى تستفيق,
" لقد حذرتك الا تدخلين هذا الطريق, وتذهبين مع مهووس وغد هل تنامين معه أيضا لتعرفي بعض المعلومات"- تتكلم بصوت حاد
تحكم رونا قبضتها, " اصفعيني الان, ولكن سأصفعك بمعرفة الحقيقة"
تخرج من المنزل وتصدم الباب ليسمع الحي كله صوت الباب. تغادر باتجاه سيارتها, وعند دخولها السيارة ترمي ذلك الملف وتبدأ بضرب المقود وهي تصرخ, هل تمالكت نفسها كثيرا امام والدتها قبل قليل
الغريب في الامر ان جونغكوك لم يتبعها جسديا ولكنها اعتادت على وجوده, تمسك هاتفها ترسل له رسالة,
"لنلتقي بعد نصف ساحة عند الساحل لا تتاخر"- ترمي هاتفها ليسقط بجانب الكرسي الاخر
تبدأ بالقيادة, رونا التي كانت تخاف من خيالها هي الان تضغط على دعسة البنزين لتسرع اكثر ومؤشر السرعة يعبر المنطقة الحمراء. لقد كانت متواجدة هناك قبل النصف ساعة التي وضعتها للقاء جونغكوك.
كانت الشمس على وشك الغروب وخف تواجد الناس, تقف امام البحر وهي قريبة بالفعل رغم ان احد الصيادين قام بتحذيرها من السقوط, تضع يديها في جيوب الجاكيت بينما تنتظر غرابي الشعر ان يأتي قبل ان تتخذ قرارها في المغادرة
لقد وصل بالفعل يراها من بعيد اغلق سيارته, ويضع المفتاح في جيوبه بينما يرفع نظره مره أخرى لكي يلاحظ اختفائها, يركض نحو المكان الذي كانت تقف فيه, يصرخ بإسمها, وينظر نحو البحر ولكن لا يوجد استجابة.
...
رأيكم في الفصل؟
الرواية تحديثها اسبوعي أيام 🌸 الثلاثاء والسبت 🌸
عشان فصل جديد ينزل, يجب ان يكون هناك تفاعل منيح يحفزني اكتب
متحمسين؟
شو بتتوقعوا صار في رونا هل قفزت في البحر او صار شيء تاني؟
ضع هنا الوقت الذي قرأت فيه الفصل
احبكم ❤️