نيـوتروبيـا

By Die-Nacht

268K 18.4K 23.9K

"أعطـني لأعطـيك" هـذه قصـة الطـفلة التي اعتمدت هذا القانون كحل وحيد وأوحد للنجـاة في عالمـها المشـوّه. هي تل... More

-1- بداية السقوط
-2- مجمع القطب
-3- مصيدة الثعلب
-4- كهرمان
-5- خلف جدرانهم العالية
-6- الحرب
-7- رائحة دم
-8- إكصاص
-9- شِقاق الزهور
-10- السرداب
-11- عيون الصقر
-12- سيلست غولدن
-13- سليل السلف الأول
-14- هذا وذاك
-15- شتاء بحلة الخريف الأحمر
-16- صندوق زجاجي
-17- مشارف الموت
-18- لاشيسيا
-19- دموع شارلوت
-20- سمفونية أبواق الهلاك
-21- لأجلكِ أيتها الفاوانيا
-22- بئر من الأوهام
-23- رؤى
-24- رسائل السلام
-25- أونوس
-26- أضواء باهرة
-27- آل والثعلبة السوداء الصغيرة
-28- قمر حقل البنفسج
-30- الدرجة رقم سبعة عشر
-31- دماء ورثاء
-32- بركة الملح
-33- قلوب بلا عيون
-34- أحضان الشمس الدافئة
-35- شتاء ديستوبيا الأخير
-35.5- ومضة
-36- ربيع الأرض الجديدة
-37- واجبات الحرس
-38- الكناري الصامت
-39- شبكة من خيوط الماضي والحاضر
-40- أجيال
-41- تمرد الوحوش
-42- الشمس والقمر
-43- خلف مخمل الستار
-44- رماد عينيه
-45- سالب
-46- سم وعسل
-47- شيطان
-48- براءة عذراء
-49- زهرة النوكس المشؤومة

-29- خزف

4.2K 388 527
By Die-Nacht

قطرة باردة لامست أنفها فجعلت عينيها الفيروزيتين ترتفعان للأعلى لتناظر السماء الملبدة بالغيوم بشيء من الترقب قبل أن تباغت قطرة جديدة مقلة عينها اليمنى وتتسبب بلسعة مفاجئة جعلت إخفاض رأسها للأسفل مرة أخرى تبدو فكرة أفضل. فركت وجهها بطرف قميص معطفها الشتوي بإنزعاج ثم تنهدت للبرودة التي جعلت الأبخرة تتطاير من فاهها.

"ما الخطب لوسيا؟"
سألت ماي من جهة أخرى بقربها لترسم المقصودة ابتسامة متأسفة بسيطة على وجهها وتجيب بعد لحظات من التردد:
"يبدو أن الثلوج ستذوب وتغادرنا باكراً هذه السنة."

"باكراً؟"
تمتمت ماي بغير فهم وهي تلف وشاحها الأسود جيداً حول عنقها مشاهدة لوسيا تزفر الدخان الحار أكثر لتدفئ أناملها.
"إنها تمطر."
أعلنت.

رمشت الأخرى مرتين قبل أن تمدد يديها للجانبين تستشعر قطرات الماء الخفيفة تداعب كفيها ثم تقول بشيء من الدهشة:
"أنتِ محقة!"

"ما الذي تفعلاه؟"
كلاهما التفتتا نحو آلان الذي تحول لون أنفه للأحمر تشاهدانه يؤنبهما بصوت خافت حمل شيء من الشفقة:
"فالتسرعا بالعودة، تعلمان أن جايدن ليس بمزاج حسن وبقائنا هنا لفترة أطول لا يساعد."

"مفهوم."
نظرت لوسيا لماي التي همهمت كلمتها من أسفل شالها بحزن، رأت يدها ترتفع في الهواء وتحط على كتفها بحركة طمأنة.
"خذي وقتكِ لوسيا، سأسبقكِ مع آلان للمركبة."

أومأت لوسيا بخفة برأسها مشاهدة إياهما يبتعدان نحو ناقلة الجنود التي توقفت عند طرف الطريق تاركين إياها لوحدها.

عيناها سارتا مجدداً بين أحجار الحقل مختلفة الحجم والشكل، كل حجر حفر عليه اسم وزين بالأزهار والورود الذابلة وحدقتاها رستا تالياً على الحجر المنحوت أمامها، شكله شابه الكثير من القطع الأخرى في هذه المقبرة إلا أن الاسم كان وحده ما ميزه.

انخفضت لوسيا لتجلس القرفصاء أمام شاهد القبر متحدثة:
"حصل الكثير خلال السنة الماضية ورغم رسالتك تلك لا أستطيع أن أسامح نفسي بسهولة، وددت الاعتذار لسوء حكمي لكنك أبيتي إلا ومفارقتنا."

نظرت للزهرة البيضاء التي حملتها بين يديها بعناية لثوان قبل أن تضعها بجانب بقية الورود التي تم وضعها من قبل رفاقها مردفة:
"هذه من جين، اعذريها فحالها ليست بالجيدة هذه الأيام وفي الواقع لا أحد منا كان كذلك منذ رحيلكِ."

استقامت مجدداً وهي تستطرد ساردة:
"لكن الأمور تسير نحو الأفضل والجميع يبذلون جهودهم وفي النهاية سنتعافى، بفضلكِ."

أسدلت أهدابها تتنفس الهواء الطلق.
"كم تمنيت أن تبقي معنا لفترة أطول يا شارلوت."
حدقت بصمت لوهلة أخيرة ثم استدارت لتتجه ناحية المركبة غير ملاحظة أن بتلات الزهرة الرقيقة التي وضعتها كانت قد اندثرت وتطايرت بسبب الرياح العاصفة.

.
.
.

"أنتِ ليس بالمفترض بكِ أن تكوني هنا."
توقفت جين عن تشذيب سيقان الأزهار بين يديها قبل أن ترفع عينيها اللتان تشكلت أسفلهما هالات سوداء داكنة لمن فوق رأسها وتعطيه ابتسامة رقيقة مجيبة:
"أهلاً أيها المقدم أليجاه، لقد مضت فترة منذ أخر مرة أتيت لزيارتي فيها، أو رأى أحدهم فيها وجهك حتى."

الباب البلاستيكي الخفيف قام بإصدار ضجيج حين هب نسيم قوي ترافق بإنهمار مفاجئ كثيف للأمطار التي بدأت بالإرتطام بسقف البيت البلاستيكي الأخضر بعنف.

عينا أليجاه الزرقاويين الداكنتين هبطتا على حضنها حين دفعت الكرسي المتحرك لجهة أخرى ليلاحظ المغذي الموصول بيدها على إحدى فخذيها وكتابان كبيران على الأخر.

"ما الذي تخططين لفعله؟ لا داعي كالتصرف كطفلة صغيرة غبية أمامي."
سأل وجين قهقهت قبل أن تجيب بهدوء معتاد:
"أنا لا أحاول تضليلك اطمئن، لكن أعتقد أنه يجدر بك إعادة صياغة سؤالك."

قام بجعل كفيه ينزلقان في جيبي بنطاله وهو يقول بحاجب مرفوع:
"تحدثي."

"أنت غدوت مملاً، آلان يجاري فوازيري وألغازي رغم أنه فاشل في حلها على عكسك."
تذمرت وهي تفتح الخزانة أسفل الطاولة الخشبية لتبدأ بإخراج علب حديدية متوسطة الحجم ذات أشكال متشابهة ولصاقات أوضحت أن كلاً حمل شيئاً مختلفاً.
"أتحبينه؟"
أناملها توقفت عن العبث لسؤاله.

"هذا شخصي للغاية أيها المقدم لذا دعني أحتفظ بالإجابة لنفسي رجاءً."
قالت بنبرة جادة وخافتة. صوت طرق القطرات على السطح أصبح أعلى وأقوى حين بدأت بإستئناف ما كانت تفعله.

عينا أليجاه حدقتا بالخارج المشوش المعتم بشرود.

"لقد انتهى كل شيء."
تركيزه عاد لها حين بدأت بالحديث مجدداً وصمت مستمعاً لها تثرثر:
"لكن من كان يتوقع بأن ثلث البشر مؤيدون للحرب، هذا سخيف."
تنهدت.
"ولكن في الآن ذاته مفهوم ولا أستطيع أن ألومهم، لا أحد يستطيع. الكثيرون فقدوا أقربائهم وعائلاتهم بسبب ما حصل والغالبية العظمى لايعلمون أن الفيروس والسبب الرئيسي لما حدث كان من صنع بني جنسهم ولا علاقة لمصاصي الدماء بأمره. يجب أن يتم تصحيح التاريخ فلا فائدة من تجميع الأحقاد عليهم بعد الآن."

عيناه هبطتا على محلول أحمر أضافت له عدة أعشاب غريبة بلون أسود ليصبح داكناً أكثر عندما حركته قبل أن تبدأ بكتابة شيء ما على الأوراق أمامها مغمغمة بامتعاض:
"تغير اللون مجدداً."
التفتت نحو أليجاه وسألت:
"هل تذكرت اسم العشبة الحمراء ذات الأوراق المدببة التي طالما رأيتها في مختبر والدك؟"

تقدم نحوها بصمت ليسحب أول كتاب من الدستة أمامها على الطاولة قبل أن يبدأ بتقليب الصفحات حتى واحدة معينة ويضعه نصب عينيها مجيباً:
"هذه."

همهمت بفهم وأهذت تحك ذقنها بتفكير مثرثرة بصوت خافت:
"الأجواء في الخارج ليست ملائمة لنموها، أستطيع زرعها هنا لكن أحتاج لسماد فعّال لجعلها تنبت في أسرع وقت."

"أنتِ تبدين مشغولة أكثر من السابق."
تحدث أليجاه وهو يرمي الكتاب جانباً قبل أن ينظر لجين التي ابتسمت بسذاجة وهي تبعثر شعرها الأشقر الفوضوي مجيبة:
"لقد حصلت على الكثير من الأفكار الجيدة عن طريق سموه لوكسياس، من المؤسف أنه عاد لمملكته."

"استطعتِ مصادقة ذلك الأمير؟"
قال بحاجب مرفوع وابتسامة جانبية لتهز برأسها مجيبة:
"ليس وكأن لديه شخصاً ليتحدث معه هنا. لقد كان وحيداً لذا أردته أن يعود بذكريات جيدة عنا."
صمتت لثوان قبل أن تردف بشيء من الأسى:
"كما أنني لا أملك الكثير من الوقت، احتجت لبعض النصائح من علوم مصاصي الدماء الخاصة، قد تساعد."

"جيد جداً، فالتجتهدي."
ربت على رأسها وجين ابتسمت لنفسها، لمسته حنون رغم صوته المتململ.

تعابير ملامحها انخفضت مجدداً وتنهيدة متألمة فرت من بين شفتيها وهي تشاهده يتوجه ناحية الباب البلاستيكي ويدفعه ليخرج.

إحدى قدميه أصبحت خارجاً لكن الأخرى لم تتبعها لتوقفه عنوة بسبب سؤالها المباغت:
"لماذا لم يسلمونا جثمانها برأيك؟"

راقبت ظهره بفضول لثوان عدة قبل أن تتسع عيناها بدهشة حين استدار نحوها بنصف جذعه مع ابتسامة ساخرة قائلاً بعينين ضيقتين:
"أتظنين بأننا نملك حق المطالبة به؟"

نظراتها انخفضت مجدداً نحو يديها اللتان تشابكت أصابعهما ببعضهما وسمعت مباشرة بعدها صوت الباب يغلق لتخفض رأسها أكثر حين أدركت أنه رحل كما رحلت ومضت الأيام سريعاً عليهم.

.
.
.
.

صدرها ارتفع من أسفل فستانها الأبيض الحريري ثم انخفض بذات الوتيرة البطيئة الروتينية مجدداً، يداها امتدتا على جانبيها دون حراك منذ زمن طويل لكن فقط حتى هذه اللحظة حيث ارتعشت أناملها بتحجر لتتحسس بتلات الورود الحمراء التي اندثرت حولها أعلى غطاء الفراش الوثير.

شفتاها افترقتا بزفير طويل وهي تسحب جسدها بتروي لتستقيم جارة خصلات شعرها الطويلة خلفها.

إحدى يديها تحركت لتدلك فروة رأسها وهي تصدر صوت تأوه بسيط مغمغمة بصوت متحشرج خفيض:
"أين..."
قطعت سؤالها وحدقتاها ببطء اتسعتا على وسعهما فرغم الظلام الحالك رأت كل ماحولها واضحاً وبتفاصيله الكاملة.

أناملها التقطت إحدى البتلات التي انتشرت حولها ورفعتها نحو وجهها محدقة بها بملامح خاوية من التعابير. هي لم تجبر نفسها على التذكر إنما كل الذكريات كانت قد بدأت تتدفق على مهل خلال عقلها كشلال من المياه الدافئة الذي تحولت ببطء فيه المياه الفاترة لأخرى مغلية عند أخر اللقطات التي رأتها قبيل دخول الفضاء الأسود.

عيناها جحظتا وأنفاسها تعلقت في حلقها والبتلة تمزقت لعدة أجزاء بين أناملها وتناثرت كالرمال، جسدها ارتعش ولسانها تلعثم بالكلمات:
"أنا حية!"

كل مافكرت به تالياً كان تلك المرآة الكبيرة والتي تواجدت بقرب السرير لتجد نفسها واقفة أمامها دون تلكؤ.

نفس مختق عبر من بين شفاهها القانية التي تباعدت بصدمة وخصلة من شعرها الأسود الطويل إنزلقت من على كتفها العاري ناحية وجهها ما أن رأت إنعكاسها الذي لم تتعرف عليه يتوضح أكثر فأكثر.

عيناها حافظتا على لونهما الأسود الليلي لكن الحياة التي كانت تلتمع فيهما اختفت، شعرها إنسدل بطوله الذي لم تألفه سوى في طفولتها حتى أسفل كتفيها وبشرتها فقدت لونها الطبيعي البشري وملمسها تحول من طري لأخر خزفي تحسسته حين مررت كفيها على وجنتيها بخوف.
"هذا غير صحيح!"
نفت.

قدماها خذلتاها ووجدت جسدها يقع أرضاً في حين كانت أنظارها تأبى أن تفارق إنعكاسها عله يختفي، لكن المرآة لا تكذب وتعكس الحقائق فقط.

"هذه ليست أنا."
تمتمت بتقطع حين بدأ عقلها بدفع المزيد والمزيد من الصور والذكريات لرأسها حتى همست وهي تنهض ببطء بلا تصديق:
"هيرو!"

يدها حطت على الوجه الإنسيابي للمرآة لثوان لتبدأ الأخيرة بالتشقق أسفل لمستها والتصدع حتى أصبحت أشلاءً على الرخام.

شعرت بوخز مفاجئ ناحية قلبها لتقبض قميصها ناحيته بشدة، عيناها لاحظتا أشياءً لم تكن تستطيع رؤيتها قبلاً وهذا تسبب لها بصداع في حين التقط أنفها رائحة حسنة عالقة على جسدها تسببت بجعلها تشعر بظمأ غريب يحرق حلقها.

جرّت قدميها ناحية الباب لتدفع جناحيه وتصبح في الممر المظلم، كان هذا الأخير جديداً عنها فكل ممر قد كانت فيه في القصر من قبل كان مليئاً بالنوافذ إلا أن هذا كان مغلقاً تماماً وعند نقطة معينة من الردهة الواسعة رفعت رأسها للأعلى واستطاعت رؤية القمر ينير البقعة التي وقفت فيها من خلف قبة زجاجية ضخمة غطت السطح.

استأنفت سيرها لكن بشعور جديد مختلف عن سابقه، لقد كانت تحس بجسدها ثقيلاً ولكنه الآن كريشة على سطح أملس، وكأنها ظل غير حقيقي يتحكم به النور.

قفزت السلالم العالية بسهولة للأسفل ووجدت يداها تالياً تدفعان باب غرفة العرش ببساطة ليفتح على مصراعيه متسبباً بصوت دوى صداه في أنحاء القصر الهادئ أجمع.

توقفت في مكانها لثوان محدقة بمن اعتلى عرشه واضعاً قبضته أسفل فكه كالعادة. هي لم تحتج للبحث عنه حتى، الأمر بدا وكأن جسدها يعلم مكان تواجده فأحضرها له.

عيناه كانتا تنظران ناحية النافذة لتضيئا بنور القمر.

أذنت لنفسها بالدخول وحين سمحت لساقيها بإتخاذ أول خطوة شعرت وكأنها قد تلقت لكمة في معدتها وطعنة في قلبها لتتوقف بغصة متألمة في مكانها.

"ما الذي يحصل لي؟"
همست وهي تسحب يديها لتضعهما على رأسها وتعتصره بشدة للألم الذي تصاعد فجأة قبل أن تشعر بجسدها يتهاوى للأسفل خائر القوى.

تنفست بعمق حين شعرت بذراعين تلتقطانها، أغلقت عينيها شاعرة بتنفسها يضطرب بطريقة موجعة في رئتيها حين غزت رائحة مميزة حواسها وأرغمتها على أن تصحو عوضاً على أن تغفو.

"لقد استيقظتِ مبكراً وهذا سيء لصحتكِ، فالتعودي للنوم."
سمعت صوته يتحدث أخيراً فوق رأسها، أنامل يمناه تتسلل بين خصلات شعرها لتزيحه عن وجهها.

"هل أنت جاد؟!"
هتفت بكل ما استطاعت جمعه من قوة وهي تدفع بجسدها بعيداً عنه شاعرة بنفسها تقع على بعد عدة خطوات أمامه مجدداً بلا حول ولا قوة.

"ما الذي فعلته بي؟"
أردفت بعتاب يداها تمسحان وجهها سريعاً.
"أنا مصاصة دماء صحيح؟ وأنت من فعل هذا بي، أولست محقة؟"
غمغمت وهي تجلب جسدها بصعوبة لتجلس على ساقيها.

"أجبني!"
صرخت وهي تضرب قبضتها ضد الأرضية. هدوء عم الأجواء ولكنه لم يطل فحين سمعت صوت زجاج أقرب نافذة يتحطم جفلت.

"صحيح."
جثى على ساق واحدة أمامها وهي شعرت بالدموع تفيض من عينيها.
"لماذا فعلت ذلك؟ أنا لم أطلب هذا. هل فكرت ولو للحظة بمشاعري؟!"
هتفت جملتها الأخيرة بحدة بعد أن كانت تتمتم وعيناها نظرتا مباشرة في عينيه حين وجدت نفسها تعتليه ممسكة بعنقه بكلتا يديها بقوة.

تعابير وجهه لم تتغير وهذا ما تسبب في زيادة غضبها فحسب، أسنانها اصطكت ببعضها البعض ونافذة جديدة تحطمت في القاعة.

عيناه تدحرجتا جانباً تناظران الزجاج المنثور مع قوله:
"لهذا يجب أن تعودي للنوم."

قبضتاها اشتدتا أكثر حتى شعرت بأنها على وشك تحطيم عظام عنقه لكنها لم تستطع الضغط أكثر وحسب، شيء ما كان يمنعها.

"أتودين قتلي؟"
سأل وهو يرفع إحدى كفيه ليحيط وجنتها الرطبة بيده، دموعها كانت رغم غضبها الشديد تنهمر بلا توقف.

"أود أن أفعل ذلك بشدة لكن إن قتلتك بنفسي فلن يتواجد من يقتلني."
تحدثت من بين أنفاسها المضطربة ليرفع أحد حاجبيه ويدفع يده خلف عنقها جاذباً إياها نحوه رغماً عنها حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها.
"ما الذي تعنينه؟"

شعرت بخدر غريب يتسلل لأطرافها فحلت من قبضها مخلفة علامات زرقاء على بشرته ترافقت بتشققات فرت منها الدماء على بشرته البيضاء.

"أنت يجب أن تصحح ما فعلت."
نهضت مبتعدة عنه بضعات خطوات شعرت بضرورتها.
"أنا يجب أن أموت وأنت من ستنهي حياتي."

بحثت حولها بعينيها الناعستين حتى لمحت تمثالاً لفارس مدرع يحمل سيفاً عريض النصل، هي فكرت فحسب بجلبه لكنها تفاجأت حين بدأ التمثال بالتمايل قبل أن يقع أرضاً ويتدحرج السيف بغرابة بعيداً.

نظرت بطرف عينها نحو هيروزيوس الذي استقام متلمساً عنقه بأنامل كفه وهو يناظر ما حدث هناك بالمثل.
"ما الذي تفعله؟"
سألت.

ابتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه وهو يرفع رأسه لينظر لها مباشرة قائلاً:
"هذا سؤالي، فأنا لم أفعل شيئاً إنما أنتِ."

تجاهلت ما قاله وتحركت ناحية السيف لتنحني لجلبه لكنها توقفت حين سمعته يقول من خلفها:
"بإمكانكِ طلب ما تريدين، لكنني لن أقتلكِ."

حاجبيها إنعقدا وهي تستدير بحدة هاتفة:
"ما الذي تعنيـ!"
جملتها لم تكتمل حين أغلق شفتيها بسبابته، يده الحرة التفت حول وسطها ليقرب جسدها منه أكثر حد الإلتصاق.
حدقتاها اتسعتا أكثر فحسب حين التقت أبصارهما فوجدت أحجار عينيه تلمع بشرارة غريبة لم تلمحها قط من قبل ترافقاً مع قوله بهمس:
"لأنه لا غنى لي عنكِ بعد الآن، إن قضى أحدنا نحبه فالآخر سيتبعه سريعاً."

شفتاها ارتعشتا لثوان بما تحاول قوله ولم يخرج، أما هو فابتسم وأسند جبهته لخاصتها مردفاً:
"يبدو ولابد أنكِ أدركتِ هذا بحلول الآن، فطنة كما عهدتكِ."

"لماذا؟ بل كيف؟"
جسدها ارتجف بين ذراعيه لمجرد فكرة أن حياته ارتبطت بخاصتها.

"لنقل أنه تم تحقيق عدة شروط تسببت بتشكل تلك الرابطة بيننا، وأولها أنني سلمتكِ دماء لاشيسيا الملكية بإرادتي ورغبتي الكاملة."
عيناها لم تبتعدا عن عينيه في حين استطرد وهو يداعب إحدى خصلات شعرها الحريرية بيت أنامله:
"لقد ولدتي مجدداً شارلي كملكة لمصاصي الدماء. ملكتي الغالية."

"هذا لا يمكن أن يحدث!"
أعلنت بحدة وهذه المرة كان دوره هو ليبتعد عنها للخلف عدة خطوات حين لاحظ درعاً حديدياً يحلق نحوه حتى عبر بينهما وتحطم ضد مجسم خزفي آخر ليقول بجدية:
"لكنه حدث. منذ عشر سنوات والآن مجدداً سنحتاج لبعضنا البعض وهذه المرة لن يفرقنا سوى الرّدى."

"أنا لا يمكن أن أكون ملكة مصاصي الدماء، أنا قضيت وقت حياتي أقتلهم!"
نظرت ليديها بتشوش وهي تستمع له يقول ببرود مع صده لقطعة حديدية حلقت نحوه بمؤخرة كفه:
"أنا من كنت أقتلهم بنفسي، كنت أتلاعب بكِ. كل ما حدث لكِ حدث لي. كل مافعلتِه يوماً كنت أنا سبباً به."

"لكنني بشرية!"
هتفت به ليجيبها ببساطة:
"ليس بعد الآن، هذا لا يهم."

"عائلتي..."
يداها التفتا هذه المرة حول جسدها تشعر ببرد مفاجئ، لم تستطع إيقاف جسدها عن الإرتجاف لأنها لم تكن خائفة بل في حالة هلع. كل هذا كان واضحاً لهيروزيوس الذي خلع عباءته واقترب منها ليضعها على كتفيها مدثراً إياها.
"أنا عائلتك الآن..."
أعلن.
"بل أنا لطالما كنت عائلتك الوحيدة.
والدتكِ رحلت عنكِ ووالدكِ نسي أمركِ، كل الناس الذين عرفوكِ تجاهلوا وجودكِ ولم يحاولوا معرفة أخبارك. ذلك الجد كان يبقيكِ بجانبه بدافع الشفقة كهرة لم تجد مأوى في ليلة ممطرة. أنا الوحيد الذي نظر لتلك الجثة الممددة أرضاً."

عيناها المشوشتين لمحتا ابتسامة ترتسم على شفاهه أظهرت أنيابه لأول مرة وهو يقترب أكثر منها هامساً:
"بعد التفكير ملياً بالأمور..."
حطت شفاهه على وجنتها ليرتشف دموعها وجسدها انتفض حين شعرت بهما تسيران على وجنتها حتى أذنها حين أردف:
"ألا تظنين أنكِ خُلقتِ لأجلي؟"

في هذه اللحظة شعرت بتخبط جسدها يختفي وبإحساس جديد يعوم حتى السطح، رأسها ارتاح على كتفه ولسانها نطق بخمول:
"لأجلك؟"

هو فقط لديه القوة ليجعل ذلك صحيحاً وحقيقياً، أما هي فجسدها يستسلم للأمر ببطء. لقد لاحظت كم وكيف تاقت إلى حضنه.
"حتى لو..."
غمغمت، لم تعرف ماذا يجدر بها القول بعد الآن، شعرت بإنهاك عظيم.

تنهد هيروزيوس وسحبها لحجره وحين تسلقت أناملها ظهره لعناقه والتشبث به أحست وكأن آلام جسدها تتلاشى وعقلها يصبح صافياً.
"حتى فترة وجيزة لم أكن أفكر برحيلكِ عني كشيء مهم لكنني أدركت أنني أرغب بكِ بجانبي دوماً، والآن للأبد ستفعلين."
نطق في أذنها وهو يرفعها عن الأرض قبل أن يهم بالحركة بها على مهل.
"أنا غاضبة عليك."
بتثاقل أفصحت.

جلس أعلى عرشه وعلى حضنه وضعها، وفي حين راقبت أنامله تعبث بأزرار قميصه فكرت بكيف تغير حضوره في عينيها، كان طبيعياً كأي شخص لكن الآن لا يساعد سوى بأن تشعر بجفاف في حلقها ورعشة بسيطة مدغدغة تتملك أطرافها.

"كل هذا سيختفي."
تحدث وعنقه أصبح مكشوفاً أكثر فحسب لتتشوش نظراتها وتشعر بجسدها يبدأ بالتحرك من تلقاء نفسه مجدداً. كفه أحاطت برأسها لتقربها ضد بشرته وأناملها لم ترضى إلا وبتحسس جسده. أنفها استمتع رغماً عن رغبتها بعطره ذو رائحة البرغموت الحادة وجسدها التصق أكثر بخاصته.

"عاجلاً أو آجلاً."
أردف هامساً لها بلطف أما شارلوت فشعرت بأنيابها تبرز ما أن فتحت فاهها قائلة:
"الجسد تحول، لكن المشاعر لن تفعل."

كم كرهت شعور النشوة الذي تمكن منها ما أن غرست أنيابها في جسده، لم تستطع التفكير بطريقة سوية لتعالج حقيقة أنها لا تعلم ما يجدر بها فعله. علمت ما تستطيع فعله ألا وهو تمزيق عنقه للوصول للهدف فقضمت بشرته لتشق جلده ثم تركت شفاهها لتلامس الدماء المسكوبة وتبدأ بسرقة جوهر حياته منه ببطء.

بغضت جسدها الذي تصرف من تلقاء نفسه حيث قامت بالتشبث به أكثر فحسب في حين أن ما أراده عقلها هو العكس. دماؤه أغرقت شدقيها حتى الفك فشعرت بنفسها تختنق للإعياء الذي أصابها من فظاعة ما فعلته به وبنفسها.

"لا بأس عليكِ شارلي."
كفه ضغطت فروة رأسها ضد عنقه بلطف يشجعها على الحصول على غذائها بلا تردد، علم عما تعانيه دون أن تنطق أو تنظر في عينيه حتى فبكت.

قطرة دمع واحدة خضع جسدها لها وتدحرجت من على خدها بصمت. تشعر الخذلان، ليس من ذاتها فحسب بل منه أيضاً فلم تتوقع بأنه سيخطو على مشاعرها يوماً ويجبرها على ما لا تطيق.

نظراته كانت باردة رغم أنها فعلت ما أراد، هي الآن بجانبه لكنه لا يشعر بالرضى، قسم منه كره فكرة أنها تتصرف لا إرادياً لكن الأكبر كان منزعجاً لأنها تصرح بمشاعرها المبغضة له.

"لا تكرهيني يا ملكتي."
همهم وذراعاه احتوتا جسدها الضئيل برقة لا متناهية.

.
.
.
.

رمى عدة أوراق لم تثر اهتمامه من الأصل بعيداً قبل أن يرفع وجهه أخيراً ناحية ماريان التي كانت عاقدة حاجبيها بقلق وغمغم بتركيز:
"هلا كررتِ ذلك مجدداً؟"

ارتفع صدر ماريان بنفس ثقيل رامشة مرتين بزرقاويها قبل أن تجيب بصوتها الرزين البارد:
"في عمليات الإستطلاع التي تم إرسالها من قواتنا الرئيسية. خمسة فرق من أصل إحدى عشرة اختفوا فجأة، كل فرقة تتألف من خمسة عشرة جندي. هذا هو السبب الرئيسي لتعليق الأمور مع مصاصي الدماء مؤقتاً وسبب عودتك."

"بلا أي أثر؟"
سأل لتهز برأسها بأسى نفياً متسببة بجعله ينهض من مكانه خلف مكتبه ويرتدي قفازاته الجلدية قبل أن يلتقط نصله الفضي متحدثاً لنفسه:
"في مثل هذا الوقت فقط."

"ما الذي ستفعله؟"
سألت ماريان بفضول وهي تلاحقه بعيناها حيث رمى مظروفاً فضي اللون لينزلق أمامها وهو يرتدي معطفه مجيباً:
"بغض النظر عن ما كتب من هراء في هذا المظروف الذي سلمتهِ لي؟ سأذهب للصيد."

"مـ ماذا بالضبط؟ لا أحد يملك أي فكرة عن المسؤول أو المتسبب بإختفائهم. خاصة بأن مصاصي الدماء نفوا تورطهم وذكرونا بأن جنودهم تراجعوا لمملكتهم بالفعل."
تلعثمت بإرتباك في حين كان هو قد وصل مقبض باب الغرفة ليخرج مجيباً للمرة الأخيرة:
"لدي فكرة واحدة لا غير وسأتأكد من صحتها قريباً."

قبضة ماريان تكورت بجانبها فالتقطت مظروف التعليمات والأوامر التي استلمها أليجاه لتفتحه وتقوم بقراءة محتواه بالرغم من أنها تعرف أن هذا ممنوع.

شفاهها تقوست بغير رضى وقامت بتمزيقه لعدة قصاصات قبل أن تتركه يتناثر أرضاً مهمهمة بتعب تجلى على وجهها لأول مرة:
"آسفة أليجاه، حتى في موقعي هذا لا أستطيع تغيير أي شيء."

"ما خطب هذا الوجه؟"
سأل آشتون حيث ظهر من اللامكان يسير مرافقاً خطوات أليجاه المتململة قبل أن يردف بابتسامة جانبية حين لم يجبه الأخير:
"أراهن أنك منزعج لكنك تدعي عدم الاكتراث كالعادة."

"لا تدعي أنك لا تعرف."
تحدث أليجاه مقاطعاً بنهي وهو يدس يديه في جيبي معطفه ليتنهد آشتون قائلاً:
"هم يتسببون بالمشاكل ويريدون منك حلها كالعادة، أنت كجامع القمامة أليجاه."

نظر له المقصود سريعاً قبل أن يتثائب ويعلق:
"أنت دائماً ما تلحق بي رغم عدم وجوب ذلك عليك، الفرق بيننا هو أن أحدنا مرغم على جمعها والأخر مُغرم بذلك."

توقف آشتون عن مطاردة صديقه بملامح مصدومة قبل أن يقول بطريقة درامية ساخرة:
"أنت لئيم. يجب أن تكون شاكراً لي فلولاي لما نجوت من السجن مدى الحياة."

أمسك أليجاه بمقبض باب حمل بطاقة بلاتينية نقش عليها اسم معين لكنه لم يفتحه بل نظر لآشتون بابتسامة بسيطة قائلاً:
"أرأيت؟ أنت تحب جمع القمامة."

توقف آشتون مكانه بنظرة جديدة متشككة، يعلم أن صديقه ليس بخير -كالعادة- ولكن ما تغيير هو أنه لا يلمح عما يزعجه كما يفعل أغلب الأوقات، هو يعلم في قرارة نفسه أن لخبر موت شارلوت يد في ذلك فحسب، لا أكثر ولا أقل.

دفع أليجاه الباب المقصود ودلف للغرفة الكبيرة وهو يصفق بكفيه ليجذب الانتباه قائلاً:
"لدينا عمل يا أطفال تجمعوا. أرجوا أنكم لم تهدروا إجازتكم المؤقتة بالهراء لأنه على ما يبدو حيواتكم المسكينة مازالت على المحك."

لوسيا نظرت له بقلق من خلف مكتبها في حين ماي ارتشفت شيئاً من فنجان قهوتها أما جايدن الذي جلس قبالتها اكتفى بتجاهله وهو يقوم بإعادة تركيب قطع سلاحه المفكك أمامه للصيانة. ليس بالخبر الجديد لهم.

عيناه سارتا في وجوههم بسرعة وحاجباه انعقدا مع سؤاله:
"أين هو آلان؟"

من جهة أخرى وفي مكان أخر هتف المقصود بإنهزام:
"ليس مجدداً!"

صدر جين اهتز بضحكة مكتومة لكن شفاهها سرعان ما تقوست للأسفل ما أن أدارت رأسها ناحية النافذة جاعلة آلان يجلس على طرف سريرها بهدوء قبل أن يسأل باهتمام:
"ما الخطب فجأة؟"

"الجدار لم يعد مرئياً لعيني."
أجابت ببطء وهي تدلك صدغيها قبل أن تطلق ضحكة ساخرة وتقبض يديها معاً مردفة:
"لطالما تمنيت أن يختفي لكن ليس بهذه الطريقة."

"جين."
غمغم باسمها فحسب بحزن غير قادر على قول أي شيء قد يواسيها في حالتها هذه جاعلاً إياها تلاحظ تغير الجو المفاجئ بينهما.

عيناها الذابلتان حدقتا بوجهه حيث كان معرضاً عنها للحظات قبل أن تجذب يمناها لتمسك فكه بأطراف أناملها الرفيعة وترى عينيه تتدحرجان نحوها.
شفاهها انفرجت بابتسامة وهي ترفع ثلاث أصابع في وجهه قائلة:
"أفضل اثنان من ثلاثة، آلان فالتلعب بجدية لأنك إن خسرت سأجعلك تقوم بشيء لن يعجبك."

"أهذا تهديد؟"
سخر بابتسامة سمجة وهي أومأت برأسها قبل أن تسحب يديها لنفسها مجدداً في حين أنه تنهد وقال باستسلام:
"أنا خسرت، لطالما خسرت أمامكِ وسأستمر لذا تفضلي واطلبي ما تريدين."

"أمتأكد؟"
سألت بحاجبين مرتفعين قبل أن تنظر يمنة ويسرة ومن ثمة تردف بغمغمة محذرة:
"قد تندم."

"لن أفعل."
هو أكد ببساطة أما هي فقد أخفضت وجهها ناظرة ليديها المتشابكتين قبل أن تكورهما وترفع وجهها مجدداً بنظرة مشتعلة وحازمة جديدة.

دفعت بجسدها ناحية آلان فجأة اتخيط بعنقه وحدقتاه اتسعتا بدهشة حين قالت دون أن تحيد بنظرها عن خضراواه مباشرة:
"قبّلني."

"فجأة! أنتِ تعبثين بي مجددا، ألا تفعلين؟"
هتف آلان بصدمة أما هي فلم تترك له فرصة للتحرر منها إلا وكانت قد ألصقت شفاهها الوردية بشفاهه لعدة ثوان لم يسمع أيٌ منهما سوى صوت نبضات قلبه.

آلان شعر بأن جسده قد تصنم وأصبح ثقيلاً كالحجر أما هي فقد كانت متأكدة بأنها لا تريد الإبتعاد، وذلك ما تسبب بآلم قلبها الصغير أكثر.

"شكراً وآسفة."
غمغمت ما أن تراجعت بوجه منخفض لكنها سرعان ما شعرت بيداه تتسلقان فجأة كفها تضغطانه بحذر جاعلاً إياها تنظر نحوه بترقب في حين كان صامتاً وكأنه يعالج الكلمات التي يريد قولها قبل أن ينطق بتلكؤ:
"ما السبب جين؟ أنتِ لا تحبينني بطريقة مميزة. أتفعلين؟"

صمت ثقيل ساد بينهما لمدة دقيقة كاملة قاطعته جين بضحكة عالية وهي تسحب كفها من بين يديه مجيبة:
"بالطبع لا! لقد رفضت التحدي لكنك رضيت بالعقاب لذا لا تتذمر."

تحسست شفتيها بأناملها بلطف قبل أن تشيح بعيداً مردفة:
"لقد أردت التجربة. ما شعور القبلة يا ترى؟ كنت أفكر بذلك منذ فترة ولم أستطع إلا أن أدخلك في هذا لذا أعتذر. أمور كهذه ليست لعبة أنا أعلم، لكن أنانيتي تفوقت هذه المرة."

دلك آلان مؤخرة عنقه قائلاً بشيء من الحياء وبصوت خافت:
"لا بأس، هذا لم يزعجني بتاتاً. ليس لدي خبرة في مثل هذه الأمور لكنني متأكد من أنه يجب أن تقومي بتقبيل من تحبين فحسب وإلا لن يكون للأمر معنى."

شفاهها انحنت بابتسامة راضية مع استماعها لحروفه تلك، البرودة من جسدها اختفت وحل محلها الدفء.

"أنت محق، لهذا أنا سعيدة بأنني قمت بذلك."
أجابت كلماته بهمس قبل أن تقفز ناحيته وتعانقه بشدة جاعلة إياه يسأل بتشوش:
"ماذا الآن؟! ماذا تعنين؟!"

أسندت رأسها لكتفه وبعيون ناعسة مرهقة همهمت:
"ليس كل لغز أقوم بطرحه عليك سأخبرك بجوابه."


*********

مرحباً
أتمنى أن الجميع بخير وصحة وسلامة ومستمتعون
سأترك المساحة هنا مفتوحة لأي استفسارات أو مداخلات أو رأي أو حتى تعليق لطيف ⁦(◡ ω ◡)⁩

أراكم على خير
ناخت♥️

Continue Reading

You'll Also Like

52K 3.5K 43
#1 in Mystery #1 in Action حَيثُ لَمْ يَتـوَقَع أحَـدّ .. سَافَـرت إلىٰ بَـلدٍ أُخـرىٰ بِـدّونِ عِلـمِ والـدِيهَا ، وَأضـطُرَت أَنْ تُشَـارِك غُرفـ...
2.6K 521 23
ماذا لو كان العالم واقعاً تحت رحمة الشياطين ونحن مخدوعين؟ ماذا لو كان هناك مخلوقات خيالية تعيش معنا؟ هل سنعيش في وئام ام في خصام؟ ماالذي يخبئه لنا عا...
29.8K 2.5K 21
مهما ابتعدت، سأجدك. مهما هربت، سأعثر عليك. و عندما أمسك بك.. فإنني سألتهمك! لم أدر أن هذه الكلمات من ذلك الكيان الأسود ستكون نهاية كل شيء... ☆ قصة م...
759K 37.2K 38
- قال بصوتِه الأجش بعد أن إرتشف من كأس الدماء : لقد سئمتُ العمل هنا ، أود القيام بزيارةٍ إلى عالم البشر .. خاصةً الاسكا ! - قالت و دموعها تتساقط من ف...