-14- هذا وذاك

4.4K 361 242
                                    

قاموا بتحريك كل قطعة موجودة في الشقة، أكثر من عشرة رجال تواجدوا هناك يقلبون المكان رأساً على عقب بحثاً عن أي أثر قد يقود للمطلوبة الخائنة والسجينة الفارة.

تقدم ذو العيون الفيروزية وبشفاه ملتوية امتعاضاً تحدث لأليجاه الذي يقف بقرب الشرفة:
"أيها التافه، هل أنت متأكد من أن هذا المكان منزلها؟"

"أجل."
أجاب الأخير ببساطة وهو يكتف يديه أمام صدره مشيحاً ببصره لجهة أخرى ليقول محدثه بحدة:
"أتمزح؟! لقد فتشنا المبنى بأكمله، لا شيء يدل على أن أحداً كان هنا."

"أخبرتكم بما أعرفه."
أضاف أليجاه ليقترب الأخر أكثر ويهدد بهمس حانق:
"فقط لو أستطيع قتلك الآن. لست تجلب سوى الكوارث."

"توقف عن هذا ماثيو أنت لا تريد أن تزعج أليجاه أكثر وخاصة الآن بالذات."
تذمر آشتون من الخلف ليستدير المقصود ويقول:
"فاليتجرأ على بدأ شجار، أي فعل مريب منه وسيعود لتحت الأرض خلف القضبان، إلى حيث ينتمي."

"أيها العميد!"
هتف أحد الجنود ليستدير ماثيو نحوه قائلاً:
"ماذا؟"

"حطام وأضرار كبيرة ألحقت بالدرجات المؤدية لسطح المبنى ووجدنا أيضاً الكثير من الدماء المتناثرة هنا وهناك."
أجاب الجندي ليقول الأخير مملياً أوامره:
"خذها عينات للتحليل لنعرف لمن تنتمي فعلى كل حال نحن نمتلك عينة من دماء كِلا المطلوبتين."

"أمرك!"
هتف الجندي بعملية قبل أن يسارع لتنفيذ أوامره مبتعداً عن روؤسائه.

"يبدو أن أحدهما قد قتلت الأخرى."
تحدث ماثيو مخاطباً من حوله بطريقة ساخرة قبل أن يبتسم ويردف باستهزاء:
"في النهاية البشر مجرد طعام لأولئك الوحوش."

"أوه مهلاً!"
أردف وكأنه تذكر شيئاً قبل أن ينظر ناحية أليجاه ويقول باحتقار:
"ما أحضرته لم يكن بشرياً بل وحشاً أيضاً."

"فالتصمت."
تمتم أليجاه مناظراً الأخير بعينين ضيقتين في حين أردف ماثيو بلا اكتراث:
"تحاليل الدماء أظهرت أن الفايروس قد غزا جسدها بالفعل لكنها مازالت حية، أوليس هذا غريباً؟ بالإضافة إلى قوتها التي تم الإشادة بها منذ أن عادت بك حياً للمجمع علم والدي أنها كل شيء عدا بشر."

حرك أليجاه يداه ليضعهما في جيبي بنطاله قبل أن يبدأ بالسير بعيداً ليهتف ماثيو:
"انتظر! أنا لم انتهي..."

شعر بيد تحط على كتفه ليرى آشتون خلفه يقول بجدية:
"أنت لا تريد إغضابه أكثر ماثيو."

دفع المقصود يد آشتون بعنف قبل أن يقول بإشمئزاز:
"لا تلمسني، لا أعرف لما تبناك والدي وجعلك لواءً في حين أن هذا المنصب من المفترض أن يكون ملكي."

سحب الأخير يده ناظراً لها بأسى قبل أن يدسها في جيب معطفه الثقيل قائلاً بابتسامة:
"أنت محق نوعاً ما، لكن اقترح أن تسأله بنفسك لأني ذاتي لا أعرف الإجابة."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now