-11- عيون الصقر

4K 351 201
                                    

"من كانت تلك النبيلة هيرو؟"
تحدثت شارلوت مناظرة إنعكاس وجهها المبلل في المرآة قبل أن تخفض بصرها قليلاً تاركة قطرات المياه لتنزلق على رموشها وتقع في الحوض الذي استندت له بكلتا ذراعيها مردفة بشك:
"شعرت بالحزن والأسى يعتصران صدري لرؤية حالها لكن... لم تكن تلك المشاعر مشاعري الخاصة أنا."

مسحت فكها بباطن كفها وعاتبت بخفوت:
"أنت لم تترك أي ملاحظة لي البارحة أيضاً. لدي الكثير من الأسئلة وأهمها العلاج. أمن الممكن علاج أولئك الذين تم حقنهم بدم مصاصي الدماء؟ هل من الممكن أن يستعيدوا ما تم سلبه منهم؟"
سألت بحرقة فما شهدته ترك عينيها بلا نوم لفترة، أجبرت نفسها على أن تغفو علها تجد تعليقاً من هيرو ولكن أملها قد خاب فلم يترك لها أي ملحوظة منذ أيام. كان صامتاً.

كانت قد اعتادت هدوءه لشهور لكن في مثل هذه الظروف وبوعده بالحديث معها سابقاً شعرت بالقلق.

"شارلوت!"
رأسها ارتفع نحو باب غرفتها من مكانها في دورة المياه عندما سمعت صوت لوسيا من بعيد تردف بنبرة متوترة:
"أنتِ لم تحضري وجبة الإفطار، هل أنتِ بخير؟"

"لقد أفرطت بالنوم بغير قصد، سأوافيكِ بعد لحظات!"
هتفت شارلوت بالمقابل لتجيب النداء قبل أن تسترق نظرة أخيرة سريعة لإنعكاسها وتتنهد.

"لقد تأخرنا عن ماي."
تذمرت لوسيا أخيراً بعد لحظات من الهدوء ما أن خرجتا من المبنى وهي تسير للخلف مراقبة بعيون مؤنبة شارلوت تتململ على بعد عدة أمتار، تبرر موقفها بتذرعها بإصاباتها التي تماثلت للشفاء منذ زمن.

"أنا أعاني من الألم."
ما كان يؤلمها لم يكن جسدها بل شيء عميق مدفون في لبها والسبب هو مصاص الدماء المنزعج في داخلها.

تمنت أحياناً لو أنها تستطيع فقط حشر يدها في قلبها واقتلاعه للتخلص من استياءه الذي كان يتكدس أعلى مشاعرها الخاصة فيغرقها في الهموم والإحباط.

لقد مضى خمسة أيام على خروجهم من ذلك السرداب بالفعل لكن أعصاب شارلوت لم تترتخي منذ آنها. لم ترى آلان أو يلمحه أي شخص تعرفه واستفسرت عنه منه. ماي تماثلت تقريباً للشفاء أما المقدم أليجاه فقررت تركه لشأنه إذ أن الحديث معه لن يجلب سوى المزيد من الصداع لها.

"إن لم أجد منك ولا حتى كلمة واحدة بعد غفوتي القادمة فأقسم على أنني سأدق جمجمتي بأقسى حائط في المجمع وأنغص عليك أياً كان نوع الحياة التي تعيشها في داخل رأسي."
نطقت شارلوت بخفوت ومن بين أسنانها بتهديد عظيم لم تكن قد تفوهت به سابقاً وهي تشد على قبضتها بقوة لكنها سرعان ما تنهدت مضيفة:
"أي شيء."

لوسيا كانت قد شردت بأفكارها الخاصة بالمثل وتعثرت بحجر جعل توازنها يختل. رمت الصندوق الذي كانت تحمله بحرص في الهواء لتلتقطه شارلوت بعفوية ثم سقطت أرضاً فوق غطاء كثيف من الثلوج على طول ظهرها.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now