-10- السرداب

4.6K 362 153
                                    

نور ضوء القمر لم يكن يستطيع عادة الولوج لداخل أبنية مجمع القطب وهناك وتحديداً أسفل الأرض كان الظلام حالكاً أكثر وأكثر ومع ذلك لم يقم بمنع من يسيرون في السرداب بشق طريقهم حتى النهاية، أو محاولة للوصول لها.

خطوات لشخص، اثنان، بل ثلاثة، أحذيتهم السميكة تصدر صوتاً يرتد صداه في النفق الواسع والمصباح الصغير الذي يحمله أحدهم كان مصدر النور الوحيد الذي يقشع عتمة المكان بضوء خافت أبيض باهت.

"أنا لا أصدق أنني أخذكما للأسفل!"
غمغم آلان بعدم رضى قبل أن يتوقف مكانه لترتطم لوسيا بظهره حيث كانت شبه ملتصقة به من الخوف ويوجه النور ناحية وجه شارلوت التي وضعت يديها على وجهها هامسة بحنق:
"ليس في العينين أيها الفطن!"

دحرج آلان عينيه وهو يزيح النور قليلاً ليتجاهل الإهانة المبطنة ويردف:
"ذكراني لماذا يجب أن أفعل هذا؟"

"لأنني أمرتك بصفتي قائدتك."
أجابت لوسيا وهي تتمسك بعضد شارلوت بقوة لتختبئ خلفها كقطة خائفة في حين قالت شارلوت ببأس:
"لأنني زميلتك الأكبر ويجب أن تطيعني أيضاً بالمثل."

"هذا استغلال خاطئ للسلطة!"
تحدث آلان ناظراً لشارلوت قبل أن يحرك عينيه ناحية لوسيا وينخفض لوجهها قائلاً باستهزاء:
"وأنتِ أيتها القائدة المغوارة فالتتمالكي نفسك، أنتِ ترتعدين خوفاً!"

"توقف عن إضاعة الوقت ولنتقدم."
تحدثت شارلوت بعد أن زفرت ليهز هو كتفيه ويستكمل المسير في الطليعة بصمت.

"قلت أنك تتناول تلك الحبوب للحفاظ على وعيك."
تحدثت شارلوت كاسرة الصمت ليجيب آلان دون أن يستدير بهدوء:
"أفعل."

"ما الذي تعنيه بالضبط؟"
أردفت بسؤال آخر ليجيب آلان بحاجبين معقودين:
"تلك الدماء جعلتني أقوى جسدياً لكن عندما اضطرب يغدو عقلي ضبابياً ويصبح التحكم بأفعالي صعباً."
لهذا تم إمداده بحبوب مرخية للعضلات لكي لا يؤذي أحدهم عن طريق الخطأ رغم أنها ستسبب شيئاً من الإدمان لديه. تنهدت. وكأنهم يهتمون، إن الأمر مشابه للمنشطات التي يتناولونها يومياً.

استنتجت شارلوت أن حاله تشبه حالها تقريباً عندما تغضب بنفسها أو أسوأ حين يفعل هيرو.
"أيحدث ذلك كثيراً لك؟"
سألت.

"ليس بالمعدل الغير طبيعي، بعض الأحيان كالحادثة الماضية وعندما قابلناكِ أول مرة كنت على وشك أن أثور حينها، حسناً...لولا دفعكِ لي بعيداً وإيقافي لكنت غالباً قد أذيت أحدهم فالدواء لم يكن معي."
أجاب قبل أن يستدير بنصف جذعه نحو الفتاتين ويردف بابتسامة:
"أنا لن أشكرك لإنقاذنا لكنني سأشكركِ لدفعي ضد الجدار فقد استعدت وعيي حينها، شكراً."

ابتسمت هي بالمقابل قبل أن تقول بحاجب مرفوع:
"فالتأتي كل يوم، سأفعل ذلك بسرور."

"لا تفعلي أرجوكِ فأحياناً أحتاج لأن أتخلص من هذا الغضب والاستياء المتراكم وإلا سأواجه بعض المضاعفات لاحقاً."
أردف وهو يستدير مجدداً للأمام.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now