نيـوتروبيـا

By Die-Nacht

268K 18.4K 24K

"أعطـني لأعطـيك" هـذه قصـة الطـفلة التي اعتمدت هذا القانون كحل وحيد وأوحد للنجـاة في عالمـها المشـوّه. هي تل... More

-1- بداية السقوط
-2- مجمع القطب
-3- مصيدة الثعلب
-4- كهرمان
-5- خلف جدرانهم العالية
-6- الحرب
-7- رائحة دم
-8- إكصاص
-9- شِقاق الزهور
-10- السرداب
-11- عيون الصقر
-12- سيلست غولدن
-13- سليل السلف الأول
-14- هذا وذاك
-15- شتاء بحلة الخريف الأحمر
-16- صندوق زجاجي
-17- مشارف الموت
-18- لاشيسيا
-20- سمفونية أبواق الهلاك
-21- لأجلكِ أيتها الفاوانيا
-22- بئر من الأوهام
-23- رؤى
-24- رسائل السلام
-25- أونوس
-26- أضواء باهرة
-27- آل والثعلبة السوداء الصغيرة
-28- قمر حقل البنفسج
-29- خزف
-30- الدرجة رقم سبعة عشر
-31- دماء ورثاء
-32- بركة الملح
-33- قلوب بلا عيون
-34- أحضان الشمس الدافئة
-35- شتاء ديستوبيا الأخير
-35.5- ومضة
-36- ربيع الأرض الجديدة
-37- واجبات الحرس
-38- الكناري الصامت
-39- شبكة من خيوط الماضي والحاضر
-40- أجيال
-41- تمرد الوحوش
-42- الشمس والقمر
-43- خلف مخمل الستار
-44- رماد عينيه
-45- سالب
-46- سم وعسل
-47- شيطان
-48- براءة عذراء
-49- زهرة النوكس المشؤومة
-50- حنين للحنان

-19- دموع شارلوت

4.3K 355 539
By Die-Nacht


عينا شارلوت السوداوان فُتحتا عنوة فاستقامت سريعاً تنظر حولها لثوان بتوجس قبل أن تنهض وترتدي معطفاً صوفياً أعلى ثوب نومها الليلكي وتخرج من الغرفة حافية القدمين متخوفة من أن تصدر خطواتها أدنى الأصوات حتى. شعرت بالحر يرتفع في وجهها وأرادت استنشاق بعض النسيم البارد. تلمست وجنتيها وهي تفكر بأنها لا ترغب بأن تمرض بالزكام. ما أصابها يكفيها.

عيناها تابعتا القمر من النوافذ المفتوحة حتى سمعت صوت خطوات جعلتها تختبئ خلف أكبر ستارة وتنظر لمن يسير مبتعداً في جهة أخرى.

"هيرو..."
همست بتعجب إذ أنها متأكدة أن الساعة تخطت الثانية صباحاً لكن من جهة أخرى هذا مصاص دماء وطالما كان نشاطه في الليل، إذاً متى يغفو؟

"ولما أهتم؟"
تمتمت بإنزعاج من أسئلتها اللانهائية وهي تسير في طريق العودة إلى غرفتها إلا أنها توقفت عنوة تعتصر عينيها وقبضتيها بشدة.

جسدها استدار ومن حيث رأت هيروزيوس يبتعد سارت هامسة:
"تباً للفضول، سأقضي شهري الأخير بإرضاءه فقط."

أصابعها لامست التمثال الحجري بتأنٍ خوفاً من إصدار أدنى صوت، لقد ظنت أن هيرو سيختفي عن عينيها لكنه كان يسير فحسب، ببطء وكأنه لا يريد الوصول للمكان الذي يرغب بقصده.

حافظت على مسافة كبيرة بينهما وجزء منها شكك بأنه لم يلاحظها ورغم ذلك استمرت بملاحقته لبضعة دقائق حتى توقف عند باب زجاجي بألوان مختلفة تداخلت ببعضها البعض وطغى عليه الأسود الحزين لثوان قبل أن يدفعه ويدخل تاركاً الباب ينزلق مجدداً خلفه.

أطراف أناملها منعت الباب من أن يغلق. أخذت نفساً متوتراً جديداً قبل أن تدخل نصف رأسها حتى عينيها وتنظر داخل الغرفة المظلمة.

عقدت حاجبيها بارتياب إذ أن الحجرة كانت كالتي وجدت هيرو فيها، تشبهها بكل شيء عدا أن الصندوق الزجاجي الذي توقف الأخير عنده كان أكبر برخام أبيض صافي للقاعدة.

"أتنوين البقاء واقفة عندكِ مطولاً؟"
شعرت بشعر رأسها يقف برعب ما أن تحدث هيروزيوس كاشفاً إياها لتحاول الإنسحاب ببطء شديد، لكن استدارة الأخير نحوها ورؤيته لها قامت بإفشال خطة الهروب تماماً.
هي علمت بنسبة كبيرة أنه لاحظها لكن لم تكن تنوي الكشف عن نفسها لكي لا تشعر بسوء تصرفها الطفولي وظنت بأنه سيتجاهلها كما يفعل غالباً...كما يجب أن يفعل.
ًعيناها حدقتا بتوتر شديد بخاصتيه لثوان حتى لانت تعابير وجهه قليلاً وأشار لها بكفه.
"اقتربي."
تحدث.

ترددت لثوان قبل أن تنزلق عبر الباب وتدعه يغلق خلفها. يداها تشابكتا معاً محدقة بالأرضية التي عكست صورتها قائلة بشيء من التذمر:
"آسفة لإتباعي لك بهذه الطريقة."

"كنت لأفعل المثل، لا داعي للإعتذار."
أجاب اعتذارها بنبرة مبهمة لترفع رأسها بتعجب من صراحته ثم تبتسم قليلاً قائلة بتأنيب:
"لاتقل هذا. يكفي أنني لم أستطع النوم جيداً حتى الآن."

"ما الخطب؟"
سأل باهتمام لتلوح بيديها وهي تقترب على مهل مجيبة:
"لا تشغل بالك، شعور سخيف يراودني بأن أحدهم يراقبني."

"أحقاً؟"
عقد حاجبيه ملقياً نظرة للبعيد في حين هي اغتنمت الفرصة للتحديق بعينيه بتمعن مجيبة بشرود:
"محض تخيلات، لا تلقي بالاً لهذا."

عيناها انتقلتا تالياً نحو الصندوق الزجاجي بتلقائية ما أن أعاد أنظاره نحوها لتسقط ابتسامتها ما أن رأت سيدة شابة تبدو كسيلست تماماً في المظهر تمسك بيد رجل ذو شعر أسود وملامح وجه حادة جذابة يشابه هيروزيوس لحد كبير مستلقي بجانبها يحتضن كفها الرقيق لصدره.

سمعت قلبها ينبض منتفضاً وشعرت بأن شيء حاد اختلج صميمها بعنف. هو هنا لرؤيتهما. شعرت بأنها غبية.

"إنهما والداي."
أعلن فجأة بجانبها لتنظر بشيء من الصدمة نحوه قائلة بتلعثم:
"أنـا آسفة."
دموع لم ترها منذ زمن طويل تعلقت على أهدابها فقامت بمسح وجهها بعنف ما أن إنزلقت على وجنتيها مغمغمة:
"لما أرى دموعاً؟ أنا لا أقصد البكاء."

وجدت هيروزيوس يبتسم لها، حين ارتفعت أنامله نحو وجهها حاولت إخفاءه بذراعيها. تردد للحظات لكنه سرعان ما أحاط بوجنتها ومسح دموعها بلطف.
"إنه خطأي أنا، لا تقلقي فأنتِ بخير."
تحدث بهدوء.

"هل تقوم باللعب برأسي مجدداً؟"
حاجباها تقاربا وحين استنشقت قهقهة خافتة فرت من بين شفاهه.
"هذا ليس لطيفاً."
أبعدت يده لتقوم بتجفيف وجهها بكم معطفها.
"آسف."
غمغم وشارلوت نظرت له بطرف عينها قبل أن تهمهم بتفهم.
"أنا من يجب أن تعتذر. آسفة هيرو أنا أتخطى حدودي."
قدماها تأرجحتا بين الاقتراب والابتعاد وحين هز هيروزيوس برأسه نفياً أزاح بعض توترها.
"مجدداً...لا يوجد ما تعتذرين أنتِ لأجله."

أشاحت بوجهها محدقة بالزوجين، هي لا تستطيع منع مشاعر الحزن التي اختلجتها من الظهور.
"انسى أمري الآن."
استدارت نحوه مردفة بجدية:
"إنه عنك."

"ماذا عني؟"
كرر سؤالها وهو يجلس لأولى الدرجات الرخامية لتتخذ هي بتلقائية مكاناً لنفسها بجانبه مجيبة بإصرار:
"لا تتهرب! أعلم أن ذلك النزال الموعود غداً!"

"و؟"
قال وهو يسدل أهدابه للحظات طوال لتدحرج عينيها قائلة:
"ماذا عنه؟"

"لقد أخبرتكِ بالفعل."
أجاب وهو يتكئ للمكعب الرخامي خلفه في حين راحت شارلوت تشعر بالهلع بحق.

"حتى الموت!"
همست قبل أن ترمش مرتين للإستدراك الأكبر، ألهذا هو هنا لرؤية والديه؟ أليس متأكداً من قدرته على الفوز؟ هل هو يشعر بشيء ما كالتردد؟!

يداها أمسكتا بكفه تسحبه نحوها قائلة بعد أن استنشقت نفساً عميقاً بجدية:
"أنا متأكدة من أنك ستكون بخير."
إحدى حاجبيه ارتفع وهو يقول ساخراً:
"لقد أخبرتني بهذا بالفعل قبلاً."

فك شارلوت انقبض قبل أن تدع يده بعنف وتنهض للرحيل قائلة:
"إذاً وداعاً."

"على مهلكِ شارلي، لم ننتهي من الحديث بعد."
أمسك بعصمها وسحبها لتجلس مجدداً بقربه على مضض ثم أردف بابتسامة باهتة:
"مع أنكِ أتممت جانبكِ من الاتفاق لكن لا يمكنكِ الرحيل."

"لماذا؟"
سألت بلا اكتراث وبشيء من الحدة ليجيب هو منوهاً:
"لقد ربحتِ التحدي، لكنكِ لم تتطلبي شيئاً كجائزة بعد."

شارلوت تنهدت بقلة حيلة على مظهر هيروزيوس الذي أسند وجنته لباطن كفه وبدا مستعداً لسماعها فما كان منها سوى أن تحدق به كما يفعل وتجيب بتمعن وتروي:
"امنحـني...المزيد من الوقـت."
عينا هيروزيوس تديقتا عندما صمتت لثوان وكأنها تفكر مجدداً فتردف:
"للتفكير بالطبع، عدا ذلك سأرحل اليوم قبل الغد فأظن تواجدي غير مرغوب به وليس له أي لزوم."

"أنتِ عنيدة للغاية. أين ستذهبين؟"
سأل وهو يسقط رأسه من كفه بين منكبيه بقلة حيلة لتصمت هي بلا جواب، شارلوت فعلياً لا تملك مكاناً تذهب إليه، هي لم تملك طوال العشر سنوات الماضية.

"ليس لدي مكان معين اذهب إليه إن أردت الحقيقة."
تمتمت مشيحة بوجهها جانباً وعبثت بأناملها.
"ربما سأقوم بصنع منزل لي بقرب البحر."
استمرت بالتأليف حتى شعرت بشيء ثقيل على كتفها حين كانت تسهب بروي قصص مغامراتها الخيالية التي ستخوضها فالتفتت ليغطي شعر هيروزيوس الأحمر رؤيتها إذ أسند رأسه لكتف بدنها الهش.

لم تكد أن تفتح فاهها لتتحدث حتى قال هو فجأة بصوته القريب والذي لم تسمعه منذ زمن:
"فالتبقي هنا بجانبي وحسب."

ابتسامة لا إرادية ارتسمت برضى على شفاهها إذ يبدو أن أحدهم سيلاحظ موتها ويقيم لها جنازة معتبرة.

يدها لامست خصلات شعره بعد تردد باستمتاع، لم تظن بأنها سترغب بلمس أحدهم من قبل. قامت بتخريبه في نزوة منها ثم بدأت تعيد ترتيبه ببطء ولطف قائلة باستدراك:
"أتعلم بأنك تعلم كل شيء عن حياتي في حين أنني لم أكن أعلم أن هيرو ليس اسمك الكامل حتى؟"

سمعت لهثة ساخرة تفر من فاهه لتقول مدعية الإنزعاج:
"أنا لا أمزح هيروزيوس."
لفظت الاسم بشيء من السخرية ليقول هو دون أن يتحرك:
"هيرو هو لقب ابتكرته والدتي، كانت تحب أن تبدو عصرية بكل ما تفعله أو تقوله. كان والدي يتشاجر معها عندما لا تنادني باسمي الكامل في المناسبات الرسمية. كان شديداً وهي كانت مرهفة."

"أنت كنت طفل والدتك المدلل إذاً."
تحدثت شارلوت وحاجباها رقصا قبل أن تردف:
"أشعر بأنه وبالرغم من أنني لم أتعرف عليه سوى منذ فترة قصيرة بأن اسمك الكامل يليق بك أيضاً، وكأنه يسمح لي برؤية جوانب جديدة منك."

"أهذا لأنني وسيم؟"
سأل فجأة مقاطعاً وهو يبتعد عن شارلوت التي لهثت بسخرية مجيبة وهي تنظر في عينيه مباشرة:
"أولستَ متعجرفاً كأليجاه؟ في الواقع بالمقارنة معك هو أكثر تواضعاً."

"لا تتحدثي عن هذا البشري الآن."
فجأة نبرة صوته غدت حادة لتخفف هي من التوتر الذي تركها صامتة للحظات قائلة بشيء من الدهشة:
"أعتذر إن كنت قد أسأت لسموكم بحديثي هذا."

"لا تخاطبيني بتصلب هكذا أيضاً فهذا لا يروقني."
أضاف بذات النبرة وهو ينهض من مكانه مبتعداً عدة خطوات لتسأل هي باستسلام:
"ماذا تريد إذاً؟"

"نادني كما اعتدتِ فقط...بلا تكلف."
أجاب مناظراً إياها بطرف عينه لترفع يديها في الهواء وتقول باستسلام:
"لابأس، سأفعل."
أشاحت متمتمة:
"أتمنى أن لا يد لشقيقك في مزاجك المعكر."

"من أين سمعت عن هذا؟"
سأل بشك للتسدل أهدابها مجيبة:
"سمعت الخدم يتحدثون وقد قابلته اليوم فقط. من الصعب أن أتحاشى حقيقة أنه يشبهك، بعيونه الملونة. خاصة تلك الأرجوانية المميزة."

"أولم تصبحي فضولية أكثر من العادة مؤخراً؟"
علق بعتاب طفيف امتزج بالفضول وهو يدس يديه في جيبي معطفه في حين أجابت هي بشيء من عدم الثقة والشرود:
"من الصعب تجاهل حقيقة أن شقيقك لا يروق للجميع وبالمثل لي بدا غريباً، بشرياً."

نفس قصير فر من فاهها حيث سمحت لكلماتها كالعادة بالفرار من فمها. قد يظن بأنها تهينه فما كان منها سوى أن نهضت بسرعة لتستدرك فعلتها قائلة:
"أعني أنه يشبهك بطريقة جيدة ولا أقصد..."

"أنتِ محقة."
قال هو فجأة لتوقف سيول كلماتها بدهشة وترمش مرتين عندما أردف ناظراً لها مباشرة:
"لوكسياس كان بشرياً."

"ماذا؟!"
تلعثمت لتفر لهثة ساخرة من فاهه قبل أن يستطرد:
"إن كون أمير مملكة مصاصي الدماء في الأصل بشري لهو أمر مثير للسخرية، صحيح؟"

صمت لثوان محدقاً بالنافذة الزجاجية فوق رؤوسهم قبل أن يردف سارداً:
"بطريقة ما ولجت إمرأة بشرية أراضينا عن طريق الغابة وهذا الأمر شبه مستحيل فالبشر لا يمكنهم دخول مملكتنا بمفردهم فهي محاطة بذلك الضباب المريب الذي يبتلع الغريب بسهولة، مليئة بمختلف أنواع الكائنات التي تتوق للدماء. أمر أثار فضول والدي ققرر مقابلة البشرية الغريبة. عندما دخلت علينا القاعة كان شعر رأسها قد استحال أبيضاً بسبب ما لاقته من أهوال وبشرتها كانت بلا لون أما في عينيها رأيت الرعب. كانت تحتضن قطعة قماش لصدرها ثم بلا أي مقدمات جثت على ركبتيها مترجية الملك أن ينقذ طفلها."
توقف للحظة أما شارلوت ولأول مرة تشعر بأنها تصغي بشدة حتى انغمست في القصة قبل أن ينظر ناحيتها مجدداً ويردف ببساطة:
"بعدها مباشرة ماتت. القطعة القماشية حضنت طفلاً بدأ بالبكاء وكأنه شعر بأن من يحميه قد رحل. والدتي تقدمت وحملت الطفل لصدرها ليصمت من فوره. هذا الطفل كان لوكسياس. لا أعرف كيف بدأ الأمر لكن والداي أعجبا به وقدما له دماء لاشيسيا الملكية لينمو كمصاص دماء نبيل وكأنه قد ولد من صلبهما."

"لقد أردتِ معرفة كيف يتحول البشر لمصاصي دماء صحيح؟"
سأل وهي أومأت سريعاً بفضول ليعيد النظر لما أمامه مجيباً:
"عليهم فقط شرب دماء مصاص دماء نبيل وليس حقنها في أجسادهم، عدا ذلك سيمرضون ويبدو أن دماء العامة تحولهم بشوائبها لوحوش. تماماً كما رأيت في ذلك السرداب."

"ماذا عن آلان؟"
سألت شارلوت وهيروزيوس أجاب وكأنه قد فكر بالأمر بالفعل:
"دماء سيلست النبيلة أنقذته. هذا هو التفسير الوحيد أما بالنسبة لطفرات غريغور فالأمر خارج نطاق إدراكي لما قد يكون قد فعله."

"هكذا إذاً."
قالت شارلوت قبل أن تقبض يديها بغضب مكتوب:
"ذلك العجوز، لا أريد حتى التحدث عنه ،كلما قابلت بعض الأشخاص وظننت بأنني سأتوافق معهم تنقلب الأمور. يبدو بأنني سأصادق مصاصي الدماء."

شاهدت هيروزيوس يقترب منها حتى أصبح قبالتها ومن دون أي مقدمات قال ببرود وكأنه يهددها:
"هذا لن يحصل، ابقي بعيدة عن الجميع وخاصة لوكسياس."

"لماذا؟"
تمتمت بإنزعاج لترى حاجبيه يتقاربان أكثر وهو يجيب بصوت خافت محذر:
"لوكسياس يمتلك أطواراً غريبة، الهبات التي يمتلكها خطيرة، لا أحد يعلم مافي خاطره، ولا حتى أنا."

"أحقاً؟"
تكلمت بسخرية ليمسك هو بمعصمها بقوة مردفاً بشيء من الحدة:
"افعلي ما أقوله شارلوت، مصاصي الدماء ليسوا أفضل من البشر، لا تنسي ذلك فإن تأذيتِ الآن لأي منهم..."

"حسناً حسناً!"
هتفت مقاطعة وهي تحاول التملص من قبضته باستماتة مردفة:
"فالتدعني الآن هذا مؤلم!"

قام بترك يدها لتفرك معصمها بفك مقبوض مناظرة إياه بحاجبين معقودين في حين كان يرمقها وكأنها طفلة تعصي أوامر من هم أكبر منها، تنهدت قبل أن تنهض متجاوزة إياه وهي تغمغم:
"أنا سأعود لغرفتي."

سارت في الممر باتجاه غرفتها بخطوات ثقيلة غاضبة تحاول إبقاء سيل الشتائم داخل فمها فحتى لو همست بهم سيسمعها أحدهم.

ماخطب تصرفاته؟! إن كان لا يطيق وجودها حول رفاقه فاليسمح لها بالرحيل وحسب، يجدر بها ترك المملكة هذه سريعاً فقد تورطت بما فيه الكفاية.

تسلقت السرير ورمت بجسدها بقوة على الفراش قبل أن تغمض عينيها بشدة محاولة إجبار نفسها على النوم.

لم تكد أن تشعر بالخدر بسبب كثرة التفكير وبجفنيها ثقيلين إلا وقد كان شيء ما من اللامكان قد هبط فوق جسدها.
شهقت بدهشة عندما التمعت عينا مصاص الدماء الحمراوان من فوقها بالأحمر قائلاً:
"مساء الخير."

رأت يده بعدها مباشرة ترتفع بخنجر حاد في حين أردف:
"ووداعاً."
قبل أن تشعر به يطعن معدتها.

صرخة لا إرادية فرت من فاهها وألم لم تشعر به من قبل اختبرته، لكن الطين لم يزداد إلا بلة حين سحبه خارجاً جاعلاً دمائها السوداء تتفجر خارج جسدها وشهقة إحتضار تفر من بين شفاهها.

"لا."
غمغمت بعينين ضبابيتين، هذا كان سريعاً بطريقة لم تعتدها هي البشرية. شعرت بجسدها يتخدر ولم تقوى على الحراك لمحاولة المقاومة ولو قليلاً حتى، استلقت هناك تشاهد الخنجر المغطى بدمائها يرتفع مجدداً ليلتمع السائل على نصله الحاد بمساعدة ضوء القمر قبل أن يهوي لينهي حياتها هذه المرة.

عيناها أغلقتا منتظرة النهاية لكن هذا لم يحدث، فتحتهما مرة أخرى بإرهاق لترى جسد مصاص الدماء متشنج بأكمله، أنامله تتحطم وجسده ينكمش وكأنه يتعرض لضغط مهول سيحطمه. سمعت أنينه المكتوم وعلمت بأنه يعاني.

عيناها تدحرجتا ناحية الباب حين سمعت صوت خطوات تقترب نحوهم وما أن لمحت ظله حتى نادت بهمس:
"هيرو."

لم تمر ثانية أخرى إلا وقد كان مصاص الدماء يختنق بفعل قبضة هيروزيوس التي التفت حول عنقه، يده الحرة ارتفعت في الهواء قبل أن ترى أظفاره تستطيل لتسكن قلب المغتال بضربة واحدة ممزقة جسده.

مصاص الدماء تحول بسرعة لرماد كما دمائه فتناثرت أثاره على شارلوت التي رمشت مرة واحدة لتتشوش الصورة أمامها أكثر وحسب، لم تظن أنها ستفقد حياتها بهذه الطريقة المثيرة للشفقة.

شعرت بثقل على سريرها لتأن بألم بسبب الجرح الذي مازال ينزف في أحشائها.
"أتخططين للموت هكذا؟"
سمعته يسأل من فوق رأسها لتبتسم بسخرية مغمغمة بصوت خافت:
"أحدهم تأخر."

"لا يمكنكِ الموت الآن."
كلماته جعلتها تعيد النظر مجدداً نحوه لتجد أنه قد تخلص من قميصه. قام بصنع جرح على طول معصمه بإستعمال أحد أظافره حيث غرسه في جلده دون أي تردد قبل أن يجذبها نحوه غير عابئ بالألم الذي تسبب به لها ويضع الشرخ أسفل أنفها.
"اشربي."
أمر.

"ابتعد."
قالت وهي تشيح بوجهها لتمتد كفه من خلف ظهرها وتحتضن وجنتها معيداً أبصارها نحوه.
"رشفة من دمائي لن تحولكِ، لكنها كافية لعلاج هذا الجرح."
عقد حاجبيه وطلب مجدداً من أعلى رأسها:
"فالتشربي."

صمتت محدقة بعينيه مباشرة لهنيهة قبل أن تخفض بصرها نحو الجرح الذي يقطر دمائه الحمراء على وجهها فسال الدم حتى عنقها جاعلاً إياها تشعر وكأنها تغرق.

شعرت بشفاهها تلامس بشرته الباردة ومن ثم راحت تبتلع الدماء الحارة على مضض. مع كل رشفة أحست بإبر نارية تغرز في جلدها من الأعلى وحتى الأسفل، معدتها تقلبت وكل جوارحها رفضت هذا التعذيب فأشاحت بعيداً وكادت أن تفرغ ما في جوفها حين سقط وجهها بين كفيها لولا أن رفع هيروزيوس بصرها نحوه ممسكاً بفكها فينطق:
"لا تفعلي، مهما كان مؤلماً، العواقب ستكون أسوأ وأكثر ألماً."

أغلقت أهدابها وقاومت كل السقم للحظات طويلة أخرى شعرت فيها بوعيها يتلاشى حتى أحست ببرودة مجمدة تكتسح أطرافها ما أن مسح هيروزيوس على وجنتها بإبهامه وكأنه يوقظها.

رمشت مرتين لتعود الرؤية مرئية أمامها وبحركة لاشعورية لعقت شفتيها مزيلة أثار الدماء التي غدا طعمها أقل حدة في فاهها. شفاهها ارتعشت وأناملها تسلقت رسغه تتشبث به بقوة. رأى الخوف متجلياً في عينيها ما أن أدركت أكثر أن الموت كاد أن يأخذها عنوة.

"قد لا أستطيع فعل شيء بشأن شفقتك لكن لا أريد الموت وأنا ألعنك."
استمر بالمسح بإبهامه وجنتها بلطف حين كانت تنظر له بإمتعاض حيث ابتسم لكلماتها مصرحاً:
"لا ترحلي وأنتِ تفعلين رجاءً."

"أنا لن أفعل هذا مجدداً، ضع ذلك في الحسبان."
قالت بتعب وهي تضع يدها ناحية الجرح الذي توقف عن النزيف كالسيل، شعرت بتشنج غريب صاحب معاناة الألم.

"أتلمحين إلى أنني تركت هذا يحدث عن عمد؟"
سأل هيروزيوس بحاجب مرفوع لتبعد نفسها عن صدره وهي تكرمش عينيها بشدة مغمغمة:
"فالتفهم ذلك كما تريد."

"هذا لن يشفيك تماماً، قد يكون الإدعاء بأنكِ بخير صعب، لا أقول أنه يجب أن تفعلي لكن لا يجب أن يعلم أحد عن ما حصل الليلة لكِ."
قال وهو يمسك بأطراف فستانها قبل أن يبدأ برفعه عن ساقيها على مهل لتشهق شارلوت وتمسك بمعصميه بقوة قائلة:
"ما الذي تظن نفسك فاعلاً إياه؟!"

"أساعدكِ في تضميد جرحكِ وتغيير هذه الفوضى. رغم أن جسده احترق إلا أن رماد دمائه مازال عالقاً عليك."
أجاب هيروزيوس ببساطة ثم أردف بشيء من الإمتعاض:
"هذا لا يطاق."

تلعثمت شارلوت بالكلام ما أن بدأ بشد فستانها مجدداً قائلة بإحراج:
"سأفعل ذلك لوحدي."

نظر لها بحاجب مرفوع حين أطرقت ببصرها وأخفضت رأسها لتخفي وجهها الذي صبغ بحمرة طفيفة.

"أنسيتِ من كان يوجهكِ ويعلمكِ كيفية تضميد وإغلاق جروحكِ المختلفة؟"
أناملها ارتعشت ضد بشرته فأردف:
"وأيضاً...أنا رأيت كل شيء بالفعل شارلي."
هيروزيوس نفخ خصلاتها السوداء المتمردة بعيداً عن وجهها ليتطاير الرماد فتقوم هي بزم شفتيها مغمغمة:
"هذا غير عادل."

شارلوت شعرت وكأن قلبها توقف عن النبض عندما جذب أناملها بحركة خفيفة منه ووضعها على صدره المبني ليبدأ بتحريكهم على طول معدته العضلية المشدودة مردفاً بذات النبرة الخافتة:
"أتريدين أن نتعادل؟"

"اخرج من هنا حالاً!"
هتفت بوجه تلطخ باللون الأحمر القاني قبل أن تسحب يدها لنفسها وتنهض رغماً عن الألم نحو الخزانة لتغلق الباب خلفها بعنف.

"لم أتوقع أن حياء الأنثى في داخلكِ مازال مرهفاً."
قال هيروزيوس وهو يتثائب قبل أن يحمل قميصه ليرتديه سريعاً ما أن تأكد من أن الجرح الذي تسبب به لنفسه قد التأم مردفاً بصوت تستطيع هي سماعه جيداً:
"إياك والخروج، غداً سنقوم بتغيير جناح إقامتكِ إذ أن هذه الغرفة ليست بأمنة."

"ماذا عن النزال؟"
سألت متذمرة من خلف الباب الذي جلست عنده بتعب ليجيب هو بذات النبرة:
"حالتكِ مزرية، لا ضرورة لكِ أيضاً برؤية ما سيجري."
صوته إنخفض.

"فالتخلدي للنوم، سأكون في الجوار."
أعلن.

"يمكنك الذهاب. لست بطفلة تخاف من الظلام."
جادلت من بقعتها وعندما لم تسمع رده علمت أنه غادر الغرفة. تلمست جراحها وقضمت شفاهها بحنق. هي التي كانت تصطادهم أصبحت الفريسة سهلة المنال الآن.

.
.
.

في اليوم التالي لم تتفاجأ شارلوت من رؤية لاتشيا تقف فوق رأسها ما أن فتحت عينيها فخضعت لفحصها بصمت فهي الطبيبة في النهاية.

"كيف يبدو الأمر؟"
سألت شارلوت وهي ترتدي قميصاً سياني فوق التنورة السوداء والمصنوعة من الكتان لتجيب لاتشيا بابتسامة:
"سيستغرق الأمر وقتاً ليشفى الجرح داخلياً بشكل كامل لكنه لن يشكل خطورة على حياتكِ."

"ما تبقى منها."
شارلوت صححت لتتنهد لاتشيا.
"الأمور مضطربة كثيراً حالياً لكن بعد ظهيرة هذا اليوم سينتهي كل شيء، سنحصل على الفائز كملك وسيموت كل أتباع الخاسر معه."
أعقبت الطبيبة بلا ملامح تذكر وكأن أمرهم كرهان يتم عقده على طاولة أوراق اللعب.

نظرت لها شارلوت بشيء من الأسى. ليست فوارق القوة ولا حتى موضوع شرب الدماء في رأيها ما يجعل من الصعب العيش مع مصاصي الدماء إنما تبلدهم والأحاسيس الشبه معدومة لديهم هو ما يعقد الأمور حقاً.

"لاتشيا..."
تحدثت شارلوت جاذبة انتباه تلك التي احتلت كنبة بجانبها قبل أن تردف بتفكير:
"هل أمركِ هيرو بعدم إخبار أي شخص عن حادثة البارحة؟"

"لقد فعل بالفعل."
أجابت لاتشيا لتعلق شارلوت بعدم راحة:
"بالطبع لا يريد لأحد أن يعلم بأنه قد أعطى شيئاً من دمائه لي."

"لا أظن أن هذا السبب."
تحدثت لاتشيا لتنظر لها شارلوت باستفهام وقبل أن تبرر لاتشيا كلامها قاطع حديثهما انفتاح الباب على مصراعيه بقوة حيث دخلت لونا وعلى وجهها كانت قد ارتسمت تعابير الصدمة. نظرت حولها بقلق وقامت بإغلاق الباب خلفها.

اقتربت من الشابتين لتجلس بجانب شارلوت سائلة بتوجس:
"أنتِ بخير؟"

نظرت شارلوت بطرف عينها للاتشيا التي هزت برأسها بنفي لتجيب شارلوت بتردد:
"ولما لا أكون؟"

"لقد ظننت أن مكروها قد حل عندما لم أجدكِ في جناحكِ ذاك."
لونا تحدثت بقلق وشارلوت ربتت على كتفها:
"هذه الغرفة أقرب لعيادة لاتشيا."

"هذا جيد."
زفرت لونا بحدة قبل أن تستطرد بتعب تجلى على ملامحها:
"لقد كاد أن يُقضى علي صباحاً إذ ظهر من العدم ثلاثة مصاصي دماء حاولوا قتلي لكن..."

"لكن؟"
سألت شارلوت بشك لتردف لونا بتلعثم:
"زافير قتلهم جميعاً."

"إذاً؟"
همهمت شارلوت بغير فهم لتجيب لونا محدقة بالجدار أمامها:
"لقد استطاع فصل أيديهم، أرجلهم ورؤوسهم عن أجسادهم قبل أن يبدأوا بالتحول لرماد حتى. هذا كان مخيفاً للغاية. لن أستطيع النوم لوحدي من الآن فصاعداً لقد كنت مستيقظة طوال الليل!"

"مسكينة لونا، يمكنكِ مشاركتي غرفتي الجديدة هذه فهي كبيرة."
تحدثت شارلوت مطمأنة وهي تربت على كتف لونا بمواساة في حين هزت لاتشيا برأسها متحدثة بغير رضى:
"يجدر بالسلف الخامس أن يتعلم مجدداً كيف يحافظ على أعصابه. هذا غير لائق بحق."

شارلوت تنهدت في خلدها إذ يبدو أن عدوهم حاول التخلص من حلفاء هيروزيوس. أيؤمن بأن فقدان أحدهم قد يجعل الملك القادم يهتز؟

.
.
.

في مجمع القطب وتحديداً داخل مكتب لوسيا كانت تقوم بإعادة كتاب بغلاف قديم لأحد الرفوف الخشبية قائلة:
"هذا ما جرى..."

"لم أظن أن اليوم الذي سيفقد فيه المقدم أليجاه أعصابه سيأتي!"
تحدثت ماي بشيء من الدهشة وهي تعقد يديها لصدرها ناظرة ناحية جايدن الذي علق بدوره:
"كان يجب عليه، فأولئك الحمقى سيسيرون بنا نحو الهاوية إن استمروا بالتفوه بالهراء. حتى طفل يستطيع تقييم وضعنا أفضل منهم."

"معك حق."
اتفقت لوسيا وهي تعود لتجلس خلف طاولة مكتبها الذي حمل عدة كتب وعدة كتابة تجاور لوحة بلاتينية نقش عليها اسمها كرائدة مردفة:
"لن أترك المقدم لوحده في هذه الحرب، سأقف لجانبه!"

"لقد بدأتِ بالفعل تفعلين ذلك."
قالت ماي بابتسامة مشيرة بعينيها للنجوم الحمراء التي تعلقت على كتفها لتقول لوسيا بالمقابل:
"أنتِ أيضاً تفعلين حضرة الرقيبة، نحن لن نتركه وسنشارك معه لكن هذه المرة ليس تحت جناحه بل بقربه وبأصواتنا الخاصة."

"تكلما عن نفسيكما أنا سأبقى تحت رحمته حتى إشعار أخر."
قال جايدن وهو يعقد ذراعيه خلف رأسه بملل فالمحقق الخاص يتبع شخصاً واحداً وهذا الشخص هو الوحيد الذي يمكن أن يخلصه من تبوعيته.

"هو لم يفعل شيئاً سيئاً لك."
قالت ماي لتردف لوسيا بتفكير:
"هو لم يفعل لأحد شيئاً سيئاً من قبل بل واعتنى بنا وانتشلنا من البؤس الذي عاشه كل فرد منا، لكن أفراد الهيماك يكرهونه لسبب ما وهذا أكثر ما يزعجني. المقدم طالما كان مراقباً بطريقة صارمة أكثر من اللازم. "

"أسألتِ أحدهم عن السبب؟"
سأل جايدن بعين مفتوحة واحدة لتهز رأسها بالنفي قائلة:
"اللواء تجاهلني والعقيد لا أتفاهم معه كما أن جدي ليس أفضل شخص قد تسأله، لكن عندما سألت المقدم أليجاه نفسه قال حرفياً أنهم محقون في بغضه فهو في نظرهم ابن الشيطان نفسه."

عينا جايدن اتسعتا كما ماي لتقول الأخيرة:
"أنا لم أسمع أليجاه ينطق بمثل هذه الكلمات من قبل."

"ولا أنا..."
أخرجت لوسيا دفتر ملاحظات صغير من جيبها وأردفت تقلب بصفحاته بسرعة:
"لقد دونت كلامه بحرفيته إذ أنني كنت مشدوهة بالمثل.
المقدم، أليجاه بدا حزيناً وهو يقول هذه الكلمات."
ملامح وجهها إنكمشت وجايدن علق:
"أياً كان المقدم، وجوده هنا بيننا ليس بعبثي."

.
.
.

في مكان أخر وتحديداً الحديقة الخلفية للمشفى وفي بيت بلاستيكي صغير حمل آلان دلواً كبيراً كان قد تم ملؤه بالأسمدة بتقزز سائلاً:
"أين أضع هذا جين؟"

أجابت جين دون أن ترفع عينيها عن أوراق الزهرة البيضاء بتركيز قائلة:
"في الزاوية أسفل الطاولة."

نفذ هو على مضض قبل أن يعود لجهة جين التي لم ترفع عينيها عن النبتة قائلاً بغير فهم:
"ما الذي ستستفيدينه من التحديق هكذا بها؟"

تنهدت هي قبل أن تنظر ناحيته وتقول:
"ماذا تظن عن هذه النبتة يا آلان؟"

"تبدو عادية..."
قال بحاجبين مرفوعين قبل أن يردف مشيراً للثمار التي تحملها والتي تبدو كحبات كرز صغيرة حمراء:
"يبدو أنها صالحة للأكل أيضاً."

"وماذا عن تلك؟"
أردفت جين مشيرة لنبتة مماثلة إلا أن بتلاتها وردية اللون ليجيب ذاك:
"الأمر ذاته لكن هذه أجمل."

ضحكت جين بصوت عال ليعقد هو حاجبيه فوراً متذمراً:
"ماذا؟"

"أنت محق بشأن ذات الزهور البيضاء ثمارها حلوة غنية بالفيتامينات لكن صاحبة الأوراق الوردية تحمل ثماراً سامة تصيب الكائن بشلل قبل أن تدمر كريات الدماء الحمراء في الدم وتتسبب في تحطمه تاركة إياه للموت اختناقاً."

عينا آلان اتسعتا بدهشة قائلاً بصدمة:
"أقلت أنا أنها أجمل؟!"

"هذا طبيعي فكل الكائنات الحية تَفْتن وتنفَتن..."
قالت جين قبل أن تغلق كتاب كانت واضعة إياه في حجرها وترميه ناحية آلات الذي التقطه مردفة:
"إقرأ هذا فهو مفيد."

حركت كرسيها المتحرك بيديها بعيداً ليسأل آلان وهو يلحق بها:
"أين تذهبين؟"

"لدي وقت قصير والكثير لأفعله."
أجابت قبل أن تشعر بأحد يدفعها لتنظر بزرقاوايها للأعلى ناحية آلان بتعجب سائلة:
"ماذا تفعل؟"

أجاب وهو يزفر الهواء البارد مجيباً دون أن ينظر نحوها مباشرة:
"أنا خسرت التحدي مجدداً أنسيتِ؟"

ضحكت هي قائلة بخدين متوردين قبل أن تعيد بصرها للأمام:
"لم أفعل!"

*********

فصل نهاري
استمتعت بتنقيحه دون أن أتعرض للهجوم من وحش النوم
⁦( ꈍᴗꈍ)⁩
أتمنى لكم
عطلة نهاية أسبوع مباركة
ناخت♥️

Continue Reading

You'll Also Like

29.8K 2.5K 21
مهما ابتعدت، سأجدك. مهما هربت، سأعثر عليك. و عندما أمسك بك.. فإنني سألتهمك! لم أدر أن هذه الكلمات من ذلك الكيان الأسود ستكون نهاية كل شيء... ☆ قصة م...
59.8K 4.3K 18
"سأبتسِمُ لكُل مايَقِفُ حائِلًا أماميْ وسأُخبره أنني لا أهابُه مادُمتُ معك" "سأضل أحِبك وأحتَويك حتّى وإن كانَ حُبي لكِ خطأ غيرَ مغفور..." . . "ترَكت...
1.6K 121 16
The Little Prince تعيش حياة هادئة بين طيات الوحدة ليأتيها قالباً حياتها رأساً على عقب كيم سون يونغ - كيم ريووك
1.5M 119K 50
اقرئي التعويذة و لا تلتفتي لأيِّ صوتٍ كان، أو حركة! فالكائنات الغير مرئية بالجِوار ___ # حائزة على المركز 1 في فئة مصاصي الدماء -- لا تخُن أمانتك مع...