ساذج | الفصل الثالث
أستطيع التخلي عن كل شيء حَتى التخلي عن ذاتي من اجل حُبك
....
كلما اقترب خطوة ابتعد خطوة للوراء, انني خائفة الان اكثر من اي لحظة سابقة. حين لاحظ ابتعادي عنه اكتفى بالوقوف وبدأ بالنظر يمينا ويساراََ كأنه يبحث عن شيء ليقوله,
" لا يمكن ان يقال للعاشق لما وَقَع في الحُب, أنا لم أعُد عاشقاََ, أصبَحتُ مٌتَيَمِِ بِكِ"
يقترب اسرع الان, يعتلي الخوف قلبي مِنه يَسحبني مَن معصمي الى الغُرفة التي كُنتُ بها, يغادر ويغلق الباب خَلفه. الغَريب في الأمر انني لم ابدي أي رَد فعل- لَم اصرخ, لم ابكي, لم أتكلم. هَل هُناك شَخص مهووس بي!. هذا السُؤال الذي يَدور في رأسي ولَم أجد له إجابة لساعات.
يَجلس كاي امام التلفاز يَشعر بالحُزن على شقيقته رونا, هَل تركتهم بالفعل. يبدأ حَديثه مَع والدته عِن رونا,
" أُمي, هَل بالفعل تَركتنا لَن تَعود مُجدداََ"
تَنظر والدته إليه تُزيح بوجهها للجانب الأخر كي لا تَبكي أمامه,
" لَن أكذب عليكَ كاي, ولكن هُناك وخز في قَلبي عنها أشعر بأن هناك مَكروه حَدث لها, كان يَجب أن تعود مُنذ زَمن"
يَقف كاي على قَدميه مُسرعاََ,
"يَجب أن نَبحث عنها"
بَعد مُدة مِنَ الوَقت يَتم فَتح الباب ببطء, لَن أكذب لَقد كُنت خائفة بالفعل مِن أن يَكون هُو. تتقدم سيدة كبير في السِن تَرتدي قَميصاََ ابيض مع تَنورة سوداء وَتربطُ شعرها بشكل مُرتب بشكلٍ دائري في الخَلف, تُمسك بيدها صينية طَعام. أُزيح بوجهي للجِهة الأخرى فحتى هذه السَيدة مِن أتباع جونغكوك. تقترب ببطء تَضع يدها على رأسي وَلكنني احرك يدها بعيدا,
" إبتعدي عني..."
تأخذ صينية الطَعام وَتُغلق الباب أستطيع سَماع صوت إغلاق المفتاح. أقفُ سَريعاََ أبدا بالبحث في الغُرفة عِن طَريق للهُروب. لَم تَجد حَلاََ سوى ضَربه والهُروب, تَقف وَتُمسك مَزهرية صغيرة تَرمي الوَرد منها وتقف خَلف الباب تَنتظر مَجيئه. يَفتح غُرابي الشَعر الباب وتستعد هي للهُروب, يبحث في الغُرفة عِنها بينما تأتي هي من خَلفه وَتضربه على رأسه.
يَنحني هو قليلا يُمسك بمؤخرة رأسه, تهرع رونا للهُروب ولكن يمسك بمعصمها يَسحبها اليه, تحاول هي بالتالي ولكن قُوته أكبر منها. ينظر اليها بنظرات غَضب كأن الشرار يَخرج من عينيه, يقترب لها بسرعة كبيرة يخنقها على الحائط, يرفعها بِضعة أمتار,
" هَل حاولتي للتو الهَرب"
تَختنق وَتتحرك يميناََ ويساراََ حَتى يتركها, يحرك رأسه قليلا للجانب ثُم يتركها لتسقط وَتُمسك برقبتها تَسعل لتستعيد وتيرة تَنفسها, يسحبها لخارج الغُرفة يجعلها تَجلس بجانبه على طاولة الطَعام وَلكنها تَرفض حينها يُخرج مُسدسه يضعه بجانبه على الطاولة, تتوقف هي عن الحَركة او ابداء أي رَدة فعل. تُحضر السيدة هان الخادمة الطَعام لتضعه أمام رونا, ينتظرها أن تَأكُل ولكنها لا تتحرك,
" اعلم انه طَعامكِ المُفضل, تناوليه"
يبدأ بتناول طَعامه, بينما هي تُحدق به دون مَلامح, لن تتخيل ان تجلس امام شَخص يعرف حتى كيف هو شعورك. يُقال انه يجب على الواقعين في الحُب أن يعرفوا بعضهم وَلكنني في علاقة طَردية يعرف عني كُل شيء ولكنني لا اعرف أي شيء عِنه سوى اسمه وانه مهووس. لَن اتحدث بأي كَلمة معه لَن أنسى الوحش الذي خَنقني مُنذُ دقائق.
يضع السكين والمعلقة بقسوة على الطاولة ليجعلني افزع, انظر إليه وهو يتبادل النَظرات مَعي,
" إذن لَن تتناولي طَعامكَِ!"
يرمي صينية الطعام بعيدا, يمسكني مِن معصمي ولكنني سَئمت هذه المَره أرمي يَده بقوة, يَدير بظهره إلي بصَدمة,
"مِن أين لَكِ كُل هذه القُوة لتصديني"
أُمسك يدي بشكل قَبضة أعتصر غَضبي لا يُمكنني الانصياع والسُكوت امام شَخص مَريض نَفسيا. يَترك يدي بصَدمة حينما انطَلقت بحديثي,
" لا يُمكنك فقط احتجازي هُنا بقرار الحُب فَقط. لَرُبما تَعرف عني الكَثير من الأشياء وَلكنك نَسيت انني طالبة لعلم النفس واعرف تمييز الامراض النَفسية, أنتَ فقط مهووس لذا اتركني الان لأذهب وإلا سأذهب لوحدي"
يقترب لي بينما أرى انه غاضب هذه المَره أيضا, لن اقف امامه فقط, وَقعت عيني على مُسدسه الموجود على الطاولة أسحبه سريعاً, حينها تَغير المَوقف بشكل كبير. تَوقف جونغكوك بسرعة ورفع يداه لتهدئتي, كل ما تفوهت به كان,
" ابتعد لا تقترب, اتركني الان لأذهب لا أُريد ان أؤذيك"
لا زلت أُلاحظ انه يقترب قليلا وقليلا حينها عرفت ان الامر سينتهي فقط لأنه لا يخاف على حياته, استجمع قواي واوجه المسدس نحو رأسي. حينها لاحظت تغير ملامح وجهه وبدأ يخاف بالفعل,
" رونا لا تفعلي أي حماقة اعطني هذا المُسدس اللعين بسرعة"- يَصرخ كي أُعطيه المُسدس
في داخلي أرفض إما ان يتركني اعود ادراجي إما أموت لان العيش مع شَخص يراقبك فقط بشكل غير مريح يجعلك تتمنى لو انك تَخرج من هذه الحَياة. اتراجع قليلا للخلف حتى يَلمس ظَهري الباب, أقوم بفتحه واليد الأخرى توجه المسدس نحو جونغكوك,
" عودي ادراجك رونا سأجدك أينما ذَهبتِ انا قرينكِ لا اترككِ ابدا" - يصرخ بصوت عالي
لَقد أتتني الفُرصة يَجب أن اهرب الان, اخرج للخارج المَكان غَريب, ارمي سلاحه على الأرض أبدا بالركض والركض لا يهمني اين أصل ولكن الهرب من مهووس يلاحقني. يَصرخ جونغكوك لرجاله أن يبدأوا في البَحث واتباعي كي يَجدوني.
أتعثر وارى بالفعل دماء على قَدمي وَلكنني أسحب قَدمي المُصابة, لا اريد التَوقف فقط لأعود لذلك الجَحيم. اركض بينما دموعي تسقط وامسحها بطرف يداي. اسمع صُراخه بإسمي التفت للوراء حينها اسقط في حُفرة كبيرة.
لَقد ضَربت رأسها بالفعل, لا تستطيع الاكمال الان. كل ما في الوضع ان هُناك جُملة تَخطر في بالي " فَقط الحُب يمكنه ايذائي هكذا"
فقط تفقد الوَعي تَدريجياً.
لا زال ينادي بإسمها, حينها يجدها, انه في صَدمه يأمل الا تكون هي رونا الواقعة في الحُفرة, فقط فتاة يغطي الشَعر وجهها. يَنزل جونغكوك مُسرعاََ للحفرة يرفع خُصلات شَعرها عن وجهها انها بالفعل رونا, يضمها لصدره بُسرعة يصرخ على رجاله ان يتحدثوا مع ممرضة لتكون في المنزل في الحال, يحملها في حِضنه يخرج من الحُفرة يمشي بها ببطء,
" فَقط الحُب يُؤذي هكذا, رونا" - ينظر اليها بتمعن اثناء مشيه
.
.
.
.
أرائكم في الفَصل؟
تنزيل الفصول أيام 🌸 السبت والثلاثاء 🌸
أي تعليق أو شيء تريد ذِكره
احبكم ❤️