الفصل التاسع
دلفت سند لغرفة ضحى لتجد أريج شقيقة جواد جالسة على الفراش و وقار تخرج ثوبها من الخزانة لتضعه على علاقة الملابس في جانب الغرفة رفعت ضحى رأسها تنظر إليها لتتوقف مصففة الشعر عن العمل تنتظر ضحى التي قالت لسند بغضب شديد .. " تأخرت على سند الساعة الرابعة هل هذا ما أخبرتني به أنك ستأتين مبكرًا شكراً لك صديقتي شكرا جزيلا "
دلفت للغرفة و جلست سند على الفراش و قالت بمرح مصطنع .. " كفاك تذمرا يا عروس و أهتمي بنفسك فقط هيا أعتدلي لتقوم الآنسة بتصفيف شعرك و لننهي ارتداءك لثوبك و من زينتك قبل الموعد "
نظرت ضحى إليها عبر المرآة غاضبة فنهضت سند لتضمها من الخلف و هى جالسة على مقعدها أمام طاولة الزينة قائلة بفرح و عيناها تدمع .. " مبارك لك يا حبيبتي أنا سعيدة من أجلك "
هطلت دموع ضحى بدورها و هى تشعر بالألم على صديقتها و هى تعرف مدي ألمها الأن فهى أيضاً كانت ستكون معها عروس اليوم .. " شكرا حبيبتي سند أنت أفضل صديقة و أخت لي "
قالت أريج بمرح .. " كفاكما أنتما الاثنان و هيا سند أتركيها لتكمل زينتها و تعالي معي سأحضر لك كوب من عصير البرتقال و قطعة كيك كبيرة ربما لا تجدي ما تأكلينه في الزفاف اليوم و هى تسمرك جوارها تمسكي بشمعة الزفاف "
قالت سند بتذمر .. " اه هذا ما كان ينقصني أمسك بالشموع أيضاً لا فلتنس الأمر إن كان هذا ما في بالها "
ضحكت ضحى بمرح .. " شموع ماذا يا حمقاء أنت و هى هل تظنان أننا في الثمانينات ليمسك أحدهم شموع جواري لا تخشى شيئاً سأفعل هذا إذا انقطعت الإضاءة "
أدارتها سند لتعتدل قائلة بمرح .. " هيا أتمي زينتك لحين أذهب و أغير على مطبخكم مع أريج "
قالت ضحى لسند قبل أن تخرج .. " عودي بسرعة لتخرجي ثوبك أنت أيضاً من الخزانة لتستعدي "
اغلقت سند الباب خلفها و هى تجيب .. " حسنا حبيبتي الوقت مازال مبكرا "
سألت وقار ضحى بعد خروج سند .. " ما بها سند ضحى هل عادت لكراهيتي مرة أخرى فهى لم تحادثني بكلمة "
ابتسمت ضحى بمكر ..." هذا ما يبدوا لعودة السبب مرة أخرى "
سألتها وقار بضيق و حيرة .. " ماذا .. هل فعلاً كانت تكرهني .. لماذا ماذا فعلت "
ضحكت ضحى قائلة .. " لأنك قريبة من وحشها يا حمقاء أنت قريبة من وحش التحقيقات و قد أبتعد عنها الأن "
قالت وقار بحنق .. " هل تقصدين باهر هل تكرهني و تغار مني لذلك "
قالت ضحى بمرح .. " حسنا أصمتي الأن و لا تخبريها بشيء حتى لا تثور علينا أنت لا تعرفينها "
ردت وقار ساخرة .. " لقد أخذت فكرة الأن شكراً لك "
ضحكت ضحى بمرح قائلة .. " هيا لا تضيعي الوقت و أخرجي ثوبك لتستعدي بدورك "
قالت وقار بقلق .. " هل على الخروج من المنزل ضحى "
تذمرت ضحى و ردت بغضب .. " كفاك حماقة وجودك بيننا آمن من وجوك وحدك في المنزل لا تخشي شيئاً باهر سيكون معنا و جوارك "
قالت وقار بحنق هل تظنها ستلتصق به بعد ما قالته عن سند .. " أرجوك ليس باهر فليبتعد عني سأمكث جوار عمار "
نظرت إليها ضحى بغموض و ابتسمت بهدوء قائلة .. " حسنا حبيبتي سأوصيه عليك "
**************
جالسون جميعاً في قاعة الزفاف كانت ضحى في ثوبها الأبيض و زينة وجهها الرقيقة تشبه الملائكة و ثوبها حولها بذيله الطويل و تطريزه الرقيق .. جلست سند جوار والدتها و شقيقتيها تنظر إلى ضحى بفرح و التي أشارت لها أن تقترب لتهز سند رأسها بنفي كانت أريج تقف جوار جواد تضع يدها على كتفه و هى منحنية تحادثه بأذنه ليستمع إلى حديثها من وسط الجلبة حولهم .. كانت ترتدي ثوب فوق الركبة و بأكمام قصيرة و مطرز على الصدر و خصلاتها الطويلة مسدله على ظهرها و جانب وجهها .. كانت تضع حمرة خفيفة فكانت تبدوا جميلة و بريئة .. بحثت عيناها عنه في المكان و لكنه لم يكن بين الحضور تسألت بقلق أين ذهب يا ترى .. كان والدها يجلس مع شاهين و والد جواد بعيد عن جلبة الزفاف .. و أشقاء ضحى كلا يقف مع بضع أشخاص يبدوا أنهم من معارفه يتحدثون بمرح .. أدارت رأسها للجانب الآخر لتقع على والده ضحى الجالسة مع والدة جواد و وقار التي كانت تبدوا بدورها فاتنة .. بثوبها الطويل و خصلاتها البنية التي تصل لكتفيها شعرت بالألم و الصدمة و هى ترى باهر يتقدم تجاههم ليقف جوار وقار و ينحني ليهمس في أذنها بشيء ما و هى توافقه بهز رأسها .. كان سيبتعد عندما أمسكت وقار بيده لتوقفه ليعود و ينحني و هى تهمس بشيء له بدورها .. شعرت بعيناها تحرقها و خشيت أن تسيل دموعها أمام والدتها و شقيقتيها فتنكشف .. إذن حديثه معها كان حقيقي هو حقاً سيتزوج من وقار همست في إذن مريم و نهضت مسرعة لتخرج تحت نظرات والدتها المتعجبة ..
سألت درية مريم .. " إلى أين ذهبت سند "
أجابت مريم بصوت عال .. " للمرحاض و أتية "
نظرت درية لمكان اختفائها لتجد باهر يخرج خلفها مسرعا تنهدت بغضب و هى تسب سند في سرها على أفعالها الغبية هذه ..
*****************
لم تعد تستطيع المكوث و هى تراهم يتهامسان أمامها كالعشاق شعرت أنها ستموت كمدا إن ظلت .. خرجت مسرعة لتجلس في الحديقة الصغيرة الخاصة بالفندق الذي يقيمون به الزفاف .. مسحت دموعها بيدها غاضبة و هى تسب نفسها لنسيانها حقيبتها في الداخل
وجدت يد تمد لها بمنديل .. فرفعت رأسها تنظر إلى القادم بغضب و هى تقول بعنف .. " ماذا تريد لماذا جئت خلفي "
وقف باهر يتفحصها بهدوء و هى ينظر إلى ثوبها الأخضر الطويل و الذي يحتوي جسدها ليظهر تناسقه كان محكم عند الصدر و ينسدل بحرية
جلس جانبها على المقعد الخشب الطويل الذي يشبه تلك التي توجد في الحدائق العامة قال بهدوء مبررا رغم كذبه فهو قد لمحها و هى تخرج مسرعة عندما اعتدل واقفا حين كان يحادث وقار .. " أنا لم أت خلفك أنا كنت أتيا لهنا لأرى شيئاً وجدتك بالصدفة لم تبكين "
ردت سند بغضب .. " ليس من شأنك أهتم بخطيبتك فقط "
رفع باهر حاجبه بتفهم و قال بمكر .. " لقد كنت أنت أيضاً خطيبتي يوماً ما فلم لا أهتم بك أيضاً "
قالت بغضب .. " و لكني لم أعد و لن أعود مرة أخرى "
قال باهر بهدوء فلسانها هذا يريد قصه حتى لا تتفوه بالهراء .. " حسنا اعتبريه اهتمام من أجل الأيام الخوالي سمراء "
قالت بحدة و صدرها يحرقها و صورته و هو قريب من وقار تؤلمها .. " لا تقل هذا لي مرة أخرى أنا لم أعد أخصك سيادة الرائد و أنا اسمي آنسة سند سليمان بالنسبة لك "
ابتسم باهر ببرود و هو ينهض من جوارها .. " حسنا آنسة سند سليمان تفضلي للداخل فالوضع غير أمن لبقائك في الخارج بمفردك ربما أتى أحد ليضايقك "
ردت ببرود .. " لم يأتي غيرك سيادة الرائد "
تحرك باهر ليتركها قائلاً بقسوة .. " إن كان وجودي يضايقك سأترك المكان لك على راحتك سمراء "
اعطاها ظهره ليرحل فصرخت به قائلة بغضب .. " أهتم بخطيبتك سيادة الرائد الخطر عليها هى لا أنا سمعت لا شأن لك بي "
كان يريد العودة إليها ليكتم حديثها المستفز له و لكنه تركها واعدا نفسه أن تعود له قريبا و لو غصباً عنها فهى له و ستظل ..
جلست سند تبكي بحرقة و هى تنظر إليه يتركها بلامبالاة و يرحل غير مهتم بما تفعل هنا وحدها نعم فمن تهمه جالسة بالداخل و بين الجميع يحمونها .. رفعت كم ثوبها لتزيل دموع وجهها و هدئت نفسها قبل أن تعود للداخل لتجلس جوار والدتها و شقيقتيها .. نظرت إليها درية لترى عيناها الحمراء و لكنها لم تعقب و هى تعرف سبب ذلك .. أشارت إليها ضحى لتقترب فنهضت سند و ذهبت إليها تقف جوارها و هى تحادثها في أذنها .. " ماذا تريدين مني يا حمقاء و جوادك جوارك "
أمسكت ضحى بيدها لتهمس في أذنها .. " أين ذهبت لك ساعة مختفية "
ردت سند بمرح .. " يا إلهي ضعي عينك على زوجك و ليس على "
قالت ضحى بحزن .. " لم كنت تبكين عيناك حمراء "
ابتسمت سند و ضمت ضحى من كتفيها قائلة .. " لأني سعيدة من أجلك و حزينة لأنك ستبتعدين عني بزواجك فسيكون لك حياة غير تلك الماضية و هذه لها متطلبات مختلفة و ربما ألتهيت بحياتك عني قليلاً و هذا فقط ما يؤلمني "
قالت ضحى بحزن .. " لن يبعدنا شيء يا حمقاء سمعت"
ابتسمت سند وقبلتها على وجنتها قائلة .. " بالتأكيد حبيبتي بالتأكيد لن يبعدنا شيء "
عادت سند لتجلس مكانها ليمر الوقت ببطء و هى تدور بعينيها بحثاً عنه ..
********************
جالسين على الطاولة معا بعد أن ذهب أصدقائهم الذين أتوا مهنئين .. زفر محمود بضيق و هو ينظر في ساعة يده من وقت لآخر قائلاً .. " متى سينتهي هذا أريد الذهاب لقد مللت"
سأله عمار بسخرية .." لم التعجل ماذا وراءك تريد الذهاب إليه "
قال يزيد بمكر .. " ماذا ستفعل في زفافك أذن هل ستخطف العروس باكرا و ترحل "
رد محمود ببرود .. " أنا لن أتزوج و لكن فلتسأل نفسك أنت هذا السؤال سمعت من أبي أنك وجدت عروس "
نظر إليه عمار متسائلا بدهشة .. " من سيتزوج أنت يزيد "
رد يزيد بتذمر أنا لن أتزوج أنا سأخطب فقط خطبة و ليس زواجا "
سأله عمار .. " و هل ستفرق فخطبة تعني زواج "
رد محمود بسخرية و هو ينظر ليزيد الذي عينه على ضحى و الواقفة جوارها .. " ربما ليس بالنسبة له "
سأله عمار بحيرة .. " ماذا تعني "
ابتسم محمود بسخرية .. " لا شيء لا تشغل بالك "
عادو للصمت و كل واحد غارق في أفكاره .. أتى باهر قائلاً بسخرية و هو يراهم صامتين .. " ماذا بكم جالسين في عزاء أنه زواج غلطتنا المدللة ما بكم "
قال عمار بحزن .. " نعم معك حق ستتركنا ضحى و تذهب لبيت أخر "
قال يزيد بضيق .. " لن نراها كل صباح كما كنا نفعل "
تحدث محمود بحنق .. " لن تأتي و توقظني في الصباح كما كانت تفعل"
فقال باهر بشجن .. " لن تعد لي الطعام عندما أتي متأخرا "
نهض ثلاثتهم و عينهم تلمع بالدموع ليقفوا جوار باهر الذي تحرك تجاهها و هم جواره ليقفوا أمام ضحى ينظرون إليها بصمت .. نظر إليهم جواد و هو يعرف ما يدور بخلدهم فهو مرتسم على ملامحهم .. نهض من جوارها و تركها معهم و ذهب ليجلس مع والده و شاهين و والد سند سامحا لهم بوداعها كما يريدون .. نظر شاهين تجاه ضحى بعد جلوس جواد بصمت ليجد أبناءه ملتفون حولها و أجسادهم متصلبة .. رق قلبه و لمعت عيناه و التفت لملهمته ليجدها تبكي هى أيضاً .. لمعت عيناها بالدموع و هى تنظر إليهم .. فرفع باهر أصبعه في وجهها محذرا .. " إياك يا غلطة أن تبكي يوم زفافك بسببنا فيغضب جوادك "
نهضت من على المقعد لتلقي بنفسها بين ذراعي باهر و هى تبكي قائلة .. " أخي .. لا أريد أن أترككم صدقني "
ضمها باهر بحنان و هو يمر على حجابها برفق قائلاً ..
" أعلم ذلك يا غلطة جميعنا نعلم ذلك .. "
احتوى ثلاثتهم ضحى و باهر بينهم يضمون بعضهم البعض و دموعهم تسيل بصمت ..
قال محمود .." نحن نحبك حبيبتي و سنفتقدك "
بكت ضحى بحرقة .. " و أنا يا أخي لا أتخيل أني سأستيقظ في الصباح و لا أراكم و أرى أبوي أنه شعور مؤلم أخي "
قال عمار مازحا .. " كفي يا حمقاء بل هو شعور جميل أن تكوني مع من تحبين أخيرا "
ردت ضحى ضاحكة و هى ترفع رأسها إليه .. " أنظروا من يتحدث عدو الفتيات "
ضحك يزيد و هو يعتصرهم بذراعيه ليزجره باهر قائلاً ..
" أبعد ذراعيك عنها يا أحمق ستكسر عظامها الرقيقة بين ذراعيك القوية و ستجعل والدك يقتلنا جميعاً "
ضحك الجميع بمرح و هم يضمونها و يقبلونها كلا بدوره لتنتهي واقفة أمام باهر الذي لمس وجنتها برقة قائلاً ..
" كوني سعيدة يا حبيبة أخوتك "
أسندت رأسها على صدره قائلة .. " و أنت أيضاً أخي أتمنى لك السعادة مع حبيبتك "
أنضم اليهم شاهين و إلهام التي كانت تبكي بدورها و هى تقول .. " أيها الحمقى لقد كنت جالسة أدعي الفرح بزفاف وحيدتي و ها أنتم بفعلتكم هذه ألمتم قلبي على فراقها "
قال شاهين بمزاح .. " أتركيها تذهب إلهام لعل العقد ينفرط "
قالت و هى تضم ضحى .. " ما بك يا صقري تريد التخلص من أولادي "
قال شاهين مازحا و هو يقترب ليحتوي ابنته و زوجته بحنان .. " أولادك هؤلاء كالقرش الفاسد سيدور و يدور و يعود إليك لن تتخلصي منهم أبدا ملهمتي "
أصدر أبناءه أصوات تذمر و ضحى و إلهام يضحكن بمرح .. أتى جواد قائلاً .. " هل نذهب حبيبتي لقد حان الوقت لذهابنا "
قال باهر بتذمر .. " ما بك متعجل يا ماسك الطبشور "
قال جواد بغيظ .. " و لماذا لا أتعجل و أخذ عروسي و قد انتظرت طويلاً سنرى ما ستفعله يا سيادة المحقق عندما يأتي هذا اليوم "
قال باهر بغيظ .. " لا تظن أنك ستتخلص منا نحن لن نبتعد كثيرا "
قال جواد ببرود .. " لأخذها الأن و الباقي سأفكر به فيما بعد هيا حبيبتي قبل أن يقوم أخوتك بمحاصرتي كالماضي "
أمسكت ضحى بيده و مرت على عائلتها تقبيلا و هى تذهب مع زوجها و عينيها عليهم التفتت لسند تشير إليها و تقبلها في الهواء لتبتسم سند و عيناها تدمع .. أشارت إليها وقار مودعة لتذهب تاركة الجميع ما بين حزن و فرح لفراقها .. ذاهبة لتبدأ حياة جديدة مع من تحب كما قال لها عمار ...
*******************
دلف جواد و ضحى لشقتهم بعد أن ودعا الجميع .. أغلق الباب بهدوء و هو يبتسم لضحى الواقفة بخجل .. أمسك بيدها ليتقدم قليلاً و يقف في منتصف الردهة قائلاً .. " هل يذكرك هذا المكان بشيء حبيبتي "
أخفضت رأسها بخجل و أجابت بنفي .." لا و هل على ذلك "
أقترب منها و احتواها بين ذراعيه قائلاً بمكر .. " أيتها الماكرة أنت تتذكرين كل شيء و لكن فقط تلاعبيني "
أسندت رأسها على صدره و قالت باسمة .. " لم لا تذكرني به "
ضحك جواد بخفوت .. " نعم معك حق فلأذكرك به أفضل و سنستمتع معا بالذكرى "
أندست ضحى في صدره قائلة بخجل .. " جواد أنا متعبة و أريد أن أبدل ملابسي و أستريح و ذكرني بذلك غداً ماذا قلت "
حملها برفق لتتعلق بعنقه و هو يتمتم بحنان .. " معك حق حبيبتي أنا أعلم أنك متعبة فاليوم شاق لك منذ الصباح "
دلف لغرفة نومهم ليضعها على الفراش لينزع حذائها و يلقيه في جانب الغرفة و ينزع حذائه بدوره و يصعد بجانبها أسند رأسه على صدرها ليشعر بخفقاته الراعدة فقال باسما فحبيبته خائفة و مضطربة للغاية
" أحبك ضحى .. أحبك كثيرا .. أنا لا أصدق أنك أصبحت هنا في بيتي و بين ذراعي .. لن يضايقني أحد أخوتك إن حادثتك أو يعد لي مكيدة ليخيفوني لربما أهرب و أبتعد .. و لن يقتلني أحد إن قبلتك "
ضحك جواد بمرح و دفعها على الفراش لتستلقي و هو ينظر لعينيها المضطربة بشغف .. اشتقت تقبيلك و لمسك و اشتقت لبقائي معك وحدنا .. هل تتذكرين يوم أتينا هنا أول مرة .. تعلمين أني أتيت هنا فقط لأقبلك و لكنك لم ترفضي المجيء معي أو رفضت تقبيلي .. لماذا حبيبتي .. لماذا لم ترفضي وقتها "
ردت ضحى بخفوت .. " لأنك زوجي جواد "
أبتسم جواد قائلاً بحنان و رجاء .. " و زوجك يحتاج إليك اليوم حبيبتي هل تمانعين "
تحشرج صوتها و أجابت متلعثمة .. " أنت.. زوجي .. كما .. أخبرتك جواد"
سألها جواد بهدوء و يده تلامس وجنتها برفق .." و لكني لا أريد زوجتي ضحى أنا أريد حبيبتي .. فزوجتي ستقوم بواجبها تجاهي و لكن حبيبتي ستقوم بإرضائي و هى تريد أن تسعدني كما سأفعل أنا معها "
أندست ضحى في صدره بخجل قائلة .. " جواد ماذا تقول "
ضحك و ضمها برفق .. " أقول أني أريد حبيبتي ضحى معي الأن هل تمانعين "
هزت رأسها نافية فأبتسم قائلاً برقة .. " لم لا أساعدك على نزع هذا الثوب فهو يأخذ المكان على الفراش و لا يترك لنا شيئاً "
تركته ضحى يفعل ما يريد و هى تكاد تتلاشى من الخجل نزع حجابها و وضعه جانباً ثم أمسك بالسحاب ليزيحه قبل عنقها و هو ينظر لعينيها الوجلة قائلاً .. " ما رأيك أن نصلي معا ركعتين أولاً حتى نبدأ حياتنا بطاعة لعلها تكون سبباً في سعادتنا دوماً "
ابتسمت ضحى و لفت ذراعيها حول عنقه قائلة بحب .. " أحبك جواد "
******×******×******×******