الثالث & سند باهر & صابرين شعبان

15K 597 27
                                    

الفصل الثالث

دلفت ضحى لغرفته قائلة بمرح .. ” أبيه باهر أنا ذاهبة للجامعة هل تريد شيء قبل أن ارحل “
اعتدل  باهر على فراشه ليجلس و سألها ...”  هل سيوصلك ماسك الطبشور أم أحد أخوتك
ردت عليه ضحى بتذمر ..” أخي اسمه جواد و هو زوجي و ليس ماسك الطبشور و نعم هو من سيوصلني
ضحك باهر بسخرية ..” لقد ظهرت للنملة أسنان و تدافع عن جوادها
أحمرت وجنة ضحى فانحنت و قبلته على وجنته قائلة بمشاكسة ..
” تريدني أن أبلغ إحداهن سلامك أم تخبرها بنفسك “
رد عليها بغضب مدع ..” من هذه التي ستبلغينها منذ متى أتحدث مع فتيات و أرسل لهن السلام معك “
ضحكت ضحى و تمتمت ..” على راحتك  إلى اللقاء “
استدارت لتنصرف فأمرها باهر قائلاً ..” أنتظري ضحى  “
التفت إليه بتساؤل و عيناها تبتسم بمرح قال باهر  بحزم ..”  أخبري سند أن لا ذهاب مع قريبها ذلك لأي مكان و لا حتى تجلس معه عندما يحضر لبيتهم و أخبريها أني سأتحدث مع والدها بعد غد و أن أبي سيهاتفه اليوم ليأخذ منه موعد “
نظرت إليه بغيظ ..” أخي أنا لن أخبرها بالشق الأول لأني لو أخبرتها ثق أن الشق الأخر لن يتحقق  أسترح أخي لتشفى سريعًا إلى اللقاء “
استلقى باهر بغضب و هو يتمتم .. ” اللعنة ماذا قلت لتغضب هكذا “

***************
” سند أنتظري “  هتفت بها دعاء و هى تركض لتلحق بها و ضحى وقفت أمامها تلهث و أردفت ..” لما لم تنتظريني أخبرتك أني أريد  الحديث معك “
لاحظت سند تذمر ضحى و ضيقها فهى دوماً تخبرها أنها لا تستريح لتلك الفتاة فهى تبدوا جريئة و متحررة كثيرا في ملابسها و تعاملها مع  الطلبة هنا خاصةً الشباب و لكن سند تعلم أنها طيبة القلب فقط تحتاج للتوجيه و الارشاد بدون تعنت و تعصب باختصار تحتاج التعامل معها باللين حتى تفهم الأمور بشكل صحيح و سند تحاول التقرب منها حتى تطمئن لها و تتقبل منها النصح .. ” لقد انتظرتك آنسة دعاء أنت من تأخرت هيا أذهبي لمحاضرتك و بعدها نتقابل هنا اتفقنا “
اشارت لها دعاء بيدها مودعة ..” حسنا إلى اللقاء أراك بعد المحاضرة “
بعد انصرافها سألتها ضحى بجدية ..” لم لا تبتعدين عنها سند حتى لا يظن أحدا هنا أنك مثلها من كثرة ما تظلا معا “
أجابت سند بهدوء ..” أنها قريبة خطيبة مهاب .. والديها مسافران و هى تعيش لدي عمتها تارة و خالتها تارة أخرى ليس لها بيت مستقر  حتى تشعر  بالأمان و حماية الأسرة مثلنا ..هى فتاة طيبة و لكنها فقط تحتاج لبعض الاهتمام إذا أستمر الجميع في  الابتعاد و تجنبها كما تقولين لي ضحى من  سيساعدها  ليصطلح حالها و يوجهها للطريق الصحيح لا تكوني مجحفة في حقها “
أجابت ضحى بضيق .. ” حسنا معك حق و لكني فقط أخاف عليك ليس أكثر “
قبلتها سند على وجنتها قائلة ..” أعلم حبيبتي فقط   أردت أن أوضح لك الأمر و الأن هل نذهب للمحاضرة تأخرنا “
تحركت كلتاهما لحضور محاضراتهم متجاهلتين كل ما دار بينهم منذ قليل ....

********************
دلف عمار للمنزل وجد والدته تجلس  تحيك بعض الملابس الممزقة و والده يتصفح جريدته بصمت .. تلفت حوله  و هو يلقي عليهم التحية ..
” مساء الخير أمي مساء الخير أبي أين باقي القطيع “
رفع شاهين رأسه  و نظر إليه ساخرا .. ” هل تصدق هذه  أصدق شيء تقوله منذ رأيت وجهك و أنرت حياتي  “
ضحكت إلهام بخفوت و لم تعقب فعاد شاهين يقول ..” لماذا تأخرت اليوم  فاتك موعد العشاء  و والدتك لن تفعل شيء بعد انتهاء دوامها في المنزل الذي ينتهي بتحضير العشاء “
شعر عمار بالخيبة ..“ حسنا أبي لا بأس لا أريد تناول الطعام أنا متعب من التمرين و سأدخل غرفتي و أغفو تصبحون على خير  “
أتجه لغرفته فنظرت إلهام لشاهين بضيق فتجاهل نظراتها .. سمعا صوت وقار توقفه قبل دخول غرفته ..” عمار انتظر  لقد حضرت عشاءك منذ وقت و انتظرت لتأتي  تعال تناوله في المطبخ “
أبتسم شاهين بسخرية و إلهام بفضول لمعرفة رد عمار و هو يبدوا منزعج من حديث والده  ..” شكراً وقار لا أريد اتعابك أنا سأغفو تصبحين على خير “
قالت وقار بحزم .. ” عمار أخبرتك أني حضرته و أنتهى الأمر تعال قبل أن يبرد لقد سخنته للتو “
عاد عمار و أتجه للمطبخ و ذهبت معه وقار .. التفتت إلهام لشاهين قائلة ..” ما رأيك يا صقري
رد شاهين ساخرا.. ” ركزي مع كبيرك أولاً فهو أصعبهم
لوت إلهام شفتيها ساخرة ..” لقد كنت أظن ذلك لحين سمعته بأذني يقول أحبك سمرائي أمامنا بكل وقاحة  “
ضحك شاهين بمرح ..”  معك حق  لقد هاتفت والد سند اليوم لأخذ منه موعدا لنقابله ..“
تذمرت إلهام ..” لما لم تخبرني يا صقري
رد بلامبالاة و هو يعاود النظر في الجريدة ..” لم تأت مناسبة لأخبرك
سألته بفضول ..” و متى سنذهب “
أجابها بلامبالاة ..” بعد غد في الثامنة سأخذ ولدك معي ليتحدث عن نفسه “
سألته حانقة ..” و أنا ألست والدة العريس “
رد شاهين ساخرا ..” عندما يوافقون ملهمتي عندما يوافقون عليه نحن فقط سنطلب و ننتظر الموافقة “
قالت بحنق ..” و لم ننتظر هل يعيب ولدي شيء أنه رائد في الشرطة و وسيم  و مستقبله مضمون بوظيفته  “
قاطعها شاهين مازحا .. ” القرد في عين أمه “
قالت إلهام غاضبة ..” قرد!!! ولدي أنا قرد؟! أنه سيد الرجال “
رفع شاهين حاجبه مستنكرا .. ” سنرى سيد الرجال ما سيفعل مع الفتاة أخشى أن تهرب منه في أول موقف و هو يمارس عليها ما كان يفعله مع زوج شقيقته “
قالت إلهام بضيق ..” لا تقلقني شاهين  لن يحدث شيء كهذا  مؤكد سيكون لينا مع خطيبته “
عاد شاهين ليقرأ جريدته و تمتم ساخرا ...” سنرى “

*****************
طلت  مريم ذات السادسة عشرة ربيعا من باب غرفتها قائلة .. ” سند أبي يريدك “
هبت سند مسرعة و هى تهدئ من أنفاسها و هى تعلم ما سيأتي خلف دعوة أبيها للحديث و لكن هذه المرة ليست مثل المرات الفائتة هذه المرة هى من  تتلهف لتستمع لحديثه و سؤاله .. اتجهت لغرفة أبيها الذي كان يجلس على مقعده الصغير في غرفته  يحتسي فنجان قهوته بهدوء .. عندما راها أبتسم لها مشيراً إليها قائلاً ..” تعالي سند أريد الحديث معك أجلسي
جلست سند على طرف السرير بقلق و سألته ..” ماذا أبي “
أبتسم سليمان بهدوء و قال .. ” جاء أحدهم يطلب يدك و أريد أن أعرف رأيك هل سأخبره أنك تنتظرين لتنهي دراستك أولاً أم ...“
أحمرت وجنة سند و سألته ..” من أبي من جاء ليطلبني
قال سليمان بغموض ..” و هل يهم سند أنت لم تهتمي يوماً “
شعرت سند بالخيبة و خشيت أن توافق فيكون  شخصاً  أخر  فتتورط فقالت بحزن ..” حسنا أبي تعلم أني سأنتظر لحين انهى دراستي “
قال سليمان بهدوء ..” هل أبلغ السيد شاهين أنك لم تقبلي إذن “
لم تستطع أن تعود في كلمتها فدمعت عيناها قائلة ” أجل أبي سأنهي دراستي الجامعية أولاً “
رد سليمان بلامبالاة ..” حسنا حبيبتي كما تريدين “
نهضت من على الفراش بتخاذل قائلة ..” هل تريد شيء أخر أبي “
رد بهدوء ..” لا شيء سأبلغ السيد شاهين أنك لم توافقي على الخطبة بسبب دراستك و أعتذر منه على اعطائه كلمتي دون العودة إليك “
نظرت لوالدها بعدم فهم فأجاب تساؤلها الغير منطوق ..” لقد وافقت على الخطبة و سينتظر لتنهي دراستك و لكن بما أنك ترفضين الأمر برمته .. “
قالت والدتها مقاطعة ..” من هذه التي ترفض .. أنا ليس لدي فتيات يكسرن كلمة والدهم بالطبع موافقة يا أبا سند أليس كذلك حبيبتي “
هطلت دموعها راحة و هزت رأسها موافقة  و خرجت مسرعة من الغرفة تحت نظرات والديها الحنونة .. قال سليمان ..” هكذا إذن الأمر ليس موضوع دراسة “
ضحكت درية ..” لا تخشى شيء يا أبا سند لا شيء مما في رأسك حصل و لكنه القلب و تحكماته  “
أومأ برأسه قائلاً ..” على بركة الله لنخبر الرجل لنقرأ الفاتحة “

**********************
وقف باهر بتصلب و هو ينفي بقوة ..” لا ..لا لا أنت لن تأتي معنا “
سأله جواد ببرود ..” لماذا لا أتي معكم أنا زوج شقيقتك من أحق مني بالمجيء “
قال باهر بنفاذ صبر ..” أسمع يا ماسك الطبشور أنا لن أخذ معي أحدا و أنا أعلم أنه يضمر لي ضغينة .. ربما أفسدت كل شيء هناك بحديثك و أنا لست في حاجة لذلك فلتنس الأمر أنا أعلم أنك تكرهني “
رفع جواد حاجبه ساخرا ..” لماذا أكرهك هل فعلت لي شيئاً  “
أجاب باهر ببرود ..” لا لم أفعل شيء و لكني لن أترك شيء للظروف ربما جننت فجأة و ذكرت شيء يسيء لي ماذا أفعل وقتها ..أرح نفسك أجلس هنا مع زوجتك لحين نعود “
كانت ضحى كل هذا تشاهد صامتة و لا تتدخل لأحدهم و لكن ما أن قال باهر ذلك قالت بحنق ..” ماذا. ماذا . ماذا كيف لن أذهب معكم أنه خطبة صديقتي المقربة و أخي ماذا يعني أجلس هنا“
قال باهر برجاء ..” حبيبتي من أجل وقار تعرفين أنها لا تستطيع المجيء معنا في الوقت الحالي كيف سنتركها وحدها هنا “
أجابت غاضبة ..” سيمكث معها عمار لم أنا  ..أنا أريد أن أحضر خطبة صديقتي “
قال شاهين بنفاذ صبر ..” أنهيا الأمر من سيأتي و من سيمكث هنا ليس لدينا اليوم بطوله “
قال باهر برجاء ..” ضحى “
ضربت قدمها في الأرض متذمرة ..” حسنا  و لكني لن أسامحك أبداً على ذلك لن أرها كيف ستبدو اليوم  “
أجابها بمزاح ..” سألتقط لها صورة من أجلك “
انصرف الجميع باهر و شاهين و إلهام و ذهب معهم محمود .و ظلت ضحى و عمار و جواد جالسين مع وقار و يزيد الذي لم يعود من الخارج بعد  .. بعد رحيلهم جلس جواد مع ضحى في غرفة الجلوس و عمار جلس يشاهد التلفاز مع وقار الجالسة تكمل حياكة الملابس الخاصة بهم و بها بعض التمزقات .. كانت ممسكة بقميص أزرق داكن  جيبه ممزق على ما يبدوا أحدهم شد صاحبه منه .. مد عمار يده ليأخذ من يدها القميص قائلاً ..” هذا لي .. لا تفعلي ذلك “
نظرت إليه وقار بتساؤل ..” لماذا لا أفعل “
أجاب عمار .. ” لم لا تخبريني كيف أخيطه حتى لا أحتاج إلى  أحد لفعل شيء لي “
نظرت إليه بتعجب ..” ليس عليك تعلم كل شيء عمار ..هناك أشياء يفعلها البعض من أجلنا بطيب خاطر  “
قال عمار  ..” و لكني أريد أن أعرف كل شيء و أتعلم كل شيء حتى لا أحتاج إلى أحد “
حارت وقار في هذا الرجل لا تعرف لماذا تشعر تجاهه بأنه مسؤول منها كالطفل الصغير عندما تأخر على العشاء علمت أنه لن يتناوله  مستسهلا حتى لا يفعله لنفسه لا تعرف هل هو كسول لا يحب أن يتعب نفسه أم  يغرق في شبر ماء و لا يصلح لعمل شيء .. ” لماذا لا تحتاج لأحد هل  ستعيش في كوكب وحدك حتى لا تحتاج لأحد “
أجاب عمار بضيق ..” أنت كباقي الفتيات تتساءلين بفضول و  تتذمرين من لا شيء لم لا تجيبي فقط بنعم أم لا “
هزت وقار كتفيها بلامبالاة و قالت ببرود ..” لا “
نهض من جوارها و ألقى بالقميص قائلاً ببرود ..” أريده بعد خمس دقائق سأرتديه الأن “
دخل غرفته فنظرت في إثره مزمجره ..” هذا ما كان ينقصني “

****************"**
جالس جوار والده و نظراته مشتعلة عندما شاهد قريبها ذاك حاضر .. كان يود لو يقول له .. ما الذي أتى بك لهنا .. كان شاهين يتحدث في موعد الخطبة و بعض التفاصيل المتعلقة بالزواج .. عندما سمع والدته تتساءل ..” أين هى سند لم لا تحضر لنراها
قالت درية باسمة ..” قادمة بعد قليل “
قال شاهين باسما .. ”  عجلي بحضورها لنقرأ الفاتحة  يا أم سند “
نهضت درية فقال لها مهاب و هو يجلسها .. ” أجلسي أنت زوجة. عمي أنا  سأذهب و أحضرها من الدخل “
قبض باهر قبضته و اكفهرت ملامحه  مما جعل شاهين ينظر إليه بحدة .. لاحظ سليمان ذلك فأبتسم بغموض و عيناه تلتقي بعين شاهين الحانقة .. بعد قليل عاد مهاب قائلاً ..” سند أتيه عمي “
جلس مرة أخرى و عاد شاهين يتحدث و سليمان في أمور شتى لحين دلفت سند بخجل .. كانت تخفض رأسها و خفقاتها تتصارع لتنبض واحدة قبل الأخرى .. لا تصدق للأن أنه أتى لخطبتها .. أخيراً سيكون لها هذا الرجل وحش التحقيقات كما تدعوه دوماً أمام ضحى .. ها  هى ستتزوج الوحش دون أن يصبح أميرا  .. سمعت صوت إلهام تقول ..
” تقدمي سند ما بك يا فتاة لم الخجل أنت تعرفينا منذ الصفوف الابتدائية أنت مثل ضحى لدينا “
جلست سند بين إلهام و والدتها فمالت الأولى على وجنتها مقبله بفرح و هى تتمتم ..” مبارك لك يا حبيبتي اليوم  فرحتي تسع الكون كله من أجلكما
هنئهما شاهين بدوره ..” مبارك يا ابنتي أتمنى لك السعادة “
تمتمت شاكرة بخفوت و لم تستطع أن تلقي نظرة تجاهه فقال شاهين بهدوء ..” لنقرأ الفاتحة و قد جاءت العروس “
بعد ذلك هنئهما الجميع مرة أخرى  فسألته إلهام ..” أين هدية العروس باهر .. حذار أن تكون نسيتها “
أخرج من جيبه علبه صغيرة مؤكداً ..” لا أمي لقد أحضرتها معي ها هى “
قالت إلهام ضاحكة و باهر يمد لها العلبة ..” ماذا أفعل بها بني لتعطيها للعروس و ليس لي أنا “
تنحنح باهر بحرج ثم أقترب من سند و فتح العلبة ليمسك بالخاتم ليلبسها إياه فأخذت سند منه العلبة قائلة بخجل ..” هذه عادات قديمة و سخيفة  سيادة الرائد و  لا داعي لها أنا سأرتديه بنفسي “
زم شفتيه بضيق فضحك شاهين و إلهام و قد تذكرا يوم خطبة ضحى و سند تخبره أنها تتمنى أن تكون جالسة يوم خطبته لتراه و لم تكن تعلم أنها هى من ستكون العروس .. جلست سند مرة أخرى جوار والدته فسألتها بهدوء ..” لم لم تأتي ضحى معكم خالتي  “
قالت إلهام تجيبها ..” لقد طلب منها باهر  المكوث مع وقار في المنزل “
تغيرت ملامح سند فعلمت إلهام التي لاحظت تغيرها .. علمت أنها تشعر بالغيرة من وقار .. ربما لحماية باهر المفرطة ظنت بهم الظنون ..
قالت إلهام هادئة و هى تهمس جوارها حتى لا يستمع لها أحد .. ” هل تعلمين أنا أريد أن أزوجها لعمار و لكن ننتظر فقط ليتزوج  باهر و محمود .. ربما نخطبها له  حتى يستعدان مثلكما الأن “
تهللت ملامح سند و تنهدت براحة باسمة ..” أجل خالتي  أنها فتاة جيدة“
كادت إلهام تنفجر ضاحكة و لكنها ربتت على وجنتها قائلة بحنان ..
” مبارك لكم حبيبتي أتمها الله على خير “

******×******×******×******

سند  باهر  2  / صابرين شعبانWhere stories live. Discover now