السابع عشر & سند باهر & صابرين شعبان

13.5K 549 62
                                    

الفصل السابع عشر

جالسين على مائدة الطعام يتناولون عشاءهم بصمت .. ألتفت شاهين لمحمود قائلاً .. " كيف حال عملك محمود ألن ينتهى فترة تأخرك فقد طالت قم بتوظيف مزيد من العمال لتنتهوا باكرا "
أخفض محمود رأسه في طبقه حتى كاد يلامس الطعام بفمه .. " حسنا أبي سأتدبر الأمر قريبا "
وضع شاهين بعض الطعام في فمه عندما سأله يزيد ..
" أبي ألن تأتي معي لخطبة إنچي كما وعدتني و ها هو باهر قد تزوج "
نظر شاهين لباهر الصامت بسخرية .. فهو يعلم من سليمان أن بينه و بين سند مشاكل ثانياً و لكن لا أحد منهم يعرف نوعها .. شعر بالغيظ منه فهو بعد تعبهم لجمعهم ثانياً يتصادمان مرة أخرى ماذا يفعل ليتخلص من المشاكل بينهم و يجعلهم يستقرون .. كان باهر يقضي معظم وقته في العمل و لم يعد يعود للمنزل مثل قبل حتى وجبات الطعام نادراً ما يأتي في موعدها حتى نحف جسده و ظهرت هالات  سوداء حول عينه و من حديث سليمان علم أن سند لا تقل بؤسا عنه قال يجيب يزيد .. " و هل تزوج حقاً أشك بذلك "
رفع باهر رأسه عن طعامه و قال بضيق و هو ينهض ..
" لقد شبعت تصبحون على خير"
قال شاهين بغضب " أجلس باهر و تناول الطعام أنا لم أراك و أنت تأكل "
رد باهر ساخرا .. " أنا لم أعد صغيرا يا أبي حتى تقلق على طعامي "
قالت إلهام بحزم .. " ستظل هكذا في عيوننا باهر مهما كبرت ستظل و أخوتك صغارنا فلا تعاند و أجلس لتأكل"
عاد باهر للجلوس فقط ليرضي والديه و لكنه ظل يتلاعب به دون تناوله .. سأله شاهين بهدوء .. " كيف حال سند باهر لها فترة لم تأتي لرؤية وقار هل حدث شيء بينكما "
رد باهر بجمود .. " لا نحن بخير أبي "
قال شاهين متسائلا ببرود .. " هل ستوصلها للجامعة أم يتحدث سليمان مع مهاب ليفعل فأنت لم تخبره بشيء كهذا فأحتار ما يفعل خاصةً أنه لا يريد ما حدث مع دعاء يتكرر "
قبض باهر يده أسفل الطاولة و يده الأخرى قابضة على الملعقة بشدة حتى باتت سلاميات أصابعه بيضاء من شدة ضغطه رد بقسوة .. " ما رأيك أنت أبي في ذلك هل تظن أنه من اللائق تركها تذهب مع ابن عمها و تتجاهل وجودي "
قال شاهين ببرود .. " من تجاهل وجودك أنا أخبرك بما قاله عمك .. يبدوا من حديثه أنه لم يعد يراك و لذلك يسأل "
نهض باهر قائلاً .. " حسنا أبي سأجيبه عندما أهاتفه غدا أما الآن فقد تأخر الوقت "
تركهم و أنصرف لغرفته .. فسألت وقار بقلق .. " هل هناك شيء بينه وبين سند عمي شاهين .. هل مازالت تظن أن هناك شيء بيني و بين باهر لذلك متضايقة "
نظر إليها عمار متسائلا .. " من أخبرك بهذا "
قالت بخفوت .. " ضحى يوم زفافها "
نظر عمار لوالدته فهزت كتفيها بلامبالاة و عادت تكمل طعامها .. قال يزيد بنفاذ صبر .. " متى سنذهب لخطبة إنچي يا أبي "
نظر إليه شاهين بغضب قائلاً .. " فلتبحث عن وظيفة أولاً يا ثور أنت ، و ليس على عروس "
قال يزيد بحنق .. " أبي لقد وعدتني "
رد شاهين بضيق .. " حسنا أصبر لنطمئن على زيجة أخيك هذه المعلقة على حافة جرف تنتظر لفحة ريح لتسقط داخله "
نهض يزيد غاضبا متجها لغرفته و هو يتمتم بحنق ..
" و غداً تخبرني أنك ستزوج محمود و بعدها عمار و بعدها تخبرني أن أنتظر لينجبا الأولاد "
خلع شاهين نعله و قذفه به ليأتي في ظهره و هو يقول بغضب .. " و بعدها سأخبرك أن تنتظر ليدخل أحفادي الجامعة .. أحمق عديم الصبر "
أخفضت وقار رأسها باسمة فالعم شاهين دوماً ما يوبخهم و يعاقبهم على أفعالهم إن كانت خاطئة دون اعتبار لأحد أو لعمرهم سمعت صوت عمار يسألها بهدوء .. " هل تأتين معي غداً للنادي لدي مباراة هامة لم لا تأتي لتشاهديها "
نظرت إليه بلهفة ليجيبه شاهين ببرود .. " لا خروج لوقار الأن "
ارتسمت خيبة أمل على وجهها فقالت إلهام بحنان .. " حبيبتي هذا لصالحك "
أخفضت وقار رأسها موافقة بحزن قائلة .. " أعلم أمي "
ثم ألتفتت لعمار مكملة ." ربما يوماً ما عمار "
بعد ذلك عاد الجميع لتناول الطعام بصمت و أفكار شاهين مع ذلك العنيد الغاضب في الداخل ...

سند  باهر  2  / صابرين شعبانWhere stories live. Discover now