سند باهر 2 / صابرين شعبان

By user72111140

327K 12.1K 1.2K

حبٌّ كبير يصارع أمواج العاشقَين العاتية... فبين مدّ غرورها و جزر كبريائه.....بات مرسى الأمان بعيدا... و حين... More

مقدمة & سند باهر & صابرين شعبان
تمهيد & سند باهر& صابرين شعبان
الأول & سند باهر & صابرين شعبان
الثاني & سند باهر & صابرين شعبان
الثالث & سند باهر & صابرين شعبان
الرابع & سند باهر &صابرين شعبان
الخامس &سند باهر & صابرين شعبان
السادس & سند باهر &صابرين شعبان
الثامن &سند باهر & صابرين شعبان
التاسع & سند باهر & صابرين شعبان
العاشر &سند باهر & صابرين شعبان
الحادي عشر &سند باهر &صابرين شعبان
الثاني عشر & سند باهر & صابرين شعبان
الثالث عشر & سند باهر & صابرين شعبان
الرابع عشر &سند باهر & صابرين شعبان
الخامس عشر & سند باهر & صابرين شعبان
السادس عشر &سند باهر & صابرين شعبان
السابع عشر & سند باهر & صابرين شعبان
الثامن عشر &سند باهر& صابرين شعبان
التاسع عشر و الأخير &سند باهر &صابرين شعبان

السابع &سند باهر & صابرين شعبان

13.1K 543 62
By user72111140

الفصل السابع

تبقى أسبوعين على الاختبارات .. كانتا جالستين تنتظران قدوم ضحى عندما قالت سند لدعاء .. "  أطلبي منه موعد للذهاب إليه لتتفاهما و يكون بعيدا عن الأماكن العامة .. حتى لا يراك أحد و أبلغيني به و أنا سأتصرف هذا الوغد يجب أن يجد أحد يقف في وجهه حتى لا يتمادى أكثر من ذلك في التلاعب بحياة أحدهم "
سألتها دعاء بقلق .. " ماذا ستفعلين سند أنا لا أريد أن اعرضك للخطر أو الإيذاء بسببي  دعي الأمر سند لقد سئمت و سأتركه يقول عني ما يريده و ليصدقه من يصدق لم يعد يهمني "
نهرتها سند بغضب .. " هل أنت حمقاء إن تركته ينجو بفعلته هذه   سيفعل ذلك مع أخريات هل ستتحملين ذنبهم أيضاً لأنك لم تظهري حقيقته لهم صدقيني هذا الوغد أجبن من أن يفعل شيئاً و عندما يجدني أمامه و أني أعرف ما يفعله .سيخاف و يتراجع خاصةً عندما أبلغه أني سأخبر عنه أبيه و أشوه سمعته هنا في الجامعة  "
قالت دعاء بقلق .. " أخشى أن يفعل لك شيء سند و لا يهتم بما تقولينه هذا "
قالت سند تطمئنها .. " لا تقلقي أنا لست ضعيفة كما يبدوا على ثم نحن سنذهب معا حتى لا يستطيع أن يفعل لإحدانا شيئاً فقط أفعلي كما أخبرتك و أطلبي منه موعدا لمقابلته و التفاهم معه "
هزت دعاء رأسها موافقة .. " حسنا سند أتمنى أن تمر الأمور على خير "
ردت سند باسمة .. " لا تخشى شيئاً سيمر الأمر و أعتبري هذا درسا لتتعلمي منه أن لا تأمني لأحدهم بعد ذلك و أن  الجميع ليسوا حسني النواية و يحبون الخير للجميع "
قالت دعاء بحزن .. " معك حق و هذا عقابي لم كنت أفعله و استهتاري في الحديث مع الأخرين حتى تركتهم يظنون أني فتاة سيئة و لا تهتم بشيء "
قالت سند بهدوء و هى تربت على يدها .. "  لا تحزني دعاء و كل شيء سيعود أفضل و كما أخبرتك ليكون درسا لك حتى تتعلمي منه و الأن هيا لنذهب للبحث عن الحمقاء ضحى مؤكد أتت و مازالت ملتصقة بجوادها و لا تريد تركه "
ضحكت دعاء قائلة .. " أتمنى لها السعادة .. متى موعد زفافها و عقد قرانك "
أجابتها سند باسمة .. " بعد انتهاء الاختبارات بأسبوعين والدتها و والدة جواد لهم أشهر يعدون لزواجهم "
قبلتها دعاء على وجنتيها .. " مبارك لكم حبيبتي  "
قالت سند باسمة .. " العقبة لك دعاء "
تحركت كلتاهما للبحث عن ضحى و هن يفكرن  فيما ستفعلانه مع ذلك الوغد و كيف سيتخلصان من تهديده و ابتزازه لدعاء ..

********************
" ماذا بك سند شاردة هكذا منذ تحركنا من الجامعة هل هناك شيء "
سألها باهر بهدوء و هو يتطلع أمامه للطريق .. شعرت سند بالذنب لإخفائها عنه و عن والديها ما تنوى فعله لمساعدة دعاء .. و لكنها لا تستطيع اخباره هو خاصةً  فهى  تعرف كيف سيتصرف ربما سيساعد دعاء  و لكنه في النهاية سيتسبب في الأذى لسمعتها عندما يحضر عائلتها لإبلاغهم و لا تعلم إن طلبت منه اخفاء ذلك عن عائلتها سيفعل أم سيتسبب بمشكلة لها معهم .. ردت باسمة .. " لا شيء باهر فقط أفكر في الاختبارات  فقد قرب الوقت لم يتبقى سوى أيام  فقط "
أبتسم باهر قائلاً بمزاح .. " يبدوا أن حبيبتي قلقة من قرب عقد قرانها و ليس اختباراتها لأني أعلم أنها مجتهدة كثيرا "
ضحكت سند برقة تجيبه بتأكيد .. " لا بل متشوقة لذلك سيادة الرائد "
تنهد باهر  بحرارة هاتفا .. " حقاً يا سمراء "
أجابته بخجل .. " حقاً سيادة الرائد "
تذمر باهر قائلاً .. " ألن تكفي عن قول سيادة الرائد  فلتناديني باسمي إن لم تريدي قول حبيبي أقلها أفضل من سيادة الرائد "
صمتت سند و زمت شفتيها بخجل فقال باهر بنفاذ صبر .. " ماذا سمرائي ألن تجيبي تحدثي إلي "
ردت سند  بصوت خافت .. " أعدك أن أناديك حبيبي بعد زواجنا باهر "
تباطأت  دقاته و سألها بخشونة .. " ستناديني ماذا سمراء "
ارتعشت يدها عندما حطت يده الكبيرة عليها و هى تقول بخجل ..
" سأناديك حبيبي باهر و لكن لنتزوج أولاً "
وضع يده على قلبه يهدئه قائلاً .. " أهدئ أهدئ لا تتعجل ستستمع لها كثيرا "
قالت سند بحنق .. " أمسك المقود  باهر هل جننت ستقتلنا "
ضحك بمرح و هو يجيبها و قد عاد يمسك المقود مرة أخرى .. " هذا ما تفعله كلمة واحدة منك سمرائي  توقف دقات قلبي "
نزعت سند يدها من يده لتمسك بها و تضعها على المقود قائلة بخجل ..
" حسنا لن أقولها مرة أخرى حتى لا تتوقف دقات قلبك فهو ينبض لي فقط سيادة الرائد و لا أريد خسارته بدوري "
نظر إليها باهر بشغف .. " أحبك سند "

*************************
في اليوم التالي
قالت دعاء بقلق  و هى تشير للمنزل ذا الطوابق السبع .. " لقد أخبرني أن أتي لمقابلته هنا  في الطابق الثالث في الشقة رقم ثمانية "
قالت سند بحزم.. " انتظريني أنت هنا  في عشر دقائق إذا لم أهبط  فلتأتي و تحدثي جلبه  في الخارج و أطرقي على الباب بعنف"
قالت دعاء بذعر .. "  لا لن أتركك تصعدين هناك وحدك "
ردت سند بثقة .. " وجودك هنا آمن من صعودنا معا .. أنت ستمثلين لي الحماية  أن فعل شيء أحمق  و لكن أن صعدنا معا  و فعل ما لم نتوقعه سنكون وقعنا كلتانا في الفخ و لن نجد من ينجدنا "
شعرت دعاء  و لم ترد أن تتركها  تصعد وحدها و لكن سند طمأنتها  قائلة .. " لا تخشى شيئاً سأكون بخير  فقط أفعلي كما أخبرتك أنت تعرفينه وغد جبان و كل ما يمتلكه من قوة تكمن في ابتزازه و تهديده  و هو من رأى ليس برجل حتى لأخشاه "
قالت دعاء بحزم .. " حسنا عشر دقائق  فقط و سأصعد و لا دقيقة زيادة "
هزت سند رأسها و تركتها لتدلف لداخل المنزل القديم في تلك المنطقة الشعبية .. لا تعرف لم شاب مثله والده ثري يأتي لهكذا مكان .. صعدت الدرج ببطء و هى تأخذ عدة أنفاس لتهدئ خفقاتها القلقة لتصل لتلك الشقة المدون عليها رقم ثمانية بالذهب   سمعت جلبه من الداخل و صوت ضحكات خليعة .. فشحب وجهها خوفاً و لكنها شعرت ببعض الطمأنينة أنه يوجد أحدهم غيرها معه على الأقل .. طرقت الباب بهدوء و انتظرت لثواني قبل أن تفتحه لها فتاة تضع على وجهها أطنان من الزينة التي تخفي ملامحها الحقيقية  كانت ترتدي ثوب أحمر مكشوف يظهر مفاتنها جعل سند تشعر بالاشمئزاز  من مظهرها .. سألتها الفتاة بخلاعة .. " من تريدين يا صغيرة "
ردت سند و هى تمط شفتيها بقرف .. " أريد ذلك الوغد المنحل  رأفت هل هو هنا "
ضحكت الفتاة على سباب سند لتهتف و هى تدير رأسها للداخل ..
" حبيبي هنا فتاة تسبك و تريدك "
خرج رأفت و هو يعدل من ملابسه.. ليجد سند واقفة على الباب أمامه
هتف بها بغضب .. " اللعنة أين تلك الحمقاء دعاء و لم أنت هنا "
تحركت الفتاة لتمسك بحقيبتها عن الطاولة و هى تقول بغنج ..
" أراك غداً حبيبي "
خرجت و أغلقت الباب خلفها و هى تقول لسند .." أستمتعي يا فتاة "
نظرت سند إليه باشمئزاز بملامحه الناعمة كالفتيات و فمه  اللين   .. نظر إليها رأفت بغضب و كأنه يعرف عما تدور أفكارها  سألها بغضب ..
" أين دعاء "
ردت عليه ببرود و قرف .. " في بيتها أمنة منك .. هات ما تهددها و تبتزها به حتى لا أخبر والدك عن عشك الغرامي هذا و أنشر مأثرك في الجامعة ليعرف الجميع عما تفعله و تنكشف واجهتك الحقيقية  أيها القذر المبتز "
أبتسم رأفت بسخرية و أخرج من جيبه ورقة يمر بها على وجهه  ثم لوح بها أمام  سند قائلاً .. " ماذا  ستعطيني مقابلها بم أنك أتيت بدلا عنها و نصبت نفسك حارسها الشخصي  فأنا سئمت من اللعب معها على أيه حال فهذه الفتاة مملة للغاية ظننتها ستأتي مهرولة بعد أول تهديد لها .. "
نظرت إليه سند بسخرية و تقدمت لتأخذ الورقة منه فأبعدها عن يدها قائلاً .. " هل أنت حمقاء حتى تظني أني سأعطيها لك بسهولة هكذا "
سألته سند بغضب .. " و ماذا تريد أيها المبتز الحقير "
نظر إليها رأفت بلامبالاة و قال بتحذير .. "  أحفظي لسانك يا فتاة أفضل لك .. منك أنت لا شيء  ماذا أريد من فتاة سمراء مثلك ترتدي الأسمال و حجابها يخفي نصف وجهها "
نظرت إليه سند بحدة و لكنها تحدثت ببرود ،" كم تريد إذن "
ضحك رأفت بمرح قائلاً .. " حمقاء  ماذا تملكين لتعطيني إياه لا مال ولا جسد يثيرني لأقترب منك "
كتفت سند يديها حتى لا تلكمه على وجهه نظر إليها بسخرية و تقدم من الطاولة ببرود ليضع الورقة في منتصفها بدوي مسموع و قال بمكر ..
" لتصلي إليها إن لمستها فهى  لك دون مقابل  "
وقفت سند تنظر إليه بشك ليضحك بمكر قائلاً .. " ألا تصدقين .. حقاً أن لمستها فهى لك "
كانت سند تعلم أنه سيفعل شيء بالتأكيد ليمنع وصولها إليها  .. ظلت واقفة تتحين الفرصة  فنظر إليها رأفت بملل .. قبل أن يبتعد خطوة عن الطاولة ليشجعها على التقدم و ابتسامة ساخرة تزين فمه .. تقدمت سند من الناحية الأخرى من الطاولة لتأخذ الورقة و نفس الوقت تكون بعيدة  عن يده .. مدت يدها لتمسك بها لينقض رأفت على يدها يمنعها من لمسها سحبت يدها  مسرعة لتعيد الكرة و تختطف الورقة من على الطاولة  ليمسك بيدها بقوة لتمد يدها الأخرى محاولة أخذها .. ليمد يده الأخرى بدوره لينزع حجابها عن رأسها ليظهر خصلاتها السوداء .. جنت سند من فعلته فأمسكت بالورقة بيدها و سحبت يدها بقوة لتصدمه بالطاولة  و يسقط عليها  و قد تملكها الغضب .. اعتدل رأفت و استدار إليها محاولا الهجوم عليها بغضب لتدفعه بقوة في صدره ليسقط على الأرض .. قبل أن تسرع للباب كان أمسك بقدمها يعرقلها فسقطت على وجهها استدارت و ركلته بقوة على أنفه ليسيل منه الدماء سبها لعنا و حاول النهوض و هى تهرب بدورها زحفا لتبتعد عنه قبل أن تنهض سمعا طرقا عنيفا على الباب لتشعر سند بالراحة و قد  علمت أن دعاء الطارقة و أتت لنجدتها ..   أمسك بها من الخلف بقوة قبل أن تبتعد لترفع سند قدمها و تهبط بها على قدمه ليتركها متألما .. " أيتها اللعينة سأقتلك "
قبل أن يحاول هجومه مرة أخرى كان الباب ينزع من مكانه و يدخل عدد من الرجال علمت سند هويتهم من سلاحهم المشهر تجاههم .. دلف خلفهم رجل بملابس البيت و هو يصرخ بغضب .. " هؤلاء هما سيادة الضابط  لقد سئمنا الوضع من كثرة ما يفعلون من جلبة و قلة حياء هنا و نحن نسمع صوت ضحكاتهم الخليعة  لقد أصبح بيتنا المحترم كبيت ال... أستغفر الله العظيم أرجوك حضرة الضابط  أقبض عليهم .. كان رأفت ينظر لسند بغضب  فتقدم و هو يسبها قائلاً .. " هاتها أذن أيتها اللعينة لقد أفسدت كل شيء "
قبل أن يتحرك الضابط الذي هتف به محذرا .. " قف مكانك  يا "
و أنهال عليه بسيل من السباب .. أمسكت سند بيده المندفعة نحوها لتأخذ الورقة .. لوت سند ذراعه بغضب  ليسمع الواقفين صوت تحطم عظامه و هى تقول .. " هذا لنزعك حجابي أيها الوغد "
أبعدها الضابط بغضب قائلاً .. " هل جننت تهاجمينه أمامنا  هيا أحضراهم للمخفر , ساقهم رجال الشرطة للخارج و صراخ رأفت المتألم يثلج صدرها .. نظرت للرجل الواقف بملابس البيت لتمد يدها تدفعه من وجهه قائلة .."  رجل أحمق غبي لا يعرف التمييز "

صرخ بها الرجل بغضب .. " أيتها اللعينة الفاسقة "
حاولت العودة لتضربه عندما هتف بالضابط .. " أنظر إليها تحاول الاعتداء على حضرة الضابط "
هتف به الضابط .. " هيا أذهب لبيتك يا رجل و إلا أخذناك معنا "
خرج الجميع من الشقة و عاد الرجل ليقف أمام شقته و هو ينظر لسند و رأفت الذي يصرخ ألما بشماته .. خرج الجميع من المنزل لتجد سند دعاء تهرع إليها فأشارت لها بتحذير لتقف دعاء و هى تبكي بخوف .. أصعدها الرجل السيارة فألقت الورقة لدعاء و الجميع غير منتبه لما تفعل .. أمسكت دعاء بالورقة لتفضها و تنظر لم هو مدون بها و هى تبكي بحرقة و سيارة الشرطة تبتعد بسند ..

**********************

دلف باهر إلي الغرفة المحجوزة بها سند  بعد أخبره الضابط المسؤول عن وجود خطيبته هنا و قد ألقى القبض عليها في شقة مشبوهة ..  قال لحاتم  الواقف خلفه ..
" أتركنا بمفردنا حاتم رجاء "
خرج حاتم و تركهم بمفردهم و أغلق الباب خلفه .. تقدم باهر من سند الشاحبة  و هو يشعر بغضب عارم يجتاحه وقف أمامها و سألها بألم و لم يعد يفهم شيء  " لماذا سند "
أجابته بحزم و كبرياء .. " لماذا  ماذا سيادة الرائد أنا لم أفعل شيء "
مد باهر يده لخصلاتها السمراء   المشعثة و قال بغضب مكتوم .." و هذا سند من أخرجه من تحت الحجاب "
ردت سند بحقد .." و هل نزع حجابي يثبت أني فعلت شيء .. هل هذا ما تظنه بي سيادة الرائد "
دفع أصابعه في شعرها يتخللها ثم يقبض عليها و هو يشدها لتقترب سند و تصطدم بجسده و هو يقول من بين أسنانه .." و من نزعه سند و من سمح له بنزعه أليس أنت .. "
رفعت يدها لتقبض على يده تنزعها من على شعرها قائلة .. " ثق بأن الذي فعل ذلك بي لن يفعلها مع إحداهن مرة أخرى بعد ما فعلته به "
صرخ بها باهر بعد أن نفض يده عن شعرها قائلاً .."  ما الذي جعلك تذهبين لهناك من الأساس سند .. ما الذي جعلك تذهبين لمكان مشبوه كهذا بحق الله "
لمعت عيناها بالدموع و سألته بجمود .." و هل سؤالك هذا سؤال خطيب لخطيبته سيادة الرائد أم سؤال محقق لمتهم "
سألها بسخرية متألمة .." و هل هذا يفرق معك أنت سند "
قالت بجمود .." بالطبع سيادة الرائد .. أن كنت تتسأل كخطيبي فأنت تشك بي و لذلك تسأل بطريقة إتهام أنا لا أقبلها  .. أما إذا كنت تتسأل كمحقق فهذا معناه أنك لم تعد تبال بي كخطيبتك و كل ما يهمك هو تأدية عملك و في كلتا الحالتين أنا خاسرة سيادة الرائد لذلك أخبرك  أني لن أجيب سؤالك و لا يهمني ما تظنه و أفعل ما يمليه عليك عملك فقط "
سألها بسخرية مريرة  .." هكذا ببساطة "
أشاحت بوجهها عنه و لم تجيبه فشعر بحريق في صدره و هو يرى لامبالاتها و كأنها لم تفعل شيء .. أمسك بوجهها بين أصابعه يدير وجهها إليه قائلاً بغضب مكتوم .. " عندما أسألك تجيبي و لا تشيحي بوجهك عني مفهوم  ما الذي أخذك لذلك المنزل سند "
نظرت إليه ببرود و قلبها يتمزق من الألم .." لن أجيب سيادة الرائد الا في وجود محام لي  أليس هذا هو القانون الذي تعرفه "
ترك وجهها و تحرك للمكتب في الغرفة  و جلس عليه بصمت و هو يأرجح  ساقه  و هو يشبك أصابع يديه مستندا بها على ساقيه  .. وقفت متململة و رفعت يدها تعيد خصلاتها للخلف و هى تسب و تلعن بروده .. كانت تود لو يعطيها أحد حجاب لتغطي خصلاتها عن عيناه الثاقبة و التي  تتفحصها كالصقر .. رفع يده ليخرج من جيبه  محفظته و يفتحها كانت  تنظر إليه ببرود عندما  أخرج ورقة صغيرة و فتحها قائلاً يقرأ ما بها ..
               " هذه السمراء ليست كما تبدوا "
لمعت عيناها بالدموع  ودت لو تنفجر باكية و تخبره أن ما أخبرهم به ذلك الرجل ليس صحيح و أنها لم تذهب لهناك غير هذه المرة و فقط بغرض المساعدة و ليس لشيء آخر .. ماذا سيقول والديها عندما يعلمان أنها ذهبت رغم رفضهم لذهابها  كيف سيتصرفان معها الآن و هل سيسامحانها على كذبتها تلك  ربما فهى لم يكن مقصدها سوى خيرا
سمعت صوته يردد .." هذه السمراء ليست كما تبدوا "
نهض من على  المكتب ليقترب منها قائلاً .. " ليست كما تبدوا بالفعل "
سمعت طرقا على الباب .. فسمح له باهر بالدخول .. اندفعت درية و سليمان للغرفة متسائلين .." ما الذي حدث باهر  لما سند هنا "
قال باهر بهدوء .. " أسألاها  لم هى هنا "
سألتها درية بحدة .." أين حجابك سند "
أجابتها سند بهدوء .. " نزعه أحدهم أمي و لكن لا تقلقي لقد كسرت يده عقابا لذلك "
سأل سليمان سند بضيق.." ذهبت رغم رفضنا و تحذيرنا سند أليس كذلك علمت ذلك عندما هاتفتني دعاء لتخبرني قبل مهاتفة باهر  "
ردت بخجل .." أسفة بابا و لكني لم أستطع أن لا أفعل "
تنهد سليمان بضيق .. " ماذا حدث أخبريني "
تدخل باهر و هو لم يعد يفهم شيئاً من هذا الحديث فقال .." هل لكم أن تخبراني ماذا يحدث بالضبط و ما الذي تعرفانه و لا أعرفه "
ردت سند ببرود و هى تنزع محبسها من يدها قائلة .. " هذا لا شأن لك  به سيادة الرائد أنها أمور عائلية و أنت لست جزء منها "
وضعت المحبس في يده لينظر إليه بذهول و هو يستمع لحديثها تقول لوالديها متجاهلة إياه .." أطلب محام أبي و سأخبركم ما حدث فيما بعد فقط نذهب لمنزلنا "
سألها باهر بخشونة .. " ما هذا سند "
ردت عليه ببرود .." هذا ما تظنه يربطنا سيادة الرائد "
هتفت بها درية .. " هل جننت سند ما الذي فعلته "
أجابت سند بهدوء .. " فعلت الصواب أمي لا أستطيع الارتباط بشخص شكك في و في أخلاقي "
وقف باهر بجمود .. و سألها " و ما الذي تريديني أن أفعله عندما يأتي أحد الضباط يخبرني أن خطيبتي قبض عليها في مكان مشبوه و قد أبلغ عنهم أحد سكان المنزل شاكيا أفعالهم المستمرة "
لم تجب سند عندما طرق الباب و دخلت دعاء الباكية و هى تقول ..
" أنا السبب في ذلك سيادة الرائد "
مدت له الورقة في يدها و هى تكمل .. " ذهبت لتجلب هذه لي .. لم تدعني أذهب لعلمها أني فتاة ضعيفة و جبانة .. نعم أنا جبانة سيادة الرائد .. لو ذهبت إليه لمت رعبا و لم استطعت أن أدافع عن نفسي أمامه و سند علمت هذا و لذلك أرادت مساعدتي فقط .. هى ليس لا ذنب "
قالت سند غاضبة و هى تخطف الورقة من يده بعد أن قرأها ليشحب وجهه .. " و مع هذا لم يعد يخصك سيادة الرائد "
ثم التفتت لدعاء قائلة بغضب .. " و أنت أيتها الحمقاء ألقيتها إليك لتمزقيها و ليس لتحتفظي بها تذكارا "
مزقت سند الورقة أمام نظراتهم الغاضبة و لغضب كل منهم سبب مختلف عن الآخر ....

******×******×******×******

Continue Reading

You'll Also Like

22.4K 711 6
قرار صارم جمعهما فكيف سيكون رد فعلهما عليه؟! هي الأنثى القوية التي ترفض الزواج وتريد أن تعيش حياتها كما يحلوا لها، وهو الذكر المغرور المسيطر حد الهوس...
105K 4.7K 22
هو ممثل مشهور عاش حياته يعبث بقلوب النساء فهو يُعرف بزير النساء الذي لا تهمه مشاعر أي امرأة لتأتي هي في لمح البصر وتكسر قلبه أخذة بثأر كل فتاة حطم قل...
199K 3.8K 23
_ وقفت هى تنظُر لفتات روحها وصَدماتها المُتتالية فى من أحبت .. سالت على جبينها دموع أثر بُكائها .. _ كانت تُتابع امواج البحر الهائجة كاقلبها .. ...
528K 17.9K 98
القاسيان بقلم عبدالرحمن أحمد