تَدَفُّقْ

By HagerPink

79.7K 7.7K 2.9K

يمر الجميع بتجارب جديدة، تكون أحياناً قاسية أكثر مما نتصور، نمر بالفقد ويزورنا الآلم، نشعر بالضغط وأحياناً أخ... More

Part 1..(تَبايُن)
Part 2..(ألــم)
Part 3.. (تَلاشـي)
Part 4..(حُطامُ مَاضـيٍ)
Part 5..(تَخبُط)
Part 6..(دَوَائر)
Part 7..(2 دَوائـر)
Part8..(هُدوء ما قبل العاصفه)
Part 9..(هُدوء ما قبل العاصفه 2)
Part 10..(إنتِشالٌ غَيرُ مُتَوَقَعْ)
(Part 12) {3}هدوء ما قبل العاصفه
Part 13..(العـاصـفه)
part 14..(ْصَرخة نُكران )
Part 15..(غُصَةٌ صَامِتَه)
Part 16.. (مُشَوَشْ)
Part 17..( تَــائِــه )
معلومات هامة
Part 18.. (عَودةٌ غيرُ مَحمودَه)
Part 19.. (مُلَـغَمْ)
Part 20..(نَوعٌ أخر مِن الخُذلانْ )
Part 21.. (إنهيـار)
Part 22(عــودة)
Part 23...(أغــرَق)
part 24..(استغاثة)

Part 11..(المَوجَةٌ التى غَيَرَت السكون)

2.6K 320 111
By HagerPink

كان كل شئ بخير حتي أخر لحظه...

أوصلنا سائق سيارة الأجره إلي بوابه الحديقه الظلام
كانت ماتزال مغلقه حتي الأن
لكن هذه المره تسلقنا السور المحيط بالحديقه والذي هو أقصر بكثير من تلك البوابه كما أن تسلقه أسهل كذلك..

لما لم يتسلقه ذلك الأرثر بدلاً من المعاناه في تسلق بوابه زلقه بطول عشره أقدام ؟!

بعد ذلك قطعنا الحديقه سيراً وسط الأشجار تحت جنح الليل وسط الظلام
كل ما كان يحيط بنا مظلم تماماً بالكاد نرى أين نخطو بأقدامنا....
ويظهر المنزل من بعيد مضيئاً أمامنا...

حتي تلك الدقائق التي قطعناها نحو المنزل لم تخلو من الأحاديث والمزاح فقد بدأ إيڤان بالثرثره من جديد...

كنت انصت له باهتمام مستمتع بحماسته و حديثه وابتسامته بينما أتطلع إلي القصر أمامنا بشرود....
مهلاً ألا يفترض بأضوائه أن تكون منخفضه بهذا الوقت ؟!

وما ذلك الضوء الأزرق والأحمر ؟!
أهذه سياره شرطه تقف أمام المنزل ؟! 
لما هي متواجده هنا وبهذا الوقت تحديداً ؟!

حسناً هناك أمر مريـــب!!!

لم ألحظ أننى قد توقفت عن السير للحظات أحدق للأمام بتركيز...
وهو ما جعل إيڤان يتوقف عن الحديث ويقف إلي جانبي ينظر إلي ما أحدق به
 
وأكاد أجزم أن القلق قد تسرب إلي قلبه الأن كما الحال معي بالفعل ....

كان هناك ما يحدث بالقصر منذ إبتعادنا عنه يقلب حال أصحابه رأساً علي عقب...

وكالعاده تحدث الإثاره بمجرد إبتعادنا !
 
أتذكرون تلك الأفعال الحمقاء التي قام بها ذلك الأرثر..... كتحطيم هاتفه وجعلنا نهرب بدون ملاحظه السائق العجوز يبدو بأن كل ما يحدث هو نتيجه أفعاله....

أسرع كلانا الخطي نحو المنزل بدون قول كلمه واحده
ثم توقفنا معاً فجأه عندما لاحظنا خروج ظل شخصان من باب المنزل....

استطعت تمييز هيئته بوضوح هذه المره فهو مميز بهيئته كشمس الشروق وسط العتمه.

كان يتحدث مع شخص لم أره بالقصر مسبقاً فاستنتجت بأنه شرطي من زيه الرسمي.

جرت محادثه صغيره بينهما ثم استدار ذلك الشرطي وركب سيارته مغادراً ليشق صوت إنذار الشرطه الصمت ثم يعود كل شئ للهدوء من جديد.....

ظل چون واقفاً أمام الباب يراقب سياره الشرطه بصمت مطبق
أتبعه بتنهيده طويله متعبه ومثقله.... وهو يضع يده علي رأسه بألم ثم مسح بها وجهه بقله حيله
وأخيراً إستدار عائداً إلي الداخل مجدداً تحت أنظارهما معاً....

هل أتخيل أم أن تعابيره كانت مشتته و قلقه كما أن نظراته كانت بها مسحه عميقه من الحزن....!!
كان ذلك مربكاً لكلاهما ... و سبب لهما الإضطراب وشتت كيانهما.

لم يسبق لأدريان أن رأي سيد المنزل بهذا الحال سابقاً...
ذلك الشخص المتجهم الصارم
تلك الغطرسه والتسلط وذلك الجبروت القاسي والمشاعر المتجمده....

تلك هي الفكره التي أخذها عنه من حديث إيڤان عنه .... لكن لماذا يشعر بأن تلك الفكره قد بدأت تهتز من وجهه نظره.

أما إيڤان فكان يشعر ببحر من التشتت والإضطراب يموج به بقوه.

وضع يده فوق صدره ناحيه قلبه بضياع
لما يستمر قلبه بالخفق بهذه القوه فقط لمجرد رؤيته لوالده
ليس وكأنه يعتبره والده حقاً.... هل بدأ يضعف أم ماذا ؟!

لا بالتأكيد لا... لن يضعف أبداً أمامه...

سحب نفساً عميقاً محاولاً تهدأه نفسه ثم زفر ما بصدره بغضب.... ونادي أدريان يحثه علي السير و هو يزرع الأرض تحته بغضب لسبب هو بذاته يجهله...

تنهد أدريان بقله حيله وهو يراقب تقلباته وتصرفاته....

يبدو كالأبله الذي كذب كذبه ثم صدقها بعد ذلك..... إلي متي ينوي أن يكابر هذا الأحمق ؟!.....
دخل كلاهما إلي المنزل أخيراً ولسبب ما كانا يتصرفان بتوتر وحذر كاللصوص.

تقدما نحو قاعه الجلوس يتفقدان ما يجري فالمكان يبدو هادئاً بشكل مريب

توقف إيڤان عن السير متجمداً عندما استطاع تمييز ذلك الجسد المهيب جالساً علي الأريكه باهمال وإنكسار وبجانبه سترته التي كان من الواضح بأنه ألقاها باهمال.

فوق الطاوله أمامه ملف أزرق كبير وهاتف مهشم بالكامل وبشكل غريب كان يحدق بهما بأسي
لكن لما مازال بثياب العمل حتي الأن بل لما يبدو هكذا.....

أسئله كثيره تعصف بكيانه الأن....

                         _______________

يجلس فوق الأريكه بكل تعب و يكسوه جو من الكآبه
يضع رأسه بين يديه بضياع.

مرت ثمان ساعات منذ عرف بالأمر.... منذ ذلك الوقت وهو يبحث عنهم كالمجنون
الشرطه لا جديد لديها.

ولا يوجد حتي خيط ليبدأو البحث منه ...
ربما كان مخطئاً بطلب مساعدتهم من الأساس
أجل سيبحث عنهم بنفسه... حتي لو إضطر لمناداه أسمائهم في الشارع.

أجل لن يعود بدون طفله الوحيدو صديقه القديم أبداً فهما....

كل ما يملكه بهذا العالم بكل بساطه....

أمسك سترته بعنف وقد عقد عزمه علي المضي وإيجادهم مهما كلفه الأمر.

وقف عازماً المغادره ليتصنم مكانه كمن سكب دلو ماء بارد فوق رأسه...

كلاهما متقابلان
كلاهما متواجهان..... وكلاهما مصدومان ومتجمدان كمن علي رؤسهما الطير
مضطربان...

واقف بهيئته المبعثره وملامحه المرهقه التي تحولت إلي صدمه مالبثت أن أفرجت عن زفره صغيره مرتاحه ثم شبح إبتسامه خافته وكل ما خرج من بين شفتيه هو :
"ولدي إيڤان ؟!  "......

وأخيراً اندفع نحو إيڤان الذي إتخذ خطوه تلقائيه للخلف بخوف وتوتر كانت بمثابه الخنجر الذي طعنه في مقتل لكنه لم يتراجع وأغرق ولده بحضنه الواسع كترجمه لذلك الشوق الذي شعر به تجاهه........

هو لا يعلم ما حدث
لا يعلم مطلقاً لكنه لا يهم أبداً...
بل في الواقع لا يوجد ما يهم بعد الأن

حدث كل ذلك بثوانٍ معدوده أربكت الفتي تماماً..
فقد إحساسه بما حوله وبالوقت تماماً.... ما الذي يحدث ؟!
لما إبتسم له... لما تقدم نحوه بهذا الاندفاع
ولما.... 

مهلاً هل يحتضنه الأن ؟!

يريد الإبتعاد عنه.. يريد دفعه... يريد الصراخ في وجهه حتي يبح صوته.

يريد معاتبته علي ما فعله به بكل هذه السنوات...

لكن لماذا يشعر بأنه قد نسي كل ذلك بلمحه واحده
و ذلك الخدر الذي تسلل لجسده يمنعه من الحركه
ذلك الصدر الواسع العريض....

وذلك الشعور.. ربما هذا هو سقف أحلامه فما کان ليحلم بأكثر من ذلك مطلقاً....

                      ______________ 

رغم أن حركه الفتي الدفاعيه قد آلمته لكنه لا يلومه...
لا يلومه مهما فعل..... لما كان عليه أن يعاني شعور الفقد من جديد حتي يستيقظ ؟!
لكنه سيعوضه كل ذلك.

إنتبه لتوه لذلك الواقف بالخلف ببذلته الرسميه وإستقامه وقفته وابتسامته الهادئه.

نظر لسيد المنزل بامتنان ثم إنحني له باحترام و استدار منصرفاً وابتسامه حنونه تزين ثغره.....

ولأول مره يشعر بأنه إنحني له بدافع الإحترام حقاً...
يبدو بأنه سيشهد تغيراً مثيراً في الأحداث.

أما أرثر فقد نسي چون أمره تماماً... أليست الخطه بأنه قد أختطف معهم  ؟!

لكن أشك بكونه سيظل متجاهَلاً لوقت طويل فأنا واثقه بأنه بمجرد أن يحيط چون بتفاصيل ما حدث....

سيصير أرثر هو محور تفكيره مباشره
وبالطبع يبحث عن طريقه لقتله

لكن لا أحد ينكر فضله فيما حدث..

______________________________________

#بعد إسبوع

تسلل صوت منبهه المزعج إلي رأسه مقتحماً عليه راحته أثناء نومه الهانئ لكنه وبكل آليه قام منصاعاً عن سريره.

أطفئ ذلك المزعج وتوجه إلي حمامه طالباً دفعه من النشاط من هذا الحمام البارد في الصباح
وكما إعتاد منذ قدومه لهذا القصر فقد أنهي حمامه في وقت قياسي هكذا سيعتاد أي شخص إن كان كل من يحيطونه لا يضعون أياً من إحتياجاته طور الحسبان......

ولكن ليس إيڤان علي الأقل
حسناً من باب التفاؤل فهو لن يكون عليه إرتداء ملابس رسميه بعد الأن.

وهذا يجعله ينتعش بمعني الكلمه فتح خزانته متحمساً لكن عزيمته هبطت فجأه حسناً يبدو أنه قد نسي كونه لا يمتلك أي ثياب غير تلك الرسميه..

حتي ما أهداه إياه إيڤان فقد أرسله إلي المغسله....

لا بأس إذاً لننظر للجانب المشرق فبعد أخر خروج له مع إيڤان أخبره بأنه ليس مضطراً للعمل مع السيد ڤيكتور بيوم عطلته بعد الأن..

مهلاً مهلاً إذا كانت الأمور هكذا فلما توجب عليه الإستيقاظ منذ الخامسه فجراً ياااال الحظ...............

حسناً حسناً كالعاده سينظر إلي الجانب المشرق إنه أول يوم عطله حقيقي منذ سنوات ألا يفترض أن يجعله هذا متحمساً لقضاء بعض الوقت لنفسه وفعل ما يريد ؟!

ولكن علي ما يبدو أنه لم يفكر بقدوم هذا اليوم.
اممممم إذاً ؟؟.... نظر إلي خزانته الممتلئه بكل ما هو إما أبيض أو أسود..

يال الملل حسناً تقرر الأمر اليوم يوم التسوق إذاً...

دبت الحماسه في أوصاله وهم بالخروج حتي إستوقفه ذلك الظلام بالخارج...
غير معقول!!

نظر إلي ساعه معصمه ليجد أنها ما تزال الخامسه والنصف..... الشمس لم تشرق بعد!!
لما يحدث كل هذا معه ؟! حسناً هو ليس معتاداً علي ذلك مطلقاً.....

أن يكون وقته ملكه وله الحريه بما يفعله هو أمر جديد عليه ولم يعتاده....

ويشك بأنه سيفعل قريباً....

لكن أتعلمون أن يشعر المرء بأنه غير مقيد من حين لأخر هو أمر رائع بالفعل...

توجه إلي شرفه غرفته والتي تجاور غرفه إيڤان تماماً لذا هي تطل علي المنظر ذاته بالطبع
ظل واقفاً هناك مستمتعاً بذلك النسيم الخفيف الذي يداعب شعره بهدوء بينما بدأت أشعه الشمس بالتسلل من خلف الأفق لتضئ كل ما تسقط عليه خيوطها الذهبيه...

هذا مشهد شعر بالحنين له بالفعل....

إنتابته مشاعر متضاربه مختلفه الحنين التوتر الخوف مما هو قادم والوحده.............

نعم لسبب ما إجتاحته موجه هادئه من الوحده وهو شعور كان قد نسيه تماماً منذ زمن
غلف كل ما يعتريه بهدوءه المعتاد ورفع بناظريه نحو قرص الشمس مع إبتسامه تزين ثغره....

هو لن يشغل باله بهذه التفاهات فهو لا يملك وقت لذلك الان ولا حتي لاحقاً فسيبدأ عامه الدراسي فعلياً بعد يومين.

وهذا العام سيكون مختلفاً فهو عامه الأخير بالثانويه لذا سيتوجب عليه مضاعفه أوقات دراسته ومحاوله التركيز عليها رغم كل شئ........
مجرد التفكير في ذلك الكلام الذي قاله سيد المنزل  يجعل الدم يغلي في عروقه.....
فبعد كل شئ هو محق...

كيف سيستطيع أن يوافق بين وظيفته الغريبه هذه ودراسته....
تنهد بثقل وهو يفكر بأنه لن يسمح بحدوث أي مشكله من هذا النوع لذااا
كل ما عليه هو التفاؤل صحيح ؟
بأي حال ماذا قد يحدث بهذا السوء ؟؟

فقط عليه زياده أوقات دراسته مساءاً بكل ليله والأن صار لديه يوم بأكمله في نهايه كل أسبوع لتدارك ما فات.... وهذا أكثر من كافٍ..... أجل هذا كل شئ.

بعد أن أشرقت الشمس تماماً وتوقف رذاذ الندي الصباحي الرائع خُلق مشهد رائع مع هذه اللحظه وكان هذا كافياً لجعله في أنشط حالاته وأكثرها تفاؤلاً....

لذا توجه إلي مكتبه مباشره مخرجاً كتبه الدراسيه وشرع بالدراسه من فوره....

_______________________________________

مدد أطرافه في تعب بعد أن شعر بتصلب ظهره المسكين.... كانت الساعه قد تجاوزت العاشره بقليل.. تثائب بكسل وهو يظن أن أربع ساعات جيده جداً كبدايه...

إذاً صار الوقت مناسباً للتسوق الأن..
سحب محفظته وبطاقته البنكيه التي لا يستخدمها إلا مره كل عام تقريباً ووضع هاتفه بجيبه وهم بالخروج

بالطبع يختلف وضعه تماماً عندما يسير بالشوارع منفرداً بدون مرافقه إيڤان... فكما تعلمون لن يقود تلك السياره الفارهه ذات المكيفات.. بالطبع لا

بل سيضطر لركوب وسائل المواصلات العامه والتي تكون مكتظه بالناس والجو بها أشبه بأن تكون دجاجه عالقه مع زملائها في إناء داخل الفرن....

حسناً ليس وكأنه غير معتاد علي ذلك بأي حال......
إستطاع بطريقه ما الخروج من تلك الكتله البشريه قطعه واحده والأهم من ذلك أن محفظته لاتزال بحوزته لحسن الحظ.....

توجه وأخيراً إلي السوق و فيما يبدو أنه إكتشف حبه للتسوق... ليس وكأن الفتيات يحببنه من فراغ يا رجل.

لكن دعونا لا نبالغ...

لم يصل لهذه المرحله بعد فهو يحتاج إلي نقوده في النهايه.

إشتري كل ما ظن أنه مناسب من ملابس وكتب وأدوات مكتبيه وبعض الأحذيه الرياضيه والتي إكتشف مؤخراً أنها مريحه بشكل لا يصدق!!

حسناً أتعلمون إكتشف أدريان شيئين جديدين اليوم... الأول هو سبب ترقب الجميع ليوم الراتب...
والثاني هو أنه ماهر جداً بالمساومه !

أثناء عودته حاملاً أمتعته الكثيره مر بأحد المقاهي والذي بدي له جيد وهادئ فقرر الدخول....

طلب فنجاناً من القهوه مع قطعه من الحلوي ثم
نظر إلي الكتب والمجلات الموضوعه إلي جانبه ليفاجأ بكون ذوقهم جيد جداً بالكتب بل إن معظمها يستحق القراءه...

إبتسم إبتسامه عريضه متحمسه وهو لا يدري من أين يبدأ
تناول أحد الكتب من الرف الأخير بالأسفل وباشر بالقراءه وهنا قد تمر ساعات دون أن يلاحظ....

إستمر بتجديد طلبه من القهوه مع إستمراره بالقراءه حتي دقت الساعه الواحده....

كان قد أنهي نصف الكتاب فقط ولكنه قد أطال الجلوس حقاً لذا حمل حقائبه وأوقف سياره أجري عائداً مباشره إلي القصر.

دخل غرفته أخيراً ليلقي بكل أمتعته أرضاً من شده التعب

تباً لملابسه الرسميه تلك ولحذاءه اللعين هذا
ماذا سيخسرون إن غيرو الملابس الرسميه إلي الهيئه الرياضيه المريحه والغير مكلفه أيضاً ؟!

علي الأقل ستقل نسبه البدانه بالبلاد.

أخذ حماماً منعشاً بعد كل ذلك السير وسط الزحام
وبمجرد خروجه من حمامه واضعاً منشفته البيضاء فوق رأسه يجفف شعره حتي تذكر أمر ذلك الأحمق!!

صحيح أنه يوم العطله ولكن هما يتناولان وجباتهما سوياً دائماً وتناوله الطعام خاجاً يعني بأن الأحمق الأخر يتضور جوعاً.

هو يعرفه لن يطلب شيئاً من الخدم ولو كان علي حافه الموت فأسرع إلي غرفته طارقاً الباب ثلاث طرقات كعادته.

وعلي غير المتوقع فتح إيڤان الباب بنفسه... يبدو أنه كان قريباً منه.

إنتظرو إنتظرو عليكم حقاً تخيل ذلك أتعلمون كيف كانت هيئته عندما فعل ؟!

كان يرتدي ملابس النوم حتي الأن مع شعر مبعثر أشعث وكأنه خرج من إعصار ما و عيناه الرماديتان كانتا علي وشك الإنغلاق مجدداً بالإضافه إلي أنه ظل يحدق بأدريان للحظات قبل أن يكتشف من هو أتصدقون ؟!

رغم أنه الشخص الوحيد الذي يتوقع قدومه!!

إنفجر أدريان ضحكاً علي منظره هذا فتنهد إيڤان ذو العيون الناعسه بكسل وعاد للداخل فهو لن ينتظره حتي ينتهي من الضحك.

لكن معه حق من ينام حتي الساعه الثانيه ؟!...

لقد تغلب علي الدببه في بياتها الشتوي
تبعه للداخل ليجد أن أحدهم قد طلب البيتزا وحولها عده أكياس من الوجبات الخفيفه والمشروبات الغازيه مكوناً بذلك جواً مثاليا ً للكسالي أمام التلفاز

وهو الذي كان قلقاً من أن يكون جائعاً ؟!

سمع إيڤان تمتمته الساخره ليجيبه :
"بالطبع لن أفوت فرصه كهذه... ثم من يقاوم البيتزا بأي حال؟! "

حسناً يبدو أن أحدهم يستطيع الإعتماد علي نفسه لبعض الوقت...
علي الأقل لن يموت جوعاً إن إنشغل عنه.

نظر له إيڤان نظره جانبيه بعينيه الناعستين بسخريه:
"إذا أخبرني كيف كانت أول رحله تسوق منذ قرون؟"

ضحك أدريان و بدأ يحكي له كل شئ منذ ركوبه الحافله المكتظه حتي دخوله المقهي وعودته
فشعر إيڤان بالسعاده من أجله فهي المره الأولي التي يخبره أدريان فيها عن فعله لأشياء جديده حتي وإن كانت بهذه البساطه.

ثم أضاف إيڤان :
" حسناً إذاً يا صاحب العضلات إستمع إلي .... لقد قررت الإنضمام لصاله الألعاب الرياضيه التي تذهب إليها ما رأيك ؟"

لم يحتج أدريان للتفكير :
"رائع فكره جيده جداً... هكذا قد أعفيك من لقب القصير قريباً ... لكن هناك أمر ما بما أنك سترافقني فلنغير تلك الصاله تماماً فهي صاخبه جداً ومزعجه كما لن تود مقابله مشرف الصاله اللعين ذاك حتماً "

أجاب إيڤان متفائلاً :
"لا بأس طالما سنقضي وقتاً جيداً "

أقترح أدريان بابتسامه :
"هناك صاله جيده وكبيره في طريق مدرستك الجديده ما رأيك كما أنها مجاوره لمطعم بيتزا مشهور"

أجاب إيڤان بحماسه:
"ممتااز إتفقنا إذاً "

همهم أدريان مضيفاً:
"أجل إتفقنا.... إذاً ألديك خطط لليوم؟ "

إصتنع إيڤان التفكير قليلاً ثم أجاب رافعاً كتفيه بلا مباالاه :
"ممممم لا أظن فاليوم عطله "

تنهد أدريان باحباط وكأنه كان يتوقع هذه الإجابه اللامباليه منه :
" سيبدأ العام الدراسي بعد غدٍ وأنت لم تقم بأي خطوه للإستعداد له..... لم تشتري زيك الرسمي ولا كتبك الدراسيه أو حتي أياً من المستلزمات الضرورية... بل والأفظع لم يسجل إسمك بالمدرسه بعد فأنت لم ترسل لهم ملف بياناتك رغم أنهم ينتظرونه منذ أسبوعين...
أين ذهب حماسك ألم تكن تنتظر تلك الموافقه علي أحر من الجمر سيد ديكيلز ؟! "

شدد علي أخر جمله وكأنه يحاول إخراج غيظه بهذه الطريقه

رفع المعني حاجبه الأيسر بسخط كرد فعل علي أخر كلمه قالها ربما لأنها الشئ الوحيد الذي أثار إنتباهه وسط كومه الثرثره المعتاده أو لأنه يعلم أن أدريان يحاول إغاظته وهو ينجح بالفعل.

ومن حركته هذه أدرك أدريان أن المزعج الأخر لم يكترث إلا لأخر ما قاله فبدأ بفقد هدوءه ثم أثر الصمت فذلك الأحمق لن يهتم بما سيقوله بأي حال

أشفق إيڤان علي الفتي الذي يكاد يلقي بنفسه من النافذه وقرر أن يخبره :
"أوه هيا أدريان لست بهذا السوء..... فقد قمت بارسال الملف بالفعل كما أرسلت قياساتي إليهم وسيرسلون الزي الرسمي اليوم لذا توقف عن ثرثرتك ودعني أتكاسل بعطلتك كما أشاء "

توقف أدريان يحدق به ببلاهه غير مستوعبٍ لما قاله...
أيقول أنه أنهي كل شئ دون الرجوع إليه أو إزعاجه و إلقاء كل شئ عليه كعادته... ؟!
بل والأهم...
بدون حتي إعلامه بالأمر
حسناً يبدو أن قرار دخوله المدرسه كان في محله فهو يتحمل المسؤلية منذ الأن

إبتسم بعذوبه غير مصدق ولكنه متفائل للغايه
رغم أن المعني غير مكترث بالمره ويجلس بثياب النوم حتي الأن ولكن لا بأس فكل شيء في أوانه أما الأن فـقاطعه نداء إيڤان له ولكن مهلاً لما كانت نبره الإستعطاف في صوته؟!

نظر نحوه ليجده جالس أمام علبه البيتزا الضخمه لم يستطع إكمال ربعها حتي
نظر له إيڤان محاولاً إستعطافه بنظره الجرو خاصته فنهره أدريان :
"لا........ ليس هذه المره.... لا تحاول حتي ألا تتعلم أبداً ؟!.. تعلم أن لديك معده أصغر من معده نملهٍ صغيره والأن تطلب مني مساعدتك مستحيل فقط ضعها بالثلاجه وأرحنا "

أجاب إيڤان مندفعاً بنبره شبه باكيه دراميه وبذات نظراته اللامعه :
"ولكنها تصبح مقرفه عندما توضع في الثلاجة "
إلتفت إليه بعد أن كان يهم بتركه متورطاً وحده :
"إذاً لما طلبتها بهذا الحجم الهائل إن كنت تعلم بأنك غير قادر على إنهاءها ؟! "

أجاب ببراءه وتلقائيه :
"ولكنك لا تستطيع تقدير الكميه التي ستكتفي بها إن كنت تتضور جوعاً"

شد أدريان علي قبضته بغضب... ذلك الأحــمق
أخذ نفساً عميقاً يضبط أعصابه
و لكن لما لا يستطيع أن يكون حازماً معه؟!

... مرر بصره نحوه مجدداً
ليجده يحاول أن يأكل فوق طاقته وبسرعه كبيره بينما يغمض عينيه وكأنه مجبر علي ذلك أو تحت تهديد السلاح.

فخرجت ضحكه منه عنوه...
أحياناً لا يعرف كيف تخطي هذا الفتي الصف الثالث حتي ؟!

وبعد عده محاولات أخري لإقناعه وافق في النهايه رأفه بحال الفتي
يصير ضعيفاً بجانب تلك النظرات المستعطفه....... في بعض الأحيان فقط!

بعد أن بدأ كلاهما بالأكل....
إنتهي الأمر وبطريقه ما بأن يكشر إيڤان عن أنيابه ونواياه الحقيقية وقد نال مراده

فقد دقت السادسه منذ قليل وكلاهما يرتدي ملابس منزليه مريحه ويجلس أمام التلفاز منذ ساعات ويشعر بالتخمه من كثره ما أكلا...
لقد حول أدريان إلي كسول مثله ؟!

نعم يا ساده هذا تماماً ما كان يريده من خطته مستعملاً نظرات الجرو خاصته إنه لئيــم!!
وبينما كانا يستلقيان تتناثر حولهما أكياس المقرمشات والوجبات الخفيفه

وجه أدريان نظراته التي بدأت تصبح ناعسه إلي إيڤان الذي كان يقلب في قنوات التلفاز بملل...
من لديه طاقه لمتابعه شئ أخر بعد ثلاثه أفلام أكشن متتاليه.

تنهد بتعب ثم إستقام واقفاً يتأمل كومه القمامه التي يجلسان بها
نظر إلى إيڤان الذي تابع تقليب القنوات بملل وكأن الوضع يعجبه
أو هو يعجبه بالفعل
تنهد مجدداً بتعب.. آااااهٍ من ذاك الفتي

حمحم لإستعاده صوته بعد أن خمل مع خمول جسده :
" قُم عن هذه الأريكه حالاً.. فأنا لا أطيق هذه الفوضي لذا سأهتم بأمرها الأن
أما أنت إذهب لأخذ حمام ثم أخلد إلي النوم "

رفع إيڤان حاجبه الأيسر بسخط ثم نظر إلي ساعه الحائط أمامه
لم تتم السادسه والنصف مساءاً... يريدني أن أنام الأن ؟!
نظر لمحدثه بسخريه... أيمزح ؟! :
"قل أنك تمزح "

لم يتلقي إجابه من أدريان الذي بدأ بالتنظيف بالفعل يتحرك هنا وهناك

أعاد أدريان طلبه بنبره بها بعض الغضب هذه المره :
" قلت إذهب واستحم لا أصدق أنني كنت أجلس في حاويه النفايات هذه لخمس ساعــات لست كسولاً مثلك... والأن إستحم ثم نم وأرحنا فلست مستعداً لسماع تذمرك صباحاً "

هب جالساً فجأة بعد أن كان مستلقياً بكسل علي الأريكه :
" ماذا ولكن ماذا سنفعل صباحاً ؟! "

إبتسم المعني ببعض الخبث فعلي ما يبدو سيستمتع كثيراً غداً فقال مستفزاً إياه :
" ألم أخبرك ؟!
غداً يا عزيزي سيكون يوماً حافلاً ستتوقف عن دلالك وسنذهب لشراء كتبك الدراسيه ومسلتزمات مهمه أخري....كما سنذهب لأحد الأستوديوهات لإلتقاط بعض الصور من أجل ملفك الدراسي وكذلك الرياضي ألم تكن تريد الإشتراك بالنادي الرياضي ؟! "

حمحم ساخراً وأضاف :
"كما أن أحدهم بحاجه لأن يعتاد علي النوم والإستيقاظ مبكراً... فالوقت الذي إستيقظت به اليوم بعد يوم أخر من الأن سيكون وقت عودتك إلي البيت بعد إنتهاء الدوام أي أنه عليك الإستيقاظ قبل ذلك بأكثر من ثمان ساعات "

كتم ضحكته المتشفيه عندما لاحظ إمتقاع وجهه:
"إستعد لتحقيق ما كنت ترغب به منذ سنوات إذاً... بالتوفيق"

أعطي ظهره لمحدثه و تابع التنظيف وهو يهمهم مستمتعاً بما يفعل أو بما يفكر به في الحقيقه فلا يمكنه تخيل هذا المدلل الصغير المتمرد ملتزم بميعاد محدد للإستيقاظ فهذا سيحرمه من أغلي ما يملك... سريره

أما إيڤان فكان لا يزال تحت تأثير الصدمه حتي الأن...إنه يمزح فحسب صحيـح ؟!
لا.... لا يمكن لن يستيقظ في السادسه أبداً

يفكر بأمر الدراسه منذ سنوات ولتوه إنتبه علي هذا ؟!

لقد درس الموضوع جيداً علي ما يبدو!!

لكن جدياً كل ما أفكر به بهذه اللحظه أن حياتنا

من الأن وصاعداً ستأخذ

منعطفاً مختلفاً تماماً......

#يتبع

3206 words
النجمة بالأسفل وهي تحب أن تضغطوا عليها⭐
لترسلوا للكاتبة بعض الفراشات 🦋
نجمتي تراقبني وأنا أكتب وتعلم كم أنتظر منكم إرسال النجوم 🌠
دمتم بخير 💙

Continue Reading

You'll Also Like

2.4K 82 20
الرواية جديدة ومكتملة نشرتها كاملة بتاريخ 2024/8/4. الرواية تحتوي علئ بعض المشاهد الجنسية قد لاتناسب البعض. علق علئ البارتات تقديرا لتعبي. جيون جون...
184K 10.2K 24
رفع حاجبيه بينما ترتسم على طرف شفتيه ابتسامة جانبية و عيونه الخضراء تحدق بها و تكشف جميع أسرارها " هل أخبركِ أحدهم من قبل أنكِ فكرة سيئة؟" ليقترب منه...
4.3M 238K 39
- مكتملة - أُجبِرت هِي عَلى قضَاء لَيلة مُمارَسة الحُب بِدافع المَال لتَجد نَفسها توقّع عَلى عقدِ الزّواج مِن أصغَر مِليُونير ينكُر لَيلتُهما الرواي...
23.8K 3K 35
2024/2/2 #أبنة الشيطان القصه# لاتناسب الاعمار الصغيره 🚫