تَدَفُّقْ

By HagerPink

79.9K 7.8K 2.9K

يمر الجميع بتجارب جديدة، تكون أحياناً قاسية أكثر مما نتصور، نمر بالفقد ويزورنا الآلم، نشعر بالضغط وأحياناً أخ... More

Part 2..(ألــم)
Part 3.. (تَلاشـي)
Part 4..(حُطامُ مَاضـيٍ)
Part 5..(تَخبُط)
Part 6..(دَوَائر)
Part 7..(2 دَوائـر)
Part8..(هُدوء ما قبل العاصفه)
Part 9..(هُدوء ما قبل العاصفه 2)
Part 10..(إنتِشالٌ غَيرُ مُتَوَقَعْ)
Part 11..(المَوجَةٌ التى غَيَرَت السكون)
(Part 12) {3}هدوء ما قبل العاصفه
Part 13..(العـاصـفه)
part 14..(ْصَرخة نُكران )
Part 15..(غُصَةٌ صَامِتَه)
Part 16.. (مُشَوَشْ)
Part 17..( تَــائِــه )
معلومات هامة
Part 18.. (عَودةٌ غيرُ مَحمودَه)
Part 19.. (مُلَـغَمْ)
Part 20..(نَوعٌ أخر مِن الخُذلانْ )
Part 21.. (إنهيـار)
Part 22(عــودة)
Part 23...(أغــرَق)
part 24..(استغاثة)

Part 1..(تَبايُن)

15.3K 599 405
By HagerPink

فقط لا تكن ساذجاً قليل الصبر وتحكم من البدايه...بل افسح لنفسك بعض المجال لعلها تتفاجئ...👌🙂

استمتعوا
________________________________________
في قصر من قصور العائلات النبيله...
تحديداً في غرفه واسعه بالطابق العلوي... كان يرقد هناك علي سريره بهدوءٍ يبدو للناظر إليه لكن هو علي النقيد من ذلك فعاصفه هوجاء تعصف بكيانه لا يشعر بها احد سواه..

يتأمل السقف بشرود وقد ذبلت رماديتاه الحادتين علي غير العاده... أما شعره الاسود الفاحم فقد بعثر علي وسادته بغير هدي..

نظر إلي ساعته الرقميه الي يمينه ثم تنهد بضجر فعلي ما يبدو أن خلوته بنفسه طوال الليل يفكر لم تأتي بثمارها ولم يتوصل إلي حل يرضي قراره نفسه في النهايه.

نظر إلي ساعته وبدأ يتمتم بضجر: "ثلاثه ،إثنان،واحد"
قاطعه طرقتين خفيفتان علي باب غرفته ثم تبعها دوران المقبض ودخول احدهم...

دخل بطوله الفارع وهيئته الرسميه وإبتسامته الهادئه ثم اتبعها بتحيه الصباح البشوشه منه كالعاده..
ابتسم الجالس في سخريه قائلا:
"حقاً أدريان لما انت دائماً كعقارب الساعه"

تنهد المعني وبعثر خصلاته الفضيه بضجر متذمراً:
" جدياً هل كان علي والدتك ان تعطيك إسم كاتبي المفضل إيڤان "
قهقه إيڤان وهو ينهض عن سريره:
"كان هذا من من سوء حظك"

ابتسم أدريان بخفه وهو يراقب تغير مزاج سيده والذي بدي واضحاً بأنه لم يذق طعم النوم.
فقال أدريان وقد رفع أحد حاجبيه ببعض الجديه:
"إذاً ما الأمر الجلل الذي يبقيك مستيقظاً طوال الليل تفكر كالعجائز؟!  "

قهقه إيڤان بخفه ثم أجاب بهدوء كعادته:
"أنت تعلم أدريان إنه الموضوع ذاته ليس وكأن حياتي مثيره لأغير أياً من تطلعاتي.. "
ثم وجه نظراته التي تحولت الي الغضب نحو أدريان...

همهم أدريان مفكرا وأضاف فجأة :
ً "إذاً ماذا قررت ؟؟"
إيڤان بتعجب:
"ماذا ؟! ؟! "
أدريان بضجر :
"أعني بشأن إختيارك للأكادميه ،إلي أي الثانويات قررت ان تلتحق؟"

إلتفت إيڤان والذي كان يخرج بعض الملابس من خزانته إستعداداً لأخذ حمامٍ نحو أدريان هاتفاً بغضب :
"أتمزح أنا أناضل هنا منذ سنوات فقط لأجعل السيد چون يوافق علي إلتحاقي بأي مدرسه وأنت تطلب إختياري كأني مدلل أختار ما يروق لي "

أدريان بهدوءه المعهود :
"دعك من هذا الحديث الان.... لم تجبني ماذا قررت؟"
إيڤان بتعجب:
"ثانويه كرولز الخاصه..."
تبدلت ملامح أدريان في لحظه الي الابتسام هاتفاً بحماسه:
"رائع إذاً اعطني دفتر الإعلان "
مد إيڤان يده بالإعلان والذهول مازال مسيطراً عليه... ثم سأل بهدوء:
"إذاً ماذا تنوي ان تفعل؟! "

إلتفت أدريان إليه بعد أن كان موشكاً علي الخروج وقال بابتسامه :
"أنت تثق بي صحيح "
رد ايڤان بتلقائيه :
"وهنا تكمن الكارثه"
اتسعت ابتسامته وكانه قد تلقي مديحاً فأضاف:
"إذن لا تقلق "
تنهد إيڤان بشرود فتمتم بخفوت:
"كم أكره ثقتك الزائده"
عاد أدريان إليه ملتفتاً بتجهم :
"وكم اكره تشاؤمك اللعين"

هدأت الأجواء بعد هذه اللحظه لكون احدهم قد بدأ يسحب بدوامه شروده فسأله أدريان بخفوت :
"أمازلت تناديه بالسيد چون؟....  إنه والدك إيڤان "
تنهد الاخير بثقل :
"ما عدت أعرف كيف يمكنني مناداته بذلك منذ زمن "
ظل أدريان يحدق به بهدوء لدقائق ثم أغلق الباب خلفه تاركاً سيده يغرق في أفكاره مجدداً..

_________________________________ 

خرج أدريان من غرفه ذلك المزعج وهو متجهم الوجه ولا يدري حقا متي يصبح ذلك المنعزل متفائلاً.....
تنهد بإحباط وهو يسير في الرواق متجهاً إلي غرفه سيد المنزل بملل فرغم كونه شديد الدقه إلا أن السيد چون أكثر دقه فهو حقا كعقارب الساعه..
 
نظر أدريان إلي الملفات بيديه بإنزعاج وملل.. العديد من الرسائل والتقارير وطلبات موافقه ومستنداتٌ عده.... خمن أن جميعها مستعجله حتي ترسل الي بيته مباشره.. 

وقف أمام باب مكتب السيد چون بإنتصاب ثم نظر إلي ساعه معصمه وطرق الباب بلباقه ثم أخذ نفساً عميقاً قبل أن يسمع الإذن بالدخول.

دخل إلي تلك الغرفه الضخمه الشبه خاليه  سوي من مكتب هائل يجلس سيد المنزل علي كرسيه بوقار وبعض الأرائك الفاخره....

توقف امام السيد منتصباً بوقفته ثم إنحني بلباقه وقدم تحيته الصباحيه... لينظر الأخير إلي ساعه معصمه ببرود ثم ينقل ببصره نحو أدريان قائلا:
"في موعدك تماماً أدريان كعادتك إذاً ماذا هناك لليوم ؟"

بدأ أدريان بتقديم الملفات تباعاً:
ً "بعض التقارير من الشركه.... نتائج بشأن العقار الأخير ... ،وتقرير بشأن التحضيرات لإفتتاح الفرع الجديد بسويسرا..... والباقي معظمه ملفات مستعجله تحتاج إلي توقيعك سيدي"

ابتسم السيد بدهاء و إعجاب:
"إستنتجت كل ذلك من أغلفه الأظرف فقط"
أجابه الفتي بهدوء:
" أجل.... سيدي"
كان قد توقع إجابته هذه مسبقاً فقام بتقليب الأوراق في يديه بضجر حتي أمسك بورقه إعلانيه مبهرجه بدت شاذه وسط كومه الورق...

نقل ببصره إلي أدريان يستفسر فصمت الفتي ولم يبد أي تفاعل..
قلب الورقه في يديه ليجد بأنه إعلان لمدرسهٍ ثانويه..

رسم ابتسامه ساخره وهو يتابع القراءه مما أعطي أدريان دفعه منعشه من الأمل...فحافظ علي جموده كي لا يُفضح أمره....

أنهي سيد المنزل قراءه الإعلان ليلقي به علي المكتب بإستخفاف قائلا بسخريه:
"إذاً فذلك المدلل مازال يذكر أن له أبٌ في النهايه "
ثم تنهد بخيبه وبدي وكأنه يفكر جدياً بالأمر..

فأعطي ذلك أدريان دفعه إيجابيه أخري.. فتقدم إلي سيده بتقرير طبي كان بحوزته..
ليتفقده المعني بتساؤل.
فبادر الفتي بالشرح:
"إنه تقرير الطبيب لوسيان الأخير لحاله السيد إيڤان والذي ينص علي أنه قد شُفي من  مرضه تماماً 
وقد صرح الطبيب بأن بإمكانه فعل كل ما كان ممنوعاً منه "

تفقده الاخير بشئ من الرضي ثم أضاف بعد أن تنهد :
"ما رأيك أنت أدريان؟! .... أنت ترافقه منذ كان طفلاً وتعرفه جيداً.... عنيد ويعارض ما يطلب منه كما أنه شديد التأثر بما حوله ومتقلب دائماً.... ماذا أفعل معه؟"
أجاب بجمود وهو يكبح غضبه بصعوبه:
"أري أن توليه بعض الإهتمام يا سيدي فمنذ حادثه الإنفصال وأنت قد أهملت وجوده رغم معرفتك بسوء حالته الصحيه والنفسيه كذلك  ...
أما بالنسبه للدراسه في مدرسه ثانويه فرايي المتواضع بأن تسمح له بذلك سيدي "

ابتسم السيد جون بسخريه:
"كالعاده تقف في صفه دائما "
أجابه ببرود:
"بالطبع فوظيفتي الأساسيه في منزل أل ديكيلز هي مرافقه السيد إيڤان وخدمته منذ كان بالخامسه وهذا شرف لي بالطبع......
كما أنني أذكر أنه كان أنت سيدي من أوكل إلي بهذه المهمه بعد أن تم إخضاعي لإختبارات خاصه.
لذا أنا أهل لثقتك بتفويضك الشخصي....
فأرجو أن لا تقلق علي السيد ايڤان مادمتُ إلي جواره...
والأن سيدي إذا سمحت علي الإنصراف عن إذنك "

إتسعت إبتسامه سيد المنزل بمكر و باغته بسؤال مفاجئ جمده لوهله بعد ان كان يهم بالخروج :
"بالمناسبه أدريان مع بدايه هذا العام الدراسي تصبح في ختام مرحلتك الثانويه.... أليس كذلك ؟؟"

إستدار المعني لمحدثه وقد تمكنت منه شياطين غضبه ما إن فهم ما يدور بخلد الأخر لكنه تمالك نفسه تماماً فإن توجب عليك التعامل مع مثل هذه النماذج فعليك أن تتحلي بالبرود وقد صار محترفاً بالفعل..

أجابه متصنعاً الدهشه :
"أشكرك علي ملاحظه ذلك سيدي "

أضاف سيد المنزل موضحاً قصده اللعين:
"أي أن مسؤلياتك ستتضاعف.. ووقتك سيتضائل.. وسيضعف تركيزك.. وعلي هذا ستترتب العديد من الأمور الغير مرغوبه لذاااا فكرت بأنـــ...... "

قاطعه أدريان بنبره لم يخفي حدتها :
"عذراً علي مقاطعتك سيدي لكن في قصر أل ديكليز هذا يوجد شخص واحد فقط سخر وقته وجهده وحياته لخدمه السيد إيڤان وهو أنا.....
لذا لا أعتقد أن أياً من العقبات التي ذكرتها سيدي قد تؤثر علي أدائي لمهمتي ووظيفتي علي أكمل وجه كما أفعل عادتاً لذا أرجوك لا تقلق.... والأن أعذرني لقد تأخرت "

أغلق باب الجحيم خلفه بعد أن خرج من براثنه.
تنهد بعمق وكأنه يفرغ ذلك الهواء الملوث من رأتيه.... كاد يختنق بهذا الجو المقيت..

إستمر بتمالك أعصابه فهو ما زال بأرض العدو.
غادر الرواق اللعين سريعاً صاعداً إلي الطابق العلوي حيث جناح سيده والذي توجد به غرفه سيده الملاصقه تماماً لغرفته الخاصه منذ بدأ العمل بهذا القصر  وهي مده تفوق أربعه عشر عاماً.....

شرع بتغيير ثيابه بهدوء وقد اخذته افكاره إلي جحيمه مجدداً..

حقاً إن ذلك الرجل ميؤس منه.... متي يري فداحه الجُرم الذي إرتكبه بولده ليعود يشتكي تمرده بالنهايه..... أيعتقد أنه يربي جرواً ؟!

أنتهي من تبديل ملابسه إلي أخري بذات مستوي الرسميه ونزل لمباشره عمله فقد دقت الساعه الان السابعه والنصف والقصر الان في أنشط حالاته كخليه نحل......

________________________________________

وفي مكان بعيدٍ كل البعد عن القصور والثراء في شارع صغير هادئ تتراقص فيه المنازل الصغيره جمباً إلي جمب وكأنها تحمي ببعضها بعضاً من البرد..

وتحديداً في منزل متوسطٍ ذو حديقه جانبيه صغيره يعيش فتاً في الخامسه عشره من عمره مع أسرته الصغيره في هدوء حياةً هادئه بسيطه...

دقت الخامسه والنصف صباحاً وللأسف يتوجب عليه الإستيقاظ بهذا الوقت...

أطفئ منبهه المزعج ناهضاً عن سريره بمضض وهو يودعه بصمت وروتينيه....

اخذ حماماً بارداً ليفارقه النوم تماماً ثم دخل إلي المطبخ ككل صباح يحضر وجبه إفطار بسيطه له ولوالدته التي تذهب إلي عملها مباشره بعد ذهابه إلي المدرسه...

جهز حصه كلٍ منهما علي حدي ثم أمسك بإحدي الأوراق الصغيره المعلقه علي المبرد واخذ القلم المرفق وخط بعض الملحوظات الدافئه لوالدته ثم ألصق بعضها علي المبرد والباقي علي وجبه طعامها كما يفعل كل صباح.

ثم تركها بمكان تسهل رؤيتها منه  وعاد إلي غرفته يستعد للذهاب إلي مدرسته..

بدأ بترتيبها علي عجل وساعدته مساحتها الصغيره بذلك ثم إتجه إلي مرأته يجفف شعره البندقي(بني)  الذي تركه مبللاً بإهمال ألقي بنظره نحو ساعه مكتبه لتتسع عشبيتاه ذعراً..

أخذ يركض كالمجنون في أنحاء الغرفه حتي إرتدي زيه المدرسي علي عجل وقد تحتم عليه الذهاب ركضاً اليوم.. 

أمسك بحقيبته بلهفه وأسرع خارجاً قبل جبين والدته النائمه فانتبهت إليه فسحبته بعناق مفاجئ ليبتسم كلاهما ويتركا العنان لهذا العناق الدافئ....

قبلته علي خده الايمن مودعه إياه قبل أن يهم بالخروج 
دخلت بعد أن غاب صغيرها عن نظرها لتفاجئ بملحوظاته الدافئه لها فابتسمت بخفوت وهي تلتهم كلماته بلهفه وشوق فصغيرها العزيز بات بعيداً عنها بذهابه يومياً إلي العمل وإلي المدرسه.....

تحولت إبتسامتها إلي حزن وقلق فهو ما زال بالخامسه عشر ولكنه يجهد نفسه بين العمل والدراسه والإهتمام بعائلته الصغيره حتي أثقلت الهموم كاهله....

عادت للإبتسام وهي تقرأ إحدي ملحوظاته (أعلم أنكي قلقه بشأني لكن تذكري أمي لقد صرت رجلاً ولا أريد أن أراكي حزينه.. إهتمي بصحتك من أجلي أحبك..... كايند)

قهقهت بخفه وسط دموعها التي إنهمرت قبل ان تدرك فأحتضنت الورقه إلي صدرها وهي تفتقد صغيرها القوي منذ الأن..  

_______________________________________

يركض بأقصي ما لديه حتي أنهكه التعب تماماً ما به اليوم....؟! 
كيف تأخر هكذا يستيقظ يومياً بالوقت ذاته ويصل بالموعد دون الحاجه إلي الركض هكذا كمن يهرب من العداله...

توقف ليلتقط أنفاسه الشارده لوهله وقد انهكه الجري تماماً.... كم يكون الأمر متعباً أن يسير يومياً من بيته إلي مدرسته لمسافه طويله تصل إلي خمس وأربعون دقيقه سيراً..

فقط لكون بيته يقع علي أطراف المدينه ولا توجد وسائل مواصلات قريبه.... تببباً

تراقصت له أسوارها الشاهقه من بعيد فبدأ يسرع حتي وصل إلي أبواب المدرسه الحديديه ليتبين بأن الطلاب قد إصطفوا بالفعل ولكن منذ دقائق فقط....

تنهد براحه وهو يتابع إلتقاط أنفاسه بينما يتوجه نحو طلاب صفه بخطواتٍ مترنحه...
ثم وقف في أخر الصف مما يدل علي تأخره.

خلف ظهره تماماً يقف أستاذ الحصه الاولي ومن حسن حظه أنه كان الاستاذ (ليو) فكايند هو تلميذه المفضل وهو يحبه كثيراً...

رغم أنه يقف خلفه إلا أن الفتي لم يلاحظه فتقدم نحوه لإلقاء التحيه بدل الإستماع لإذاعه المدرسه ومعلوماتها المكرره.....

لاحظ إضطراباً في حاله فأمسك بكتفه برفق مديراً إياه باتجاهه ليفاجأ به يمسك صدره الذي يعلو ويهبط باضطراب وقد تربع الألم علي وجهه وفترت عيناه.  
هتف بقلق:
"كايند أنت بخير؟"

نطق إسم أستاذه بألم وكأنه قد لاحظ وجوده للتو..
أضاف أستاذه قلقا:
ً"كايند ما بك؟!.. هل تناولت دوائك اليوم؟"

إزداد إنعقاد حاجبيه ألماً وخرج صوته مخنوقاً ضعيفاً :
"نسيت أمره تماماً "
بالكاد خرجت كلماته لينخرط في سعال حاد يشعر بصدره يتمزق من الداخل يرديه....

وكأن روحه تتفتت وتخرج مع سعلاته لا يكاد يجذب أنفاسه... هو عاجز عن التنفس
إحتقن وجهه بشده

فزع الاستاذ ليو لحاله البائس فأسرع بإسناد ذراعه إلي كتفه وتوجه به إلي العياده فوراً. ..
كان معظم الطلاب قد لاحظوا ما حدث ولكن أحداً لم يهتم بالأمر....

فور وصوله إلي العياده أجلسه إلي أحد الأسره بينما أخذ يقلب هو بأدراج الأدويه كالمجنون حتي وجد ضالته...

أسرع بتلك الزجاجه الصغيره إلي الفتي الذي كان جسده كالورقه في مهب الريح عاجزاً عن جذب أنفاسه المسلوبه...

لم يعفه السعال لحظه حتي تدفق ذلك الرذاذ من فمه إلي رئتيه لينعشها ويوسع أفقاً للتنفس كما تروي أرضٌ جافه بماء عذب أخيراً..

توقف سعاله الحاد وهدأ جسده نسبياً وتوقف الألم وعاد يتنفس.... كمن كان علي وشك الغرق..
وجهه شديد الإحمرار تملأ جبينه زخات العرق ولا يستطيع إيقاف إرتجاف كفيه خاصةً أصابعه النحيله...

نظر إليه أستاذه بشفقه وتعاطف فإنزعج الفتي كثيراً من نظراته فحاول إيقاف إرتجاف كفيه ولكن بلا فائده فأخفض بصره في خزي وإنكسار.....

تمالك نفسه حتي لا تنهار جسور تحمله أمام أكثر الأشخاص الذين يحترمهم فربت ليو علي كتفيه يواسيه بإبتسامه حانيه :
"لا تستعجل الشفاء كايند.... فمرضك بعد كل شئ قابل للشفاء... أنت قوي من الداخل لذا لا تتهور وتتسرع مجدداً "

حاول أن يكون أكثر جديه بقوله:
"أنت تعلم أنه بتراجع صحتك يتراجع مستواك الدراسي.. وستقلق عليك والدتك وانت لا تريد ذلك صحيح ؟؟"

أمسك بكف الفتي بعد أن خف إرتجافه ووضع به علبه حليب كانت بحقيبته فعاود الإبتسام مشجعاً:
"كن قوياً..... فلا أريد من تلميذي المميز أن ينظر منكسراً هكذا"

كان هذا اخر ما قاله قبل أن يهم بالخروج عائداً إلي حصته التي تأخر عنها بسببه
تاركاً ذلك الجسد الهزيل وقد عصفت به هذه الكلمات مراراً وتكراراً حتي أنهكه التفكير وغفي في مكانه من التعب........

#يتبع

2026 words
النجمة بالأسفل وهي تحب أن تضغطوا عليها⭐
لترسلوا للكاتبة بعض الفراشات 🦋
نجمتي تراقبني وأنا أكتب وتعلم كم أنتظر منكم إرسال النجوم 🌠
دمتم بخير 💙

Continue Reading

You'll Also Like

33.5K 1.6K 47
غرفة مُظلمة رائحة مقرفه ادين مقيدات ودموع بنت ترتجف خــوف.. قـلـــق.. تــــرقــــب.. تــــوتــــر.. ضــــلام.. انتــــظار.. جسمي يرجف واني اراقب الغ...
448K 17.1K 32
هو بارد يكون قائد اقوه قطعان المستذئبين عرف عنه الجبروت و القوه ليس متساهل قلبه كا الثلج بروده ينافس قطبي الجنوبي و الشمالي طباع حاده كل المخلوقات تض...
4.4M 239K 39
- مكتملة - أُجبِرت هِي عَلى قضَاء لَيلة مُمارَسة الحُب بِدافع المَال لتَجد نَفسها توقّع عَلى عقدِ الزّواج مِن أصغَر مِليُونير ينكُر لَيلتُهما الرواي...
194K 6.1K 42
"امريتا"