تناديه سيدي ج1 قطعة من القلب...

By user72111140

836K 24.2K 915

جرحٌ تلقاه فدُمِغت به روحه بفعل يدٍ غادرة... فنأى عن البشر إلا عن قلبٍ دافئ بحكمته الآسرة.. فجاءت لتعلل جرحه... More

من قصيدة لأن
تمهيد & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الأول & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثاني & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثالث& تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الرابع & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الخامس & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل السادس & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل السابع & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثامن & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل التاسع& تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل العاشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الحادي عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثاني عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثالث عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الرابع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الخامس عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل السادس عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثامن عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل التاسع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الحادي والعشرون & تناديه سيدي & صابرين
الثاني و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الثالث و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الرابع و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الخامس و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الخاتمة & تناديه سيدي & صابرين شعبان
عتاب ♡♡ صابرين شعبان
من أجلك جميلتي ♡♡ صابرين شعبان

الفصل السابع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان

24.5K 840 25
By user72111140


الفصل السابع عشر

" إلى أين أنت ذاهب تامر اليوم يوم إجازتك "
سألت صبا زوجها و هى تراه يكمل ارتداء ملابسه استعدادا للخروج ،أجابها بهدوء و هو يحني رأسه ليدفع بقدمه في حذائه ..." لدي شيء هام حبيبتي سأفعله و أتي مسرعا إليك "
كتفت يدها و قالت بضيق .." وما هو الشيء الهام سيد تامر الذي ستتركنا من أجله يوم إجازتك التي ننتظرها كل أسبوع لنحظى ببعض الوقت معك "
أعتدل بعد أن أنهى ارتداء ملابسه و دنا منها يحتويها بشوق قائلاً .." أنا أيضاً لا أريد الذهاب و تركك و لكنه شيء له علاقة بعملي هل يهمك الأمر لهذا الحد "
ثم أكمل مازحا .." لا تخشي شيئاً أنا لن أذهب لأقابل امرأة أخرى من خلف ظهرك إذا كنت تظنين ذلك "
أمسكت ياقة قميصه تشده إليها بعنف قائلة بتحذير ..
" إياك ..إياك أن تتحدث عن امرأة أخرى أو حتى تذكر إحداهن و لو من باب المزاح هل فهمت سيد تامر "
نظر ليدها الممسكة بقميصه و رفع يديه يقبض عليها ليميل برأسه ليقبلها بعنف معاقبا و هو يقول .." سأحاسبك على فعلتك هذه حين أعود إلى اللقاء الآن "
تركها و أنصرف و القلق ينهشها لا تعرف لماذا ؟؟؟

****

" صباح الخير جدتي صباح الخير سيدي كيف حالك اليوم "
قالتها نجمة عندما دلفت إلى غرفة الطعام التي كانت معتادة أن تجدها فيها صباحاً عندما تفاجأت بوجود طِراد جالسا فهى منذ عاد للعمل لم تعد. تراه على طاولة الطعام في أي من وجبات اليوم و لذلك كفت عن تناول الفطور و العشاء مع الجدة و كانت فقط تتناولان الغداء معا كل يوم ..هز طِراد رأسه بصمت و ابتسمت فريدة قائلة ..
" صباح الخير حبيبتي هل تناولت فطورك أم لا "
أجابتها نجمة بهدوء .." أجل جدتي شكراً لك هل تريدين شيئاً أم أنتظرك في الكوخ خارجا "
أجابت فريدة .." لا أريد شيء يمكنك أن تستمتعي بهواء الصباح النقي لحين أنضم إليك "
أحنت رأسها و قالت مستأذنة .." حسنا جدتي إذن لي سيدي "
أحنى رأسه بصمت لتخرج نجمة مسرعة فنظر إلى جدته قائلاً بتحذير" لا تفكري حتى أنظرى إليها أنها تبدو كطفلة صغيرة بالنسبة لي كيف تريدني أن أتزوجها تبدو كمن تركت لعبتها للتو بضفيرتها هذه "
رفعت فريدة حاجبيها ساخرة .." طفلة حقاً أنها في الرابعة و العشرون طِراد و ليست طفلة أنها في سن مناسب للزواج بل أكثر من مناسب "
قال بحدة و هو ينهض من مقعده .." و لكن ليس لي جدتي ليس لي "
ثم تحرك قائلاً ببرود .." سأذهب للعمل لا تنتظريني على الغداء "
ابتسمت فريدة ساخرة فهى تعلم أنه سيذهب الآن لينظر إليها و هى جالسة في الكوخ كما يفعل دوماً حين يصادف و تدركه قبل أن يرحل لعمله ..تمتمت بخفوت ساخرة .." أحمق "

*****

طرق الباب منتظرا قابضا على يده قلقا من اللقاء و من ما سيسمعه من هذان الاثنان ..فُتح الباب وقف مسمرا لمرئي الرجل العجوز الفخور بنفسه على هذه الهيئة من الإهمال في مظهره بدا كمن أضيف لعمره سنوات طوال ..سمع صوت والدة صبا من الداخل تهتف .." من أتى زيدان "
قال الرجل بسخرية و هو ينظر لتامر بحقد .." أنه زوج ابنتك سهير تذكرنا بعد سنوات طويلة "
زم تامر شفتيه و قبض على يده منتظرا بصمت أن يسمح له بالدخول فتنحى الرجل جانباً و ترك له المجال ليدلف إلى المنزل ..أتت والدة صبا من الداخل مسرعة و هى تضع نظارتها الطبية على عينيها و تنظر لتامر بلهفة تتلفت حوله و خلفه و هى تقول .." هل أتت معك ..هل تريد رؤيتنا أخيراً "
نظر تامر بصمت و هو يدلف للداخل و والد صبا يغلق الباب خلفه و يجيب زوجته بسخرية جادة .." أنسي الأمر سهير فهى لن تعود و تسأل عنا مرة أخرى و الفضل يعود له "
وجد تامر أن المرأة أكثر مرونة من زوجها فتوجه إليها بالحديث قائلاً
" مساء الخير خالتي هل أستطيع الحديث معكم قليلاً "أشارت إليه سهير بلهفة .."
تعال أجلس تامر أنا أيضاً أريد الحديث معك بني و لكن أولاً أخبرني هل صبا بخير "
هز رأسه قائلاً يطمئنها .." نعم خالتي هى بخير و لا تعرف بقدومي إلى هنا اليوم "
أغلقت ملامح المرأة و أرتسم الحزن و خيبة الأمل على وجهها متمتمة
" معنى هذا أنها لم تسامحنا و لذلك أتيت من خلف ظهرها أليس كذلك "
تنهد تامر فلا داعي للدوران حول سبب مجيئه هنا ..هو يريد أن يعرف ما حدث منذ سنوات مع زوجته و والديها و جعلها تغضب منهم و لا تسامحهم كما تقول والدتها ..نظر إلى الرجل الواقف متصلبا و قال موجها حديثه لكليهما ..
" جئت اليوم لأعرف لماذا تركتني صبا منذ سنوات بدون أن تخبرني أريد أن أعرف ماذا حدث معها و أين كانت و لم لم تبلغوها بعنوان منزلي الجديد كما أخبرتكم أن تفعلوا "
سأله زيدان ساخرا .." ألم تخبرك لماذا هل تقول أنك أعدتها للمنزل بدون السؤال عن مكان وجودها و سبب تركها لك ..يا لك من طيب القلب "
ثم أكمل بغل .." ربما كانت هاربة مع أحدهم و عندما تركها عادت إليك "
نظرت إليه سهير بذهول و صدمة و تامر الذي هب يقبض على ياقة قميصه بعنف و قال بغضب ..
" هل تعلم لولا أنك رجل عجوز و أبا زوجتي كنت قتلتك و دفنتك موضع قدمك و لكن كرمة لها فقط سأتركك "
دفعه على المقعد بغضب و توجه بحديثه لسهير قائلاً .." هل ستخبرينني أم أذهب دون رجعة سيدتي و أنا أقسم حقاً أنكم لن تروها مرة أخرى لا هى و لا حفيدك الذي لم تسألا عنه مرة واحدة خلال سنوات "شهقت سهير بالبكاء و قالت بألم .."
أجلس تامر أجلس سأخبرك بكل شيء حتى تعلم أني نادمة على ما فعلناه أنا و زوجي بحقكما و حق حفيدي "
كانت كمن قفز في العمر في السنوات الثلاث الماضية من ثلاثة لثلاثة عشر عاماً. جلس تامر بصمت ينتظر أن تتمالك نفسها و تعود إلى الحديث معه ..كان زوجها قد عاد إلى الجلوس بتهالك على المقعد محني الرأس صامتا يستمع لشهقات زوجته بعذاب .. بعد قليل توقفت سهير عن البكاء و قالت موجهه الحديث لزوج ابنتها قائلة .." منذ ثلاث سنوات أتت إلينا صبا تطلب المساعدة مني و من والدها "
ضاق ما بين حاجبيه و قال بتساؤل ..
" مساعدة لماذا "؟؟
نظرت لزوجها بعتاب و قالت بألم .." لقد كانت مريضة و تحتاج لإجراء جراحة عاجلة "
أتسعت عيني تامر و ارتجفت يديه المستندة على ساقيه و هو يسأل بذهول .." كانت ..كانت مريضة ..كيف ..كيف مريضة أنا لم الاحظ عليها شيء لقد كانت طبيعية "
أجابته سهير بألم و هى تتذكر ما قد أخبرتهم به .." لقد كان المرض في مراحله الأولى فلم يكن يظهر عليها شيء وقتها "
فسألها تامر و قد شحب وجهه و تحشرج صوته .." و كيف علمت أنها مريضة فهى لم تذهب يوماً للطبيب منذ وضعت وسيم "
أجابته سهير و هى تمسح عينيها بيدها .." لقد ظنت أنها حامل للمرة الثانية و ذهبت لإجراء تحليل للحمل و لم تخبرك لتكون مفاجأة لك حين تعلم بنتيجته و لكن الطبيب أخبرها أنها يجب أن تقوم ببعض التحاليل الطبية و الأشعة لشكه في شيء ..و عندها لم تستطع أن تخبرك بشيء لحين قامت بكل ما طلبه الطبيب و هذه كانت النتيجة .. أنها مريضة و يجب أن تجرى جراحة عاجلة "سألها تامر بصوت مرتعش .." بماذا كانت مريضة "
أجابته سهير متذكرة صدمتها حين علمت ذلك الوقت .." كان لديها ورم في الرحم لقد كان حميداً و لذلك قال الطبيب أنها عليها أن تسرع في إجراء الجراحة حتى لا يكون هناك مضاعفات و سيضطرون لاستأصله "
أغمض تامر عينيه بألم و هو يقول بعذاب .." أين كنت من كل هذا كيف لم أرى ما تعانيه زوجتي هل كنت أعمى لهذا الحد "
أجابته سهير بثقة في ما قصدته ابنتها في ذلك الوقت .." بل هى لم تظهر لك شيء حتى لا تؤلمك ، فضلت تحمل كل ذلك وحدها حتى لا تسبب لك الألم "
قال يسألها بجمود و قد شعر بمشاعره مخدره من الصدمة ..
" ما هى المساعدة التي كانت تريدها خالتي "
ردت سهير و هى تمسح دموعها التي لم تتوقف عن السيلان .." كانت تريد المال فهى كانت جراحة مكلفة لاحتياجها لفترة نقاه بعدها و التأكد من عدم عودة الورم مرة أخرى و أنت ذلك الوقت لم تكن تملك سوى راتبك و خشيت أن تحملك فوق طاقتك غير ألمك لمرضها "
تماسك تامر بشق الأنفس حتى لا ينهار و يهدم البيت من حوله صراخا و هو يستمع إلى ما عانته زوجته وحدها بدون وجوده أو دعمه .." أكملي خالتي ماذا حدث بعدها "
قالت و هى تنظر لزوجها المحنى الرأس بعتاب ..
" وافق والدها على إعطائها المال و لكن بشرط أن تتركك و تأتي و حفيده لتعيش معنا و تطلب منك الطلاق "
نظر تامر إلى الرجل الجالس بذهول صامتا كأن لا شيء يعنيه بعد الآن ..
" ألهذا الحد تكرهني لدرجة المخاطرة بحياة ابنتك و مساومتها عليها "
لم يتحدث الرجل فأكملت سهير .." و لكنها رفضت ذلك قائلة أنها تفضل أن تموت معك على أن تتركك و وسيم كانت تهم بالرحيل و أنا أظن أن زيدان سيوقفها و يعطيها المال و لكنه لم يفعل و عندها صرخت بها أن تنتظر قليلاً خرجت معها و ذهبنا إلى البنك كان لي بعض المجوهرات التي تركتها أمي لصبا لأعطيها لها حين تتزوج و لكني لم أفعل لرفضنا زواجها منك و لكنها بالنهاية لها أعطيتها لها فقامت ببيع البعض منها و أعادت الباقي منها بعد أن أخذت نقود الجراحة و أخبرتني أنها لن تخبرك بشيء و حين تأتي لتسأل عنها نخبرك بأنها لدى شقيقتي المريضة في الخارج و أنها اضطرت للسفر سريعًا دون إخبارك .. انتظرت لتكون شقيقتك لديكم حتى تترك وسيم معها لحين عودتك لم ترد الرحيل في وجودك لأنك لن تسمح لها و ستحاصرها بالأسئلة و هكذا سافرت لدى شقيقتي بالفعل لتجري الجراحة .."
عادت للبكاء مرة أخرى و قالت .." و لكننا لم نخبرك و أخبرناك أننا لا نعرف طريقها و حين تركت عنوانك الجديد هنا لم نخبرها و تركناها تذهب لبيتكم القديم لتجد أنك رحلت كانت تبحث عنكم كالمجنونة و ما جعلها تيأس أكثر أننا أخبرناها أن شقيقتك سافرت إلى الخارج مع زوجها ظننا أنها ستستسلم و تعود لتعيش معنا و والدها وعدها أنه سيجلب لها وسيم شرط أن تطلب الطلاق منك و لكنها لم تفعل و تركتنا بعد عودتها بشهر و لم نرها إلا حين تأتي للسؤال عنك هل أتيت لتسأل عنها ..هل تركت عنوانك الجديد .."
كانت تتحدث و هى تبكي بحرقة و تامر يجلس يرتجف من الألم لدرجة ظنت أنه سيصاب بأزمة قلبيه كانت تكمل لتزيد من غرس سكين في صدره ..
" لم نعرف أين كانت تعيش فهى لم تخبرنا بذلك قط فقط تسأل هل أتيت للسؤال عنها "
نظر لوالدها الذي كانت تجرى دموع الندم على وجهه فسأله بصوت معذب .." لماذا ..؟ لماذا ؟؟ ماذا فعلت لك لتفعل بي و بطفلي هذا و تبعدنا عنها لثلاث سنوات "خرج صوت الرجل متحشرج و هو يقول بحرقة ..
" و ماذا فعلنا نحن لتأخذ منا ابنتنا الوحيدة و تبعدنا عنها للباقي من حياتنا ،لم تتعجب لاستغلالي الفرصة و قد سنحت لتعود ابنتي لي مرة أخرى حتى لو كانت ستتألم لبعض الوقت "
صرخت به سهير قائلة .." و لكنها لم تعد.. لم تعد و خسرناها للأبد هل استرحت الآن زيدان لقد فقدنا ابنتنا للأبد "قال تامر بألم .." و لكني لم أمنعها و لم أبعدها أو أشجعها على ذلك ،بل سمحت لها للمجيء لرؤيتكم أي وقت تريده حتى بدون اخباري لقد ظننت أن ولادة وسيم ستقرب بيننا و لكنها لم ..."
صمت و نهض مترنحا و كأنه على وشك فقدان الوعي فأمسكت به سهير من ذراعه ترجوه
" أرجوك بني أخبرها أن تسامحنا أرجوك فلولا أننا أوصلنا لها عنوانك ما وجدتكم أرجوك كرمى لذلك فقط اجعلها تسامحنا نريدها و حفيدنا للباقي من عمرنا فقط تسامحنا "
أزاح تامر يدها و أتجه للباب و هو يقول بصوت أجش ..
" لا أعرف خالتي لا أعرف كيف أواجهها بعد كل هذا و ما أخبرتني به تظنين أنكم فقط من أخطأتم في حقها ..لقد أخطأت من قبلكم في حق زوجتي و لا أعرف كيف سأعوضها عن ذلك أو كيف سأسامح نفسي لما فعلت "
خرج من المنزل تاركا سهير تنهار جالسة على المقعد و هى تبكي بعذاب و تنظر لزوجها بلوم .

*******

كان يسير على غير هدى لا يعرف كيف سيواجها بعد كل ما علمه اليوم أغلق صوت هاتفه حتى لا يعذب أكثر بمهاتفتها المستمرة له ينظر إلى عدد المرات التي تتصل بها و لا يستطيع حتى أن يجيب على واحدة منهم تخطت الساعة الواحدة ليلا و هو لا يصدق أنه ظل كل هذا الوقت هائما على وجهه في الطرقات بعد تركه منزل والديها ..فتح هاتفه يطلب رقما لينصت يستمع لرنينه و ثوان شعرها ساعات أجاب الطرف الآخر فقال تامر بهدوء مصطنع .." طِراد أريد القدوم إليك الآن هل يمكنك استقبالي "
سمع إجابة الطرف الآخر ثم أغلق الهاتف و هو يقول
" حسنا "
ثم يتحرك لينصرف ..نهض طِراد من فراشه ليرتدي قميصه على بنطاله البيتي و يبحث عن خفه ليرتديه ليهبط للأسفل ..سمعت فريدة صوت فتح بابه فنهضت قلقه تتسأل عما به و إلى أين هو ذاهب في هذا الوقت ..فتحت بابها و كان يسير مسرعا في الممر الطويل المؤدي إلى الدرج فهتفت به ..
" طِراد ماذا هناك إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت المتأخر بملابسك هذه "
قال ليطمئنها .." لا شيء جدتي لقد هاتفني تامر و هو آت لهنا لا أعلم ما به و لكن بدا صوته مضطربا سأذهب لأفتح له الباب الكبير "
أومأت برأسها شاعره بالقلق تخشى أن يكون أصاب صبا أو وسيم شيء قالت تجيبه ..
" سأرتدي ملابسي و أهبط لأنتظركم ربما صبا أصابها شيء أو وسيم "
قال و هو يعود للسير تجاه الدرج .." حسنا جدتي أنا ذاهب إليه "
خرج من المنزل و اتجه للباب الكبير ينتظر قدوم تامر فالحارس يرحل ما أن يأتي هو إلى المنزل ،ثوان و أتى تامر فأسرع طِراد لفتح الباب ليتفاجأ بمظهره المشعث فسأله طِراد و هو يدخله .." ما بك تامر هل حدث شيء لزوجتك و وسيم "
دلف تامر من باب المنزل يكاد يسقط منهارا فأمسك به طِراد يسنده ليدخله المنزل ..كانت فريدة قد ارتدت ملابسها و هبطت تنتظرهم و ما أن رأت هيئة تامر حتى صرخت ..
" ما بك هل حدث شيء لصبا و وسيم "
قال طِراد .." أنتظري جدتي حتى يجلس "
أجلسه طِراد و ذهب مسرعا ليأتي بكوب من الماء فهو يبدوا شاحبا كمن رأى شبحا ..بعد أن تناول بعض الماء سألته فريدة بقلق .." بني أرجوك أخبرني صبا و وسيم بخير "
هز رأسه بصمت فتنهدت راحة و قالت حانقة .." ما بك إذن و لم أنت لهذا الوقت خارج منزلك "
انفجر تامر في البكاء دافنا وجهه بين يديه منهارا مما جعل طِراد و فريدة يصعقان من انهياره ..جلس طِراد بجانبه و بحزم أمسك بيديه يزيحها عن وجهه و يسأله ناظرا في عينيه الحمراء .." ما الأمر أخبرني"
قال بصوت تشوبه الهستيريا .." لقد فعلت شيء خاطئ في حق زوجتي"
ثم التفتت لفريدة و قال بألم .." جدتي لقد ارتكبت جرم كبير في حق زوجتي و لا أعرف ماذا أفعل لأصلحه ، أنا لن أسامح نفسي أبدا لما فعلته لا أستطيع أن أريها وجهي كيف سأنظر في عينيها كيف سأراها و أنا السبب في ابتعادها عني و عن وسيم لسنوات كيف سأواجهها كيف بعد ما فعلته ..لم أسأل أو أبحث عنها .. بعت بيتنا ..تزوجت أخرى .. لم أرى ما كانت تعانيه زوجتي و هى معي.. لم أرى عذابها و ألمها ..كيف كنت أحبها و أفعل كل هذا بها كيف بالله عليكم لقد تركت منزلنا بعد رحيلها بأشهر قليلة لأقطع عليها السُبل في إيجادنا ماذا فعلت بنا ماذا فعلت "
عاد ليدفن وجهه بين يديه مرة أخرى ليجهش في البكاء بعذاب فهتفت به فريدة قائلة بحدة توقفه .." كفى تامر كف عن البكاء كالنساء و أخبرنا بما حدث لنفهم حتى نستطيع المساعدة "قال منهارا .." لا أحد يستطيع مساعدتي لا أحد هى لن لن تسامحني لن تسامحني"
نهرته فريدة غاضبة .." كفى أيها الغبي لقد سامحتك منذ زمن و إلا ما عادت لك أنت أحمق تامر أحمق لتظن أنها لم تسامحك و تقبل منك أي تقرب كفاك نواح و أخبرني ماذا فعلت "
تمالك تامر نفسه و بعد قليل قال بألم يسرد عليهم ما أخبرته به والدة صبا اليوم و ما حدث معهم منذ سنوات و ما فعله هو ببيعه منزلهم و الانتقال لمكان جديد لعدم استطاعته المكوث فيه بعد رحيلها ..صمتت فريدة و طِراد بعد أن أنهى حديثه لتخرج أنفاسه شهقات و هو يعاود الحديث .." و لذلك لا استطيع مواجهتها بعد كل ما فعلته بها لا أستطيع "
سألته فريدة متجاهلة حديثه و كل ما أخبرهم به ..
" منذ متى و أنت خارج منزلك تامر "
رفع رأسه بألم .." منذ الظهيرة "
قالت بغضب .." هل حادثتها و طمأنتها عليك "
هز رأسه بنفي فقالت غاضبة .." غبي غبي أنت تامر هل تعلم بما تشعر به الآن لعدم عودتك أو الاتصال بها الن تكف عن تعذيبها أنت أحمق يا رجل أحمق "
قال طِراد بصدمة و هو يرى انفعال جدته الشديد على تامر .." جدتي ما بك أهدئي قليلاً "
نهرته هو الآخر .." أصمت أنت أيضاً أنت لا تقل عنه غباءً "
نظر إليها طِراد بذهول و قال بحنق .." ماذا فعلت أنا أيضاً "
نهرته بغضب قائلة .." أصمت أصمت لا أريد سماع صوت أحد منكم و أنت أيها الغبي أعطني هاتفك "
مد تامر هاتفه لها فقامت بالاتصال بصبا التي صرخت ما أن فتحت هاتفها .." حبيبي أين أنت ..هل أنت بخير ..طمئنني عليك ..لما لا تجيب على هاتفك "
كانت فريدة تضع الهاتف على أذنه ليستمع لصوت زوجته الهستيري من شدة قلقها عليه فعاد للبكاء بصمت و جسده يرتجف فرفعت الهاتف لأذنها تقاطع صبا التي مازالت تتحدث بقلق قائلة .." حبيبتي أنا جدتك فريدة تامر لدينا في المنزل هنا "قاطعتها صبا بهستيريا .." ماذا ماذا به زوجي جدتي "قاطعتها فريدة مرة أخرى قائلة .." لا شيء حبيبتي أطمئني فقط طِراد مرض قليلاً و لم أعرف ماذا أفعل فهاتفت تامر ليأتي و هو بغبائه لم يتصل بك و يطمئنك ظنناه فعل قبل أن يغفو لدينا على الأريكة و لم أستطع تركه على الأريكة فأيقظته و عندها تذكر أنه لم يخبرك فأعطاني الهاتف لأنه خجل من محادثتك "
قالت صبا و قد هدئت قليلاً .." متى سيعود جدتي أعطيني إياه "
مدت الهاتف لتامر الذي أمسك به بيد ترتعش و هو يقول بصوت أجش من البكاء ظنته من النوم ..
" حبيبتي "
ما أن سمعت صوته حتى أغرقته بأسئلتها عنه و عن حاله و كيف يفعل بها هذا كانت تبكي بحرقة فقال يجيبها .." حبيبتي أنا آت فقط وقت الطريق "
قاطعته قائلة .." لا حبيبي ظل اليوم لدى الجدة سأقلق عليك الآن إن خرجت ليلا و لتأت باكرا و إلا ستجدني على رأسك فجرا "قال بألم .." حسنا حبيبتي كما تريدين "أغلق الهاتف فقالت فريدة موجهه الحديث لطِراد .." لا تتركه وحيدا فليظل معك في غرفتك حتى الصباح و لنا حديث آخر تصبحان على خير "
تركتهم و صعدت تتوكأ على عصاها ببطء و طِراد جالسا بصمت يفكر هل سيأتي يوم و يحب أحدهم هكذا كما يفعل تامر ..شرد عقله نحو نجمة متساءل هل يا ترى يمكن أن تحبه كما تحب صبا تامر بعد كل ما فعله معها ..تنهد بألم و نهض يمسك بذراع تامر قائلاً .." هيا إلى النوم يا رجل ليكون لديك القوة لتستقبل غضب الجدة صباحاً"

******★******★******★******

Continue Reading

You'll Also Like

9M 255K 51
صعدت بجانب والدته بخطي مترددة مرتجفة تعنف نفسها بشدة علي موافقتها لكلام والدته بينما تسير والدته بجانبها وعلي شفتيها ابتسامة غاضمة كلما لاحظت تردد لي...
30.6M 2.1M 99
( قاسي لايعرف الرحمة) لولا انك لم تكسر شيئاً ما بداخلي لولا إنك لم تضيعني بين طرقاتي لولاقسوتك علي انانيتك واحتجازي لما مات الشعور داخلي
354K 7.7K 17
الملخص .. كذبة و ورطة تورطت هدية عندما كذبت و أدعت ، أن عامر شهاب حبيبها ، ماذا سيفعل عامر عندما يعلم بكذبتها تلك ، هل سيجبرها حقا على قبول خطبته...
7.4M 74.2K 21
قزح ١٠٧ رواية منقولة للكاتبة زهراء سلامي هواي بنات طلبوها ولكيتها بالتلي