الرابع و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان

25.3K 832 16
                                    

الرابع و العشرون

قبل ذلك بساعتين
أستيقظ طِراد في الصباح ليذهب لرؤية كريم كما أخبر نجمة نظر إليها بحنان و هى غارقة في النوم لم يشأ أن يوقظها أقترب منها ليقبل رأسها ثم نهض ليدلف إلى الحمام ليغتسل و يبدل  ملابسه  بعد أن أنتهى  لم يجد نجمة أستيقظت  رغم ما فعله من جلبه  في الغرفة فقرر تركها نائمة ..خرج من المنزل متجها لمرعى كريم وجده هناك بعد أن أخرجه العامل كما يوصيه كل يوم باكرا و لا يتركه في الحظيرة مع باقي الخيول ..وقف أمام السياج باسما ليطلق صفرته العالية مناديا عليه اقترب منه كريم عدوا و هو يصهل بفرح ..وقف بجواره خلف السياج مرحباً به كما تعود منه طِراد ليبتسم قائلاً ..
” صباح الخير كريم “
مد كريم عنقه ليلامس طِراد كما تعود أن يفعل معه من قبل و الذي كف عن فعله في وجود نجمة ..ضم طِراد رأس الحصان   بحنان و هو يتمتم ” و أنا أشتقت إليك أيها الغيور “
صهل كريم و هو يرفع رأسه و يخفضها كأنه يجيبه بنعم   ..دلف طِراد إليه قفزا من فوق السياج  ليقترب من كريم ليصعد إلى ظهره  يمسك بشعر عنقه و هو يميل عليه مربتا على عنقه قائلاً ..” هل تريد جوله في المزرعة  كريم هل أشتقت لذلك “
صهل الحصان بفرح و كأنه فهم حديثه  فقال ..” هيا إذن نأخذ جولة يا صاح قبل أن تستيقظ  النجمة و تأتي لترانا معا فتغار  هى الأخرى “
خرج كريم و طِراد يتجولان في المزرعة و كريم يكاد يطير فرحا ..كان طِراد مبتسما طوال الوقت و هو يرى جموح كريم خارجا  كأنه كان في محبس  .. بعد قليل تمهل كريم في السير ليستمتعا  بالتجول معا بهدوء ربت طِراد على عنقه قائلاً ..” هل تعلم لقد أشتقت إليك كثيرا يا صديق و لكن لا تخبر نجمة “ ضحك طِراد بمرح قائلاً ..” يبدو أني سأعاني مع كلاكما  كريم  و من سأرضي “
عاد إلى المرعى مرة أخرى  فترجل طِراد من على ظهره ..ليجد كريم يتحرك بحماسة أمامه فضحك وقال ..” تريد اللعب حسنا  هيا أرفع قائمتيك “ ربت طِراد على قدمي كريم الأماميتين ليقف على الخلفيتين و هو يصهل بفرح   ضحك طِراد على حماسته ليهبط كريم مرة أخرى على قدميه .. فعاد طِراد ليجعله يفعلها  مرارا ليعلو صهيل كريم ليصم أذنه و يرفع يديه يلامس قائمتيه الأماميتين   قبل أن يهبط إلى الأرض ..أخترق  صراخ نجمة  سمعه ليلتفت إليها بفزع  ليجدها تسقط أمامه مغشياً عليها ..فزع طِراد لمرأها تسقط ليعدو و يقفز من فوق السياج ليرفعها ..يهتف بقلق بالغ ..” حبيبتي ما الذي حدث لك “
ربت على وجنتها الباردة لتفيق و لكنها لم تفعل .. حملها طِراد  و أسرع بها إلى المنزل  دلف إليه ليصعد إلى غرفتهم ليضعها برفق على الفراش ليقوم بعدها بالإتصال بالطبيبة ..ليعود و يحاول إفاقتها  كانت شاحبة و جسدها بارد فحاول طِراد تدفئتها بتدثيرها بالغطاء  و هو لا يفهم ماذا حدث لها لتفقد وعيها هكذا .. تركها ليهبط لإستقبال الطبيبة  الذي بلغته بقدومها بالأسفل  سألته الطبيبة بهدوء و هو ترى حالته القلقة ..” أين  هى سيد طِراد “
أجابها طِراد بقلق ..” في الأعلى تفضلي معي “
صعدت الطبيبة و هو تسأله عن ما حدث ليخبرها طِراد ماذا حدث مع نجمة فطمئنته الطبيبة قائلة ..” أطمئن سنرى ما بها و ستكون بخير لا تقلق “
عاينت الطبيبة نجمة بهدوء تحت نظراته القلقة  ..أخرجت من حقيبتها حقنة مهدئة لتحقنها بها و هى تجيبه عن سؤاله الصامت المتمثل في قلقه و توتر جسده ..” أطمئن هى بخير  فقط صدمة بسيطة يبدو أنها شعرت بالخوف من شيء ففقدت وعيها “
شعر طِراد بالحيرة ماذا جعلها ترتعب هكذا لتفقد وعيها فهو لم ينتبه سوى على صوت صراخها و سقوطها أمامه .. فسأل الطبيبة ..” متى ستفيق “
طمنته الطبيبة و قالت ..” لقد أعطيتها حقنة مهدئة و ستكون بخير بعد عدة ساعات “
شكر طِراد الطبيبة و أوصلها لباب المنزل  مودعا ثم عاد ركضا لنجمة التي أسترخت ملامحها  دنا منها يجلس بجوارها ليمسك بيدها ليجد أن الدفء  عاد يسري في جسدها فطمئن قليلاً  منتظرا أن تفيق ..

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن