الفصل الثاني عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان

25.3K 820 15
                                    


الفصل الثاني عشر

ابتعدت عنه للجانب الآخر من الفراش بضيق و هى تشد المنامة الصغيرة التي أعطتها لها الجدة فريدة و قد أتت بها أم عبد الله من ابنتها ..واحدة لها و الأخرى لنجمة و قد أعطت أيضاً جلباب خفيف لسناء أما فريدة فلها بعض الملابس هنا هى و طِراد الذي أعطا منامة لتامر و أخرى لمحمود من مناماته هنا فهو دوماً ما يمكث في المزرعة تذمرت جميلة لأنها لم تجد ثوب مقاسها لتنام فيه فقامت الجدة فريدة بقص أحد أثوابها و تقصيره و أعطته لها و كم ضحكت و نجمة على شكلها هذا و هى ترتديه مما زاد من غضبها و قامت بطردهم من الغرفة أما الأولاد فقد تصرفت لهم أم عبد الله في ملابس من أحدى جارتها كانا قد جهزا الغرف في الأعلى واحدة لسناء و محمود و الأخرى لها و لتامر و صبا مما ذاد غضبها للمكوث معه في نفس الغرفة و جميلة غرفة و الأولاد في أخرى و الجدة في غرفتها القديمة و أيضاً طِراد في غرفته التي يمكث بها عندما يكون. هنا
حاولت أغماض عينيها لتغفو بعد جدالهم على رفضها النوم بجانبه في نفس الغرفة و نفس السرير الذي لا يوجد غيره في الغرفة هو خزانة الملابس القديمة و طاولة الزينة الصغيرة كانت غرفة بسيطة كباقي غرف المنزل فهذه العائلة تبدو من عشاق البساطة و لا يحبون التفاخر بمالهم رغم أن نجمة أخبرتها عن منزلهم في المدينة و ما به من أشياء ثمينة .
كان تنفسها يخرج مضطربا مما جعله يشعر بالضيق فسمعت صوته من خلفها يقول بحنق .." لا تخشي شيئاً صبا أنا لن أنقض عليك لأرضي رغباتي أو أفعل شيئاً دون رضاك فلست وحشا لهذا الحد "
قالت تجيبه لتؤلمه .." كيف آمن لك و قد فعلتها من قبل معي "
أجابها تامر بحزن فهو كان كل ما يفكر فيه وقتها هو مدى اشتياقة إليها و أنها أصبحت بين ذراعيه أخيرا بعد كل هذه السنوات ..
" أنا لم أؤلمك عمدا  صدقيني أنا فقط كنت مشتاق إليكِ هذا كان من شدة شوقي إليكِ ، لقد أردت أن أدخلك داخل قلبي هذا كان اشتياق أعوام صبا و ليس عقاب كما فهمته أنت" ثم أكمل بحزن ..
" هل تتذكرين كيف كنا قبل رحيلك ، هذا ما كان يطالب به جسدي من قربك، لم أكن أفكر بعقلي وقتها أو أشعر أني أسبب لك الألم  "
كانت تبكي بصمت فقالت تجيبه بعذاب .." و لكنك جرحتني بحديثك وقتها لقد عاملتني كرخيصة أتيت بها من الطريق هل تعلم ما كان شعوري وقتها و أنت تخبرني ببرود أنك ستأتي لي كلما رغبت و أنك لا تريد أثرا لي في غرفتك كيف أستطعت تامر كيف أستطتعت وأنت تقول أنك تحبني لهذا الحد "
قال يجيبها بهدوء .." بل كنت أؤلم نفسي صبا و ليس أنت فرغم أني كنت في ذلك الوقت أشعر أنك خنتني بتركي و وسيم من سنوات إلا أني كنت أريدك كما أريد أن أتنفس لم أستطع الإبتعاد عنك أكثر أو إبعاد يدي و ما قلته حينها ما هو إلا صفعة وجهتها لنفسي لأذكرها بما فعلته معى لأفيق نفسي على حقيقة أنك ما عودتي إلا من أجل وسيم فقط و لم تعودي من أجلي "
قالت و هو تنشج بالبكاء بصوت خافت .." لقد عدت من أجلكم أنتم الإثنان و ليس وسيم فقط لقد أخبرتك مرارا وتكرارا أني أحبك أي جواب تريده أكثر من ذلك "
أعتدل على الفراش يدنو منها بعد أن كان مستلقيا على ظهره قائلاً ..
" أنت لم تحاولي التقرب مني منذ عودتك صبا كنت فقط مهتمة بوسيم و ليس بي ماذا أفهم من ذلك أنك ما عدت إلا من أجل وسيم ذلك الوقت مررنا بظرف سيء مع المرأة التي كنت متزوجا بها بسببها كدت أخسر وسيم و عند عودتك شعرت باللوم تجاهك لما حدث معنا فلولا تركك لنا ما حدث له شيء و ما تعرض وسيم للخطر و الضياع "
استدارت على جانبها تنظر إليه و دموعها تغرق وجهها تسأله بألم ..
" أخبرني ماذا حدث معكم و ماذا فعلت تلك المرأة لتعرض وسيم للخطر "
نظر لوجهها المحمر و برقة مد أصبعه ليزيل دمعاتها قائلاً بخجل ..
" ألم تخبرك نجمة و الجدة فريدة بما حدث لنا "
هزت رأسها نافية فتعجب من ذلك و قال بتردد فهو لا يعفي نفسه من مسؤوليته في ما حدث مع طفله ذلك الوقت يخشي أن يخبرها فتزداد كرها له لعدم إهتمامه بطفلهم .." أنا أيضاً لا أريد أن تعرفي بما حدث صبا ربما كان معهم حق في عدم اخبارك و أنا لا أريد أن يزداد كرهك لي إن علمت أنا فقط كل ما أريدك أن تعرفيه أني مازلت أحبك كما كنت أفعل من قبل و سأظل أحبك مهما حدث أريدك أن تنسي الماضي صبا أنسي كل شيء سيء مر بنا أنسي كل ألم سببته لك فقط تذكرى لحظاتنا السعيدة معا و كل فرح أهديته إليك تذكرى لحظاتنا السعيدة صبا و أتركي السيء خلفك " ثم أكمل بحزن .." و ذلك اليوم تذكري كيف كان شوقي إليك ِ كبيرا و تناسي أي شيء أخر أرجوك ِ  من أجل وسيم ،. أعطينا فرصة ثانية لنعود كما كنا من قبل في الماضي "
لم تجب و هى تنظر إليه بألم ثم أخفت وجهها بين يديها تبكي بحرقة و عذاب ..
عذاب السنوات الماضية التي كانت تبحث عنهم فيها
عذاب إبتعادها عن فلذة كبدها وسيم
عذاب وحدتها وقت مرضها بدون داعم أو مشجع لها لتتخطى محنتها
عذاب ابتعادها عن حب حياتها خشية أن يؤذيه و يؤلمه ما تمر هى به
عذاب خيانة والديها و تفريقهم لها عن زوجها و طفلها
عذاب زواجه من أخرى غيرها
عذاب عدم بحثه عنها و استسلامه بعدم عودتها إليهم
كانت تبكي كل ألامها التي تجرعتها وحيدة خلال سنوات شعورها بالضياع دونهم كانت تبكي و تبكي لا تستطيع التوقف و هى تشعر أنها تريد الصراخ لتطفئ هذا الحريق المشتعل داخل صدرها ..
كان ينظر إليها بألم غير مدرك لكم شعورها بالألم مما حدث معها فهو لا يعلم ما مرت به ذلك الوقت و لذلك يجب أن يعلم ما حدث مع زوجته و لما أختفت منذ سنوات بدون إخباره يجب أن يذهب إلى والديها حتى يعلم ما تعانيه زوجته غداً حين يعود إلى المدينة سيذهب ليحادثهم ليعرف ما يخفونه عنه و لم لم يعطوها عنوانه الجديد كما طلب منهم مد يده ليلمس كتفها برقة فإنكمشت على نفسها لتبتعد عنه و لكنه دنا منها بجزم واضعا يده تحت كتفها و الآخر يحتوي خصرها ليرفعها تجاهه يقربها منه يضمها بقوة لصدره يدفن وجهه في عنقها قائلاً بهمس بأذنها .." أسف حبيبتي أسف سامحيني صبا "
كانت تنشج بالبكاء بعذاب و جسدها يرتجف فذاد ضغطه عليها دافنا رأسها في صدره مقبلا رأسها بقوة و هو يردد كلمات الإعتذار و الحب حتى أنهكت بين ذراعيه و غفت على صدره مطمئنة بأن كل شئ سيكون أفضل ..

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن