تناديه سيدي ج1 قطعة من القلب...

By user72111140

837K 24.2K 915

جرحٌ تلقاه فدُمِغت به روحه بفعل يدٍ غادرة... فنأى عن البشر إلا عن قلبٍ دافئ بحكمته الآسرة.. فجاءت لتعلل جرحه... More

من قصيدة لأن
تمهيد & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الأول & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثاني & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثالث& تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الرابع & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الخامس & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل السادس & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل السابع & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثامن & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل التاسع& تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل العاشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الحادي عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثاني عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثالث عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الرابع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الخامس عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل السابع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل الثامن عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل التاسع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الفصل العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الحادي والعشرون & تناديه سيدي & صابرين
الثاني و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الثالث و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الرابع و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الخامس و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان
الخاتمة & تناديه سيدي & صابرين شعبان
عتاب ♡♡ صابرين شعبان
من أجلك جميلتي ♡♡ صابرين شعبان

الفصل السادس عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان

25.3K 807 21
By user72111140


الفصل السادس عشر

دلفا إلى المنزل مغلقا الباب خلفهم بهدوء و هو يقول لوسيم .." هيا وسيم أذهب لتستحم و تبدل ملابسك كفاك مكوث في هذه الملابس لأيام لقد التصقت بك "
ضحك وسيم فهما أمس حين أخبرهم تامر أن يستعدا للرحيل بعد مجيء نجمة أصرت عليهم فريدة للمكوث لوقت الغداء قائلة .." لما تبقيان معنا لتناول الغداء فقد اقترب موعده و بعدها يمكنكما الذهاب للمنزل "
فوافق تامر تحت إلحاح وسيم الذي أخبره أنه يريد اللعب قليلاً في الكوخ.
" أرجوك أبي أنا لم أرى الكوخ جيداً بعد و هناك زهور جميلة أريد رؤيتها أولا قبل الذهاب "
و حين أرادو الرحيل بعد الغداء أمسكت بهم فريدة تحثهم على المكوث لوقت العشاء.
" لما لا تجلسان للعشاء بني و يمكنكم الرحيل حتى لا تذهب صبا للمنزل و تقوم بالطبخ ليلا فستكون متعبة حتماً "
و حين تأخر الوقت أمرتهم بالمبيت لأن الوقت تأخر
" بني لقد تأخر الوقت لما لا تبيتان ليلتكم هنا و تذهبان صباحاً "
و عندما هم تامر أن يعترض قالت له نجمة برجاء أنها ستطمئن على الجدة و هم معها و أنها لا تستطيع المبيت معها ..
" نعم فلتبيتا هنا حتى أطمئن على الجدة و أنتم هنا ربما أحتاج سيدي للطبيب و جدتي لن تعرف أن تتصرف وحدها و أنا لا أستطيع المكوث هنا فوالدي لن يوافق رجاءا "
و عندها وافق على مضض وجد أن النساء قاموا بالتلاعب به ليفعل ما يردن هن .. عاد على صوت وسيم يجيبه ..
" حسنا أبي سأذهب لأستحم و أبدل ملابسي و أنت و أمي أيضاً ..أنظر لثوب أمي كأنها خارجة للتو من معركة مع القطط "
زمت صبا شفتيها فهى تبدو فعلاً مشعثة للغاية فلها أيام بهذا الثوب تزيله عنها فقط وقت النوم لتعود و ترتديه في الصباح تبدو فعلاً مشعثة قالت بسخرية .." هاهاها أنظر لنفسك أنت و أبيك تبدوان كمان يصارع الأسد و أبيك بملابسه المشعثة و ذقنه الطويلة و شعره الذي يمشطه بأصابع يده بدل الفرشاة "
قال تامر بمرح .." حسنا نحن جميعاً مشعثون هيا للاستحمام و نحن أيضاً و عندما تخرج أنتظر لنعد الطعام أستذكر بعض دروسك لحين ننتهي و نأتي مفهوم و كفاك تضيع وقت "
أتجه وسيم لغرفته و هو قال .." حسنا أبي سأستحم أولا أريد الحمام الكبير و عليكما أن تنتظرا أو استحما في الحمام الصغير بجوار غرفتي "تذمر تامر و هو يدفعه تجاه غرفته .." حسنا أذهب لجلب ملابسك و أستحم بسرعة و سنجلس ننتظرك "أتى وسيم بملابسه و دلف للحمام في غرفتهم جلس كلاهما على الأريكة بصمت قاطعه تامر قائلاً ..
" اشتقت للمنزل حقا "
همهمت صبا " و أنا أيضاً حقاً لا مكان يشعرك بالراحة غير منزلك الذي تنتمي إليه "
أستمع إليها بصمت ود لو سأل أين كانت تعيش خلال السنوات الماضية و لكنه لم يرد أن يعكر صفو حياتهم الآن بتذكيرها و لكنه يعلم أنها لم تمكث مع والديها لأنه ذهب مرتين ليعرف أين هى غير مرات كان يقف مراقبا المنزل لظنه أنها في الداخل و لا تريده أن يعلم ، لو يعلم ما عانته حبيبته من دونه ..شعر بفورة عاطفة نحوها متذكرا كيف أتت إليهم متعبة و مرهقة و فاقدة الكثير من وزنها التفت إليها بجسده ليحتويها بين ذراعيه بحب فاستكانت بين ذراعيه تستمع لدقاته الهادئة تتلمس حبه و دفئه نحوها و أنفاسه الحارة تتخلل خصلاتها الناعمة و كأنها شعرت بما يجيش في صدره تمتمت بخفوت .." اشتقت إليك حبيبي "
كانت تقولها و كأنها لها أعوام لم تره فضمها بشغف و هو يقبل وجهها مغمغما بحرارة .." و أنا يا مهجة القلب اشتقت لرائحتك و أنفاسك حولي "
خرج وسيم فاعلا جلبه مما جعلهم ينتفضان مبتعدين و هو يقول بمرح " لقد انتهيت أبي لقد انتهيت أمي "
قال تامر بحزم و هو يرى المحتقنة جواره تكاد تتلاشى خجلا .." حسنا أذهب لغرفتك و أستذكر بعض دروسك لحين ننتهي من تبديل ملابسنا و أعداد الطعام "
كان وسيم غير منتبه لاحمرار وجه أمه فأجاب ..
" حسنا أبي ..أمي أعدي الطعام بسرعة أنا جائع "أجابته مرتبكة جعلت تامر يبتسم على خجلها .." حسنا حبيبي أذهب الآن لغرفتك "تركهم وسيم متجها لغرفته فضحك تامر بخفوت و قال .." لا تقلقي لم ينتبه لشيء كفاك خجلا "أعادت خصلاتها للخلف بيد مرتعشة و هو تتمتم .." أتمنى ذلك و إلا سأخجل من النظر في عينيه بعد ذلك"ضحك تامر قائلاً .." يا لزوجتي الخجولة "
أجابته بمزاح .." يا لزوجي الوقح الذي لا يكف عن وضعي في مواقف محرجة "
نهض من على الأريكة و أنحنى يحملها بين ذراعيه قائلاً .." أنت لم ترى شيء من وقاحتي بعد سيدتي سترينها و نحن نستحم ما رأيك حتى لا نضيع الوقت و يهجم علينا وسيمك "
لفت ذراعيها حول عنقه قائلة بدلال .." يكفيني ما رأيته للأن زوجي لا أريد المزيد يكفي ما فعلته في المزرعة و منزل الجدة سنسجل خطراً و يقبض علينا بفعل فاضح في الطريق العام ."
دفع باب غرفتهم خلفه يغلقه و هو يجيبها .." لا تخشي شيئاً لا مزيد من الطرق العامة بل المزيد و المزيد من غرفتنا الخاصة"
وضعها على الفراش و أضجع بجانبها فقالت بمكر .." الن نستحم "
دنا منها قائلاً .." من قال أننا لن نستحم سنفعل و لكن فيما بعد ، بعد أن أقوم بتدليلك قليلاً "
قالت بدلال و هى تلف ذراعيها حول عنقه .." تامر وسيم جائع كفاك وقاحة "
أجابها بشغف و هو يرفع ذراعيها ليزيل ثوبها يلقي به جانباً .." و أبا وسيم جائع أيضاً و لكن إليك "
ضمها بحنان و هو يقبل عنقها قائلاً برغبة .." أحبيني صباي "
ضمته بقوة تتمتم بخفوت وسط موجات عشقه التي جرفتهما معا متناسيان وسيم الجائع في الخارج يلامسها و كأنه لم يقربها منذ زمن و هى تلقي على مسامعه كلمات الحب التي تزيده اشتعالا

***

.كانت نجمة تأتي باكرا و ترحل متأخرة فقط لتعتني بطِراد لم تدع سهر أو الجدة فريدة يفعلان له شيء بل تمسكت بحديث الجدة عندما طلبت منها أن تعتني به و من وقتها ثلاثة أيام تهتم بطعامه و دواءه و حتى غرفته تهتم بترتيبها حين تكون فريدة معها لتطمئن عليه ..أتى والدها و والدتها يطمئنان عليه بعد أن علما منها أنه مريض ..سأله محمود قائلاً .." كيف حالك بني هل أنت بخير "
ابتسم طِراد كان قد طلب من نجمة أن تعدل له الوسادة خلف ظهره عندما أخبرته أن والديها يريدان أن يطمئنا عليه ليجلس على الفراش باعتدال أجابه بهدوء ..
" أنا بخير عمي فقط جدتي و نجمة من تفتعلان الجلبة حولي "
أحمر وجه نجمة و ضحكت فريدة و سناء التي قالت ..
" معافى بني لا يضيرك بعض الدلال فتمسك بالفرصة "
كانت تستمع لحديث والديها المازح معه شاعره بالخجل من اظهار الاهتمام به كما يفعل الجميع ..بعد قليل رحل والديها رافضين دعوة فريدة للغداء واعدين إياها أن يفعلان عندما يتحسن طِراد ..صعدت إليه بالطعام بعد رحيل والديها رافضة أي مساعدة من سهر التي كانت تنظر إليها بحقد و غيظ و لكنها لم تهتم كل ما يهمها هو أن يشفى و يتعافى قالت بهدوء و هى تضع الطعام بجواره ..
" سيدي لقد أحضرت لك الطعام هل أساعدك لتنهض "أجابها طِراد بهدوء و هو ينظر إليها بتركيز ..
" نجمة كفي عن الجلبة التي تفتعلينها حولي أنا لست معاقا أنا أشعر ببعض الإرهاق فقط و لا شيء أخر و نعم يمكنك مساعدتي بوضع الوسادة خلف ظهري كما فعلت منذ قليل "
اقتربت منه تنحني قليلاً لتمسك بالوسادة بجانبه فتسقط ضفيرتها على صدره لتسمع صوت تنفسه العالي فتتراجع بقلق قائلة ..
" أسفة سيدي هل ضايقتك "
تنفس طِراد بعمق و قال بهدوء .." لا لم تفعلي و لكن ضعي الوسادة الآن نجمة "
لم تعرف كيف تضعها دون أن تقترب منه فقالت بتردد .." هل أضعها الآن سيدي "
نظر إليها ساخرا و أجاب .." لا بل غداً نجمة "
زمت شفتيها حانقة و انحنت لتضعها خلف ظهره الذي رفعه ليفسح لها المجال وضعتها مسرعة فعاد و أعتدل على الفراش فقالت .." هل أضع الطعام قريبًا الآن "هز رأسه موافقا فوضعت الطعام على ساقيه  و قالت .
" لحين تنتهي سأتي لك بشيء دافئ لتأخذ بعدها الدواء "مط طِراد شفتيه بسخرية قائلاً ..
"ألن تطعميني أيضاً كما أخبرتك جدتي "
أحتقن وجهها خجلا و قالت مرتبكة .." لا لم تفعل سيدي لم تخبرني بذلك "
ابتسم طِراد لجوابها البريء هل صدقت حديثه و أنه يريدها أن تطعمه حقاً .." أذهبي نجمة أريد كوب من الحليب كما تفعلينه أنت لي بالشوكولا مع قليل من السكر "
ابتسمت بفرح و خرجت مسرعة قائلة .." حسنا سيدي ثوان و أتي به "
ذهبت تحت نظراته الحائرة و هو يغمغم بخفوت بصوت متألم .." نجمة ..نجمة .. نجمة "
تنهد بضيق و عاد ليتناول طعامه حتى لا تفتح جدته فريدة معه تحقيقا أن لم يفعل ..تحسن في اليوم التالي و أمر بعدم احضار الطعام له و أنه سيهبط ليتناوله مع جدته ..جلس معهم على طاولة الغداء يستمع لتذمرات جدته الرافضة لهبوطه للأسفل قائلة ..
" بني أصبر قليلاً بعد حتى تتعافى "
قال طِراد بملل .." لقد تعافيت جدتي حمدا لله على ذلك أرجوكِ كفاك قلقا لقد أصبحت بخير "
تنهدت فريدة باستسلام و قالت بحزم .." و لكنك لن توقف دوائك الآن كما قال الطبيب عشرة أيام ستستمر في تناوله و ستعطيه لك نجمة كما تفعل اتفقنا "
التفت لنجمة الجالسة بصمت فأحمر وجهها و هى تسمعه يخبر جدته و نظراته مسلطة عليها .." لا داعي جدتي سأتناوله وحدي لا أريد أن أتعب نجمة أكثر من ذلك أعتقد أنها ملت من قربها مني "
تنحنحت تشعر بوجهها يحترق ماذا يقصد بقربي منه .." لا سيدي أنت لم تتعبني في شيء و لم أمل من .."
قطعت حديثها دهشة من نفسها لم كانت ستتفوه به أمامه و أمام جدته لاحظت فريدة ارتباكها فقالت .." ارايت لا مشكلة إذن و نجمة لا تمانع "هز كتفيه بلامبالاة قائلاً .." على راحتكم "صمت فعادت فريدة تحادث نجمة تخبرها بما عليها فعله و كأنها لم تخبرها من قبل أكثر من عشر مرات ..ابتسم و هو مازال على صمته و هو يرى نجمة تنصت إليها باهتمام و كأنها تسمع هذا الحديث للمرة الأولى فتمتم بسخرية ..
" يا للنساء "
بعد أسبوعين جالسين في الحديقة ينظرن للأولاد و هم يلعبون فقد أوشك العام الدراسي على الانتهاء و بدء الإجازة الصيفية ، كان والد نجمة قد عاد إلى العمل فأقنعته أن تبقى لبداية العام الجديد فهى لن تداوم هذا العام على أي حال فوافق محمود على مضض ..
" حبيبتي و لكن أستعدي لبداية العام و أستحضري لدروسك "
و عندما أخبرت فريدة فرحت كثيرا و شجعتها قائلة ..
" عليك إذن بدء الدراسة من الآن نجمة و إذا احتجت شيء أخبري طِراد فهو نفس دراسته مؤكد سيقوم بمساعدتك "أجابت نجمة بارتباك فهى لا تتخيل أنها يمكن أن تطلب منه شيء كهذا.
" لا داعي لذلك جدتي سأكون بخير ،أعدك إذا احتجت شيء سأخبر سيدي "
ابتسمت فريدة براحة لأن نجمة أجلت تركها العمل لعدة أشهر أخرى مما يعطيها الوقت لتتحرك .. تعلم أنها تشعر بعض الأحيان أنها تدفعهم دفعا تجاه بعضهما و لكن ما باليد حيلة فسناء أيضاً قلقة و لا تريد أن يطيل الأمر أكثر من ذلك خوفاً من علم زوجها بشيء و وضع نجمة الحرج من وجهة نظرها و لكنها طمأنتها و أخبرتها أنها دوماً موجودة حولهم و لا شيء يدور من خلف ظهرها و أكدت لها عن أخلاق حفيدها و أنه لن يؤذي نجمة أبداً و لكن فقط تحتاج بعض الوقت معهم لذلك عليها أن تحادث طِراد مرة أخرى في أقرب وقت .. فحفيدها يابس الرأس كالثور .قاطعت صبا شرود فريدة قائلة ..
" جدتي كيف حال حفيدك هل أصبح بخير الآن و عاد لعمله "
ضحكت فريدة قائلة .." من أسبوع صبا له أسبوع عائد لعمله "
أجابت صبا .." نحن أسفين جدتي لأننا لم نستطع المجيء مرة أخرى و السؤال عنه فاختبارات وسيم قربت و قد فاتته دروس كثيرة و لولا إلحاحه على والده و مهاتفة نجمة لما أتينا اليوم لرؤيتكم و ما استطعنا المجيء "
ربتت فريدة على يدها ممتنة و أجابت .." لا عليك عزيزتي لقد هاتفتني و زوجك أكثر من مرة للسؤال عنه و هذا يكفيني شكراً لكم لولا وجودهم ذلك اليوم و تصرف زوجك لا أعلم ماذا كنت لأفعل وحدي أما وسيم كنت سأغضب حقا إن لم تأتيا "
فقالت صبا .." حمدا لله على سلامته جدتي "
ابتسمت فريدة و قالت بمرح .." سلمك الله عزيزتي .. و ها قد عاد ليتركني وحيدة لولا نجمة معي "
أمسكت بيدها قائلة .." جدتي سيدي لديه أعمال كثيرة معطلة أتركيه ينهيها ثم عاتبيه لتركك لا تنسي أنك لم تجعليه يترك البيت إلا بعد أسبوع كامل رغم أنه أخبرك أنه أصبح بخير "
هزت رأسها موافقة ثم عدن ليتحدثن في أمور شتى و هن يشاهدن الأولاد يلعبون .

***

جالسة في فراشها بعد رحيل نجمة لمنزلها تنتظر مجيئه من الخارج .عاد إلى التهرب مرة أخرى من المنزل و البقاء معهم في وجود نجمة به تلحظ انتظار رحيلها ليعود إلى المنزل فيأتي يجالسها قليلاً و يذهب إلى غرفته يجب أن تكون حاسمة معه فهى لن تظل موجودة معه طوال العمر . سمعت طرقا على الباب فابتسمت و هى تقول للقادم
" أدخل طِراد أنا أنتظرك لتأتي "
دلف إلى الغرفة و قال مبتسما .." ظننت أني سأجدك نائمة ، لم تسهرين للأن جدتي "
أجابته فريدة بحنق فهى تعلم لم يتهرب من الحديث معها ..
" ألا تريد رؤيتي طِراد تريدني أن أنام حتى لا تراني و تتحدث معي "
جلس بجوارها على الفراش و أجاب بهدوء و هو يتنهد بضيق ..". أنا لم أقل هذا كل ما قصدته أني أتيت متأخرا و لذلك ظننت أني سأجدك نائمة جدتي "
قالت فريدة بضيق .." و لكني أنتظرك طِراد فأنا لم أعد أراك منذ شفيت و عدت للعمل ، لماذا تفعل ذلك في حياتك بما يفيد كثرة العمل بني ؟ إن لم يكن لديك أسرة تعمل من أجلها و أجل سعادتها "؟؟
زم شفتيه صامتا فأكملت تهادنه .." بني استمع إلي لقد تخطيت السادسة و الثلاثون متى ستنشأ أسرة ؟ متى ستنجب لي أحفادا ؟ أراهم قبل أن أفارق هذه الحياة و أترك الدنيا "
قاطعها طِراد غاضبا .." لا تقولي هذا جدتي "أسكتته حانقة ..
" أقول ماذا كلنا لنا وقت و سنموت طِراد و هذه سنة الكون و لكني لا أريد تركك وحيداً بني أرجوك استمع إلي و لو لمرة واحدة و أترك هواجسك على جنب "
قال يهدئها عندما رأى دموعها بدأت تتساقط و بدت منفعلة في حديثها فخشي عليها أن تمرض فقال يسألها ..
" ماذا تريديني أن أفعل جدتي فقط أهدئي و أخبريني ماذا تريدين "قالت بحزم و هى تمسك يده بقوة .." أريدك أن تتزوج نجمة طِراد لم لا تتقدم لخطبتها "أشاح بوجهه متألما و قال بضيق ..
" أنت تعلمين لماذا جدتي فلا تزيدي من جرحي "ردت بغضب .." كفاك هروبا طِراد أنت أصبحت جبانا بني و تخشى المواجهة لما لا تجرب لتعرف حتى لو كنت ستتألم في النهاية يجب عليك أن تعرف هل ما تظنه صحيح أم لا "أجاب بضيق .." يكفيني ما حدث منذ سنوات جدتي يكفي ما لقيته في الماضي ليظهر لي المستقبل كيف سيكون "
تنهدت بغضب لرأسه اليابس فقالت بحدة ..
" طِراد تلك اللعينة ليست مقياس للجميع خطأك الوحيد وقتها أنك أخترت مثل تلك الشخصية الوصولية الأنانية المادية المحبة للمظاهر هذا كل ما كان يهمها من علاقتها بك و لكن نجمة مختلفة بني صدقني فقط أتركني أحادثها في الأمر أنا أخشى أن يأتيها خاطبا و يوافق والدها عليه حينها لن تستطيع هى معارضته لقد أخبرتني سناء أنه تقدم أحدهم لخطبتها و لكن والدها رفض الأمر و هو لن يستمر بالرفض بني كلما أتى أحدهم "
قال بألم .." جدتي أفهميني أنا لا أستطيع طلب ذلك أنا لا أحبها و لا.. "
أمسكت بوجهه بين أصابعها تديره إليها و قالت بحسم .." أخبرني و أنت تنظر في عيني أنك لا تحبها ..و لا تريدها و لا تفكر بها ..أخبرني و إن صدقتك أعدك لن أحادثك في الأمر مرة أخرى "
شعرت بضغطه على أسنانه تحت أصابعها و عرق يختلج في جبينه و عيناه زائغة و هو يجيب بهدوء ..
" أنا لا أحبها .و لا أريدها .و لا أفكر بها هل استرحت جدتي "
ابتسمت فريدة بمكر ساخرة و هى تجيبه .." بني أخبرتك إن صدقتك و أنا لم أفعل تصبح على خير "
قال بحدة .." ماذا تعنين جدتي أنت قلت إن أخبرتك لن تحادثيني في الأمر "
أجابته ساخرة .." أنت لم تنتبه لحديثي بني أنا قلت إن صدقتك و أنا لم أفعل طِراد أذهب الآن لتستريح تصبح على خير "
قال بتحذير .." جدتي أنا لا أريدك أن تحادثيها في شيء أخبرتك أني لا أحبها و لا أريدها لما لا تصدقين "
ردت فريدة ببرود .." سأصدق عندما تصدق أنت حديثك هيا أذهب لغرفتك تأخر الوقت "
نهض طِراد عن الفراش و هو يدفن وجهه بين يديه ثم يشد شعره و أنفاسه تخرج حارة فقالت ساخرة ..
" أرى أن لحيتك عادت لتخفي وجهك مرة أخرى "
رد طِراد يأسا .." أرجوك جدتي تفهمي الأمر "
فقالت تصرخ في وجهه .." إذن عد عن قسمك و قم بجراحة لوجهك "
صرخ بدوره .." لن أفعل لن أفعل "
عادت فريدة لبرودها و قالت." تصبح على خير طِراد "
أتجه للباب بحنق و هو يقول .." تصبحين على خير جدتي "
ابتسمت لخروجه المنفعل و هى تجيبه ببرود .." و أنت بخير حبيبي أحلاما سعيدة "
صفق الباب خلفه بحدة نوعاً ما رغم أنه حاول ألا يفعل حتى لا يغضب جدته أكثر و لكنه لم يستطع غلقه بهدوء أيضاً فأطلقت ضحكة خافتة و عادت لتستلقي على فراشها براحة هى تعتقد أن الأحمق يحب نجمة و لا يريد أن يعترف بذلك حتى لنفسه .

******★******★******★******

Continue Reading

You'll Also Like

354K 7.7K 17
الملخص .. كذبة و ورطة تورطت هدية عندما كذبت و أدعت ، أن عامر شهاب حبيبها ، ماذا سيفعل عامر عندما يعلم بكذبتها تلك ، هل سيجبرها حقا على قبول خطبته...
116K 3.9K 35
لا اريد ان أن اخسرك ابدا .. فلن اخبرك كيف تتبعك روحى بكل مكان يوجد به أثر به.. لن اخبرك كيف تتراقص بداخلى لحظه وجودك .. لن اخبرك كيف الحياه معك حياه...
455K 4.7K 19
الجزء التاني من احفاد الثعلب وبها مزيج رائع من الرومانسية والأكشن والكوميديا والاجتماعي والدراما والانتقام 💪
326K 12.1K 21
حبٌّ كبير يصارع أمواج العاشقَين العاتية... فبين مدّ غرورها و جزر كبريائه.....بات مرسى الأمان بعيدا... و حين اقتحمت سفنها حدود المثلث المحظور ...جذبت...