للعرض فقط

By Amalsophy

170K 5.2K 301

وضع القدر أمينة في طريق حسناء فهل أمينة تصبح الوجه الآخر لعملة حسناء ،هل يستطيع محمد الصروي أن يغير ميراث آل... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون

الفصل الثامن عشر

7.1K 205 16
By Amalsophy

جلست على المقعد بإنتظار دورها شأن الكثيرين مثلها ممن يراودهم حلم الوظيفة المرموقة ،أليس هذا ما يبحث عنه جميع دارسي هذا التخصص .

ولكنها تمتلك مالا يملكه أحدهم تمتلك إسم أحمد الجبالي منذ بضعة أشهر وقبل وفاة والديها كان هناك نقاش هام عن وظيفتها .

حينها أحزنت والدتها كثيراً حينما أخبرتها أن تكف عن لقب معالي السفيرة فهي لن تصل حتى إلى موظفة أرشيف بمبنى وزارة الخارجية رغم تفوقها الملحوظ بالجامعة .

إلا أن هذا النوع من الوظائف لا يعترف سوى بمكالمة توصية من أحد الشخصيات الهامة ،ولقب العائلة التي يجب أن تكون سلالتها مرتبطة بالعمل السياسي وذو سمعة جيدة وهي لا تمتلك هذا ولا ذاك .

حينها بكت الأم بحرقه على صغيرتها التي اجتهدت دراسياً وتملك مقومات علمية عالية كدراسة اللغات الأجنبية المتعددة من مراكز متخصصة معترف بها حينها قالت فردوس بقهر "قلبي عليكي يا بنتي بعد التعب دا كله والمصاريف والبهدله في الموصلات مابين المركز الفرنساوي ومابين الألماني وغيرهم وفي الأخر هايعينو عيل فاشل مش بعيد يكون داخل الكلية أصلا بالواسطة".

وقتها هدأت أمينة والدتها وأخبرتها أنها لازالت تملك العديد من الفرص كالعمل بالجامعة والعمل بالإسلام كمحلل إقتصادي فمجال دراستها يتيح لها الكثير وبتفوقها من المؤكد الحصول على واحدة من تلك الفرص .

رنين هاتفها أخرجها من زحمة ذكرياتها لتجيب بثقة "أيوا يا أحمد أنا مستنية دوري " إستمعت له قليل ومن ثم أجابت "إن شاء الله ،أنا في إنتظار الإختبار ومتقلقش أنا مذاكرة كويس ".

أغلقت الهاتف لتعيد لهاالذكرى الأقرب حينما طلبها أحمد للزواج لازالت الكلمة تضيف رنين مميز لأذنيها "تتجوزيني يا أمينة " كلمة بسيطة زلزلت كيانها ومنحتها سعادة التوصل .

ولكن حينها تذكرت أنها لم تعد أمينة مدللة والديها ،ولكنها الآن كبيرة أشقائها والمسئولة عنهم ،فوجدت نفسها تسأله بسذاجة "تتجوزيني أنا ؟ ليه ؟" .

وكانت إجابة السؤال الثاني هي الكارثة التي أفاقتها لواقعها المرير عندما نطق بهدوء "بصي يا أمينة انا مش هاكدب عليكي وأقول حب ،لأن الحب كلمة مدخلتش قاموسي معرفش معناها ،لكن عارف كويس إني محستش إني نفسي أمتلك ست زي ما اتمنيتك الرغبة اللي عندي ناحيتك كفيلة إني أرتبط بيك وبما إن معرفتنا كانت مدة كافية  إني أتأكد من دونك تصلحي تشيلي إسمي فأنا بعرض عليك الجواز ".

حوار طويل تأثيره مدمر مهلك بكرامتها ومستنفز لكبرياءها ،إذا هي الرغبة والتملك هما يحركانه ،لو كانت إنصاعت له في أول لقاء لما طلب من هذا أبداً ،ربما يفكر أن الزواج منها مؤقت فترة وحينما يمل من لعبته يترك ويبحث عن غيرها .

أجابت ساخرة منه ومن نفسها "أسفة بس مش هي دي نوعية الجواز المعترف بيه عندي ،الجواز اللي إتربيت عليه في بيتنا كان مودة ورحمة ومشاعر قوية بين إتنين ،كان مشتركة وكل واحد بيبني الحتة اللي يقدر عليها ،كان تكافؤ في كل حاجة إجتماعي ومادي وثقافي ،ومفتكرش عرضك يضم أي حاجة من اللي أنا قلتها " .

صمت لبرهة قبل أن يحسبها بإصرار "سامحيني يا أمينة لأني متربتش كدا ،أنا إتربيت في وسط إن الجواز عندنا عبارة عن صفقات ،يعني ممكن أتجوز عشان صفقة تتم بيني وبين شركة تانية وحتى لو مفيش صفقة شغل بيكون فيه صفقة من نوع تاني زي إني أكون محتاج وريث وزوجه من الوسط محتاج حد يقدر يصرف عليها بسخاء مجوهرات وسفر ولبس زي ما هي متعودة ،ومن هنا بتكون صفقة من نوع مختلف لكن في النهاية صفقة ملهاش علاقة بالمشاعر ".

تنهدت أمينة بقوة زافرةً كل شعور للإهانة أحست به بينما هو لا يشعر ولو الثانية واحدة أي كلمة مما تفوه به سألت بهدوء "وبعدين ؟" ليجيب تساؤلها بأخر "وبعدين إيه ؟ ".

أجابت بهدوء محاولة إظهار ثقة غير موجودة بنفسها بعد حديثه "وبعد ما اتجوزك ؟ إيه اللي هايحصل ؟" ،إبتسم أحمد قائلاً "هو إيه اللي المفروض يحصل غير انك تكوني حرم أحمد الجبالي " .

قالت ساخرة من غروره "أيوا وتبقى جبت أمينة الغلبان بنت المعلم مصطفى ورفعتها لطبقتك وحولتها لأميرة لمجرد أنها تكون حرم أحمد الجبالي ،ادرس والتعب وبدل ما أكون حاجه ليها قيمتها أكون مجرد حرم أحمد الجبالي ".

نظرت له بحقد ربما لو قال أحبك حتى لو كذب لكان الوضع أفضل مما هو عليه الآن لذا أردفت بهدوء "أسفة يا أحمد بيه مقدرش أتجوزك لأسباب كتيرة جداً ،أهمها دلوقتي ،هي أخواتي اللي مقدرش أتخلى عنهم حاليا لأي سبب حتى لو كان السبب إني أكون حرم أحمد الجبالي ".

أنهت كلماتها بنبرة إستهزاء تحمل الكثير والكثير من الإنكسار، ولكن رده على كلماتها صدمها "إخواتك هايبقوا إخواني يا أمينة إنت متعرفيش أنا بحب حسام أد إيه ،وحورية وخجلها والتوأم ونضارتهم وعمر وشقاوته أنت مش هاتتخيلي أد إيه أنا متعلق بيهم ".

دمعت عيناها بينما تهمس بداخلها أحببتهم ورغبت في حفظت تفاصيلها بينما أنا لك مجرد إمتلك تعلقت بهم وما إنما مني ستتركني خلفك كغبار منثور .

نطقت من بين دموعها "أسفة لا أنا ولا أخواتي بتقبل الصدقة " حجج واهية كلها فقط مبررات ضعيفة لتؤكد رفضها لا يمكنها الإرتباط دون مشاعر وخاصة مع الفرق الكبير بينهما لها كبرياؤها وعليها حمايته فكرامتها هي كل ماتمتلك.

نطق هو بلهفة بينما يصارع كي لا يلمسها بيديها ويضمها له بقوة يعرف جيداً رفضها المسبق للفكرة "ليه بتقولي صدقة ،دول إخواتك يعني هايبقوا إخواتي انا كمان ،أنا وانتي لما متجوز هتبقى مسئول عنك وبالتالي هتكون مسئول عن أي حاجه تخصك حتى إخواتك ".

تنهدت أمينة بيأس "أسفة بس هي ملهاش إسم تاني غير الصدقة ،إحنا من وسطين مختلفين خالص في كل حاجه ولو مصر على جوازك مني يبقى تستناني إثبتلي إنك عاوزني بجد " .

أجاب بإصرار "أستنى! بس لأمتى يا أمينة ؟،ومتقوليش لحد ما اربي أخواتي لان دا كتير على اي حد مش انا بس " ،لتجيبه مبتسمة "لا بس على الاقل أحقق ذاتي ويكون عندي وظيفة محترمة في مجالي تمكني أن أقرب المسافة بينا وساعدتها أقدر أربي أخواتي من مالي الخاص " .

حينها إتسعت إبتاسمته أكثر فأكثر ثم قال بهدوء "تمام وانا عند كلمتك ،الٱسبوع الجاي مسابقة الخارجية ،هايخدو موظفين جداد ،أضمنلك وظيفة روحي انت بس الإختبار ويخليكي متأكدة إن ليكي فيها مكان ووعد مني أصبر عليكي لحد ما تحققي الي بتحبني بيه وساعتها مفيش رفض تاني يا أمينة " .

أومأت أمينة بتحدي ،إذا هي صفقة كالعادة فلتكن صفقة عادلة ،تربح هي منها كما سيربح هو ،الخارجية حلم داعبها منذ سنوات ولقب لأجلها من جميع الأهل والجيران .

عادت أمينة لأرض الواقع حينما سمعت إسمها يتردد في الصالة ،يستدعونها كي تلحق بدورها الإختبار وكأنها تحتاج إلى هذا لبلاد الظلم أوطانها ،رغم أحقيتها بالوظيفة إلا أنها لا تستطيع الحصول عليها دون إسم أحد الكبار كما جرت العادة في كل شبر في البلاد .

*********************

وقفت حسناء في ذلك المكان المهجور مذهولة ،وعدها محمد اليوم بنزهة غير عادية لتجد السيارة تسير بطريق خالية صحراوية لا يوجد بها بشر سواها ومحمد .

إبتسم محمد مطمئناً إياها ،وعدها بأنها اليوم فقط يمكنها أن تنام قريرة العين دون شعور بالظلم ،فاليوم سيعيد حقها حتى لو كان أخرعمل له على وجه الأرض .

توقفت السيارة أمام مبنى ضخم بدا وكأنه أحد المخازن الضخمة ولكن الملفت للنظر هو الإسم والشعار على جدران المبنى ،إسم وشعار مجموعة الجبالي .

حينما خرجت وجدت أحمد الجبالي شقيقها وتوأمها وروحها العالقة بين مطرقة أشرف وسندان بيسان  ،كان واقفً مستنداً لسيارته يرتدي قميصه الأبيض ورابطة عنقه محلولة بإهمال بينما سترته ملقاه على السيارة بإهمال .

نظرت حسناء تجاه شقيق الروح كما إعتادت أن تسميه وهي صغيرة بتردد ،بينما أحمد يتبادلها نظراتها بإبتسامة صادقة .

قاطع الترابط السري بينهما صوت محمد وهو يقول بمرح مستعدة يا حسناء مستعدة تدفني اللي فات هنا وتبدأي حياة جديدة " .
بدلت حسناء نظرها بين الرجلين حبيبها وزوجها الأغلى على قلبها من أي شخص ، والشقيق الذي تمنته يوماً ولم تحظى به .

همست بتردد بداخلها قلق من شيئ مجهول لم يدركه عقلها كما أدركه قلبها مسبقاً منذ تلك اللحظة التي أخبرنا فيها محمد بأن تستعد للخروج لتحصل على هدية خروجها من المصحة "حد فيكم ناوي يفهمني إيه بيجرى هنا ".

وضع محمد يديه على عيناها بينما سمعت حركة أحمد ثم صوت صرير عالى الباب الحديدي ،فجأة شعرت بنفسها تتحرك مغمضة العينين ومحمد يهمس لها بأن تجاي خطواته لا أكثر .

إبتسامة حزينة رسمت على شفتيها الشاحبتين ،رمقت الشباب المقيد والمطروح أرضاً مكونة من القذارة ، خمسة تعرف أشكالهم جيداً ،محفورة ملامحهم على أكبر شرخ في جدار روحها .

همست بحزن "مفهمتش أنا هنا بتعمل ايه "، ليجيب محمد سريعاً "بتاخدي حقك بإيدك بتبدأي حياة جديدة ،إحنا جايبينك تدفني الماضي" .

إبتسامت بسعادة لمحمد مرددة للكلمات الوحيدة التي تشعر بها في هذا الوقت "الماضي انا كان لازم أدفنه من يوم ماقبلتك .... وإقتربت من محيطة عنقه بذراعيها ثم أردفت "وحياتي إبتدت من أول وجديد على إيدك ...

طبعت قبلة صغيرة على وجنته ثم إتسعت إبتسامتها بينما تستدير لأحمد قائلة "إذا كنت نسيت بيسان وأشرف الجبالي ،مش هانسى الزبالة دول " .

صاح أحمد فيها بحدة " يعني إيه هاتسيبي حقك مرة تانية"،  إبتسمت له مجدداً  ثم نطقت بهدوء "وانا في المصحة فيه واحدة ست كبيرة عيالها رموها هناك ورفعوا عليها حجر كنت بلاقيها بتصلي دايماً وتدعيلهم ولما سألتها قالتلي أيه تقريباً كنت نسيت إن فيه حاجه اسمها صلاة وقراءن عارف الأية كانت إيه ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) والحمد لله أنا بقيت بمشي كل شيئ في حياتي على أساس كلام ربنا ".

أردفت بينما تنظر إلى كومة الوحل التي أفسدت حياتها ثم أكملت "عشان كدا أنا هاكتم غيظي وهأعفو مادام عندي مقدرة واستغفر ربنا عشان أرجع لطريقة وحسابهم عند ربنا عظيم ".

صاح أحمد فيها بحدة "طبيعي لازم تعملي كدا ما انت بنت نجوان الهبلة اللي اشتغلت خدامة عند جوزها بس أنا لا أنا مش إبنها وهادافع عن شرفي وهاخد حق أختي من الكلاب دي ".

حدث كل شيئ في ثواني معدودة بدأً من إخراج أحمد بسلاحه الناري وتوجيهه لعمرو ورفاقه وتقدم حسناء في مواجهة السلاح صارخة بدموع لا تعرف كيف توقفها "لأ متعملهاش لأنك إنت كمان إبنها ،توأمي وابن نجوان ميقتلش ،إبن نجوان ميقتلش ".

**********************

Continue Reading

You'll Also Like

7.4K 158 60
عشق تخطى كل الحدود وبالرغم من معرفتهما الحديثه ببعضهما الا انهما عشقا بعضهما لتتولد قصة عشق وصل للتيم فاصبح قلب كل منهما متيما بعش الأخر مع مجموعه من...
52.6K 2.7K 33
رواية وتعففت لاجله للكاتبه //ريحانة الجنه جميع الحقوق محفوظه للكاتبه ريحانة الجنه 1 - " هناك علاقات مؤذية لأرواحنا لدرجة تجعلنا نشقى ونتعب كثيرا...
7.9M 386K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
116K 2.8K 28
المواعيد السبت والاربع من كل اسبوع الساعه العاشره مساء "المقدمه" لحظات مرت عليها كسحابة عابرة لتجد ذاتها بين ثانية وضحاها ضحية...