الفصل السادس عشر

6.9K 223 5
                                    

همست بقلق "إنت مين" ،رمقها بدهشة لم يصدق أذنيه ،صحيح أن الطبيب أخبره أنها في هذه المرحلة من العلاج ربما تصاب بهذيان ولكن نسيانه هذا أمر لا يستطيع تصديقه .

أجابها بذات همسها "إنتِ مش عارفاني "لتنظر له بتوتر بينما تهز رأسها نفياً ،نظر لها ولكنها تطالع كل شيئ حولها برهبة وذعر ،تبدو قلقه ومرتعبة ومن ثم قالت "إنت مش معاهم ،مش كدا؟ ".

ليتحدث محمد قلقاً "مع مين؟" ، بكت بينما تضم شفتيها بحركة طفولية إعتادها محمد حينما تجهل الإجابة على أمراً ما ثم قالت "معرفش ،بس إنت طيب أنا مرتحالك ،وحاسة إنك مش زيهم ".

ضمت قبضتيها لصدرها وإنكمشت على ذاتها أكثر مبتعدة عن طرف السرير ، إبتسم محمد بمرارة هل يخبرها الحقيقة أم يتركها لم يخبره الطبيب .

تحرك بهدوء تجاه الباب هامساً "هابقى أجي تاني ،لو مش هاتضايقي " ،إبتسمت بمكر بينما إستدار هو صاحت "محمد حبيبي".

ليلتفت لها مجدداً مندهشاً ولكن ما إن رأى إبتسامتها الماكرة حتى صاح متصنعاً الغضب "كنت بتمثلي عليا "
لتكتم ضحكه خافته ولكنها قالت بسعادة "بصراحة قلت أجربها عليك أشوف هاتعمل إيه لو لقيتني ناسياك ".

إقترب منها هامساً "هأعمل إيه يعني ،هأفضل أحبك على طول " وضع كفها بين كفيه مقبلاً إياه برقة ثم قال "وحشتيني أوي وحشتي الولاد هايتجننو عشان يشوفوكي وماما نجوان بتصبرهم بالعافيه" .

دمعت عيناها بصمت بينما لسانها ينطق "وإنت كمان وحشتني أوي ، ربنا يكتبلي أخرج من هنا بخير وأكون في حضنك إنت والولاد ".

****************
جلست نجوان على الأريكة البسيطة ، والتي تعرف جيداً موقعها وملمس قماشها الرخيص ،ففي يومٍ من الأيام جلست هنا وتبادلت الحكايا مع جارتها وصديقتها فردوس .

وفنجان القهوة من يد فردوس على الموقد الكحولي الصغير(السبرتاية) "على نار هادية زي ما بتحبيه"جملة بسيطة عادت لذاكرتها لإمرأة أصبحت هي الأخرى ذكرى كقهوتها وجملتها .

جلس إلى جوارها أحمد الجبالي ، ينظر لها بين الفنية والأخرى بخجل ،فقد كان أخر لقاء بينهما مذري حينما رفضت حتى النظر في وجهه ،فقطإصطحبت الأطفال ورحلت .

لم تعبأ بصراخه بإسميها نجوان وعزيزة ، لم تكترث إلى نبرة التوسل في صوته والتي تحولت إلى تهديد ثم يأس من الإجابة .

لم تنسى حرفاً واحداً مما قيل قبل سنوات ،حينما عاد من الولايات المتحدة خصيصاً لأجلها حينما أخبرته ماريا الخادمة عن سرقتها لمجوهرات والدته .

للعرض فقطWhere stories live. Discover now