الفصل الثامن عشر

7K 204 16
                                    

جلست على المقعد بإنتظار دورها شأن الكثيرين مثلها ممن يراودهم حلم الوظيفة المرموقة ،أليس هذا ما يبحث عنه جميع دارسي هذا التخصص .

ولكنها تمتلك مالا يملكه أحدهم تمتلك إسم أحمد الجبالي منذ بضعة أشهر وقبل وفاة والديها كان هناك نقاش هام عن وظيفتها .

حينها أحزنت والدتها كثيراً حينما أخبرتها أن تكف عن لقب معالي السفيرة فهي لن تصل حتى إلى موظفة أرشيف بمبنى وزارة الخارجية رغم تفوقها الملحوظ بالجامعة .

إلا أن هذا النوع من الوظائف لا يعترف سوى بمكالمة توصية من أحد الشخصيات الهامة ،ولقب العائلة التي يجب أن تكون سلالتها مرتبطة بالعمل السياسي وذو سمعة جيدة وهي لا تمتلك هذا ولا ذاك .

حينها بكت الأم بحرقه على صغيرتها التي اجتهدت دراسياً وتملك مقومات علمية عالية كدراسة اللغات الأجنبية المتعددة من مراكز متخصصة معترف بها حينها قالت فردوس بقهر "قلبي عليكي يا بنتي بعد التعب دا كله والمصاريف والبهدله في الموصلات مابين المركز الفرنساوي ومابين الألماني وغيرهم وفي الأخر هايعينو عيل فاشل مش بعيد يكون داخل الكلية أصلا بالواسطة".

وقتها هدأت أمينة والدتها وأخبرتها أنها لازالت تملك العديد من الفرص كالعمل بالجامعة والعمل بالإسلام كمحلل إقتصادي فمجال دراستها يتيح لها الكثير وبتفوقها من المؤكد الحصول على واحدة من تلك الفرص .

رنين هاتفها أخرجها من زحمة ذكرياتها لتجيب بثقة "أيوا يا أحمد أنا مستنية دوري " إستمعت له قليل ومن ثم أجابت "إن شاء الله ،أنا في إنتظار الإختبار ومتقلقش أنا مذاكرة كويس ".

أغلقت الهاتف لتعيد لهاالذكرى الأقرب حينما طلبها أحمد للزواج لازالت الكلمة تضيف رنين مميز لأذنيها "تتجوزيني يا أمينة " كلمة بسيطة زلزلت كيانها ومنحتها سعادة التوصل .

ولكن حينها تذكرت أنها لم تعد أمينة مدللة والديها ،ولكنها الآن كبيرة أشقائها والمسئولة عنهم ،فوجدت نفسها تسأله بسذاجة "تتجوزيني أنا ؟ ليه ؟" .

وكانت إجابة السؤال الثاني هي الكارثة التي أفاقتها لواقعها المرير عندما نطق بهدوء "بصي يا أمينة انا مش هاكدب عليكي وأقول حب ،لأن الحب كلمة مدخلتش قاموسي معرفش معناها ،لكن عارف كويس إني محستش إني نفسي أمتلك ست زي ما اتمنيتك الرغبة اللي عندي ناحيتك كفيلة إني أرتبط بيك وبما إن معرفتنا كانت مدة كافية  إني أتأكد من دونك تصلحي تشيلي إسمي فأنا بعرض عليك الجواز ".

حوار طويل تأثيره مدمر مهلك بكرامتها ومستنفز لكبرياءها ،إذا هي الرغبة والتملك هما يحركانه ،لو كانت إنصاعت له في أول لقاء لما طلب من هذا أبداً ،ربما يفكر أن الزواج منها مؤقت فترة وحينما يمل من لعبته يترك ويبحث عن غيرها .

للعرض فقطWhere stories live. Discover now