الفصل الثامن

8K 290 20
                                    


أفاقت حسناء في فراش مريح لغرفة غريبة لم تعهدها من قبل نهضت ببطئ وما إن إستقامت حتى شعرت بدوار حاد ما علها تستلقي مرة أخرى .

دارت بعينيها داخل الغرفة حتى وقعت عيناها على طفل صغير يقف عند الباب يسند ذراعه على مقبض الباب ، كان الطفل ينظر لها بغرابة ما جعلها تبتسم له .

بادلها الطفل الإبتسامة فأشارت له ليقترب ، أنزل الطفل ذراعه من الباب ببطئ وإقترب منها قائلاً "أخيراً فوقتي، دا انا واخواتي مستنينك تصحي عشان تلعبي معانا ".

نظرت له حسناء بدهشة وهي تقول بجفاف لشدة شعورها بالعطش " هو أنا فين " ليجيبها الصغير ببراءة "أنت هنا في بيت بابا محمد ، دا كان هايتجنن عليك هو انت خطيبته الجديدة بدل صفا ، يارب تكون أحسن دي كانت رخمة أوي ومبتحبنيش لا أنا ولا أخواتي " .

نطقت بذعر " بابا محمد مين ، أنا هنا من أمتى " استمر الطفل في طريقته البريئة وهو يحيبها " إنت هنا من خمس أيام ، بابا جابك وانت تعبنة وبتصرخي جامد ، وبعدين جت طنط الدكتورة وادتك حقنه ونمتي ، وبعد كدا بقيتي تصحي تصرخي وباب يديكي الحقنة تاني تكملي نوم".

نظرت ليدها الموصولة بمحلول علاجي مغذي فشعرت بالإرتياح حينما وجدت أن ملابسها كما هي عليها ، ولكن الطفل يقول خمسة أيام أي أنها هنا منذ خمسة أيام كاملة ، ماذا عن والدتها لابد أنها تكاد تجن .

فجأة بدأت الذاكرة تعود إليها رويداً رويداً ، تذكرت أنها ذهبت إلى سهير كي ترى المسكن الجديد ولكنها بدلاً من ذلك وجدت نفسها داخل كابس ليفتح جرحاً كان لم يلتأم بعد ، ولا تذكر شيئاً بعدها.

جاهدت للتذكر المزيد ولكن لايوجد أي شيئ ، ببطئ طلبت كوب من الماء لتروي ظمئها ، فعاد الصغير بعد قليل يحمل كوب الماء بيد ، وغي يده الأخر يجر طفل أخر أصغر سناً وخلفهما طفل أخر أكبر سناً من الإثنين .

تناولت كوب الماء دفعة واحدة ،وبدأت تشعر بإرتياح إعتدلت جالسة في السرير بعد أن شعرت بالدوار يهدئ نظرت إلى الأطفال فوجدت الصغيرين ينظران لها بسعادة وإبتسامة ، بينما الكبير يرمقها بعدائية .

نطق الطفل الكبير بهدوء وجدية لا تتناسب مع سنه "إنت هاتطردينا أول ماتتجوزي انت وبابا محمد هاتطردينا ، أو هاتودينا الملجأ مش كدا ".

نظرت له إحسان ببلاهة فهي لا تفهم شيئ أي محمد هذا الذين يتحدثون عنه أردف الطفل "خلي بالك احنا تربية شوارع ولو فكرتي بس انك تبعدينا عنه هانعمل فيكي زي ما عملنا في صفا ".

إتسعت نظرة حسناء وتغيرت إلى الصدمة الشديدة ليس من التهديد التافه من طفل لا يعي ما يقول ولكن من رؤية الرجل الواقف خلف الاطفال في مدخل الباب يحمل صينية طعام.

للعرض فقطWhere stories live. Discover now