الفصل الرابع عشر

7.2K 322 15
                                    

جلست أمينة أمام أحمد واجمه ،تبدو في كابوس مريع حقائق قذرة هل يمكن أن يعيش الإنسان حياة أسوأ من تلك التي عاشاتها حسناء .

ربما لو قدر لها أن تقتل لكان أهون من تلك المهانة والمذلة ،تذكرت في حسناء فيما مضى تلك الفتاة الجميلة المحبة  الهادئة، هل كانت تحمل بداخلها كل تلك الهموم ؟ هل عاشت بينما قلبها وكرامتها قتيلة أب لا يرحم وشقيق جاهل .

نظرت لأحمد بنظرة محيرة ،هل هو صادق ولم يكن يعرفها بالفعل؟ أم إنه يحاول الوصول لها لأنها تزوجت بضابط شرطة كما يدعي؟ هزت رأسها بنفي هو لم يكن يعلم من هي إحسان من الاساس كيف توصل إذن إلى حقيقة كونها شقيقته .

تحركت شفتاها بهمس "إنت عرفت منين انها أختك" ،نظر لها أحمد بعدم فهم فقالت "إنت قلتلي إنها إتعمدت تعرفك وجودها عن طريق الظابط اللي إتجوزته لما إنت كنت بتدور على دادا عزيزة ،عرفت منين بقى إن إحسان هي حسناء أختك".

إبتسم أحمد بهدوء قائلاً "البركة فيكي " نظرت له بإستفهام ليردف "يوم ما جيتيلي شقة الزمالك قلتيلي إن إحسان كانت جارتك ،يومها أنا جيت وراكي عشان اطمن عليكم إنت وحسام ،لكن المنطقة دي بالذات أنا عارفها كويس جداً جيتها كتير لما كنت بدور على دادا عزيزة ،اللي إتضحلي بعد كدا إنها مدام نجوان مرات بابا ،إتكلمت مع عم صابر اللي انا عارفه كويس لأني سألته اكتر من مرة عليهم ،وفي اليوم دا قالي إن حسناء ظهرت وانها جابت شغل لأمينة بنت يتيمة من الحارة ووعدني يجيب رقم تليفونهم منك ".

نظرت له أمينة بحيرة وتذكرت حينما حدثته على الهاتف يومها أخبرها أنه سأل عم صابر على عنوان أحدهم ،ربما كان صادقاً ولكنها عادت لتسأله فقط كي يطمئن قلبها "وليه ماحاولتش تتواصل معاها مباشر ".

رأت ومضة حزن مع لمعة خفيفة تمر بعينيه ولكنه تمالك نفسه سريعاً قائلاً "حاولت يوم ما عرفت ان دا فرحها رحت لها لكن هي رفضت كلام معايا وجوزها هو كمان ،حتى دادا عزيزة أقصد مدام نجوان مغفرتليش اللي قولته قبل سبع سنين لما والدتي لفقت لها قضية السرقة ،ومن اليوم دا وانا مش عارف أتواصل معاها نهائي ".

دمعت أمينة ولم تعرف كيف سمحت لعبراتها بالنزول ،هل طوال هذا الوقت كانت حسناء ضحية هؤلاء ،أحقاً أن عزيزة عاشت حياتها بأكملها خادمة في منزل زوجها ؟ ،هل كانت تحب زوجها لهذه الدرجة .

صرخت بحدة "مستحيل فيه حاجه غلط ،مهما كان درجة حب الست لجوزها مستحيل تقبل تشتغل خدامة في بيته ،إيه اللي إضطر عزيزة أو نجوان إنها تشتغل السنين دي كلها عندكم وخصوصاً إنها كانت عندها بنت محتاجه رعاية ،دي ماما الله يرحمها كانت بتلاقي حسناء ماكلتش باليومين بسبب ضغط الشغل على والدتها".

للعرض فقطWhere stories live. Discover now