للعرض فقط

By Amalsophy

170K 5.2K 301

وضع القدر أمينة في طريق حسناء فهل أمينة تصبح الوجه الآخر لعملة حسناء ،هل يستطيع محمد الصروي أن يغير ميراث آل... More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون

الفصل الاول

19.6K 307 4
By Amalsophy

ودعت أخر النساء المعزين وأغلقت باب المنزل بوهن ، لتستند بجسدها إلى الأريكة ، ولم يمر بضعة دقائق حتى سمعت صوت الباب يفتح .

رمقت شقيقها الصغير بنظرة حزينة وتنهدت في ألم ، حسام ذو الستة عشر عام ، المتفوق دراسياً والذي كان الجميع يتنبئ له بمستقبل باهر وحلم المعطف الأبيض ولقب الطبيب الذي كان يراود العائلة وجميع أهل المنطقة كعادة الأسر المصرية حينما يلتمسون تفوق أحد أبنائهم .

إقترب حسام منه وجلس جوارها ، وضع يده على ظهرها قائلاً بهدوء محاولاً إخفاء حزنه " متقلقيش يا أبله كلة هيبقى تمام ، انا من بكرا هادور على شغل ، وان شاء الله البيت هايمشي زي الأول " .

نظرت له بهلع ثم صاحت به " شغل إيه اللي بتتكلم عنه ، إنت إتجننت ولا جرى لمخك حاجه مفيش شغل ،وهاتنتظم في مدرستك ودروسك زي الأول إنت هاتبقى دكتور زي بابا وماما ماكانوا عاوزين ، انت هاتحقق حلمنا كلنا ، ولو على الشغل انا من بكرا هادور انا الكبيرة وانا هاشيل المسئولية دي انت سامع ، يالا على أوضتك " .

حاول حسام مرة اخيرة أن يغير رأيها قائلاً " بس يا أبله " قاطعته بحدة " مفيش بس يالا على أوضتك مش عاوزة ولا كلمة تانية " .

دخل حسام غرفته فهو يعرف شقيقته جيداً لن تغير أفكارها مهما حدث ، وهو لا يريد إغضابها وخاصة في هذه الظروف العصيبة  ، بالرغم من شعوره بأنه هو المسئول عن الجميع بصفته أكبر الذكور حتى وإن كان له شقيقة تكبره بسنوات .

جلست أمينة على الأريكة تحاول أن تجد مخرجاً للوضع ، بقيت لها سنه واحدة وتتخرج من الجامعه أي شركة تلك التي تقبل توظيف فتاة لم تنهي دراستها بعد ، كما أن الورشة المحترقة لم يعد لها قيمة أو نفع فصاحب الورشة سيأخذها على أي حال والعدة إحترقت بالكامل برفقة أبيها ومساعديه من العمال ووالدتها التي ذهبت بطعام الغداء كالعادة .

لم يكن لهم دخلاً أخر سوى ما يتكسبه أبيها من الورشة ، وبالرغم من ذلك لم يحرمهم من شيء كانت طلباتهم مجابة ، وكانت دراستهم إهتمامه الأول وخاصة بعدما لمس تفوقه أبناؤه ، بدأً من أمينة التي تفوقت في القسم الأدبي ولحقت بكلية السياسة والعلوم الاقتصادية .

وكان حسام ثاني أبناؤه الذي أظهر تفوق ملحوظ ، فكانوا جميعاً يعدون أنفسهم للقب الطبيب ، والتوأم علي وعامر فهم في المرحلة الأولى من الثانوية العامة ويظهرون تفوق ملحوظ وإلتزام جاد ، كما أن نبوغهم في الرياضيات أهلهم للحصول على جائزة كبرى على مستوى الوطن العربي .

والمشاكسة حورية تلك الجميلة في المرحلة الإعداية ولكنها موهوبة في الرسم رغم صغر سنها إلا أنها بارعة في تقليد ونسخ اللوحات مهما كانت شهرتها أو درجة صعوبتها ، وقد تنبأت لها أستاذتها بالمدرسة بمستقبل باهر وقد قالت بالنص " حورية دي فنانه هي حالياً لسه في مرحلة النسخ والتقليد اتفرجي عليها بكرا لما تدخل في مرحلة الإبداع هايطلع منها تحف عالمية بس تاخد فرصتها ".

جلست على السرير الذي يضم أخر العنقود عمر ، ذلك الفتى خفيف الظل كثير المشاكل ، لايكاد يجلس ساعة واحدة هادىء من دون كارثة مفتعلة من صنع يديه وبالرغم من هذا يظل الأقرب إلى قلوب الجميع .

مسحت شعره بخفة وأدمعت عيناها حينما تذكرت صرخاته حينما إحترقت الورشة فقد أصيب بإنهيار عصبي إضطر الدكتور محمد جارهم إلى إعطاؤه حقنه مهدئة والتي لازال تحت تأثيرها حتى الآن .

خرت أمينة إلى غرفة والديها لتطلق العنان لدموعها وكانت قد حبستها طوال اليوم كي لا تظهر ضعفها أمام إخوتها الصغار ، فأخرجت أنهاراً من الكريستالات على وجنتيها حتى إنهارت نائمة .

لم تشعر أمينة بشيء بعدها حتى سمعت طرقات عالية ، تناولت المنبه من جانب السرير لتنظر الساعه وجدتها التاسعة صباحاً ، صدمت حينما علمت أنها غفت كل هذه المدة .

تأملت المكان حولها وسرعان ما إستعادة أحداث الأمس البشعة بدأً من الحريق مروراً بإجراءات الدفن والعزاء مساءاً ، وغفوتها في غرفة والديها ، إنتبهت مجدداً للطرقات على باب الغرفة فصاحت بجفاف " مين اللي بيخبط " لتسمع صوت شقيقها حسام يقول بتوتر " عم صابر برا وعاوز حضرتك يا أبلة ، بيقول موضوع مهم " .

قلقت أمينة من الضيف القادم في الصباح الباكر ، وتذكرت عم صابر صاحب المقهى المقابل لمنزلهم والذي قدم الكثير ليلة أمس ،من إستخراج تصاريح الدفن والتفاهم مع الطب الشرعي والجنازة والعزاء ، وفكرت ربما أتى ليحاسبها على ما صرفه من أموال ليلة أمس ، وقد خمنت أمينة أنها تدين له بمبلغ لابأس به .

عدلت أمينة من وضع ردائها ومشطت شعرها سريعاً ثم خرجت لملاقاة الرجل بملامح باهته حزينة ،مدت يدها مرحبة به فتلاقها الرجل بترحاب وكاول أن يبدو هادئً
حتى لا يعيد الأحزان بكلمات غير مقصودة .

قال العم صابر  مرحباً بلقائها" ازيك يا بنتي عاملة إيه " لتجيبه أمينة بحبور " الحمدلله بخير يا عم صابر ، قبل أي كلمة أنا عارفة انك صرفت كتير امبارح بس انت عارف الظروف اصبر عليا شوية أكون دبرت أموري " .

نظر لها صابر بضيق فلم يتوقع منها تلك الكلمات التي هي في عرف هؤلاء تعتبر كلمات مهينة ، فأولاد البلد كما يطلقون علي سكان هذه المناطق الشعبيه يمتازون بالشهامة والمروءة ولا ينتظرون مقابل ، ولكن بدلاً من إظهار ضيقه أخفى غضبه بإبتسامة عاتبه قائلاً " هو دا ظنك فيا يابنت محمد ، دا أبوكي أبو الواجب والذوق " .

إبتلعت أمينة خجلها ، فقد شعرت أنها أساءت للرجل وتوترت ولم تعرف بما تجيبه وبدأت تحرك أصابعها في توتر وخجل .

أردف العم صابر مهدئً إياها من قلقها "انا كنت جاي من طرف عمك عبدالوهاب صاحب المحل اللي كان فيه الورشة ، الراجل عاوز المحل وهايدفعلك انت واخواتك ألفين جنية تعويض ، انا مكنتش راضي بس جماعتي قالت انه كدا ولا كدا هاياخد المحل وان انتم أولى بالفلوس " .

صمتت أمينة فهي لم تتوقع أن تأخذ أي أموال لقاء الورشة فهي تعرف ان أبيها لم يكن يملك المحل وأن الإيجار كان عليه خلاف مع الحاج عبد الوهاب ولم تظن أن الحاج عبد الوهاب يمكن أن يعطي مال مقابل محل يملكه.

نظرت إلى العم صابر بعدم فهم ، ليمنحها الرجل إبتسامة طيبة بينما يضع مظروف على الطاولة وهو يقول " دول الألفين جنيه ، أما بالنسبة للموضوع التاني اللي كنت عاوزك فيه ....

قاطعته أمينة بقلق " موضوع إيه " ليهز الرجل رأسه بنفاذ صبر فتلك الفتاة في ورطة حقيقية فهي لا تعرف أي شيء عن جحيم حياتها المقبل ليقول لها محاولاً تهدئة إضطرابها " أيوا يابنتي انتي واخواتك ليكم حق تعملوا معاش التكافل الاجتماعي انتو دلوقتي أيتام وهاتحتاجو كل مليم ، أنا كلمت الأستاذ عطا الله المحامي وهو قال يوم الخميس جهزي الروق بتاعك وبتاع أخواتك وهو هايجي معاكي يعمل المعاش " .

أنهى العم صابر كلامه بينما يعطيها ورقة مطوية حينما فتحتها وجدت فيه قائمة بالأوراق المطلوبة ، ثم تحرك ناحية الباب جلست أمينة وأمسكت بيدها المظروف والورقة ، دخل حسام قائلاً " استنى القهوة جهزت ياعم صابر" ليرفع الرجل يده مودعاً رافضاً الضيافة لإنشغاله بأعماله .

قال حسام بهدوء " ها ياأبلة ناوية تعملي اللي بيقوله عم صابر دا " لتنظر له أمينة بضيق قائلة بنبرة مختنقة من الدموع المكتومه " وهو فيه حل تاني أنا كدا ولا كدا هاعمل اللي هو قال عليه ، المشكلة في ان المعاش دا ٨٠ جنيه للفرد يعني احنا كلنا مش هانجيب ٥٠٠ جنية وانت لواحدك دروسك معديه الالف جنيه دا غير اخواتك وعمر دا مصاريفه لوحده أد مصاريف البيت كله انت مش واخد بالك بابا كان مدلعه ازاي .

ليدخل عمر من الخارك يفرك عينيه بيديه قائلاً بطفوله وبراءة " أنا مش عاوز حاجه يا أبله وكمان أنا محوش فلوس في حصالتي عشان أجيب كورة جديدة خديهم بس متزعليش يا أبله " .

بكت أمينة ولم تستطع كتم دموعها أكثر من هذا وضمت الصغير إلىبينما إندفع التوأم وحورية وجلس الجميع إلى حضنها وكأنهم يستمدون منها قوة إفقتقدوها بفاجعة الأيام الماضية .

****************

في عقار راقي جلست إحسان شابة في السابعة والعشرون من عمرها على أريكة مذهبة من أرقى المفروشات ووضعت زجاجة طلاء الأظافر أمامها باللون الاحمر القاتم وتبدأ في تلوين أظافرها عندما رن هاتفها الجوال نظرت إلى الشاشة ، لتنتفض سريعاً وكأن المتصل يراها بالفعل .

حركت أصابعها بحركة خاطفة على الهاتف لتسمع إلى صوت تعرفه جيداً لتقول بنبرتها الخليعة " صباحك ورد ياباشا " أنصتت قليلاً لتغير نبرة صوتها إلى نبرة قلقة بإدعاء واضح قائلة " إزاي دا ياباشا دا أنا مفهمها كل حاجة وحياتك عندي لأربيها وانا هابعتلك حاجه نقاوة حاجه غير أي حاجه تانية " .

صمتت قليلاً لتنصت له من جديد ثم أجابت " حاضر ياباشا حاجة جديدة وجه جديد أوعدك أنها هاتكون أول مرة تنزل شغل بس انت متزعلش نفسك سيبني بس يومين أنزل الجامعة أصطاد حاجه جديدة ".

أنصتت له مجدداً لتمنحه ضحكة خليعة تتماشي مع اسلوبها الوقح في الحديث  والذي يجعل زبائنها اضعين لها قالت بسخرية " وانجح واخلص جامعة ليه ياباشا وهو انا لوخلصت جامعة هاجيب المزز منين ماهو دا المكان الوحيد اللي بعرف اصطاد منه الجديد غير كدا كله فاكس واستعمال قديم بنات الجامعة ولاد ناس " .

أطلقت ضحكتها الخليعة مرة أخرى بعدما أنهى حديثه معها لتودعه قائلة " يومين مش هاتأخر انت عارفني الكلمة متخرجش الا لو كانت هتتنفذ سلام يا باشا" .

أغلقت إحسان هاتفها بينما بداخلها قلق فمن أين ستأتي بفتاة جديدة فهي بالكاد استطاعت الحصول على الفتيات السابقات من المقهى ولكنها لا تعرف من أين تحصل على فتاة جديدة بمواصفات خاصة، وفجأة تذكرت الجامعة عليها الذهاب لتأجيل الدراسة لهذا العام مجدداً كالعادة في الأعوام السابقة

Continue Reading

You'll Also Like

4.1K 275 45
لقيت فيكى كل وصف معانى الحب سرحت كثيرا ف عيناكى التى سحرونى عشت معاكى اجمل سنين حياتى بحلوها ومرها فكرت كثيرا انكى تستحقي اسم يليق بحبي اليكى ولقتنى...
216K 6.6K 49
دى لو الواحد نقعها فى شوية ميه بس ولله هنكسب من وراها دهب لدرجة أن مصر هتبقا الأوله على العالم فى صنع عطر المسك وهتبقا ريحة ثابته ثبات محصلش " _ وانت...
1M 40.8K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
39K 1.4K 10
وإذا العُيونُ تَحدّثتْ بلُغاتِـها قالتْ مَقالًا لم يَقُلْهُ خَطيـبُ في ساعةِ اللُّقْيا تَذُوبُ هُمُومُنا ...