هروب من قدر /مكتملة

babosweet által

330K 10.8K 666

" نزلت دموعها بضعف/ بدي ارجع لحياتي هناك.. ساعدني هادي/ حياتك من يوم وطالع معي انا.. ميهاف بألم/ وانا مسستحي... Több

مقدّمة
الهروب الأول
الهروب الثاني
الهروب الثالث
الهروب الرابع
الهروب الخامس
الهروب السادس
الهروب السابع
الهروب الثامن
الهروب التاسع
الهروب العاشر
القدر الاول
القدر الثاني
القدر الثالث
القدر الرابع
القدر الخامس
القدر السادس
القدر السابع
القدر الثامن
القدر التاسع
القدر العاشر
اشتعال قلب
الاشتعال الثاني
الاشتعال الثالث
الاشتعال الرابع
الاشتعال الخامس
الاشتعال السابع
الاشتعال الثامن
الاشتعال التاسع
الاشتعال العاشر
قبضة القدر
مريض...
لألف مرة أخرى
مصيبة رأسي
1,2,3... انطلق يا جميلي
أنا النار !
ظلّ رائد
اسمي سابين
احتراق كذبة
صوّبي، أطلقي !
بسبب لعنة عيناكِ
ميونخ
سقوط في هواء
انتقامين
نُطفة
سلامٌ مؤقت
أرقد بسلام رائد
لدرجة الجنون
ضعفٌ : مجدداً
رحمٌ عقيم
الهروب الأخير .. 1
الهروب الأخير .. 2

الاشتعال السادس

4.6K 191 8
babosweet által

توقفت سيارة على حافة الرصيف فأحدثت صوتاً مزعجاً لينظر إليها الجميع ..
نزل من سيارة فراس كالبرق ..
ولكنه جفل حين رفع رأسه ليرى ذلك الدخان يملأ الشقة.

أصابت صدره أشواك ولم يقدر على التحرك!
نسي كيف يتنفس، اختنق بالهواء وهو يرى شقته تحترق أمام عينه!

دمعت عيناه وهمس/ ليس مجدداً.. لا لا... أرجوك.. ربي...لا تفعلي ميهاف! ليس مجدداً !

تحركت قدميه وهو في حالة من اللاوعي...
صرخ وهو يمرّ بين الناس/ ابتعدوا!

ركض حتى وصل الى الشرطيان/ لا يمكنك المرور سيدي! هناك حريق في المبنى!
أمسكه هادي من كتفه وأبعده وهو يصرخ/ لا أهتم باللعنة التي تتفوه بها. ابتعد عن طريقي!

الشرطي الآخر/ سيدي الحريق خطير ولم تصل سيارة الاطفاء بعد، لا يمكنك الدخول.

دفعه هادي بقوة لم يستطع فيها مجابهته وركض إلى الداخل كالأعمى.

تقدم فراس وزيد ومينا وراءه فقال الشرطي/ ابتعدوا ! لا يسمح لكم بالمرور !

تنهد فراس ونظر لزيد بقلق/ رمى حالو بالنار !
زيد وهو يستدير ويغطي وجهه/ ما شفتو بهالمنظر من وقت وفاة أبوه !

كان يصعد الدرج مثنى مثنى...
لم يترك لعقله مجالاً للتفكير أبداً.. يشعر بالدرج يطول!
منذ متى أصبح بهذه المسافة!

قلبه يحترق!
نيران الخوف والجنون توقد في جسده !
هذا ليس هادي المعتاد.

إنه هادي نفسه الذي جلس على ركبتيه بعجز أمام جثة والده ليمتلئ بدمائه!
إن قلبه غير مستعد لأن يفقد أحداً مجدداً.
ليس هذه المرة!

وقف أمام الباب المكسور بألم... أمال رأسه برجاء
نظر الى أرجاء الشقة التي تأكلها النيران
دخل بسرعة وهو يصرخ/ ميهاف !!

سعل وهو يخلع جاكيته ليخمد النيران التي تعترض طريقه..
توجه الى الغرفة ودفع الباب الهش ليسقط..
دخل بسرعة وهو يرمش فالرؤية مشوشة بسبب الدخان المتصاعد..
صرخ مجدداً/ ميهاف وينك!

عضّ يده بندم و همس بألم/ ما تعملي هيك.. تعالي!
خرج واتجه للمطبخ ..
ولكنه توقف وهو يضع يده على معدته التي اشتعلت.. مشى بتثاقل وهمس بضعف/ ميهاف انتي هون؟

ولكن الصوت الوحيد الذي كان يرد عليه هو صوت تحطم الخشب والشرار الذي يتضارب..
كاد يفقد وعيه..
كادت روحه تخرج لمجرد تخيّله لما حصل لها..
ولكنه تمالك نفسه في اللحظة الاخيرة..

لا هادي.. ليس وقت الضعف!
ليس وقت التخاذل!
لا تفعلها كما فعلتها منذ سنة! ..
لا تسمح للعجز أن يحرمك منها ..
افعل أي شيء ولكن لا تضعف!! ..

تحرك عائداً من المطبخ وهو يمشي بسرعة بالرغم من ألمه/ ميهاف ردي علي!
وقف على باب الصالة التي تحولت الى كومة من الفحم..
ابتلع ريقه بغصة وشعر بشئ يسقط فوقه ابتعد عن اطار الباب قبل ان يسقط عليه ..

دخل الغرف غرفة غرفة وهو يسعل ويقاوم اشتعال معدته ..
لم تكن هنا، او هي هنا وتفحمت أصلا..

أغمض عينيه بألم/ يا الله.. ما تفجعني فيها.. إلا ميهاف يارب.. خذ روحي مني بس إلا هي!
ياربي رجعها والله لأخبيها بين ضلوعي والله!!

فتح عينيه على صوت سيارة إطفاء الحريق..
مشى بثقل الى الخارج وهو ينظر ليديه/ وينك؟
رأى رجال الاطفاء يدخلون الشقة ليطلبوا منه الخروج..

كيف سيخرج كما دخل خالياً اليدين منها؟
كيف سيحتمل أن يرى الضوء مجدداً وهي ليست هناك لتنتظره!
ساعده أحد الرجال على النزول،
همس له هادي قبل أن يتركه/ إنها هناك.. لقد فشلتُ مجدداً.. طفلتي أكلتها النيران !!

ركض فراس وزيد اليه حين رأوه.. نظر لهم..
فرأوا في عينيه انكسار روحه و حرقة قلبه..
لن يسمحوا بعودته الى حالته حين فقد والده..
تباً لعيسى وياسر وللمنظمة بأكملها !

وضع فراس يده على كتفه .. ينتظر منه كلمة واحدة لتنفي شكوكه..
ولكنه همس بكلمة قاتلة/ ما لحقتها..

نظر للسماء التي تمطر.. بعدم استيعاب..
أغمض عينيه مجدداً وهو يتذكر كلمتها
"اعتبرو اخر طلب"

ليتني سمحتُ لكٍ بالخروج..
ليتك لم تلقي لعنة لي وتهتمي بأمري!

رنّ هاتفه فالتقطه بسرعة كأنه آخر أمل..
ولكنه توقف وقبض عليه بشرّ وهو يردّ/ وينك!!
قال بابتسامة سخرية/ أعجبني المشهد الدرامي الي عملتو.. تدخل ع الحريق عشان تنقذ حبيبتك الصغيرة!

قال بحقد/ تعال! تعال والله لاشرب من دمك! ووين انت!
ياسر/ طول بالك.. وفّر عصبيتك للي جاي.. لإنو أعظم!
هادي/ أقسم بالله لو صرلها إشي!
ياسر بضحكة/ بتلتقو بجهنم ان شا الله ما تخاف
هادي وهو يضغط على أسنانه/ تعال يا جبان لشوف مين بدو يودي التاني ع جهنم!
نظر هادي حوله وهو يحاول إيجاد سيارته ولكن لم يكن هناك أي أثر.
سمع آخر كلمة/ هاي قرصة عشان ترد تفكر بالانضمام للمنظمة.. تشاو.

أغلق الهاتف فأغمض عينيه بقهر/ والله لأطلّعك من تحت الأرض! لأخليك تتمنى الموت يا ياسر!! صارو تنين! تنين!!

.
.
.

لحظات انتظار قاتلة.. قلوب بلغت الحناجر..
و لم يكن هناك أي أثر!
قال بقلق/ ماذا تعني ؟!
خلع قائد رجال الإطفاء قبعته وقال/ لم يكن هناك أي أثر لمخلوقٍ حيّ في الشقة..
ابتلع ريقه ونبض قلبه مجددا/ ماذا يعني هذا؟
قال الرجل/ قد تكون هربت حين رأت النيران..
عانقت شفتيه ابتسامة/ الحمدلله يا ربي!
نظر لرجل آخر يحمل خزنته/ سيدي هذه الخزنة لم تصب بالضرر.
قال القائد/ ضعها هنا و عد للعمل..

وضعوها على الارض فنظر لها هادي و لم يهتم..
قال لفراس بعيون تلمع/ يعني ميهاف  عايشة! لسا ميهاف بتتنفس فراس!!

ابتسم فراس ووضع يده على كتفه..
زيد/ الحمدلله أجت بالشقة مش فيها.
تنهد براحة وقال/ رح دوّر عليها.. اكيد راحت عند عمر!
قال صوت من خلفه/ هادي! ما الذي يجري!
نظر له بصدمة/ عمر!

عمر بخوف/ هل ميهاف بخير! رأيت الخير على شاشة التلفاز.. لم أصدق!
ن

بض قلبه بخوف/ ألم تأتِ ميهاف إليك!
عمر بنفي/ لم أرها !
هادي مسح على شعره/ أين يمكن أن تكون؟!
فراس/ هل جربت أن ترنّ على هاتفها؟
هادي/ من المستحيل أنها أخذته معها.. بالتأكيد نجت بحياتها أولا..
زيد بتردد/ هل يمكن أن تكون ...
هادي/ أين؟
أجاب بتردد/ عند والدها !؟

عقد حاجبيه.. كيف لم يفكر بهذا ! بالتأكيد عادت إليه!
قبض يده بقهر..
تباً! لقد عادت الى جحره الآن!
ولكنه لن يسمح لها!
سيأخذها من هناك رغماً عنها...
استدار وقال/ لنذهب الى عيسى!

ذهبوا وراءه فنادى زيد/ يا رفاق هل أنا الوحيد الذي يلاحظ وجود خزنة مليئة بالأموال هنا؟!
مينا وقفت جانبه/ لا تقلق سيد هادي.. سوف أهتم بها !

اومأ لهم وصعد الى سيارة فراس معه ومع عمر وانطلقوا...
نظر الى الطريق بتيه..
أحرقت قلبه عليها! وصل الجنون وعاد !
أخافته للحدّ الذي لم يخف في حياته أبداً!!
تبا.. إنها تريد قتله!

.
.
.

ابعد ذلك الحارس الشخصي عن طريقه، ديفيد،
وقال/ لا تحاول! اذهب والعب بعيداً عني الآن كي لا أحرق روحك!

ديفيد/ سيد هادي! السيد عيسى في اجتماع مهم.
هادي و عيونه تتوقّد بغضب صرخ/ فليذهب هو واجتماعه الى الجحيم! ابتعد!
أزاحه عن طريقه وفتح الباب بقوة

التقى بنظرات عيسى المصدوم/ هادي!
نظر لجانبه ليرى امرأة أربعينية ومقابلها .. تجلس صغيرته!

وقفت بتوتر، لا بد أنه اكتشف ذهابها! سوف يقتلها!
اغلق الباب بعنف وتقدم باتجاهها..
ابتعدت بخوف وهي تقول/ رح اشرحلك...

قطع جملتها حين لف يده حول خصرها ورفعها اليه ليعانقها ويضع يده الاخرى على شعرها...
تجمدت وهي تفتح عينيها بصدمة.. ما الذي يفعله!

دفن رأسه في شعرها وهمس/ هدّيتي حيلي.. هدّيتيه!
تجمعت دموعها بعينيها ..
وهي تشعر بنفسها ترتفع عن الارض لتصل الى طوله
ارتجفت شفتيها وهي تبكي/ هادي...

لم يجبها.. بل ظل على حاله يحاول تهدئة جنونه ..
لا تعرف ما الذي فعلته به..
لقد أرسلته تائهاً الى صحرائها وتركته وحيدا يترقّب ظلّاً لها كي يرتوي..
لقد تسبّبت في نبض قلبه لها..
وبالمقابل تركته و ركضت عائدة الى حضن والدها العزيز!

دخل عمر بعد أن أقنع ديفيد .. قال وهو يغلق الباب/ ميهاف هل أنتِ بخير!
عيسى/ عمر! ما الذي يحدث؟
عمر وهو يصدّ عنه/ احترقت شقة هادي.. كنّا نظنّ أنها هناك !

ثقل تنفسها..
ارتخت وسلمت نفسها له لكي يحملها بين يديه كما يشاء.. ليعانقها كما يشاء.
همست/ احترقت ؟!

قبّل رأسها بعمق وهو يبتعد قليلا ويمسك بوجهها/ كنت رح موت خوف! بدك تقتليني انتي؟!
تجمعت دموعها مجدداً وهمست باختناق/ ما كنت قاصدة..
هادي/ إنتي منيحة! صرلك اشي؟
هزّت رأسها/ ما .. ما كنت هناك لما احترقت!
تحوّلت ملامح وجهه من الخوف الى الصرامة وقال/ وين كنتي!
ارتجفت شفتاها/ ما كنت بدي اخالف حكيك.. بس اشتقت لماما صوفي كتير وجيت اشوفها !!
عقد حاجبيه بقوة/ صوفي!

همست/ المرأة الي جمب بابا
ف

تح فمه ليقول شيئاً ولكنه عجز!
هل يوبخها!؟ هل يصفّق لها على فعلتها !؟
لا يدري !!
فقط أعادها الى حضنه وتنهد بقوة/ تعبّتيني

وفي الجهة الأخرى التي كان هادي لا يراها أصلا من شدة قلقه..
وقف عيسى يراقبه بهدوء غريب..
ذبلت ملامحه حين رأى خوفه وجنونه عليها وتعامله معها..
" لقد وفى بوعده.. كان لها الأب والأم وكل ما تحتاجه! .. "

.
.
.

قصر ياسر

فتح الباب بقوة وصرخ/ ياسر! شو الي عملتووو
وضع ياسر كأس النبيذ على الطاولة وهو يرفع يديّ قميصه/ شو عملت؟
عزّ بقهر/ ولاا اشي! بس حرقتلو شقتو
ابتسم/ وهاي البداية لسا !
عزّ/ ليييه ! مرتو شو ذنبها !
ياسر/ انت جاوبت اصلا! ذنبها انها مرتو !

عزّ وهو يبتلع ريقه بغصة/ هي ما الها دخل.. ليه عملت هيك!
ياسر/ فركتلو ذانو بس
عزّ بسخرية/ بتقوم بتحرق مرتو ؟!
ياسر بغضب/ وبحرق كل الي بخصّوه بدون ما يرف لي جفن! شو صرلك ؟ ع أساس إنك معي!
عزّ بقهر/ معك.. بس مش على الناس البريئة!
هزّ رأسه بأسف/ يا خسارة يا عزيز.. لازمك كتير لتتعلّم وتصير متلي.
قال بملامح جامدة/ ما رح اصير متلك ابدا.. ما تحاول ياسر ! مستحيل أزهق أرواح الناس عشان متعتي بس !

راقبه ياسر وهو يخرج..
هز رأسه وهو يلتقط الكأس/ ما عرفت أربيه..

نظر الى هاتفه الذي يرن وأجاب/ عزيزتي هيلين
هيلين/ ماذا حصل معك أيها الثعلب؟
قال بابتسامة نصر/ بإمكانك تعزيته بأرنبته الصغيرة..
قالت بعدم تصديق/ اذن.. تخلصت منها !!
ياسر/ اجل يا حبيبتي ولن تريها مرة أخرى!
هيلين ابتسمت/ اللعنة ياسر.. انت تدرك كم احبك صحيح؟
ياسر وهو يجلس على مكتبه/ سأدرك هذا عندما تقولين لي أنك فزت بجعل هادي خاتما في اصبعك.
هيلين/ اذن انتظر مني الاخبار الجميلة.. وداعا
ابتسم وهو يغلق هاتفه/ انها فقط البداية هادي، البداية!!

.
.
.

في تلك الصالة المشحونة بمشاعر متضاربة...
ألقى نظرة على تلك المسمّاة ب" صوفي"
ثم نظر الى عيسى الذي قال/ كيف احترقت؟
هادي بنظرات قاتلة/ ما بعرف.. الشرطة لسا بتحقق
عيسى/ ان شا الله خير..

نظر الى ميهاف التي لم تفارق هادي كأنها لا تعرف أحداً غيره في هذا العالم/ ميهاف اذا تعبانة روحي نامي
هزت رأسها بالنفي/ لا..
لم تنظر له فشعر بالقهر فهي تتعامل معه هكذا منذ وصلت الى القصر!
هذه ليست ميهاف التي يعرفها!

عيسى/ خليكم هالفترة هون.. لحتى ترتبو اوضاعكم
اومأ ببطئ/ ماشي

عمر بملل لأنه لم يفهم/ سوف أغادر
أوقفه عيسى/ تعال.. تناول الغدء معنا
قال بجمود/ شكراً ولكنني لست جائعاً.
نظر الى ميهاف وقبّل رأسها/ اتصلي بي
اومأت بابتسامة ..

وقفت صوفي وقالت/ سوف أصعد لارتاح قليلا

خرجت مع عمر.. وكانت المرة الاولى، منذ وقتٍ طويل.. يجتمع عيسى مع هادي و ميهاف.
قال عيسى بحنان غريب/ ميهاف..
شعر هادي بقبضتها على خصره.. لم تجبه ..
أكمل عيسى/ ما تتعاملي معي بهالطريقة!
نظرت له أخيراً بحزن/ ولا كيف اتعامل معك؟..
عيسى/ شو الي زعلك مني؟
ميهاف ارتجفت شفتيها/ خبيت عني انو عندي اخ ، بابا!

اغمض هادي عينيه،اللعنة!
بعد كل هذا ما تزال تقول له " بابا "!!

عيسى بتوتر/ كنت مضطر.. عشان احميكم لازم افصلكم
قالت وهي تشعر بقلبها يحترق/ بس..بس هوه اخي ! كيف  قدرت تفصل توأم ؟

سقطت دموعها بشدة.. وكأنّ هادي لا يكفيه جلسته هنا معه لتزيد الامر ببكائها .. كم يتمنى ان يحرقه!!
قال عيسى/ تعالي عندي..
ربّت بجانبه على الاريكة.. ولكنها لم تستجب
بل استمرت ببكائها..
تنهد وهو يقف ويتجه اليها ، مد يده الى شعرها ولكن،وقبل ان تصل الى شعرها، أزاحت رأسها لتضعه على صدر هادي واشتدّ بكاءها أكثر.

لحظة...
ما الذي يحدث هنا ؟!!
وصل انتشاءه بفعلتها هذه حدود السماء!
وأخيراً !
لقد انتصرتُ في هذه المعمعة مع عيسى.
واخيرا اختارتني وابتعدت عن ذلك الشيطان.

راقب ملامح عيسى الباهتة...
صحّح وقفته وهو يشعر ولأول مرة منذ وقت طويل أيضاً، بجرح عميق تسبّبته هي ..
حافظ على جموده رغم جرحه وقال/ بنلتقي عالغدا..

خرج من الصالة فراقبه هادي بانتصار..
أراد ان يقف ويحملها ويدور بها كالمجنون!
وأخيرا.. عيسى يتألم.. عيسى ينجرح.. عيسى ينحرق قلبه !
أبعدها عنه وهو يمسح دموعها ويقول بالالمانية/ أحسنتٍ صغيرتي..

قالت بتوتر/ مش قادرة اطلّع بوجهو.. هو جرحني كتير وكزب عليّ! إلا الكزب هادي.. ما بغفرلو !

تنهد.. وكأن تلك هي آخر كذبة!
وكأن عيسى لم يستر أكثر مما انكشف من أفعاله القذرة..

و لكن هذا يكفي.. لن يسمح لها بمعرفة المزيد.. لأنها ستنهار أكثر من هذه اللحظة..

حضنها وهو يقول/ شششش خلص.. ما في كذب بعد اليوم.. اهدي

رنّ هاتفه.. لعن المتصل أيّاً كان فهو لا يريد الانشغال عنها الآن! هو لم يصدق أن كل ما حدث كان حقيقة..
وكأنه في حلم !
ابتعدت عنه بتوتر وخجل/ هادي.. تليفونك!
قال وهو يحدق في وجهها ويمسح دموعها/ يروح لجهنم...

تباً! تكره نفسها في هذه المواقف! تستمر بالنظر الى عينيه دون أن يرف لها جفن!
تسقط أكثر في حبال سحره الخاص!
وكأنها لا يكفيها ما حدث !
عاد الهاتف الى الرنين.. سحبه هادي دون اهتمام للمتصل وهو يقرّبها منه مرة أخرى ويعانقها/ ألو..
ليصله صوتها الحزين، أو كما تدعي/ مرحبا سيد هادي.. لا ادري ماذا اقول.. انصدمت بذلك الخبر جداً !!
تنهد، هيلين مجدداً
أكملت/ تعازيّ الحارة بشأن زوجتك.. لقد حزنت جداً من أجلها.. كانت صغيرة..

ابتسم ابتسامة شرّ وقال ببرود/ هذا قضاء ..الحمدلله على كل شيء

هيلين/ إن كان هناك أي شيء أفعله.. فقط أخبرني..
هادي/ شكرا لاهتمامكٍ..
هيلين بتوتر/ متى ستكون جنازتها؟ أود أن أكون معك في هذا الوقت العصيب. اسمح لي.

انحنى برأسه وهو يراقبها تغمض عينيها ويبدو عليها النعاس .. مسح على شعرها وهو يقول في داخله " بعيد الشر عن قلبها.. رح تكون جنازتك انتي وياسر بدالها."

قال/ لن أدفنها.. قبل أن أجد من قام بهذه الجريمة
قالت بارتباك/ جريمة؟ ظننت أنها حادثة
هادي ببرود وهو يلف خصلة من شعرها على إصبعه/ ثقي بي.. إنه عملٌ مدبّر.. وسوف أجد فاعله
أكمل بقسوة/ وعندما أجده.. أقسم أنني لن أرحمه !
هيلين/ بالطبع.. خذ بانتقامك هادي!
نظر لها وهي نائمة وتمتم/ سآخذه.. سآخذه.
هيلين/ حسناً.. سأغلق الآن.. اراك لاحقا

أنهى المكالمة وضغط على رقم زيد وقال/ وينك؟

زيد/ ببيت مينا .. أخدنا الخزنة هناك وفراس اجا، ارسلك العنوان!؟
هادي/ لا .. هيني جاي.

أغلق الهاتف وهو يبحث عن الورقة التي كتبت فيها عنوانها حتى وجدها في جيبه.
حمل ميهاف وصعد بها نحو جناحه.. فتح الباب ودخل الى غرفة النوم ليضعها على سريره...
أبعد شعرها عن عينيها/ نامي قطتي السوداء.. نامي ولا تهتمي،
سأحاسب كلّ من فكّر في إيذائكٍ !

يتبع...

VOTE⭐🌟.

Olvasás folytatása

You'll Also Like

32.4K 1.1K 32
رواية خيالية باللغة العربية الفصحى
543K 36.9K 64
حـقـيقيـة ٪100 أَرْبَعَةٌ لِبَوَاتِ يَدُورُ حَوْلَهُنَّ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الذِّئَابِ لَڪُلِ مِنْهُمَ غَايَةِ.... _متجبرات _قَوِيَّاتِ _شَامِخَاتٌ ...
22.4K 1.8K 29
•الأخوات كهرمان • رواية من وحي الحياة • تبدأ أحداث الرواية في خمسينيات القرن الماضي في العراق وبالتحديد ببغداد عندما انتقل الإمام "ناصر" من جنوب العر...
288K 8.8K 30
Story by : hontee5 هكذا كانت بداية جنونه بوردة ذهبية أنبتتها الرمال وسط الصحاري.. لم تجد من يرويها بعد عطش السنين .. اندفع نحو فتاةٍ تفتن الرجال...