لا يمكن، لماذا الأن من بين كل الأوقات؟ لم اكد انتهي حتى دوى ذلك الصوت المهيب يهز الأركان ومعه تعالت صرخة خرجت من بين شفتي المرتجفتين ثم اخذت ابكي واضعتا يدي على اذناي لأحد من الصوت دون فائدة فجثوت ارضا في شلل كامل وجسدي يرتجف في رعب حتى بعد غياب الرعد لم اتحرك من مكاني في خوف ورعب حين سمعت من يقول:
-جوزفين؟ اهذه انت؟
ثم حين نظر الى حالي قال:
-اذن انت تخافين الرعد بالفعل
ذلك الصوت؟!!!! رفعت رأسي في دهشة نحو جين وقلت بخفوت:
-جـ..جين؟
في هذه اللحظة لم اشعر بالضيق والغضب الذين يعتريانني عندما ارى جين بل كل ما احسست به هو قليل من الأمان وهو يبتسم لي محاولا تهدأتي لكن هذا لم يوقف ارتجافي او بكائي لكنه خف قليلا قال لي وهو يمد يده نحوي بهدوء:
-هيا سأرافقك
صحيح اني خائفة بل مرعوبة،صحيح اني ارتجف وصحيح ايضا اني ابكي لكن هذا لا يعني على الإطلاق ان امسك يد جين فنظرت الى يده بغضب مشمئزة خصوصا وانه قد رأني على هذه الصورة فأزحت يده بعيدا واعتدلت وقلت من بين دموعي:
-ابعدها فأنا لا احتاجها ،يمكنني السير بمفردي
تغير تعبيره للحظة ثم تنهد في صمت دون ان يرد حينها سمعت صوت الرعد من جديد فصرخت بكل قوتي وانتفض جسدي ولا اراديا وجدت نفسي احتضن جين بقوة مغلقة عيناي وانا اجهش بالبكاء واهتف:
-كفى..كفى
وحين خفت صوت الرعد ادركت ما افعله واني احتضن جين لكني مع ذلك لم استطع تركه كنت خائفة جدا لكنه قال:
-جوزفين هيا يجب ان نذهب ،عليك تركي الان
كان لا يزال غاضبا من معاملتي له كما هو واضح لكنه لا يفهم لا احد يفهم فيما عدا اخوتي ما الذي يحدث لي عندما اسمع صوت الرعد هو لا يدرك خطورة الأمر بالنسبة لي كانت يداي ترتجفان حول صدره فقلت:
-انا لا استطيع
-ماذا؟
-لا استطيع الحراك من مكاني
دموعي لم تفارق عيني لحظة وقدماي لم تعودا تتحملان الوقوف اصلا فتهاويت ارضا في حين نظر لي جين في قلق وقال:
-هل انت بخير؟
-لا استطيع الحركة
قلتها مكررة جملتي لأجده ينحني بجواري ويقول بابتسامة هادئة:
-لا بأس يمكننا الجلوس هنا حتى تهدئي ثم تستطيعين الحركة من جديد
نظرت له في تردد فقال:
-لا تقلقي سأظل هنا معك
حاولت تهدئة نفسي فأغمضت عيني وانا افكر في ان جين يعاملني بطريقة مختلفة هذه المرة ويبدو اني غفوت قليلا
((نظر لها جين بوجه خال من التعابير وهي غافية وقال:
-لم اتصور انك قد تخافين من شيء كهذا وبهذه الطريقة الغير طبيعية
ابتسم وهو يكمل قائلا:
-لقد تفاجأت
نظر لها للحظة ثم وضع يده يربت على شعرها حين...))
فتحت عيناي فجأه غير مصدقة اني قد غفوت للتو فقط لأجد يد جين مستقرة على رأسي فلم يكن مني الا اني دفعت يده بغضب وانا اقول:
-لا تلمسني
لم يعلق بل اعتدل واقفا وقال:
-اعتقد انه يمكنك الحراك الأن، هيا بنا
فقمت وانا اقول:
-حسنا
المطر لم يتوقف لكنه خف عما كان وهذا جيد، سار جين وانا خلفه في صمت لفترة ،كنت اشعر بإرهاق شديد لكن يجب ان اتحمل حتى نصل الى المنزل حينها تذكرت امرا فقلت:
-جين لم جئت خلفي؟
قال بإقتضاب:
-لقد اتصل بي سيتو و..
توقف عن الكلام حين سمع شهقتي فاستدار الي بحده متسائلا في تحفز فقلت:
-اظن اني سمعت صوت الرعد من بعيد
-لم اسمع شيء ربما هي مخيلتك
قالها في برود ثم استدار مكملا طريقه ،ان سماعي لذلك الصوت اقلقني وبدأت اشعر بالخوف والتوتر نظرت الى جين في حقد ذلك الوغد لا يدري ما امر به ثم تحول نظري الى يده وقلت لنفسي انا الحمقاء لأني لم اقبل بمساعدته من البداية حينها سمعت صوتا من بعيد فكانت ردة فعلي ان امسكت يد جين في صمت وادرت وجهي بعيدا عنه بعد ان لمحت تلك الابتسامة ترتسم على شفتيه سرت في جسدي رجفة بسيطة فقال جين:
-انت ترتجفين
-لا انا لا افعل
كنا قد اقتربنا من البيت بالفعل حين شهقت بقوة وغرزت اظافري في يد جين انا متأكدة مما سمعت وقد سمعه جين ايضا فقبض على يدي ليطمئنني وقال:
-هيا يجب ان نسرع
لكنه لم يلق استجابة مني فقال:
-جوزفين ماذا بك؟ انت تتعرقين بشدة
لم يكن هذا فقط بل وكنت انتفس بصعوبة شديدة انا لم اعد اتحمل اعصابي لم تعد قادرة على تحمل المزيد لكن من قال ان العاصفة انتهت هنا وبينما انا قد بدأت ادرك دخولي في حالة انهيار وان اي صوت مهما كان صغيرا او كبيرا سيكون كارثيرا بالنسبة لي دوى الرعد مجددا وكأنه فوقي تماما فأخذت اصرخ دون توقف وجين يقف امامي عاجزا عن فعل اي شيء بكيت بقوة متمنية انتهاء هذا الكابوس دون جدوى حين رأيت امامي بيتر متجها نحونا متكأ على عصا وكان هذا ما احتجته لقد ارتميت عليه ثم اظلمت الدنيا امامي
*** *** ***
فتحت عيناي بصعوبة ونظرت حولي لأرى جين وبيتر ينظران لي قمت بصعوبة وانا احاول ان ارتب الأمور ان رأسي يكاد ينفجر من شدة الصداع وانا اقول:
-اين انا؟
فرد بيتر:
-لا تقلقي انت في غرفتك لقد توقف المطر
صحيح لقد تذكرت الان ..الغابة ...الرعد...جين ،احمر وجهي بشده بعدما تذكرت ما حدث في الغابة وضعت يدي على فمي ثم نظرت الى جين في غضب وقلت:
-ما الذي تفعله هنا ارحلـ......
في هذه اللحظة دخل سيتو الغرفة فابتلعت بقية جملتي في غيظ في حين ابتسم جين بسخرية ،نظر لي ستوا وبعد ان تأكد انه لا يوجد خدش بي تنهد بارتياح وهو يقول:
-يبدو انك بخير
ثم نظر الى بيتر نظرة بمعنى (هناك ما يجب ان نتحدث عنه خارجا) فقل لجين برسمية:
-شكرا لإعتنائك بها وجلبها الى هنا
فرد عليه جين بنفس الرسمية :
-لا شكر على واجب
ثم تابع:
-اعتقد ان علي الإنصراف الان
ثم اتجهوا جميعا نحو الباب في حين قال بيتر:
-ارتاحي اليوم ولا تجهدي نفسك
وخرجوا فاستلقيت على الفراش ،هناك الكثير مما اريد التفكير فيه لكن الان سأنام
((بعد خروج الثلاثة من الغرفة قالجين لسيتو:
-ارجو ان تسمح لي بالسؤال في هذا لكن هذا الخوف وردة فعلها تجاه الرعد اني اتفهم الخوف لكن ردة الفعلمبالغ فيها بشدة ان هذا غير طبيعي فما السبب؟
كان بيتر على وشك الاجابة لكن سيتو منعه قائلا:
-بالفعل ردة الفعل مبالغ فيها لك نحن لا نعلم السبب حتى هي لا تعلم
ثم نظر سيتو الى ساعته وقال:
-لقد تأخر الوقت اعتقد ان عليك الرحيل
-نعم انت محق
ثم حياهم وخرج في رفقة احدى الخادمات وحين فعل ارتمى سيتو بجسده على احد المقاعد وقال:
-ما كان يجب ان نخرجها اليوم ان هذا سيئ انت تقول انها فقدت وعيها انها المرة الثالثة على التوالي لكن لماذا؟
رد بيتر:
-اعلم ما تفكر فيه ان الأمر لم يكن هكذا في البداية
-اعتقد انني السبب اليس كذلك؟ فقط لو كنت بجوارها في ذلك الوقت
ابتسم بيتر وقال:
-لا تقلق ليست غلطتك ثم ان جوزفين بخير لكن لماذا لم تخبر جين عن السبب...
-لأني لست متأكد بعد ما ان كان يجب ان يعلم ام لا ))
تجهزت للذهاب الى المدرسة وقد اخبرت الكل اني سأتخر اليوم ممطرا فعلي العودة للمنزل مباشرة على كل حال كان يوم طبيعي تماما في المدرسة لكن جين كان متغيبا هذا غريب عموما كنت قد قررت فعل ما لم استطع فعله البارحة بعد المدرسة فأخذت طريق الغابة مجددا بعد كل شيء هو اقصر طريق ممكن للفيلا الخاصة بنواه وقد وصلتها اخيرا كان هناك شرطي واحد فقط ولن يكون مشكلة على الإطلاق وذلك الشريط الاصفر يحوط الفيلا الذي يفيد بعد الاقتراب فالشرطة لم تنتهي من تفتيش الفيلا بعد تخطيت الشرطي بسهوله ومن حسن حظي اني امتلك مفاتح الفيلا لذا كان دخولها سهلا جدا ومباشرة اتجهت نحو غرفة المكتب فتحتها ثم سرت الى المكتب وبدأت اعبث به بلأوراق بكل درج بل وبالغرفة بأكملها دون اي فائدة هل يتضح في نهاية المطاف اني حمقاء واهمة رفضت ان اعترف بهذا ومع رفضي اتجهت مجددا الى المكتب وبحثت فيه:
-لا شيء مهم ..لا شيـ..
قطعت جملتي حين وقع بصري على ورقة يبدو انها عُملت بطريقة خشنة فقد كانت مجعدة بشدة رفعتها الى بيدي لكن لم اجد فيها شيء مميز انها تحوي كلام كثيرا عن العمل غالبا كدت القيها جانبا حين لمحت شيء في الورقة لا يمكن ان تخطئه عيني فنظرت الى محتواها جيدا وحين بدأت اركز وافهم اتسعت عيناي بشدة واطلقت شهقوة عالية اقرب الى صرخة مكتومة ووضعت يدي على فمي من شدة الصدمة فما كان امامي لا يصدق ولا يمكن ان يكون حقيقة لا يمكن......
*** *** ***
في غرفتي جلست اتأمل الورقة وانا اتنفس بصعوبة لا يمكن ان يكون هذا صحيحا مستحيل ، كان في الورقة ما يفيد اني متبناه نعم متبناة الى اجنس فلادمير الدن ...لا اصدق لا يمكن ايعني هذا اني لست من العائلة ان سيتو وبيتر ودريك ليسوا اخوتي لا..لا كيف اتقبل هذا لا يمكنني مع ان الإثبات امامي وقبل ان ادرك وجدت الدموع تتساقط من عيني فقلت:
-لا..لا يجب ان ابكي فهذا الكلام غير صحيح
لكني اعلم في قرارة نفسي انه صحيح فهذا الورق مختوم بختم حكومي ارتميت على الفراش ودفنت رأسي في الوسادة وانا ابكي ظللت هكذا لفترة ليست بالقصيرة ثم سمعت صوت دريك من اسفل يقول:
-جوزفين اهبطي لقد اصبح العشاء جاهز
حاولت ان يبدو صوتي طبيعيا وانا اقول:
-لست جائعة
بعد ان هدأت اخرجت الورقة من سلة المهملات فقد كنت رميتها من الغضب وعدم التصديق فتحتها ونظرت اليها وقلت لنفسي هل يعلم احد اخوتي بهذا؟ لماذا لم يخبروني اذن؟ لا هذا غير وارد انهم لا يعلمون بالطبع لا يعلمون والا كنت قد علمت انا منذ زمن فهذا امر يصعب اخفاءه اذن هم لا يعلمون على ارجح الأقوال نظرت الى اسمي داخل الورقة وما كان يؤرقني ان اسمي ليس مكتوبا بالكامل بالأحرى هناك من شطب على اسم الاب والجد اي انه لا يوجد سوى اسم جوزفين في هذه الورقة لكن لماذا تم الشطب؟ وهل نواه هو من فعل هذا؟ ثم تذكرت ان الورقة ليست الشيء الوحيد الذي وجدته بل كان معها خريطة لكن لم افهم ماهيتها فتركتها في الفيلا....تنهدت طويلا ثم طويت ورقة التبني ووضعتها في دولابي ثم استلقيت على الفراش وانا اتسائل لماذا اكتفت كل هذا؟ هل كان يجب ان اذهب بفضولي الى الفيلا؟ فكرت في الامر للحظة ثم قررت ان لا احد يجب ان يعلم عن هذا لن اخبر احدا ولسوف تبقى الامور كما هي وسيبقى سيتو وبيتر ودريك اخوتي ،هل سيغرون معاملتهم لي ان علموا الحقيقة؟ لا اعلم ولا اريد ان اعلم ولن اخبر احدا عن هذا ثم تنهدت مرة اخرى لقد تلقيت الكثير من الصدمات مؤخرا الا يكفي ، هذا كثير حتى علي اغمضت عيني بقوة محاولة النوم الذي لم يأتي تلك الليلة .
................................................................................................................................................................
ملحوظة: صورة الفصل توضح نسب العائلة واين كان يقع نسب جوزفين قبل ان تكتشف انها مُتبناه