وعد ريان بقلم أسماء حميدة

By user92149849

376K 18.5K 3.6K

انتفضت بفزع عندما أحست بذراع تحاوط خصرها و يد تكمم فمها و أحدهم يسحبها أسفل جذع الشجرة التي كانت قد تسلقتها م... More

اقتباس
اقتباس
البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد والعشرون
البارت ٢٢
البارت ٢٣
البارت 24
البارت 25
البارت ٢٦
البارت ٢٧
البارت 28
البارت 29
البارت ٣٠
البارت 31
البارت ٣٢
البارت ٣٣
البارت ٣٤
الشخصيات حسب الظهور
البارت ٣٥
البارت ٣٦
البارت السابع و الثلاثون
البارت 38
البارت ٣٩
البارت ٤٠
البارت 41
البارت الثاني والأربعون
البارت 43
البارت ٤٤
البارت 45
البارت السادس والأربعون
البارت السابع والأربعون
البارت الثامن والأربعون
البارت التاسع والأربعون
البارت ٥٠
البارت 51
البارت 52
البارت 53
البارت _٥٤
البارت_56
البارت_57
البارت_٥٨

البارت_55

2.8K 193 67
By user92149849

#رواية_وعد_ريان
#البارت_55
#الأسطورة_أسماء_حميدة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
كالمقاد إلى حتفه خطى الدكتور منصور باتجاه السيارة التي حمل رجال الصقر جسد عوض الغائب عن الوعي ووضعوه بداخلها، فالتمعت عينا منصور بالحماسة بعد يأسٍ، وهو يقرر أن يصعد بالخلف مع المريض استعداداً لاستغلال أي فرصة للقفز من السيارة ما أن يُهدأ السائق من سرعتها على الطريق الوعر.

انتفض منصور عندما استمع إلى صوت همام يسأله بخشونة : - على فين يا ضاكتور منصور؟

شهق منصور بفزعٍ، وهو يبصق بفتحة قميصه عدة مراتٍ بحركةٍ سوقية، يقول باستياءٍ : - عليك وعلى منصور في ساعة واحدة، قطعت خلفي يا عم همام، هاكون رايح فين ما أنا جاي معاكوا أهوه؟! إلهي تتقلب بينا العربية خلينا نخلص.
"بتف في عبك يا منص 🙃 فضحتنا يا عرة الردالة🤝😂"

همام باستغرابٍ : - إيه فيك أنت؟! كل ده عشان سألتك على فين!! آني كنت بجول تاچي تركب جدام مع السواج أريح لك ما تتزنج ورا مع الرچالة.

منصور ببلاهةٍ : - وأنت إيش حشرك أنت؟!أنا بحب الزنقة مع الرجالة عادي جداً على فكرة، هو أنا في ديك الساعة؟!
" منص عتتفهم غلط يخرب بيتك🙈!! منص إيه بقى؟! نخليها منصورة بأمر الله😂"

اتسعت حدقتي همام وهو يرمقه باشمئزازٍ، يقول بعجبٍ : - بتجول إيه أنت؟! يا حظك المجندل يا خيتي من دون كل اللي اتجدمولك ما توجعيش غير الوجعة الهباب دي!!
"لا استنى يا ميمو 🙄تجصد إيه بحديتك الماسخ ده 🤔"
ومن ثم أضاف همام بعجالةٍ : - اركب، اركب خلينا نخلصوا من الموال دِه.

قالها همام وهو يدفع منصور داخل الميكروباص الذي يتسع لاثنا عشر راكباً أراح الرجال جسد عوض على الأريكة الخلفية وصعد اثنان من رجال الصقر يحتلان مقعدين.

  بينما أدت دفعة همام إلى أن افترش جسد منصور الأريكة الخلفية لمقعد السائق بعد أن كاد أن ينكفأ على وجهه ولكن ما راعه أن بمجرد اعتداله بمقعده وجد همام يحتل المقعد المجاور له في حصار لا يمكن الفكاك منه.

منصور بأعينٍ زائغة : - إيه ده يا أبو نسب أنت مش هتغور..... قصدي مش هتسوق.

همام بنظرةٍ جانبية : - لاه عتمان عيوصلنا لهناك، وإحنا معاودين ربك إيحلها من عِنده.

منصور بتأففٍ : - طب اتاخر كده مالك كابس عليا زي القضا المستعجل هو أنا هاهرب!!

همام بسماجةٍ : - حتى لو عجلك وزك ما عتعرفش.

تمتم منصور باستياءٍ، يقول بخفوتٍ : - أبو غلاسة مامتك.

همام باستفسارٍ : - بتجول حاچة يا ضاكتور؟

منصور بابتسامة صفراء : - بدعيلك أميمو، الله المستجاب وينوبك من اللي في قلبي ليك ربعه، وكده يبقى ربنا جبر بخاطري.

همام بسلامة نية : - اللهم آمين، ولك بالمثل يا ضاكتور، بس بلاها ميمو دي عاد.

منصور ببهوتٍ : - ليا بالمثل؟!
ومن ثم أشرق وجهه وهو يضيف بلكنة أهل الصعيد : - ما فرجتش گتير المهم حد منينا يفارج.

انطلقت السيارة تقطع الطريق إلى الوحدة الصحية بينما ظل منصور يلعن حظه العسر فكلما أعد العدة للخلاص ذهبت كل آماله سدى.
                     ❈-❈-❈
بينما عند فتحية المستشاطة غضباً وتريد رؤية محمد على وجه السرعة، استوقفتها وعد تقول بعقلانية : - ما تهدي يا فتحتح وقولي هديت، وسيبي البت اللي أنتِ قافشة فيها دي تروح تشوف خط الصعيد بدل ما يتويها.

فتحية بعنادٍ : - مش هتمشي من هنا إلا لما الكل يعرف الحقيقة، منك لله يا محمد يا ابن أخويا حطيت راسي في الوحل.

قلبت وعد عينها بمللٍ، تقول : - طب البت ذنبها إيه ده بدل ما نشكرها هاتتسببي لها في مشكلة، سبيها يا فتحية الدنيا ما طارتش.

مسعدة برجاءٍ : - أيوه يا خالة همليني الله لا يسيئك ألا لو عوجت عن إكده الگبير عيغفلجها ع الكل أنتِ ما تعرفيش عيعز عوض كد إيه.

تركت فتحية يد مسعدة على مضضٍ وهي تلعن ابن أخيها الذي تسبب في كل هذه الدراما، فلو أتاها طالباً يد ابنتها ما عزتها عنه، وللآن لا تجد تفسيراً يُعقل لما فعله، بينما أطلقت مسعدة العنان لساقيها، فنادتها وعد تقول : - مسعدة... حصلي همس خلي مصطفى يوصلك في سكته.

أومأت لها مسعدة بالإيجاب ومن ثم استكملت طريقها إلى الأسفل لتلحق بهمس ومصطفى وعقلها يعمل في كل الاتجاهات.
وموقف فتحية وما حدث بالأعلى يشغل جانباً كبيراً من تفكيرها وهي تشعر بالحسرة بعد أن تفهمت لِمَ فعل المدعو محمد كل هذا، فقد ألصق بحاله مصيبةً كبرى فقط ليفوز بمَن يحب، مصيبة في عُرفِهم قد تتسبب في قتله.

وبالرغم من إدانتها لما فعل ولكنها أرادت أن يحبها منصور على نفس النحو لذا عزمت على أن تجعله لها ما دام لا يسعى هو إلى ذلك.

وما زاد من تمسكها بما انتوت هو ما لمسته من حبٍ بين مصطفى وهمس بعد أن صحباها في طريقهما بنفس السيارة التي جاءا بها إلى هنا.

إنها لا تستكثر عليهما ما هما به من سعادة ولكنها مشتاقةً لقطرة، تلك الطفلة اليتيمة التي بداخلها ربت دون احتواء وتريد أن تنال حظها من نعيم الدنيا، وما النعيم بنظرها سوى بقرب هذا الأبله الذي وقعت له.

لمحت مسعدة سيارة الكبير تتوقف أمام الوحدة، فأسرعت تربت بحرجٍ على كتف السائق الذي يقود السيارة ومصطفى جالساً إلى جواره بعد أن ترك المقعد الخلفي للفتاتين على مضضٍ، ولكنه لم يكُف عن مشاكسة همس بنظراته عبر المرآة الجانبية وتبادلهما الحديث الهامس بين الحين والآخر.

مسعدة بشغفٍ للسائق : - واجف إهنه يا خوي الله يخليك.

التفتت إليها همس، تقول بتساؤل وهي تشير إلى لافتة على بعد يتعدى العشرة أمتار من مكان الوحدة الصحية : - بس الوحدة لسه بعيد أوي يا مسعدة، هتمشي كل ده على رجلك.

أشارت مسعدة باتجاهٍ مخالف تقول بتلعثمٍ : - لاه يا نضري بس دارنا جريبة من إهنه، وكت محتاچة أفوت أچيب حاچة لزماني ضروري من إهناك وهتدلى الوحدة طوالي.

أومأت همس بتفهمٍ، تقول باهتمامٍ:
-As you like Honey
-بس بليز خدي بالك من نفسك.

ابتسمت عينا مسعدة عاكسة تلك البسمة العذبة التي ارتسمت على ثغرها وأخفاها نقابها عن الأعين، تقول بمحبةٍ وود:
-وأنتِ كمان خلي بالك من نفسك وما تعوجيش علينا.

وهناك مَن فتح الباب المجاور له يتحين ترجل تلك المنقبة التي لم يعرف عنها سوى اسمها الذي رددته همس، وبالأساس هو غير مهتم لمعرفة المزيد.
كل ما يهمه الآن هو معاودة الجلوس إلى جوار همسه كما كانا طوال رحلة قدومهما إلى هنا حتى توقفا لدى مجيئهما بالأمس عند الاستراحة التي عاهدها بها أنه سيخرج من حياتها إلى الأبد بعد أن طالبته بتنفيذ وعده بتطليقها.

عازمًا على أن يصنع ذكرى أخرى لهما بنفس المكان ليمحو قسوة الأخرى فبالرغم من أنه هادنها حينها إلا أنه لم يكن على استعدادٍ لتنفيذ ما عاهدها عليه ولو وضع السيف على نحره، سيموت ولكن سيظل اسمها مرتبط باسمه لآخر نفس له بالحياة، وكانت هذه أول مرة يقطع فيها وعداً على نفسه وداخله عاقد النية على التنكيس بما عاهد.

شعر مصطفى بالغيرة لما لقبت به مليكته رفيقتها الجديدة ولكنه بادر بالصعود إلى جوارها ما إن رحلت مسعدة، يجلس بوجهٍ متجهم مما أثار دهشة همس التي سألته باستغرابٍ : - مالك يا مصطفى؟! مش أنت اللي طلبت نرجع إسكندرية عشان نبلغ مامي نجوى وعمو، وتقولهم ينزلوا معانا البلد هنا عشان يحضروا الفرح.

ناظرها مصطفى بطرف عينيه يومأ بعبوسٍ لذيذ، ومن ثم أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى عاقدًا ذراعيه أمام صدره يتجاهل الرد على استفسارها بالكلمات مما جعلها تعاود التفكير بالأحداث القليلة الماضية علَّها فعلت ما ضايقه عن غير عمدٍ، ولكن حساسيته الزائدة باتت تقلقها.
بينما انطلق بهما السائق يعلم وجهته، في حين أن أخذ مصطفى يختلس النظر إليها عبر المرآة الأمامية التي عكست تشتتها وعندما احتارت كي تجد تفسيرًا لتحوله هذا، عاودت سؤاله بحيرة:
- ممكن أفهم أنت مقموص ليه دلوقتي؟

اقتربت السيارة من الاستراحة ذاتها المتواجدة على مشارف كفر الزيدي الواقع بحدود المحافظة على أول الطريق الصحراوي، فأجفل السائق عندما أمره مصطفى بصوتٍ أجش :
-على إيدك هنا يا أبو الأسطوات هننزلوا الاستراحة نجيبوا شوية تسالي لزوم الطريق.

السائق بسماحةٍ : - عنينا ليك يا كبير.

صف السائق سيارته تحت تململ همس، ومن ثم فتح مصطفى الباب المجاور له يترجل من السيارة دون التفوه بكلمة، فزفرت همس بإحباطٍ، تهم بالنزول وهي تناديه : - مصطفى!!

ابتسم هذا المشاكس بلؤمٍ محبب وتوقفت خطاه استجابة لندائها بل كل ذرة به كانت في حالة انتباه.

بينما أسرعت همس تتبعه بخطوات أشبه بالركض، وهي تقبض على ذراعه تجبره على الالتفات لها، فرسم الجمود على معالم وجهه وهو يستدير بكامل جسده إليها، يقول :
-إيه اللي نزلك من العربية؟ أنا قولت أخليكي مستريحة وأنزل أنا أجيب لك حاجات حلوة.
"لمؤاخذة يا درش ممكن تعمل حسابي معاك تنستر🙈"

رمقته همس بدهشة، فهو مبهم بالنسبة إليها من أين يتجاهلها والآن يفكر براحتها ويبحث عما يسعدها، فبادرته تقول : - ممكن أفهم أنت بتعمل كده ليه يا مصطفى؟

مصطفى مدعياً عدم الفهم:- عملت إيه بس يا قلب مصطفى!!

همس بغيظ : - أنت فاهم كويس أنا أقصد إيه، فمتعملش فيها idiot!!
"اتهدي يا بسكوتة درش بلدياتي ولو اتكرع في وشك بس هيرجعك بطن your mother immediately وربنا🙄"

أظلمت عينا مصطفى "طب وعهد الله قولتلها يا درش 🙃"، وهو يقبض على معصمها بقوةٍ يدفعها أمامه، وهي تعض على شفتها بتوجسٍ، تؤنب حالها عما زلف به لسانها.
"لا ما تشليش في نفسك هو نويها من الأول وبيتلكك أساساً اشتري مني 😉"

وأثناء ولوجه إلى الاستراحة قابل العامل ذاته الذي ارشده مسبقاً إلى طريق المرحاض.

قابله العامل بابتسامة ترحيبية إذ أن مصطفى كان سخيًّا وكريمًا معه بالمرة الأولى وأعطاه بقشيشٍ محرز ورقة بمية على ما أعتقد 🤔"بيتهيألي بقشيش دي قديمة شوية🤔اتس أوكي اللي طلعت بقى🤣"

حيَّاه مصطفى بإشارةٍ من يمينه، وهو يتوجه بها ناحية المرحاض "يموت في الزنقة، نمس الواد درش والله😂".

تبعته همس بطوعية وهي على يقين أنه غير قادر على إيذائها وبالرغم من هذا فغضبه غير محمود.

دفعها مصطفى بخفة إلى الداخل يغلق المزلاج بعد تأكده من خلو المكان فاستراحات نائية كتلك لا يردها الكثيرون.

مصطفى بنظرة استشاطة : - كنتي بتقولي إيه يا غالية عشان ما سمعتش؟!

همس بتلبكٍ : - ما... ما...

قاطعها مصطفى يقول بعصبية طفيفة:
-بتمأمئي ليه ما كان لسانك مترين برة، ولا هو الكلام الحلو للغرب ومصطفى ترمي في وشه دبشتين بالانجليزي!!

قطبت جبينها بتركيز، تسأله بعدم استدراك: - الغرب؟!

مصطفى بلوية ثغر وهو يدعي الحزن : - أيوه الغرب... صاحبتك المنقبة إيشي honey وإيشي take care ودرش الغلبان تقوليله idiot يا اخي Damn!!

"لا يا درش البسكوتة غيرتك🙄 ما كنتش Damn، أي اسكندراني أصيل بيعبر عن احتجاجه بيا اخي A7A، بس Go ahead لأن المزة لو سمعت استياءك الاسكندراني مع السحبة ممكن يغمن عليها أو تطلب الطلاق أيهما أقرب🤝🤣"

كان يحادثها وهو يتقدم منها بعد أن أفلت يدها مُجبراً إياها على التراجع حتى ألصقها بالحائط خلفها، رافعاً يمينه مستندًا براحته إلى الجدار بجانب وجهها بينما زاغت أنظارها وهي تحاول إيجاد ما تثلج به صدره، فقالت بتلعثم:
-ده كومبليمو عادي يا مصطفى، لكن أنت......

قالتها وهي تخفض رأسها بخفارةٍ، ولم تسعفها الكلمات إذ خشت أن يحرجها لو أنها غازلته بأي كلماتٍ توددية وهو غاضب كالآن.

فهمس يحثها على الاستكمال : - أنا إيه يا ست البنات؟

اختلست نظرة سريعة إلى وجهه ثم عاودت التهرب بنظراتها منه تقول بصوتٍ ناعم:
-أنت my sweet honey.

عض على شفته بجموحٍ وهو يسألها :
-طب لو مش هيضيقك، الhoney عاوز يسمعها وهو باصص في عنيكي الحلوين.

هزت رأسها برفضٍ، تقول باستحياء:
-باتكسف.
"لا مش قادرة اسكت سوري🙄، بتت... إيه يا عنيا!! ده أنتوا خاربينها لغاية ما جالي أنا والمتابعين جفاف عاطتشفي بسببكم🙈، سوري يا درش، كمل، أسفين يا جيهة😂"

ارتفعت يساره تثقل ذقنها يجبرها على النظر إليه وابهامه يداعب طابع الحسن خاصتها وهو يقول بلوعةٍ : - بخيلة أوي يا قلب مصطفى؟!

هامت في سحر نظراته المتطلبة وهو يأسرها برجولته، تشعر بمدى ضعفها أمامه فقربه يزلزل كيانها وشخصيته المهيمنة تعزز أنوثتها؛ فهو قوي مسيطر، ومعها سيطرته تكمن في قدرته على جعلها تخضع له دون إجبار، تنقاد إليه مخيرة لا مسيرة وهذا ما يثير دهشتها.

همست بصوتٍ رقيق، تقول بتيهٍ : - إنت إزاي كده؟!

خفض أنظاره يركز بصره على حركة شفاهها المغرية، وهو يبادلها الهمس : - بردو بتهربي ومستكترة عليا كلمة حلوة!!

قالها وهو يرسم الحزن ببراعة يشيح بنظره عنها، مسدلًا يساره يهز رأسه بيأسٍ مصطنع ولكنه لم يبتعد، فشهقت كغريقٍ وهي ترفع يمينها تتحسس صفحة وجهه، قائلة بتوسل:
-مش بحب أشوفك زعلان يا حبيبي، بليز.

مصطفى بهيامٍ : - أحيه!!

زوت ما بين حاجبيها بغرابة : - فيه إيه؟!

مال برأسه إليها يقول باستعطافٍ أبعد ما يكون عن لفت الانتباه : - همس؟

همهمت باحتياج غير قادرة على التفوه بكلمة وهي تجزم بإنه إذا لم يفعلها ستبادر هي، فأضاف يقول بوجدٍ : - لما جينا هنا إمبارح، وعدتك إني هنفذ لك رغبتك، بس في نيتي إن ده لا يمكن يحصل غير بموتي.

قاطعته تقول بشغفٍ، وقلبها يتراقص فرحاً لاستماتته المُرْضِية لكبرياء الأنثى بداخلها في حبه لها : - بعيد الشر عنك يا درش.

رفع سبابته يكمم فمها قائلاً وهو يبتلع بإثارة:
-لا يا همس، بُعدك أوحش من الموت، ولو كان قبل كده معناه إني أعيش وقلبي معاكي بس كان هيبقى عندي أمل طول الوقت إنك تحنيلي وألقيكي جاية تخبطي على بابي.

-لكن بعد ما دقت حلاوة حبك ليا، لو فكرتي تبعدي هيبقى بتقتلينيي بإيدك، ف......

جاء دورها لتمنعه من الاسترسال وهي تزيح إصبعه عن ثغرها تتشبث بمقدمة قميصه تقف على أطراف أصابعها جاذبة إياه إليها تلتقم شفته السفلية بين خاصتها، فتأوه بلوعةٍ، وهو يسدل يمينه المستند إلى الحائط ليحاوط خصرها، مخللاً أنامل يده الحرة بين خصلاتها الحريرية.
يحكم حصاره لها وهو يتولى عنها إدارة تلك القبلة الشغوفة التي بدأتها همسه بنعومةٍ، وما إن تولى هو القيادة حتى صارت أكثر عمقاً، فهالت الأرض أسفل قدميها.

وما إن شعر هذا المحب بضعفها حتى رفعها عن الأرض يثقل جسدها إليه، وهو يبتعد للحظة سامحاً لها بالتقاط أنفاسها ولكنه لم يكتفي بعد.
"روح يا مصطفى يا ولدي ربنا يفتح عليك فتح الفاتحين🙈، ويصفصف رجالتنا بحق جاه النبي بدل شغل النطح اللي هما ماسكين لنا فيه🙄 والسواطير مسنونة وجاهزة🤝🤣"
                   ❈-❈-❈
عند منصور الذي ظل يتمتم بكلمات غير مفهومة وهو يحاول ثبر أغواره كي يتمكن من متابعة عمله بعد أن فشل في الهروب للمرة التي لا يعلم عددها إذ أنه بات يشكك في مدى صدق مسعدة بأنها ستقبل هكذا وبكل بساطة أن يتزوج صديقتها عليها وبنفس الليلة.

وأثناء انشغاله بتوصيل سن خرطوم المحلول المعلق على الحائل المجاور للسرير الطبي الموضوع أعلاه جسد عوض الذي يبعد عن عالمهم مئات الأميال، فحقنة المهدئ التي حقنه بها ستجعله غائب عن الوعي ليومٍ كامل كأقل تقدير، وذلك بعد أن حمله همام ومن معه إلى الداخل وخرجوا يحاصرون مخارج الوحدة ومنافذها كما أمر الصقر.

استمع هذا الناقم إلى طرق ناعم على باب غرفة الكشف ولكنه لم يكلف حاله الالتفات للتعرف على شخصية الطارق فمن المؤكد أنه أحد الغوغائين المكلفين بحراسته وگأنه أحد الخارجين عن القانون أو الأخ مسعد كما يدعوها  قد جاءت كما أمر كبير الملاعين كما ردد بينه وبين حاله.

ولكن تجمدت يده الممسكة بالسن وهو يستمع إلى صوتٍ أنثوي رقيق، يقول ما إن سمح منصور للطارق بالولوج في تلبية خشنة، وصاحبته تقول إبان صرير صوت الباب الذي فُتِح:
-مساء الخير يا دكتور منصور، أقدر أساعد حضرتك في حاجة أصل مسعدة طلبت مني آجي بدلها عشان تروح هي تستعد لكتب الكتاب.

استفاق ذلك الذي صعق عند استماعه لرنين صوتها التناغمي الناعم بأُذن منتصبة باهتمامٍ، وقلبه يبتهل إلى الله أن تكون القادمة هي مَلَك العروس المنتظرة.

استدار منصور بتمهلٍ، تزامناً مع رفع مسعدة لوشاح نقابها ترفع الستار عن جمال رباني يخلو من أية مساحيق تجميل سوى مُثقل رموش بني أبرز صفاء عسليتيها، وبات السكوت في حرم الجمال هو المسيطر على مَن فغر فاهه ببلاهةٍ، ولم ينطق سوى بسؤالٍ واحدٍ، ولا زالت عينيه تحملق بها في شدوهٍ وقد فتنه جمالها منذ النظرة الأولى.

فالصورة التي رأها لها على هاتف مسعدة وإن كانت لفتاة جميلة ولكن مَن تقف أمامه لحماً ودماً، مرتدية فستان محتشم رقيق التفاصيل يبرز القليل من مفاتنها بوجهها الذي تستحي الشمس أن تشرق في حضرتها لهي أكثرهن فتنة وأنوثة على الإطلاق.

-اللهم صل على النبي، أنتِ مين يا مزة.... قصدي يا آنسة؟

ابتسمت ملك بخجلٍ، تقول برقة: - ملك... ملك صاحبة مسعدة خطيبة حضرتك.

منصور متمتماً ببهجة :
-والله وباضت لك في القفص يا منص، يا بركة دعاكي يا أم منصور.
"فكراها الدعوة يا مفضوح أنت والحجة 🤝🤣"
ومن ثم استكمل يقول بصوتٍ عابث يخاطبها:
-حضرتك إيه بس؟! وبعدين مش أنت ومسعدة واحد؟
أومأت بإيجابٍ، تقول : - طبعاً.

منصور بغباءٍ : - خلاص خلي البساط أحمدي و قوليلي يا منص، كده كده مسعدة بنت حلال ومش هاتستخسرني فيكي.

أدعت مسعدة عدم الإدراك، تسأله باستفسارٍ :
-مش فاهمة؟!

منصور بتواضعٍ زائف : - مبروك عليكم أنا، اشتريت 🤝🤣.
"أنت بايظ أمنص بربك🙃 البس مش خسارة في هبلك😂"
#الأسطورة_أسماء_حميدة
وحشتوني جداً وآسفة ع التأخير، مواعيد #رواية_وعد_ريان هاتكون كل جمعة بإذن الله وإن شاء الله مفيش انقطاع.
وبالنسبة ل #رواية_عقول_غيبها_العشق هاتكون الأحد والأربعاء على مدونة رواية وحكاية، وده لينك الرواية👇
https://rewaiyawhekaya.blogspot.com/2023/12/3qol.comp.html
يا ريت نتعاون وتفتحوا نفسي ونسجل قراءات كتييييييير على اللينك، وما تقلقوش المدونة غير التطبيق لا محتاجة تحميل ولا الفصول بتتقفل وتقدروا تلفوا لفة على روايات المدونة مش هتلاقوا حاجة مقفولة، وتقدروا كمان تقرأوها من على جوجل اكتبوا في شريط البحث رواية عقول غيبها العشق هتلقوها.

بأمر الله هنخلص وعد ريان وهانكمل معقل الجن واحتمال كمان تنزل سجناء الجزيرة على المدونة وجاري التفاوض بخصوص عقدها.

Continue Reading

You'll Also Like

8M 504K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
422K 19.6K 45
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
7.3M 357K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
260K 22.4K 52
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...