البارت 29

6K 270 72
                                    

وعد ريان بقلم أسماء حميدة.
البارت التاسع والعشرون.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين و كل من له نبيا فليصلي عليه
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
عند سارة ومحمد.
بعدما حاصرتها تحية بالأسئلة و الإلحاح، وردها المندفع الذي لم تقصد به ما وصل زوجة خالها من موافقتها على الخطبة إلى علاء ابن عمها، فبهذا وضعت نفسها بمأزقٍ كبير، لقد أرادت محاورته، فوقعت هي بالفخ.
تحية : يبقى على بركة الله، أما أقوم أفرح أمك.
محمد بصوت جحيمي وهو يناظر سارة بتوعد : أنا قلت ما فيش كلام في الموضوع ده تاني، وسارة لسه صغيرة، وما تشغلوهاش بخطوبة وجواز من دلوقتي.
ارتعدت سارة من نظرة التوعد تلك، ولكن لا مانع من اللعب قليلاً.
(ابعدي عنه دلوقتي هيبلعك 😂).
سارة بغنج وهي تقترب منه فلقد اعتادت على التدلل عليه في بعض الأحيان هي وهناء قبل وقوعه لها، تتشبث بذراعه تحيطه بكفيها  موجهة حديثها إلى تحية، وهناء تشاهد تحول أخاها، وبداية شرارات العشق وهي تشعل غيرته .
سارة : خلاص بقى يا توحة، البوب بردو خايف على مصلحتي، ده مهما كان أخويا الكبير.
(أوووبا قابلي يا مزة 😂).
رفع محمد ذراعه الحرة يقرص خدها بقوة قائلًا، وهو يبتسم لها إبتسامة صفراء جازًا على أنيابه : قلب أخوكي الكبير.
تحية باستسلام خلاص : يا محمد إنت بردو متعلم وفاهم و أدرى بالمصلحة، وبعدين لو نصيبها هيستناها.
سارة وهي تدعي التفكير : تفتكري هيستناني يا توحة؟!
(اه يا بنت المجنونة😂).
محمد وقد طفح كيله منها، غارزًا أصابعه يفك تشابك يديها التي تحيط ذراعه بغل نافضًا إياها عنه بغضب مستتر قائلًا : وماله! هنشوف الموضوع ده بعدين، خشي اتخمدي، قصدي نامي إنتي وهناء دلوقتى، يا قلب أخوكي.
قال الأخيرة بتلكؤ متكئًا على كل حرف بها وهو يرسل لها رسالة خفية لهم، واضحةً لها، ألا و هي لقد بدأت اللعبة.
🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄
ترك ماجد ريان متصلبًا أمام باب القاعة، مترددًا في دخولها مرةً أخرى، حيث أنه وجد إمرأة لم يتحقق من وجهها متشحةً بالسواد، تأخذ مكان وعد على التخت، مما جعله يشك بأنه قد اختلط عليه الأمر وأخطأ في القاعة المنشودة، ولكن كيف؟! وهو صاحب الذاكرة الفولاذية، حسناً سيستأذن طارقًا على الباب ليتبين الأمر، ربما هي نفسها القاعة، وقد أتت إحدى العاملات بالدوار لتعاون وعد نظرًا لحالها.
طرق باب الغرفة فوجد صوتها المألوف إليه والذي حفظه عن ظهر قلب، يأذن له بالدخول، فتأكد ظنه بأن من رأها لم تكن سوى إحدى الخادمات، فتلك هي قاعتهما.
وعد من الداخل : اتفضل.
فتح ريان باب الغرفة، وما إن دخل إليها حتى جحظت عيناه في ذهول، من تلك؟! وأين وعد؟!
فقد كانت وعد قد أبدلت ثيابها بمعاونة صابحة، وخلعت عنها ثوب الإحتفال تلك العباءة الفضية، وارتدت الأخرى والتي ابتاعتها من الدلالة التي أخبرها ريان بأن تشتري منها ما تريد، والذي احضرها الصقر لتشتري منها انجيل أيضاً ما يلزمها.
ريان وقد استدارت عينيه من هيئتها تلك، بهذه العباءة السوداء الفضفاضة والتي تتسع لإمراتين معها، وكانت ترتدي أيضاً غطاء الرأس الخاص بالعباءة قديمة الطراز كإيشارب تعقده من الأمام على هيئة فيونكة تتدلى أطرافها على جبينها مغطية نصف وجهها، فأصبحت تبدو كالندابات، وكانت تلك مهنة قديمة لبعض السيدات في الصعيد و الأرياف، حيث كانت مهمتهن الذهاب الى المآتم بزي الحداد الأسود؛ لمشاطرة أهل المتوفي الحزن، مع قيامهن بالندب والعويل، وإلقاء بعض كلمات الرثاء التي تحمل نفس الوزن والقافية،  تلك المهنة التي تشبه نبطشي الأفراح، وفي المقابل يعطي لهم أهل المتوفي بضع جنيهات إلى جانب تناولهن الطعام في المأتم، الذي يتعاون الأقارب والأهل والجيران في القرى والنجوع على إعداده مؤازرةً لأهل المتوفي، حيث تخرج كل دار صينية محملة بالطعام تسمى صينية العزاء، تحملها السيدات فوق رؤوسهن إلى دار المتوفي؛ ليتناول المعزون واجب الضيافة، وكل دار على قدر استطاعته، تلك الأجواء التي يفتقدها اهل المدينة، ولا زالت تلك العادات المراعية متوارثة لدى أهل الصعيد و الأرياف الكرماء، ولكن مع إندثار تلك المهنة، مهنة الندبة.
ألقى ريان كيس الأدوية الذي بيده إلى جانبها على التخت.
ريان : إيه ده؟! إيه اللي إنتي عاملاه في حالك ده؟! حد مات لك إياك؟!
وعد وهي تشيح له بيدها : والنبي يا أخ، أنا مش فايقة لك، وأبعد عني الله يسهل لك.
وهو الذي كان يمني نفسه بالانفراد بها؛ ليحظى بما لم يحظى به هناك بالأسفل.
ريان بخيبة :يا أخ!! والله يسهل لك!! ليه هشحت منك إياك؟!
وعد وهي تشهر سبابتها في وجهه: لا بص، إنت اللي إياك ثم إياك تفكر بس إني ممكن أسمح لك تنام هنا على السرير، كفاية إن أنا و إنت هنام في أوضة واحدة، ولولا رجلي واللي حصل لها، كنت مشيت وسبتها لك مخضرة.
ريان : حيلك، حيلك، وعيالي هموت وأنام چارك؟!
وعد : أنا بنبهك بس.
وما إن أتمت جملتها، حتى اقترب منها ريان، وهو يفتح أزرار جلبابه، ويمد إحدى يديه يرفع أطرافه من الأمام، واليد الأخرى يمدها إلى ياقة الجلباب من الخلف، يشلحه عنه بحركة واحدة سريعة.
شهقت وعد على أثرها بتفاجئ وخجل رافعة كفيها  تغطي أعينها، ووجهها بالكامل  هاتفةً : اهدى، يا ابن المجنونة، هتعمل إيه الله يخرب بيتك؟!
نظر لها ريان بتسلية وقد أعجبه خوفها وانكماشها على نفسها و الذي يناقض حالتها منذ قليل و هي تملي عليه الأوامر و الشروط ،  تغطي وجهها براحتيها؛ ظنًا منها أنه لا يرتدي شيئاً أسفل الجلباب.
ريان متصنعًا الجدية : هعمل ايه كيف؟! هعمل زي ما أي راچل هيعمل في قاجته مع مرته؟!
ريان وهو يلقي بالجلباب على الأرض مصدرًا صوتًا : وادي البوكسر كمان.
شهقت وعد بخجل : هي حصلت للبوكسر.
لم تجد جدوى من معاندته، فهي في موقف  لا تحسد عليه، فلقد أوقعت نفسها بنفسها في فخه، وأصبح هو المسيطر والمتحكم بالموقف، فماذا ستفعل إن أراد إكراهها على شيء ما؟! و إذا صاحت مستنجدة بأحد فماذا تقول؟! وهي من وافقت على هذه اللعبة منذ بادئ الأمر.
أجابته بمهادنة : على فكرة بقى مش انت خالص، إنت أكبر من إنك تعمل كده، وبعدين ترضاها لأختك يا حتة، مش أخلاق الصعيدة دي على فكرة.
حِيَلِها لا تَخِيل عليه، ولكنه بات مستمتعًا بخفة دمها، وحنكتها في إحالة الأمور لصالحها.
ريان بتسلية : لاه ما تبجيش واثجة إكده، مش آني ابن مچنونة كيف ما جولتي، والمچنونة عتخلف إيه يعني، وآني ما يرضنيش اطلعك كذابة.
اجابته وعد سريعاً : مين  الصرمة اللي قال عليك كده؟! ده إنت سيد العاقلين وبالوراثة كمان.
ريان بمشاكسة : شايفك چبتي ورا، ولمن إنتي مش كد اللعب وياي، بتطولي لسانك ليه عاد، يا صرمة؟!
وعد وقد تناست الموقف برمته، ورفعت كفيها تفتح عينيها، وتناظره بغضب، وقد اتسعت مقلتيها عندما وجدته يرتدي سروالًا يشبه ذلك الجلباب الذي خلعه أرضًا، وتيشرت بدون أكمام أعلاه.
حسناً، فقد كان يلاعبها، وها هي تقع في الفخ، وقد جفت الدماء بعروقها لتلك الخدعة، فقد ظنت أنها لن تنجو من براثنه.
وعد بردح : مين دي اللي صارمة؟! يا خواجة على ما تفرج، يا صعيدي بالإسم، يا خرمانت إنت..
ناظرها ريان بأعين مفتوحة، وبؤبؤ عينيه متسعًا، فلقد فهم من كلماتها أنها تسخر منه، ولكن ماذا تعني بخرمانت؟!
اجابها بثورة، وقد اقترب منها وهو يميل بجسده إليها و وجهها على بعد إنشًا واحداً منه.
(وما حدش يسألني يعني إيه إنش عشان أنا شخصياً مخبرش😂)
وهو يفح أنفاسه في وجهها بغضب مما جعل هيئته لا توحي بالخير.
أخذت هي تلعن نفسها في سرها : أبو شكلك غبية، أنتي بني آدمة برأس كلب، أهو هيتحول أهو.
ريان : إنتي عتردحي لي؟! ولا إيه؟! ما  كنتي كيف الجُطّة من شوية، وبعدين إيه خرمنت دي؟! إنتي ما هتلميش لسانك ده اللي عاوز جطعه؟!
اخذت تتراجع بظهرها على السرير برعب كمن يناظر شبحًا، وعادت إلى انكماشها مرة أخرى : فداك يا زعيم، وبعدين إنت فهمت إيه؟! خرمنت دي مش حاجة وحشة لا سمح الله.
ريان : أمال إيه؟! يا أم العريف إنتي؟!
وعد وهي ترمش بعينيها تدعي البراءة، راسمةً إبتسامة سمجة على وجهها : يعني مجنس حضرتك.
ريان بغضب وعدم فهم، وهو يقبض على إحدى ذراعيها متسائلًا : إنتي بتچيبي الكلام ده منين؟! انطجي تجصدي إيه؟!
وعد بتسرع : يعني ملعوب في....
بطرت جملتها، بماذا تهزي؟!
ستوقع نفسها بمشكلة حتمية، ولكنها أسرعت بالقول : بص يا كبير اقطعه وخلصني.
نظر لها ريان بعدم فهم وقال مستفسرًا : هو إيه ده؟!
وعد : اللي جايب لي الكفية، لساني، اللي عامل لي مشاكل مع الناس.
ريان  مشاكسا : إنتي اللي طلبتي، بس كيف دي؟! إبتاعتي آني عاد.
وعد : لا، لا، لا، أنا مابفهمش الكلام الصريح، فما بالك بالتلميحات  كل اللي أنا فهمته إنك بتهددني.
ريان : لو تحبي أفسر ماعنديش مشكلة.
وعد : اتفضل المايك مع حضرتك.
ريان : من حيث إن لسانك عاوز حشه، فده حجيجة لكن الطريجة دي إبتاعتي آني، وآني اللي هختار هجطعهولك بيدي ولا......
وعد بعد ما استشفت تلميحه الوقح تخضب وجهها بالحمرة.
فاستكمل ريان بعد ردت فعلها تلك قائلًا :  شكلك فاهم يا نصة؟!
(إيه ده، إيه ده، الباشا له في قفشات الأفلام😂).
أرادت وعد تغيير مجرى الحديث الذي سيؤدي حتماً إلى وقوع ما لا يحمد عقباه.
(و أنا رأيي كده بردو 😂).
وعد : أمال فين الدوا اللي رحت تجيبه؟! على فكرة ده واجب عليك إنك تعالجني، أنا أصبت في أثناء فترات العمل الرسمية، ما تنساش إن إحنا بينا بيزنس واتفاق؟!
أرادت تذكيره بأن ما بينهم يقع تحت مسمى المصلحة، فلا مجال فيه للمشاعر.
اجابها ريان، وقد فهم ما ترنو إليه، وهو يضع يدها على حقيقة تراها وتتغافل عنها : لو اللي بيناتنا شغل، فحضرتك يعتبر استجلتي جبل الإصابة، لما جررتي إنك عتمشي وبالنسبة للعلاج فهو چارك.
مشيرًا إلى الكيس الذي ألقاه إلى جانبها على التخت.
وعد وقد فهمت أنه يرمي إلى أن تواجدها هنا ليس بدافع المصلحة كما تدعي : أنا فعلاً همشي والصبح.
أراد ريان اثنائها عن قرارها، فقال باغواء : طب والمليون چنيه و100، ولا نجولوا ونص.
اجابته وهي تهز رأسها بنفي دون أن تستوعب عرضه بعد : لا، لا، لا، أنا أخدت قرار......
توقفت باقي الكلمات في حلقها بعد استيعابها لقيمة العرض، بينما ظن ريان أن الزيادة لم ترضيها، فقام برفع قيمة العرض، ولنقل المزاد.
ريان وهو يفرك راحتيه ببعضهما، رافعًا إحدى حاجبيه بتسلية وكأنه يتحدها أن ترفض : على جولك نخليهم اتنين مليون چنيه.
ذهول، كل ما بها ذهول، أيعرض كل هذا المبلغ مقابل تلك التمثيلية.
اطرقت رأسها، وهي تجيب بتراجع:  مش القصد يا ريو، يا خويا، الحكاية كلها إني بس...
ناظرها بعبوس رغم أنه استشف مدى إغراء عرضه بالنسبة لها من إذعانها  في ردها الأخير فقام بالقاء الكرة في ملعبها قائلًا :   Take it or leave it
اجابت دون أن تحسب حسبانًا لما هي مقبلة عليه، عرضه مغري بالنسبة إليها، فهي و أختها بحاجة للمال لتقوم بسداد دين الانتهازي زين، ودفع أقساط جامعة همس الباهظة، فلا زالت أمامها عام أخير، وحتى تستطيع شراء شقة صغيرة يقيمان بها، وما يتبقى ستقوم بعمل مشروعاً صغيرً يكون مصدر دخلٍ لهما، ويكفيهما الحاجة، وبالرغم من احتياجها هذا إلا أن البقاء جواره أكثر إغواء،
وعد : Deal، اشتريت، بس إيه اللي يضمن لي إنك هتنفذ كلامك؟!
ريان : مش هجولك إن كلمتي عهد، لاه.
وتوجه إلى سترة بدلته الفاخرة المعلقة على المشجب بجوار السرير، يخرج من جيبها شيء ما يبدو أنه دفتر شيكات وقلم.
اقترب يجلس على طرف السرير بجوارها حافظًا المسافه بينهما، يصب اهتمامه على ما في يده، يقوم بتحرير سندًا بنكي بقيمه مليون جنيه لحامله، وقام بنزعه من الدفتر، يمد يده إليها به قائلًا : ده شيك بنص المبلغ، والنص التاني بعد فرح ماچد و انجيل.
مدت وعد يدها سريعاً تلتقط الشيك، ولكنه سحب يده قبل أن تمسه يداها قائلًا بلهجته القاهرية : بس أوعي خيالك المريض يصور لك إنك ممكن تاخدي الشيك، وتفَلّقي، لاء، ده إنتي لو في جهنم هجيبك.
ابتلعت لعابها وعقلها يحذرها من خطر قادم، لكنه مد يده إليها به مرة أخرى بعدما استشعر تراجعها، يومئ لها برأسه، وكأنه يحثها على القبول، فمدت إحدى يديها تلتقطه بإرتجاف، وهي تطئمن حالها بأن لا ضير من المكوث لبضعة أيام في سبيل تأمين مستقبل أفضل لها ولهمس.
اجابته طاردة من رأسها تلك الأفكار اللعينة، تفكر فقط فيما يمكن أن يفعله هذا المبلغ بحياتها القادمة، و قالت بمرحها المعتاد : أفَلّق أروح فين بس يا ريو؟! و أشارت إلى قدمها المصابة مستكملة : وأنا مكسحة كده، هات يا شيخ، هات، ربنا يزيدك وبلاش إحنا.
ناظرها ريان بابتسامة ماكرة، لقد وقعت في الفخ مرةً أخرى، سيبقيها حتى ينال منها ما يريد، فما قيمة هذا المبلغ مقارنةً بما لديه، إنه نقطة في بحر ثروة ريان نصار.
قاطعته وعد وكأنها تقرأ أفكاره :بس أنا عندي شرط.
ريان : سامعك.
وعد : اللي بيننا مصلحة وبس، يعني جو التسبيل ده، تنساه خالص.
ريان : كيف ده؟! ما احنا لازمن نسبكوا الدور جِدامهم.
وعد : على مين؟! ماجد وانجيل عارفين اللي فيها، وبالنسبة لصقر فأنا كده كده اليومين الجايين هبقى هنا بسبب رجلي، وكمان الدكتور قال إني محملش عليها كم يوم، وأنت حاول تخلص الموضوع ده أوام أوام.
هز ريان رأسه بإيجاب كاذب وهو يفكر كيف سيملأ جدول أعمال والده هناك، حتى لا يتمكن من القدوم إلى مصر، متيحًا له الفرصه للانفراد بها، وذلك بمعاونة مدير أعماله هناك، حسناً سيقوم بالتواصل معه غدًا ريثما يفكر في الأمر وفي طريقة لإبقاء والده أطول وقت ممكن.
ريان : مش هتاخدي دواكي، وتربطي الچبيرة اللي جال عليها المدعوج ده .
وعد : هاخد الدوا على معدة فاضية؟! ده مش كويس على صحتي، أنا بعت صابحة تجيب لي أكل.
جحظت عينيه بعدم تصديق : إيه ده؟!إنتي عتودي الوكل ده كله فين؟!
اجابته وعد بنزق : جرى إيه يا أبو سيف؟! أنت بتعد عليا اللقمة ولا إيه يا راجل؟!
وما إن أتمت جملتها حتى استمعا إلى طرق على باب الغرفة.
أشارت وعد إلى باب الغرفة بفرحة وكأنها ربحت الجائزة الكبرى في اليانصيب : دي أكيد صبوحة حبيبتي.
اجابها ريان بنفي : لاه مش هي.
وعد : لا أكيد هي.
ريان : لاه، من ميتى وهي عتستأذن جبل ما تدخل.؟!
(صدقت😂).
🤔🤔🤔🤔🤔🤔🤔🤔🤔🤔
وعد ريان بقلم أسماء حميدة.
بعدما رن هاتف همس برقم وعد توجه مصطفى إلى الغرفة التي تقيم بها همس مقتحمًا الغرفه دون استئذان.
(طبعاً أدرش ده إنت صاحب بيت يا راجل😂).
وإذا بها قد خلعت عنها ثيابها الخارجية، إستعدادًا لإرتداء أخرى بيتية مريحة.
جحظت عيني مصطفى من الهيئة التي رآها عليها، وتسائل كم مرة سيقع لها.
لقد وقع في غرام تلك الجنية التي ظهرت له في الظلام عندما رآها أول مرة في الأسفل بعد أن كادت تقع وتلقاها هو بين يديه.
ووقع لتلك الليدي التي تسكن برجها العالي وتختلف عنهم في رقيها وجمالها وهيئتها الفاخرة، بزيها الأنيق حتى وهي في فترة الحداد.
ووقع لتلك المشاكسة التي تحيك الفخوخ و أوقعت ذلك الشاب عند القلعة في شر أعماله عندما تقمصت دور الزوجة.
ووقع لتلك الطفلة ببرائتها ونقائها الذي يراه في عينيها وبهجتها لمجرد وعده لها بنزهة، تلك النزهة التي انتهت بزواجه منها في القسم، وأي نهاية أسعد من تلك.
و وقع لتلك المرأة متفجرة الأنوثة بدفئها وجاذبيتها وعذرية مشاعرها التي لمسها منها، وهو يأخذها في جولة من العشق الروحي يعلمها، ويتعلم كيف تكون قبلة الغرام، وما يراه الآن من هيئة فاتنة وهي ترتدي طاقمًا أنثويًا رقيق باللون الأسود، يتمثل في سروال قطني قصير يلتصق بفخذيها راسمًا منحنياتها بدقة مظهرًا لون بشرتها البيضاء اللامعة، وتوب  قطني علوي سافر يكشف عن ذراعيها ومقدمة نهديها بسخاء.
اطلق مصطفى صافرة، وتلاها بتعليق وهو يغمز لها بعينيه اليسرى قاضمًا شفته السفلى بوقاحة اعتادها مؤخرًا معها هي فقط : أموت أنا في جو العزى ده، تسمحي لي اعزي، قصدي أدخل.؟
شهقت همس بفزع عندما اقتحم الغرفة في غفلة منها، فأسقطت ذلك الجلباب البيتي والتي كانت تهم بارتدائه، وما إن استفاقت من فزعها مالت بجذعها إلى الأمام  لتلتقط الجلباب تستر به جسدها الظاهر أمام عينيه التي تتفرسانها بجوع ونهم.
وما زاد انحناؤها هذا إلا اكتمالًا لمشهد الإثارة ذلك، وقفزت عينيه سريعاً إلى فتحة ثوبها اللعين الذي أطاح ما به من تعقل وثبات، مبتلعًا لعابه عده مرات ، وهو يفتح فمه ببلاها وعينيه مصوبة إلى نقطه ما، حتى بعد أن استقامت في وقفتها تداري جسدها بهذا الجلباب.
همس بتلعثم : إيه ده؟! إنت إيه ده؟! إزاي كده؟! هه!
مصطفى بعد أن قطعت عليه لحظات تأمله منتبهًا لما تقول : مالك بس يا حبيبتي؟! في حد يقول لجوزه إيه ده؟! وإزاي كده؟!
(والنبي يا درش تسأل لنا المودام على المحل اللي بتتعامل معاه إلهي تنستر😂).
همس ببلاها : جوزه .what ever. حتى لو، فيه حاجة إسمها خصوصية يا أستاذ، المفروض إن الhusband يستأذن قبل ما يدخل على  His wife ال Room
مصطفى بسخرية : ده الهاسبند التوتو، و استكمل برومانسية : إنما أنا أساساً طول عمري بحلم اتجوز البنت اللي بحبها عشان أفشخر خصوصيتها، أنا أساساً مش هعمل أبواب عشان زيتنا يبقى في دقيقنا.
(أخص الله يكسفك يا درش، بقى المزة عمالة تقول في مصطلحات علمية قصدي إنجليزية، وأنت تقول لها افشخر وزيتنا ودقيقنا وبتاع😂).
همس وهي تدب الأرض بقدميها، وتشير إليه ناحية الباب : مصطفى اطلع برة، Go out.
مصطفى بكبرياء : لا يا ماما، مش أنا اللي مراتي تطردني من أوضتها، أنا ممكن أطلبك في بيت الطاعة على فكرة.
همس بضيق وهي تجذب خصلات شعرها بغضب تزيحها إلى الخلف بحنق : Oh my good
أدى غضبها و حنقها و توترها  و هي تشد خصلات شعرها منه إلى سقوط الجلباب مرة أخرى و إعادة نفس المشهد.
همس بنبرة موشكة على البكاء : بليز يا مصطفى، اخرج.
مصطفى بعدما إلتمس تلك النبرة المتوسلة أشار إليها بهاتفها الذي بدأ في الرنين مرة أخرى واضعًا إياه على الطاولة المجاورة لباب الغرفة، راسمًا الحزن والعبوس على وجهه : على فكرة أنا عمري ما تخيلت إنك ممكن تعامليني بالطريقة دي، أو تظني فيا الظن الوحش ده، أنا كنت جايب لك تليفونك يا هانم.
واستدار يعطيها ظهره يهم بالخروج فعلى كل حال لقد أوشكت والدته على الصعود، وهو لا يريد أن يضعها في موقف محرج ، وما إن استدار حتى كست ملامحه إبتسامة خبيثة فقد تظاهر بالغضب والحزن؛ ليجعلها تسعى لمراضاته، ثم عاد إلى عبوسه مرة أخرى يحادثها وقد التفت برأسه إلى زاوية كتفه الأيمن دون أن يستدير لها : شكراً يا بنت الأصول ما كنتش منتظر منك كده أبدا.
خرج صافقًا الباب خلفه مكملًا تقمصه.
أما هي أخذت تناديه : مصطفى، مصطفى، استنى بس.
ألعب 👏لقد وقعت في الفخ أديشة 😂).
ارتدت همس الجلباب، ونظرت إلى شاشة هاتفها، وجدت رقمًا غريبًا يتصل بها فلم تلقي بالًا للأمر وخرجت مسرعةً خلفه.
فوجدت نجوى تدخل من باب الشقة، و بيدها بعض الأطباق المغطاة موضوعة على صينية عشاء، وهي تلج إلى داخل الشقة،.
نجوى لهمس : يلا بينا يا هموسة نحضر الأكل عقبال مع عمك زكري يجي.
هزت همس رأسها بإيجاب : حاضر يا مامي.
نجوى بحنو : حضر لك الخير يا قلب مامي.
دخلت همس ونجوى المطبخ، وجداه يقف بجوار الموقد الذي أشعل النار به أسفل بعض الأواني المعدنية ممسكًا بيده ملعقة يديرها داخل أحد تلك الأواني يحرك محتوياته مدعيًا الإنشغال.
نجوى : خلاص يا درش سيب اللي في إيدك،  و انزل غير هدومك بسرعة، وتعالى عشان نتعشوا سوى.
مصطفى مجيبًا نجوى بنبرة هادئة على غير عادته : لا، يا أماه ما ليش نفس، أنا نازل أنام.
اجابته همس سريعاً :لا، إنت ما اكلتش حاجة من الصبح.
تجاوزها مصطفى خارجًا من المطبخ دون أن يلقي عليها نظرة واحدة وكأنها لم تكن تتحدث من الأساس، مما أثار لديها شعور بالذنب لإغضابه منها.
نجوى وهي تستغرب أفعاله، واحداً آخر في موقفه سيتمنى قضاء أكبر وقت ممكن مع من يحبها، وهو الآن يتمنع.
(أيوه يا نوجة، يا أختشي يتمنعنا وهم الراغبون😂).
نجوى : خلاص بقى يا مصطفى، ما تكسفش همس.
اجابها مصطفى ولا زال على تمثيله : خلاص يا أماه هاكل عشان خاطرك إنتي.
أما هي أخذت تلوم حالها، لقد جرحته دون عمد ويجب عليها الإعتذار منه.
وهو المطلوب اثباته واحد صفر لدرش 😂!.
نزل مصطفى سريعاً يغير ملابسه، وهو سعيداً منتشيًا، حبيبته تهتم لأمره ويحزنها ألمه وحزنه.
صعد سريعاً، وقد حضر الحج زكري، و انتهت نجوى وهمس الشاردة بحزن من تحضير الطعام على الطاولة.
جلس الجميع يتناولون الطعام وهو صامت، لا يرفع وجهه إليها أو هكذا ظنت فقد كان يسترق النظر إليها و عندما ترفع بصرها إليه يرسم العبوس و التجاهل، مما أحزانها كثيراً.
بينما أخذت نجوى تسألها عن وعد، وماذا اخبرتها عند مهاتفتها؟ وأين هي الآن؟ والأخرى تجيب بإقتضاب وتأكل دون شهية.
💏💏💏💏💏💏💏💏💏💏
أخذ الصقر يجوب غرفة مكتبه ذهابًا و إيابًا منتظرًا قدومها إليه، ولكنها لم تأتي
كل لحظة ينظر إلى ساعة يده والوقت لا يمر، أصبحت الساعة 11:30 ليلاً ولا زال في انتظارها،
ومع إلتقاء عقرب الدقائق مع عقرب الساعات عند الثانية عشر استمع إلى دقات على باب مكتبه فتسارعت معها دقات قلبه هو الآخر.
ذهب سريعاً يجلس على كرسي مكتبه  بعدما كان يجوب الغرفة بلوعة كالليث  الجريح، ملتقطًا بضعة أوراق مدعيًا الإنشغال آذنًا بوقار للطارق بالدخول.
اندفعت من باب المكتب إلى الداخل ولم تكن سوى انجيل بهيئة مذعورة يبدو عليها التوتر : الحجني يا صجر.
انخلع قلب الصقر لهيئتها تلك، وهب واقفًا عن مقعده متقدمًا منها قائلًا بنبرة مهتمة : إيه فيه ؟! مالك مخلوعة إكده ليه؟!
انجيل : انيتا يا صجر من ساعة ما دخلت لها بعد أما كنا....
صقر  بحرج من أن تستكمل جملتها، وقد أخفض رأسه بإستحياء رجولي جذاب مقاطعًا إياها : إيه فيها انيتا؟!
انجل : لجيتها سخنة وغلبت اعمل لها في كمادات والحرارة ما هتنزلش واصل.
تجاوزها الصقر قائلًا : تعالي إمعاي.
تقدمها هو يعتلي الدرج متوجهًا إلى القاعة التي تمكث بها هي و صغيرتها.
وجد انيتا ترقد على الفراش بوجه محمر اقترب منها صقر يتحسس جبهتها وهي تهزي من شدة الحمى.
مال صقر على التخت يلفها بالغطاء الموضوع عليها ملتقطًا إياها بين ذراعيه موجهًا حديثه إلى أنچيل : خليك إنتي إهنه وآني هروح بيها للدكتور  ما تجلجيش تلاجيها أخدت برد من تغيير الچو ولا حاچة.
انجيل : طب ما تشيع له حد.
صقر وهو يهبط الدرج مسرعًا وهي خلفه : مهيچيش بعد اللي أخوكي عمله فيه.
(وأنت الصراحة أمير 😂)
انجيل متجاوزة حديثه عما فعله ريان، فهذا ليس وقت الاستفسار : طب استنى هاچي إمعاك.
صقر مجيبا بنفي صارم و هو يتخيل نظرات هذا المنصور لها : لاه خليكي إنت إهنه كيف ما جولتلك، وما تجلجيش عليها، هي إمعاي.
انجيل مجيبة بنفي قاطع : 'مش جلجانة عليها طول ما هي معك، ربنا يديمك لينا.
(مش وقت محن الله يكرمك 😂).
خرج الصقر سريعاً آمرا أحد رجاله بالخارج أن يفتح له باب السيارة الخلفية ويقوم بالقيادة.
صعد صقر إلى المقعد الخلفي حاملًا إياها، مريحًا جسدها على قدميه، يحكم الغطاء حولها؛ ليمنع ارتجافت جسدها، يمسد على وجهها بحنو ومحبة قذفها الله في قلب الصقر لتلك الصغيرة التي لم ترى والدها ولم يحن قلبه لها قط.
أمر الصقر رجله بالقيادة إلى منزل الطبيب داعيًا الله أن يكون لا زال بالبلدة ولم يغادرها دون رجعة.
وصلت السياره أمام بيت منصور  فارتجل الصقر من السيارة، وهي تتوسد ذراعيه و رأسها مستريحًا على كتفه  متجهًا إلى باب الدار آمرًا السائق بالطرق علىه.
وفي هذه الأثناء كان منصور قد انتهى من إعداد حقيبة سفره استعداداً للرحيل من البلدة بل من المحافظة بأكملها والوجه القبلي ككل.
وما إن استمع منصور إلى طرقًا على باب الدار، حتى خرج حاملًا حقيبته معه، ليجيب الطارق ويصرفه متعللًا بسفره.
وما إن فتح الباب حتى وجد الصقر أمامه، فظن أنه ذلك الشبح الذي رآه في الحديقة.
فأغلق الباب سريعاً في وجهه وهو يصرخ بهلع : سلام قول من رب رحيم، انصرف لا تؤذيني ولا اؤذيك.
فما كان من الصقر إلا أن.....
انتهى البارت يا قمرات.
تشجيع بقى.
كلنا نتفاعل.
كومنتتكم الحلوة و آرائكم المشجعة بتفرق كثير. 💋💋💋💋💋💋

وعد ريان بقلم أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن