انطلقا لوجهتهما
في الطريق
اوليفيا :{ هل يمكنني فتح النافذة ؟} يفتح لها جهتها :{ شكرا } تنظر لذلك الطريق ،تخرج يدها وتداعب الرياح القوية ، وفي المقابل كانت تلك الرياح تداعب بعضا من خصلات شعرها ، تتسلل له رائحتها الى انفه ،يغلق عينيه كعادته ، ليتلذذ بتلك الرائحة ،ولكن يفتحها على الفور لأنه يقود السيارة ، لم يستمع كفاية بها ،تنهد .
وصلا للمكان بسرعة
،رأت تلك المدينة التي كان يدعوها والدها بمدينة السعادة ، يخرجان من السيارة ويدخلان ، ترى اطفال من حولها فرحين ويركضون ، البسمة على وجوههم مع اهلهم ، يلعبون بتلك الالعاب ،اصوات صراخ تدل على سعادتهم ، كل من هناك سعيد ، ارتسمت ابتسامة على وجهها
اوليفيا { اذا هذه هي مدينة السعادة لم يخطئ ابي }
سمعها الاخر
جونكوك {هيا ماذا تريدين ان تجربين من أين ستبدأين ؟ اي لعبة ؟}
اوليفيا :{ ولكن بشرط ان تركب معي فأنا اخاف لم اجربها من قبل }
جونكوك:{ انا اركب ؟ مستحيل }
اوليفيا :{ ارجوك } نظر لعينيها التي يعشقهما ولم يستطع الرفض تنهد
جونكوك:{ حسنا } فرحت الاخرى
اوليفيا :{ شكرا هيا فلنجرب هذه اللعبة } يجربان كل الالعاب ، كانت السعادة تغمر قلبها ، كانت تشعر انها تطير في السماء ، حتى هو لم يحس بمثل هذه السعادة من قبل خاصة عندما رأى حوريته سعيدة .
جونكوك:{ فلنتمشى قليلا ثم نكمل }
اوليفيا :{ حسنا } احست بالبرد فبدأت تظفى يديها ،رآها الاخر
جونكوك:{ اعطني يدك } استغربت مدت يدها فامسكها وادخلها في جيبه ، تفاجأت من فعلته لكنها فرحت ، لم يحبها ولكنه يهتم بها هكذا كانت تعتقد لا تعرف أنه ميت بعشقها وانها حوريته وجميلته ،وانها اغلى ما لديه . يتمشيان وسط الناس ، لمحت ذلك المحل الذي يبيع الكاميرات الصغيرة ، التفت حولها ورأت الجميع يلتقطون صورا ،
اوليفيا :{ هل يمكننا ان نشتري مثلك تلك الكاميرات ؟} يلتفت حيث تؤشر له
جونكوك:{ هل تريدين مثلها ؟} اومئت له :{ حسنا تعالي }
يدخلان المحل
جونكوك:{ اختاري } تبدأ في الاختيار ،وتأخذ واحدة صغيرة وجميلة باللون الزهري
، دفع ثمنها ثم خرجا من المحل . كان يمشي وهي خلفه تلتقط الصور ، جاء وجهه في عدستها فالتقطت صورة له
اوليفيا :{ فلتبتسم } التفت لها والتقطت صور عديدة له
اوليفيا :{ هل يمكنك أن تصورني امام تلك العجلة الكبيرة ؟} تمد له الكاميرا فيأخذها منها ،تتجه للمكان ،تقف هناك وتبتسم ،وجهها يراه من خلال تلك العدسة ، يبتسم ثم يلتقط صورة لها .تركض نحوه
جونكوك:{ لا تركضي }
اوليفيا :{ هل التقطتها ؟}
جونكوك:{خذي } ترى صورتها وتبتسم :{ انها جميلة شكرا لك هذه الكاميرا حقا رائعة }
جونكوك في نفسه:{ ليست الكاميرا الرائعة بل انت حوريتي ، انني اذوب في جمالك } تتجه لاحد المارة ، كانت امرأة كبيرة في السن
اوليفيا ؛{ عفوا سيدتي هل يمكنك أن تلتقطي صورة لنا نحن الإثنين ؟) تفاجأ من طلبها
السيدة العجوز :{ بالطبع }
اوليفيا :{هيا جونكوك لنأخذ صورة للذكرى } تقترب منه
السيدة العجوز :{ فلتعانق حبيبتك بني } خجلت اوليفيا ،تنهد ثم امسكها من خصرها ، توسعت عيناها ، نظرت له ثم اردفت
اوليفيا :{ فلتبتسم ستكون ذكرى جميلة }
جونكوك:{ لا أريد }
اوليفيا :{ ارجوك لمرة واحدة }
يبتسم
السيدة العجوز :{ 1 2 3 } والتقطت تلك الصورة اول صورة لهما تجمعها حتى صورة زفاف ليس لديهم
تركض للسيدة العجوز وترى تلك الصورة ،شكرت السيدة
السيدة العجوز :{ ابنتي ارى الما كبيرا في عينيك }
اوليفيا :{ عفوا } امسكت السيدة العجوز وجه اوليفيا
السيدة العجوز :{ انت تستحقين السعادة ،لا تقلقي كل شيء سيكون بخير حسنا هناك احد يحبك كثيرا وسيعوضك عن كل شيء لا تنسي ذلك } ابتسمت لها ، نادها جونكوك فالتفتت له
اوليفيا :{ قادمة } التفت للمرأة العجوز لتشكرها كرة ثانية ولكنها اختفت . تفاجأت وكأنها ملاك مبعوث من السماء ارسل لها . ويخبرها ان كل شيء سيكون بخير . جاء جونكوك
جونكوك:{ ماذا حدث ماذا قالت السيدة ؟}
اوليفيا :{ لا شيء } انزلت رأسها ،تمسك دمعتها
جونكوك:{ هيا لنكمل } رفعت رأسها بابتسامة
اوليفيا :{ حسنا } تمشي وترى صورتها الاولى مع زوجها وتبتسم كم احبتها ،وكم فرحت بها . تمرر اصابعها عليها
اوليفيا :{ اجمل يوم بالنسبة لي }
جونكوك:{ هل تريدين المثلجات ؟}
اوليفيا :{ مثلجات ؟}
جونكوك:{ نعم } اومئت له
جونكوك:{هيا تعالي } اسرعت ورائه
جونكوك:{ اي نكهة تريدين ؟} ظلت تفكر ،محتارة
اوليفيا :{ اريد الشوكولاطة، لالا توقف اريد الفانيليا ، او انتظر ممم فلتعطيني الفراولة } ضحك عليها الاخر لا اراديا
جونكوك للبائع :{ اعطني النكهات الثلاثة } ضحكت اوليفيا ،تحك مؤخرة رأسها
اوليفيا :{ انا حقا كنت محتارة تبدو لذيذة كلها }
جونكوك:{ لا تهتمي يمكنك تذوقك كلهم }
اوليفيا :{ شكرا } يمسك لها المثلجات وتأكلهم واحدة وراء الاخرى
جونكوك:{ على مهلك }
اوليفيا :{ انها حقا لذيذة } يبتسم لها
اوليفيا :{ أفتح فمك }
جونكوك:{ لا أحب الاشياء الحلوة }
اوليفيا :{ قضمة واحدة فقط } يفتح فمه فتطعمه القليل ثم ترجع لاكلها مرة أخرى
انتهوا من مدينة الملاهي او كما تسميها مدينة السعادة ، واتجه نحو الشاطئ
تقف هناك
اوليفيا :{ ما اجمله ، أنه حقا رائعا } تنزع حذائها
جونكوك:{ الجو بارد }
اوليفيا :{ سادخل الماء قليلا فقط } تنهد فهو يريد تركها على راحتها ، ترفع فستانها وتدخل رجليها
اوليفيا :{ انه بارد و مريح } ينظر لظهر زوجته وحوريته
جونكوك:{ اههه يا حوريتي ماذا تفعلين بي اههه كم اود أن أراك دائما سعيدة هكذا ، ولا يحزنك شيء ، لو كان بيدي لكنت محوت كل شيء سيء في ذاكرتك ، وتركت الاشياء الجميلة فقط ، اريد فقط ان تبقي سعيدة ومرتاحة ، لو تعلمين مدى حبي وعشقي لك ، لو تعرفين مدى هوسي بك } يمسك تلك الكاميرا ويأخذ صور لها وهي تلعب بالماء ،يمسك هاتفه ويأخذ فيديو لها ، يوثق لحظات سعادتها ، صوت ضحكاتها ملئ الشاطئ ، يبتسم .
يقاطعه اتصال ، يجيب فتتوسع عيناه ،ينظر لزوجته ،ثم يغلق الهاتف
جونكوك:{ أنه يوم فرحك حوريتي ،ستكتمل سعادتك الان } ينادي عليها :( اوليفيا } تلتف له
جونكوك:{ تعالي } تستغرب فتتجه نحوه ، يغلق معطفها ، ويلبسها حذائها
اوليفيا :{ هل حدث شيء ؟}
جونكوك:{ والدك } توسعت عيناها
اوليفيا بخوف :{ هل حدث شيء له ؟ هل هو بخير ؟ ارجوك اخبرني ؟}
جونكوك:{ اهدئي انه بخير ،لقد استيقظ } انصدمت
اوليفيا :{ ماذا ؟ والدي استيقظ } اومئ لها كادت ان تسقط الا أنه امسك بها
جونكوك:{ هل انت بخير ؟}
اوليفيا :{ ارجوك خذني اليه ارجوك }
جونكوك:{ لا تقلقي سنذهب الان }
اوليفيا :{ حسنا هيا أرجوك فلنسرع }
جونكوك:{ لا تركضي ستقعين }
ركبا السيارة واتجها نحو المشفى ،تمسك جهة قلبها ،ينبض بسرعة يراها الاخر
جونكوك:{ اوليفيا فلتهدأي هو بخير }
اوليفيا :{ لا أستطيع سارى والدي الذي غاب عني عشر سنوات ، سارى والدي الذي كان في غيبوبة وتركني لوحدي} تنفجر بكاءا يمسك يدها فتنظر له
جونكوك:{ لا تبكي أظن أن والدك لا يريد رؤية تلك الدموع فلتهدئي حسنا } اومئت له تمسح دموعها
وصلا المشفى
يمشي وتمشي هي ورائه ممسكة بمعطفه وكأنها خائفة من ملاقاته ،لا تعرف حتى ان كان سيتذكرها أم لا . يصلا امام باب الغرفة
جونكوك:{ هيا فلتتقدمي } تتقدم بخوف ،يمسك يدها المرتجفة
جونكوك:{ مستعدة } اخذت نفسا عميقا ثم اومئت له
يفتح باب الغرفة
واذا برجل كبير متوسط العمر جالس على ذلك السرير ، يلتف لهما ، تتمركز عيناه على تلك الفتاة بالضبط ،لمح فيها شيء
والدها :{ عفوا من انتم ؟} تتقدم اوليفيا بخوف
اوليفيا :{ انها انا }
والدها :{ من ؟ } خافت من لا يعرفها
اوليفيا وهي تمسك بكائها وتبتلع غصتها :( ابي انها انا اوليفيا } تتوسع عيون والدها
والدها :{ اوليفيا ؟} التفت لجونكوك
اوليفيا :( انه لا يتذكرني }
جونكوك:{ اهدئي فهو كان في غيبوبة } قاطعهما صوته
والدها :{ ابنتي اوليفيا ، انها انت } التفت الاخرى له
اوليفيا :{ هل تتذكرني ؟) فتح يداه
والدها :{ وهل هناك والد لا يتذكر ابنته } انفجرت بالبكاء وركضت نحوه وقفزت في حضنه تبكي
اوليفيا :{ ابي ابييييي ابييييي ، اشتقت لك } يضم ابنته بشدة ويسمح على شعرها
والدها :{ ابنتي وانا ايضا اشتقت لك }
اوليفيا :{ لما تركتني ابي ،لما تركتني وحدي ،كيف يمكنك أن تفعل هذا؟}
والدها :{ انا اسف انا اسف ابنتي ، اسف لتركك} تفصل الحضن
اوليفيا :{ هل انت بخير ؟ هل يؤلمك شيء ؟ هل اطلب الطبيب }
والدها :{ انا بخير } ينظر لها ثم يمسح على وجهها
والدها :{ كبرت يا ابنتي ،كبرت اصبحت شابة كبيرة ، لكن بقيت نفس ملامحك ، نفس العينين البريئتين ونفس الأنف ، حتى نفس تلك الرائحة }
اوليفيا :{ اجل ابي كبرت واصبحت شابة ، انتظرت استيقاظك على آحر من الجمر كنت انتظر خبر استيقاظك كل يوم لكن لم تستيقظ ، عندما علمت بحادثك تلك الليلة دمرت ، خفت كثيرا ،انتظرتك عشر سنوات ولم افقد الامل ليوم واحد }
والدها :{كان علي أن انقذ تلك الفتاة ولكنني لم انجح ،اعتبرتها في محلك ، تخيلتك مكانها فاسرعت لانقذها اعتبرتها ابنتي ايضا لكني لم أستطع }
اوليفيا :{ لا بأس الان اصبح كل شيء من الماضي ، لا أصدق انك عدت } تقبل يداه ، لمح ذلك الخاتم في يدها ،امسك يدها
والدها :{ هل تزوجت ؟) مسحت دموعها
اوليفيا:{ نسيت ان اعرفكم ،ابي هذا جونكوك أنه زوجي ،جونكوك هذا ابي } تقدم جونكوك وقدم له التحية
ظل والدها ينظر له :{ اوليفيا ان زوجك جميل حقا}
ابتسم جونكوك:{ شكرا سيدي }
والدها :{ هل هو يعتني بك جيدا } نظرت بجونكوك وابتسمت
اوليفيا :{ لا تقلق انه يعتني بي جيدا } ابتسم على كلام زوجته ،يقاطعهما عمها بدخوله ،فتنهض الاخرى من ذلك الكرسي وتختبأ خلف جونكوك ، يمسك يدها جونكوك
جونكوك:{ لا تخافي انت معي}
والدها :{ أخي اتيت ارأيت كيف كبرت اوليفيا ،شكرا لك على اعتنائك بها طوال هذه المدة} ضحك جونكوك بسخرية اما هي فخبأت رأسها في ظهر جونكوك
جونكوك:{ اعتنى بها ؟ تشه } تشد على معطفه ،ينظر فتنفي له برأسه يقترب منها فتهمس له
اوليفيا :{ لا تخبره ارجوك على الأقل ليس الان ،استيقظ للتو من الغيبوبة ،لااريده ان يحزن }
والدها :{ ماذا هناك ؟ هل كل شيء بخير ؟}
اوليفيا :{ نعم ابي كل شيء بخير } اما عمها فكان جالسا ببرود ولم ينطق كلمة كأنه لا يهمه ان عرف أخاه او لا .
جونكوك:{ اوليفيا حان وقت العودة ، يجب ان ترتاحي } اومئت له
اوليفيا :{ حسنا ،ابي ساذهب الان اعتني بنفسك حسنا }
والدها :{ وانت ايضا ابنتي العزيزة } قبلت رأسها وهو أخذها الى حضنه :{ ما اطيب رائحتك ياابنتي } نظر لجونكوك :{ فلتعتني بها حسنا }
جونكوك:{ لا تقلق هي بامان} يمسك يد اوليفيا ويخرجان ،تودع والدها بابتسامة ،وهو يبادلها . وتنطلق مع زوجها
.
..
.
.
..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يتبع